ما رواه الحافظ أبو زرعة الدمشقي في تاريخه من أخبار أبي
حنيفة وأهل الرأي
1- قال أبو زرعة : حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قال :
حَدَّثَنَا عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ :
قِيلَ لِابْنِ الْمُبَارَكِ : مَنِ الْجَمَاعَةِ ؟
قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ ،
وَالْحُسَيْنِ بْنُ وَاقِدٍ ، وأبو حمزة السكري .
قال أبو زرعة : قَالَ لَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ : لَيْسَ فِيهِمْ شَيْءٌ مِنَ الإِرْجَاءِ، ولا رأي أبي حنيفة.
2- قال أبو زرعة
قَالَ : وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ : وُلِدَ أَبُو حَنِيفَةَ سَنَةَ ثَمَانِينَ ، ومات سنة خمسين
ومائة .
3- حَدَّثَنِي
أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قال : حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ يُونُسَ
بْنِ يَزِيدَ قَالَ :
شَهِدْتُ أَبَا حَنِيفَةَ فِي مَجْلِسِ رَبِيعَةَ ، فَكَانَ مَجْهُودُ
أَبِي حَنِيفَةَ أَنْ يَفْهَمَ مَا يَقُولُ رَبِيعَةُ .
4- قال أبو زرعة : وَسَمِعْتُ رَجُلًا قَالَ لِأَبِي نُعَيْمٍ : كَانَ سُفْيَانُ
يُكَلِّمُ أَبَا حَنِيفَةَ ؟
فَأَوْمَأَ بِرَأْسِهِ
: لَا , وَقَدْ كَانَ أبو
حنيفة يبتديه.
5- حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ تَوْبَةَ قال : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
مَهْدِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ
زَيْدٍ قال :
قَالَ لِي أَيُّوبُ : لَوْ جِئْتَ حَتَّى تَنْظُرَ فِي شَيْءٍ مِنَ الرَّأْيِ .
قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ .
قَالَ : فَسَكَتَ سَكْتَةً ثُمَّ قَالَ : قِيلَ لِلْحِمَارِ
مَا لَكَ لَا تَجْتَرُّ ؟ قَالَ : أَكْرَهُ مَضْغَ الْبَاطِلِ .
6- حدثنا أبو زرعة
قَالَ : حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قَالَ : حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ
مُوسَى قال :
سَمِعْتُ ابْنَ عَوْنٍ يَقُولُ : بَلَغَنِي أَنَّ
بِالْكُوفَةِ رَجُلًا يُجِيبُ في المعضلات .
( قلت : مراده أبو حنيفة , لأنه أتى به في آثاره وحين تكلم عليه )
7- حدثنا أبو زرعة
قَالَ : قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ : أَنَا
أَكْبَرُ مَنْ رَأَى أَبَا حَنِيفَةَ.
8- حَدَّثَنَا أَبُو
زُرْعَةَ قَالَ : سَمِعْتُ رَجُلًا قَالَ لِأَبِي نُعَيْمٍ :
كَانَ سُفْيَانُ يُكَلِّمُ أَبَا حَنِيفَةَ ؟ فَأَوْمَأَ
بِرَأْسِهِ أَيْ : لَا.
قَالَ لَنَا أَبُو نُعَيْمٍ : وَكَانَ أَبُو
حَنِيفَةَ يبتدئ سفيان .
9- حدثنا أبو زرعة
قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ عَنْ
شَرِيكٍ قال :
استتب أبو حنيفة مرتين.
10- حدثنا أبو زرعة
قَالَ : فَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ
يَقُولُ :
قَالَ سَلَمَةُ بْنُ عَمْرٍو الْقَاضِيُّ عَلَى الْمِنْبَرِ : لَا رَحِمَ اللَّهُ
أَبَا حَنِيفَةَ ، فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ زعم أن القرآن مخلوق.
11- حدثنا أبو زرعة
قَالَ : حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ
الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رِزْمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ :
كُنْتُ عِنْدَ الْأَوْزَاعِيِّ ، فَأَطْرَيْتُ أَبَا
حَنِيفَةَ ، فَسَكَتَ عَنِّي ، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الْوَدَاعِ قُلْتُ لَهُ : أَوْصِنِي .
قَالَ : أَمَّا إِنِّي أَرَدْتُ ذَاكَ ، وَلَوْ لَمْ
تَسْأَلْنِي ، سَمِعْتُكَ تُطْرِي رَجُلًا كَانَ يَرَى السَّيْفَ فِي الْأُمَّةِ.
قُلْتُ لَهُ : أَفَلَا أَعْلَمْتَنِي
؟
قَالَ : لَا أدع ذاك .
12- حدثنا أبو زرعة
قال : قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنْ سُفَيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ قال :
قَالَ رَقَبَةُ لِلْقَاسِمِ بْنِ مَعْنٍ : أَيْنَ تَذْهَبُ ؟ قَالَ : إِلَى أَبِي
حَنِيفَةَ.
قَالَ : يُمَكِّنُكَ مِنْ
رَأْيٍ مَا مَضَغْتَ وَتَرْجِعُ إِلَى أهلك بغير ثقة .
13- حدثنا أبو زرعة
قَالَ : حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قال : حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ
خَالِدٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ : شَهِدْتُ أَبَا حَنِيفَةَ فِي مَجْلِسِ رَبِيعَةَ ، فَكَانَ مَجْهُودُ
أَبِي حَنِيفَةَ أَنْ يَفْهَمَ مَا يَقُولُ رَبِيعَةُ .
14- حدثنا أبو زرعة
قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ تَوْبَةَ قال : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ
عَامِرٍ عَنْ سَلَّامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ قَالَ : كُنَّا
مَعَ أَيُّوبَ بِمَكَّةَ ، فَأَقْبَلَ أَبُو حَنِيفَةَ – قَالَ : فَقَالَ أَيُّوبُ : قُومُوا لَا
يُعْدِنَا بِجَرَبِهِ .
15- حدثنا أبو زرعة
قال : قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ : قَالَ سُفْيَانُ :
مَا وُلِدَ فِي الْإِسْلَامِ مَوْلُودٌ ، أَضَرُّ عَلَى
الإسلام من أبي حنيفة .
16- حدثنا أبو زرعة
قَالَ : وَحَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَاحِ قال : حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ قال :
سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ : أَبُو حَنِيفَةَ
غَيْرُ ثِقَةٍ ، وَلَا مَأْمُونٍ ، اسْتُتِيبَ مرتين .
17- حدثنا أبو زرعة
قال : حدثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ قال :
سَمِعْتُ وَكِيعَ بْنَ
الْجَرَّاحِ يَقُولُ لِيَحْيَى بْنِ صَالِحٍ الْوُحَاظِيِّ : يَا أَبَا
زَكَرِيَّا احْذَرِ الرَّأْيِ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا حَنِيفَةَ يَقُولُ: لَلْبَوْلُ فِي
الْمَسْجِدِ أَحْسَنُ من بعض قياسهم
!
( رواه الخطيب وزاد في آخره : قال وكيع : هذا عليه ..ولا له )
18- حدثا أبو زرعة
قَالَ : وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ تَوْبَةَ قال : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قال :
قَالَ لِي أَيُّوبُ : لَوْ جِئْتَ حَتَّى تَنْظُرَ فِي شَيْءٍ مِنَ الرَّأْيِ قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ .
قَالَ : فَسَكَتَ سَكْتَةً
ثُمَّ قَالَ : قِيلَ لِلْحِمَارِ : مَا لَكَ لَا تَجْتَرُّ
؟ قَالَ : أَكْرَهُ مَضْغَ
الباطل .
19- حدثنا أبو زرعة
قال : قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ , عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ :
لَمْ يَزَلْ أَمْرُ النَّاسِ مُعْتَدِلًا حَتَّى ظَهَرَ أَبَو
حَنِيَفَةَ بِالْكُوفَةِ ، وَالْبَتِّيُّ بِالْبَصْرَةِ ، وَرَبِيعَةُ
بِالْمَدِينَةِ .
فَنَظَرْنَا، فَوَجَدْنَاهُمْ مُنْ أَبْنَاءِ سَبَايَا الْأُمَمِ .
20- حَدَّثَنِي
الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ قال: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قال:
حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ قَالَ:
لَمْ يَكُنْ فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسَلَّمَ حَرُورِيٌّ وَلَا قَدَرِيٌّ وَلَا مَنْ يَحْلِفُ عَلَى قَسَامَةٍ.
قال أبو زرعة: لَيْسَ يَعْنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ أَنَّهُمْ
كَانُوا لَا يَرَوْنَ الْقَسَامَةَ، أَمْرُ الْقَسَامَةِ صَحِيحٌ مِنْ كُلِّ
وَجْهٍ، يَجِبُ بِهَا الْقَوْدُ وَالْعَقْلُ .
وَلَكِنْ : مَعْنَاهُ
أَنَّهُمْ كَانُوا يَتَّوَقُّونَ الْأَيْمَانَ، وَهَذَا قَوْلُ أَصْحَابِنَا
وَقَوْلُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، غَيْرَ
أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ ، فَإِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ لَا يُوجِبُونَ بِهَا قَوَدًا !
هذا ما وقفت عليه من أخبارهم في هذا الكتاب وكل هذه الأسانيد
صحيحة والله الموفق