Pages

مجهول والحديث الذي رواه منكر !



مجهول والحديث الذي رواه منكر !

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فهذا جزء لطيف في بعض من قال فيهم  الإمام أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي  رضي الله عنه  [ مجهول أو لا يعرف , والحديث الذي رواه باطل أو لا يصح أو خطأ ]

وقد جمعتهم من خلال قراءتي لكتاب ابنه الجرح والتعديل  وهم أكثر مما ذكرتهم هاهنا وإنما كنت أجمع قديماً ثم طال الأمر علي فرأيت أن أنشر ما كتبت لعل الله أن يفع به , ويكتب لي أجره
مع محاولتي بيان وجه نكارة الحديث إن تبين لي ذلك والله الموفق

1- ترجمة :  إِبراهيم بن محمد المدني [ 2 / 131 ]
رَوَى عَن الزُّهْري.
رَوَى عَنه الحسن بن عرفة.
سَأَلتُ أَبي عنه ، فقال : لا أعرفه والحديث الذي رواه عن الزُّهْري خطأ .انتهى
قلت : يريد حديثاً بعينه وإلا فالراوي هذا له أحاديث أخرى .
وبينه في العلل قال ابن أبي حاتم [ 2595]
 وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ حَدَّثَنَا بِهِ الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ :
[ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ : سُدُّوا هَذِهِ الأَبْوَابَ الشَّوَارِعَ الَّتِي فِي الْمَسْجِدِ إِلاَّ بَابَ أَبِي بَكْرٍ ، فَإِنِّي لا أَعْلَمُ رَجُلا فِي الصَّحَابَةِ أَحْسَنَ يَدًا مِنْ أَبِي بَكْرٍ ] . 
قَالَ أَبِي : هَذَا حَدِيثٌ خَطَأٌ ، إِنَّمَا يُرْوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بَشِيرٍ : أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، وَإِبْرَاهِيمَ هَذَا الَّذِي رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ لا أَعْرِفُهُ. انتهى

2- ترجمة : إبراهيم بن نافع الأموي  [ 2 / 141 ] :
روى عن فرج بن فضالة روى عنه يحيى بن عبدك القزويني.
 سألت أبي عنه فقال لا أعرفه والحديث الذي رواه باطل . انتهى
وقد بينه في العلل فقد قال ابنه [2034 ]:
  وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ ؛ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ الأُمَوِيُّ شَيْخٌ يَرْوِي عَنْهُ يَحْيَى بْنُ عَبْدَكَ الْقَزْوِينِيُّ ، عَنْ فَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ ، عَنْ لُقْمَانِ بْنِ.عَامِرٍ ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، أَنَّهُ قَالَ لَهُ : [ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالأُجُورِ ] .
فَقَالَ أَبِي : هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ يَعْنِي بِهَذَا الإِسْنَادِ ، وَإِبْرَاهِيمُ لا أَعْرِفْهُ . انتهى
ولم أقف على هذا الخبر بهذا الإسناد في مصدر آخر .

3- ترجمة اسحاق أبو يعقوب  المديني [ 2/240 ]
 روى عن عبد الله ابا الحسن العلوي روى عنه بقية.
 سئل أبو زرعة عنه فقال لا أعرفه والحديث الذي رواه منكر . انتهى
أقول والحديث ذكر في العلل قال ابن أبي حاتم [ 1192 ] :
 وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة  ، عَنْ إِسْحَاقَ أبي يعقوب المَدَني، عن عبد الله بْنِ الْحَسَنِ  ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ  ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم  :
  [ مِنْ سَعَادَةِ المَرْءِ: أَنْ تَكُونَ زَوْجَتُهُ مُوَافِقَةً، وَأَوْلاَدُهُ أَبْرَارً  ، وإِخْوَانُهُ صالحِينَ، وَأَنْ يَكُونَ رِزْقُهُ فِي بَلَدِهِ ]
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ : هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ . انتهى
قلت : لعل وجه النكارة تفرد هذا المجهول بهذا الخبر المرفوع وأين الناس عن هذا الخبر فهذا تفرد شديد لا يقبل إلا من حافظ , وقد صرح بقية بالتحديث في كتاب الإخوان لابن أبي الدنيا .

4- ترجمة : عبيد بن عبد الرحمن البزاز أبو محمد [ 5/ 410 ]
 روى عن عيسى بن طهمان روى عنه أبو اسامة الكلبى.
نا عبد الرحمن قال سألت ابي  عنه فقال : لا أعرفه ، والحديث الذي رواه كذب . انتهى
قلت : وجدت بهذه السلسلة ثلاث أحاديث ذكرها الطبراني في معجمه الأوسط
الأول :  [ 7679 ]:  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْإِصْطَخْرِيُّ، نَا أَبُو أُسَامَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُسَامَةَ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَزَّارُ، نَا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ  [ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ قَالَ: ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ لِلْمُسَافِرِ، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ  ].انتهى
ولم أر في المسح على الخفين من حديث انس شيء يصح مرفوعاً إنما هو قوله أو فلعه
ولعله يؤكد هذا ما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه قال [ 1925]:
 حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ :
[  سُئِلَ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ ؟ فَقَالَ : امْسَحْ عَلَيْهِمَا ، فَقَالُوا لَهُ : أَسَمِعْتَهُ مِنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟
قَالَ : لاَ ، وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ مِمَّنْ لَمْ يُتَّهَمْ مِنْ أَصْحَابِنَا يَقُولُونَ : الْمَسْحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ ، وَإِنْ صَنَعَ كَذَا وَكَذَا ، لاَ يَكْنِّي ] .انتهى
قلت : وإسناده محتمل يحيى فيه كلام ولعله يحتمل منه هذا الموقوف  , والله أعلم
الحديث الثاني : وقال الطبراني [  7680 ]
 وَبِهِ: عَنْ أَنَسٍ قَالَ:  [ مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَبْرَيْنِ لِبَنِي النَّجَّارِ، يُعَذَّبَانِ بِالنَّمِيمَةِ وَالْبَوْلِ، فَأَخَذَ سَعَفَةً، فَشَقَّهَا، فَوَضَعَ عَلَى هَذَا الْقَبْرِ شَقًّا، وَعَلَى هَذَا الْقَبْرِ شَقًّا، وَقَالَ: لَا يَزَالُ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا مَا دَامَتَا رَطْبَتَيْنِ  ]
أقول : وهذا وجه النكارة فيه واضح جداً , إذ أن هذا الحديث مخرج في كتب الإسلام المشهور كالصحيحين من حديث ابن عباس وقد ورد من حديث أبي بكرة وأبي أمامة في مسند الإمام أحمد  , ولا يعرف هذا الخبر من حديث أنس وأين أصحاب أنس عن هذا , هذا وجه نكارة جلي يعرفه الباحث باليسير من النظر .

الحديث الثالث : وقال الطبراني [7681 : ] وَبِهِ: عَنْ أَنَسٍ قَالَ:
 [ مَرَّ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَإِذَا هُوَ بِأَبِي جَهْلٍ يَجُودُ بِنَفْسِهِ ، فَجَاءَ حَتَّى قَعَدَ عَلَى صَدْرِهِ، فَرَفَعَ أَبُو جَهْلٍ رَأْسَهُ.
 فَقَالَ : أَلَسْتَ رُوَيْعَنَا بِالْأَمْسِ بِمَكَّةَ ، لَقَدْ صَعِدْتَ مَصْعَدًا صَعْبًا ، فاحْتَزَّ رَأْسَهُ.
 فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: هَذَا رَأْسُ أَبِي جَهْلٍ، فَقَالَ : اللَّهِ .
قَالَ: اللَّهِ ، إِنَّهُ رَأْسُهُ قَالَ : ثُمَّ أَمَرَ بِهِ إِلَى الْقَلِيبِ  ] .
ثم قال :  لمْ يَرْوِ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ عَنْ عِيسَى بْنِ طَهْمَانَ إِلَّا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، تَفَرَّدَ بِهَا: أَبُو أُسَامَةَ الْكَلْبِيُّ . انتهى
قلت : ووجه نكارة هذا الخبر – إضافة إلى التفرد عن أنس -  أنه ليس في الأخبار القوية  أن ابن مسعود قطع رأسه  , والله أعلم  فقد خرج أصحاب الصحيح القصة ولها طرق في المسند أيضاً ولم يذكروا أنه قطع رأسه .

5- ترجمة : بيان بن عمرو أبو محمد المحاربي [ 2 / 225 ] :
 روى عن سالم بن نوح ويحيى بن سعيد القطان وابن مهدي سمعت أبي يقول ذلك .
ويقول: هو شيخ مجهول والحديث الذي رواه عن سالم ابن نوح حديث باطل  .انتهى
 وقد بينه في العلل : قال عبد الرحمن  [2014] :
 وَسَمِعْتُ أَبِي ، وَذَكَرَ حَدِيثًا : رَوَاهُ بَيَانُ بْنُ عَمْرٍو أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ نُوحٍ .
 وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ ، وابن مهدي ، عَنْ سَالِمِ بْنِ نُوحٍ ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : [ الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى ] .
فَقَالَ أَبِي : هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ ، وَبَيَانٌ : شَيْخٌ مَجْهُولٌ. انتهى
أقول : هذا الحديث محفوظ من حديث ثابت عن أنس ولا يحفظ عن أنس إلا من وجه واحد.
 وتفرد هؤلاء عن سعيد عن قتادة عن أنس منكر جداً إذ أين أصحاب قتادة عنه ؟
 وأين أصحاب سعيد بن أبي عروبة عنه ؟

 6- ترجمة : خازم  أبو محمد الغبري [ 3 / 393 ] :
 روى عن عطاء بن السائب روى عنه نصر بن علي.
حدثنا عبد الرحمن قال سألت  أبي عنه فقال : مجهول منكر الحديث والحديث الذى رواه باطل . انتهى
أقول :  الصواب أبو محمد العنزي , والغبري تصحيف في المطبوع [ كذا نبه في نسخة الشاملة وهو كما قال ]
وقد بينه في العلل قال ابن أبي حاتم [  1812]:
 وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ ؛ رَوَاهُ نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ خَازِمِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْغُبَرِيِّ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ :
 [ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الآخِرَةِ ، وَأَهْلُ الْمُنْكَرِ فِي الدُّنْيَا أَهْلُ الْمُنْكَرِ فِي الآخِرَةِ ] .
قَالَ أَبِي : هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ ، وَخَازِمٌ مَجْهُولٌ. انتهى
أقول : وجه النكارة التفرد بهذا المتن عن نافع عن ابن عمر وهذه سلسلة معروفة وأين مالك وأيوب وعبيد الله العمري عن هذا الخبر لو كان محفوظاً عن نافع ؟
وعطاء ليس معروفاً بالرواية عن نافع أصلاً لذلك قال البزار بعد رواية هذا الخبر :
ولا نعلم أسند عطاء بن السائب ، عَن نافعٍ ، عَن ابن عُمَر ، إلاَّ هذا الحديث ولم نسمع أَحَدًا يحدثه ، عَن خازم إلاَّ نصر بن علي .انتهى

7- ترجمة : داود بن أَبي صالح الليثي [ 3 / 416 ] :
رَوَى عَن: نَافع.
رَوَى عَنه: أَبو عَبد الله الشقري.
سمعتُ أبي يقول ذلك ، وسأَلتُهُ عنه ، فَقال : هو مجهول ، حدث بحديث منكر.
حَدثنا عَبد الرَّحمن ، قال : سُئِل أَبو زُرعَة عن داود بن أَبي صالح ، فقال : لاَ أَعرِفُه إِلاَّ في حديث واحد، يرويه عن نَافع ، عن ابن عُمر ، عن النَّبي صَلى الله عَليه وسَلم ، وهو حديث منكر. انتهى
قلت : الخبر في سنن أبي داود قال [  275 ]:
 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فَارِسٍ حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِى صَالِحٍ الْمُزَنِىِّ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ [ أَنَّ النَّبِي-صلى الله عليه وسلم- نَهَى أَنْ يَمْشِىَ - يَعْنِى الرَّجُلَ - بَيْنَ الْمَرْأَتَيْنِ ]. انتهى
وقال لبخاري في التاريخ : لا يتابع عليه وفي نسخه : لا يتابع في حديثه , ولكن جعله في ترجمة سلم بن قتيبة
وترجم له ابن حبان في المجروحين فقال : يَرْوِي عَن نَافِع لَيْسَ بِشَيْء عداده فِي أهل الْمَدِينَة روى عَنْهُ أَهلهَا يَرْوِي المضوعات عَن الثِّقَات حَتَّى كَأَنَّهُ كَانَ يتَعَمَّد لَهَا رَوَى عَنْ نَافِعٍ عَن بن عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَمْشِيَ الرَّجُلُ بَيْنَ امْرَأَتَيْنِ. انتهى
وتفرده بهذا الخبر منكر جداً وهو كالذي تقدم .

8- ترجمة : زياد بن عبيدة الكُوفي  [ 3 / 539 ]
رَوَى عَن أنس.
رَوَى عَنه مروان بن معاوية.
سَمِعتُ أَبي يقول: هو مجهول ، والحديث الذي رواه باطل . انتهى
أقول : والحديث الذي يريده هو ما رواه ابن منيع كما في المطالب العالية قال [  106 ]:
 وحَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، ثنا زِيَادُ بنُ عُبَيْدَةَ أَوْ عُبَيْدَةُ - شَكَّ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ - أَخْبَرَنَا أَنَسُ بن مالك ضي اللهُ عَنْهُ ، قَالَ : [  كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ فَقَامَ بِالْغَلَسِ .
 وَقَالَ : يَا أَنَسُ ، فِي إِدَاوَتِكَ مَاءٌ ؟  قُلْتُ : نَعَمْ .
 قَالَ : فَتَنَحَّى فَبَالَ ، وَصَبَبْتُ عَلَيْهِ الْمَاءَ ، فَتَوَضَّأَ ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَمْسَحَ ، طَأْطَأْتُ ظَهْرِي لَأَنْظُرَ مَا يَصْنَعُ.
 فَقَالَ : هُوَ مَا تَرَى ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ ] . انتهى
أقول : وهذا يعل بما مضى من خبر أنس في المسح وأنه لا يحفظ عن النبي في ذلك شي .
وبهذا أعله البخاري في التاريخ فقال :
 [1225] زِياد بْن عُبَيْدة.
سَمِعَ أَنسًا: رَأَيتُ النَّبيَّ صَلى اللَّهُ عَلَيه وسَلم يَمسَحُ ...
سَمِعَ منه مَروان، ولا يصح.
قَالَ يَحيى بْن أَبي إِسْحَاق ، عَنْ أَنس : لَم أَرَ النَّبيَّ صَلى اللَّهُ عَلَيه وسَلم يَمسَحُ . انتهى
أقول : فتبين بهذا وجه بطلان هذا الخبر .

9- ترجمة سهل بن عَبد الله المَرْوَزي [ 4 / 206 ] :
رَوَى عَن : عَبد الملك بن مهران، عَن أَبي صالح، عَن أَبي هُرَيرة، عن النَّبي صَلى الله عَليه وسَلم قال: [  من أكل الطين فقد أعان على قتل نفسه ] .
رَوَى عَنه : مروان بن معاوية الفَزاري.
سَمِعتُ أَبي يقول : سهل بن عَبد الله ، وعَبد الملك مجهولان ، والحديث باطل.
سَمعتُ أبي يقول ذلك . انتهى
قلت : ووجه نكارة وبطلان هذا الخبر واضح وقد ذكره عدة من الحفاظ في الموضوعات وله طرق أخرى كلها موضوعة .
وأقوى ما في الباب ما رواه الإمام أحمد في الورع قال :
حدثني من سمع زيد بن اسلم يحدث عن ابيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال [  من اكل الطين فقد اعان على قتل نفسه  ] .انتهى
قلت : في المسند يروي الإمام عن زيد بن أسلم بواسطة سفيان أحيانا وهذا علو , لأنه في مواطن أخرى يروي عنه بواسطتين, والله أعلم

10 - ترجمة : شُعيب بن أَبي راشد [ 4 / 246 ]
رَوَى عَن عَمرو بن خالد الواسطي.
رَوَى عَنه : أَبو غسان مالك بن إسماعيل ، وجندل بن والق.
سَمِعتُ أَبي يقولُ ذلك ، وسأَلتُهُ عنه ، فقال : حدث بثلاثة أحاديث بأسناد واحد ، عن عَمرو بن خالد منكرة , فقلتُ: ما تقول فيه ؟ قال : هو شيخ مجهول. انتهى
أقول : قال الحاكم في المستدرك [ 2014 ]:
 حَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ، ثنا جَنْدَلُ بْنُ وَالِقٍ التَّغْلِبِيُّ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ رَاشِدٍ، بَيَّاعُ الْأَنْمَاطِ، ثنا أَبُو هَاشِمٍ الرُّمَّانِيُّ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:
[  عَادَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا عَلِيلٌ، فَقَالَ: «يَا سَلْمَانُ شَفَى اللَّهُ سَقَمَكَ، وَغَفَرَ ذَنْبَكَ، وَعَافَاكَ فِي بَدْنِكَ وَجِسْمِكَ إِلَى مُدَّةِ أَجَلِكَ ]
وسكت عنه  الحاكم , ونقل ابن حجر عن الذهبي أنه قال : سنده جيد . انتهى
وهذا الخبر فيه وهم وخطأ في موضعين :
الأول : شعيب هو ابن أبي راشد وليس ابن راشد
والثاني : هو يروي هذا الخبر عن عمرو بن خالد القرشي المتروك المتهم
كذا رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة [ 548 ] من نفس مخرج الحاكم
وبين أبو حاتم الرازي في الجرح ترجمة شعيب [ 4 / 246 ]  أن شعيب بن أبي راشد رجل مجهول روى ثلاث أحاديث عن عمرو بن خالد القرشي منكرة كلها

11- ترجمة : شرقي الجعفي، كُوفيٌّ [ 4/377 ]
رَوَى عَن سُويد بن غفلة.
رَوَى عَنه جابر الجعفي.
سَمِعتُ أَبي يقولُ ذلك، وسمعتُهُ يقول: له حديث واحد، ليس بالقائم . انتهى
أقول : وجه ذلك أنه رواه عنه جابر الجعفي وهو متهم لذلك قال ليس بالقائم , والله أعلم

12- ترجمة : عمرو بن ميمون القناد  [ 6/ 258 ] :
روى عن أبي زهير عبد الرحمن بن مغراء روى عنه صالح بن زياد الرقى.
 ثنا عبد الرحمن قال سألت أبي عنه فقال لا أعرفه والحديث الذى رواه منكر. انتهى
قلت : وقد بينه في العلل قال ابن أبي حاتم [740] :
 وسمِعتُ أبِي ، وحدّثنا : عن صالِحِ بنِ زِيادٍ المُقرِئِ الرّقِّيِّ ، عن أبِي عُثمان السُّكّرِيِّ عَمرِو بنِ ميمُونٍ القنّادِ عن عَبدِ الرّحمنِ بنِ مغراء ، عن عِمران بنِ مُسلِمٍ ، عن سُويدِ بنِ غفلة ، عن علِيٍّ ، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، أنّهُ قال :  [ من منعهُ الصِّيامُ مِن طعامٍ ، أو شرابٍ يشتهِيهِ أطعمهُ اللَّهُ مِن ثِمارِ الجنّةِ ، وسقاهُ مِن شرابِها ، وإِنّهُ لم يُنخل لِرسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم طعامٌ قطُّ ، ولا شبِع مِن خُبزٍ بُرٍّ ثلاثة أيّامٍ مُتوالِيةٍ حتّى لحِق بِاللهِ ] .
قال أبِي : هذا حدِيثٌ مُنكرٌ ، ويُشبِهُ أن يكُون أبُو زُهيرٍ سمِعهُ مِن عَمرِو بنِ شِمرٍ ، فإِنّهُ لم يُدرِك عِمران بن مُسلِمٍ. انتهى
أقول : وعمرو بن شمر متروك .

والرواة الذين قال فيهم هذه الكلمة أكثر من هؤلاء وقد قيدتهم جمعياً في نسختي من الجرح والتعديل ولكني ذكرت هؤلاء الآن لانشغالي بمشاريع أخرى , والله المستعان.

وخلاصة البحث هاهنا أنه ليس كل مجهول يصلح حديثه للاعتضاد والاستشهاد فربما تفرد المجهول بباطل موضوع كما ترى في هؤلاء وفي غيرهم , والأمر دائر مع القرائن المصاحبة ولا شك
والله الموفق

وكتب : عبد الله بن سليمان التميمي – غفر الله له -