[ حول شبهة لمن يحل الغناء ] فماذا بعد الحق إلا الضلال....!





الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فهذا تنبيه لطيف حول ما يستدل به بعض المخربشين المنتسبين للعلم وهو منهم براء
واحتجاجهم بحديث الجاريتين اللتين تغنتا يوم العيد بشعر في الشجاعة والرجولة كان يتغنى به العرب يوم بعاث وهي حرب مشهورة بين الأوس والخزرج قبل أن ينقذهم الله عزوجل من هذه الحفرة

وقبل البدء هنا تنبيهات :

الغناء كان :
- يوم عيد
- جاريتين ( صغيرتين في السن )  ليستا بمغنيتين
- تنشدان أشعار العرب في الحرب والشجاعة
هذا الوارد في الخبر بجميع طرقه

فهل يقيس عاقل رزق فهماً يسيراً هذا الوارد على غناء المرأة أو الرجل بالتشبيب والغزل مع ألحان الفرس والروم التي لا يعرفها العرب !

وهل يقول عاقل بعد كل ما يرى حوله من الفتن وانتشار الفسق والفجور بين الناس والتهييج الغرائزي الحاصل في الشاشات والأجهزة وفي الأسواق وكل مكان بأن الغناء اليوم جائز مستدلاً بمثل هذه الأخبار ؟!

وهل يبحث جواز الغناء اليوم رجل فيه خير أو غيرة على محارمه ؟

وهل يظن أحد في الدنيا أن محمداً صلى الله عليه وسلم يقر الغناء الذي نراه اليوم أو نسمع به ؟
حاشاه بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه

ونقول :
* قال ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي [30]:حدثنا علي بن الجعد ، قال: أخبرنا محمد بن طلحة، عن سعيد بن كعب المرادي، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود، قال: الْغِنَاءُ يُنْبِتُ النِّفَاقَ فِي الْقَلْبِ كما ينبت الماء الزرع
 والذكر ينبت الإيمان في القلب كما ينبت الماء الزرع.
* وقال الخلال في السنة وهو يروي كتاب الإيمان للإمام أحمد [1670]:
حدثنا أبو عبد الله، قال: ثنا عبد الرحمن، عن محمد بن طلحة، عن سعيد بن كعب المرادي، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود، قال:
 الْغِنَاءُ يُنْبِتُ النِّفَاقَ فِي الْقَلْبِ كما ينبت الماء الزرع
 وإن الذكر ينبت الإيمان في القلب كما ينبت الماء الزرع.

أقول: وسعيد بن كعب مجهول ولكن الخبر روي من طريقٍ أخرى عن إبراهيم عن عبد الله لذا احتج به أحمد على تحريم الغناء.
وسعيد بن كعب ترجم له البخاري في الكبير [1694] وقال: عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد [مرسل] وعنه محمد بن طلحة. انتهى
 ومحمد بن عبد الرحمن لم يسمع ابن مسعود.

قال عبد الله بن أحمد في العلل [1597]:
سألت أبي عن الغناء؟
فقال: قال عبد الله ( يعني ابن مسعود ) : الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل والزرع. انتهى

* وقال ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي [31]:
حدثنا أبو خيثمة، وعبيد الله بن عمر، قالا: حدثنا غندر، عن شعبة، عن الحكم، عن حماد، عن إبراهيم، قال:
 قال عبد الله بن مسعود: الْغِنَاءُ يُنْبِتُ النِّفَاقَ فِي الْقَلْبِ.
أقول : إسناده صحيح إبراهيم هو النخعي وإذا قال : قال عبد الله بن مسعود , فهو عن غير واحد من أصحابه عنه كما نص هو عليه


* قال ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي [40]: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ , قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنْ أَبَى مَعْمَرٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
 إِذَا رَكِبَ الرَّجُلُ الدَّابَّةَ , وَلَمْ يُسَمِّ , رَدَفَهُ شَيْطَانٌ , فَقَالَ: تَغَنَّهْ
 فَإِنْ كَانَ لَا يُحْسِنُ , قَالَ لَهُ: تَمَنَّهْ.
إسناده صحيح وعبد الله هو ابن مسعود رضي الله عنه وفيه أن الغناء من وسوسة الشيطان


* وقال الإمام الأوزاعي :
كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْوَلِيدِ كِتَابًا فِيهِ  :
وَقَسْمُ أَبِيكَ لَكَ الْخُمُسُ كُلُّهُ وَإِنَّمَا سَهْمُ أَبِيكَ كَسَهْمِ رَجُلٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ
وَفِيهِ حَقُّ اللَّهِ وَحَقُّ الرَّسُولِ وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ
فَمَا أَكْثَرَ خُصَمَاءَ أَبِيكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَكَيْفَ يَنْجُو مَنْ كَثُرَتْ خُصَمَاؤُهُ
وَإِظْهَارُكَ الْمَعَازِفَ وَالْمِزْمَارَ بِدْعَةٌ فِي الْإِسْلَامِ
وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَبْعَثَ إِلَيْكَ مَنْ يَجُزُّ جُمَّتَكَ جُمَّةَ السُّوءِ [ سنن النسائي 4146 ]
تأمل قول عمر بن عبد العزيز رحمه الله : [ وإظهارك المعازف , والمزمار بدعة في الإسلام ]

* قال تعالى { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ }
نقل ابن القيم عن أكثر المفسرين من السلف والخلف : أن لهو الحديث هنا هو الغناء
وقال ابن القيم : ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء , فقد صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود
قال : وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضاً ( وهذا لم أقف عليه )
وذكر ابن القيم أنه الغناء عن :مجاهد وعكرمة  ومكحول وقتادة ( وهؤلاء من التابعين )
وذكر ذلك أيضاً عن الواحدي والزجاج ونقلوه عن أكثر أهل التفسير [ انظر إغاثة اللهفان  1 / 420 وما بعدها ]

فهنا شبه إجماع من  علماء التفسير أن لهو الحديث هو الغناء
فهذا التحريم بالقرآن والسنة والآثار وإجماع المفسرين


جواب من استدل بهذا الحديث :
* قال ابن رجب في شرح البخاري :
ولا ريب أن العرب كانَ لهم غناء يتغنون به، وكان لهم دفوف يضربون بها
 وكان غناؤهم بأشعار أهل الجاهلية من ذكر الحروب وندب من قتل فيها
 وكانت دفوفهم مثل الغرابيل، ليس فيها جلاجل ...
فكان النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يرخص لهم في أوقات الأفراح، كالأعياد والنكاح وقدوم الغياب في الضرب للجواري بالدفوف، والتغني مع ذلك بهذه الأشعار، وما كان في معناها.

فلما فتحت بلاد فارس والروم ظهر للصحابة ما كان أهل فارس والروم قد اعتادوه من الغناء الملحن بالإيقاعات الموزونة، على طريقة الموسيقى بالأشعار التي توصف فيها المحرمات من الخمور والصور الجميلة المثيرة للهوى الكامن في النفوس، المجبول محبته فيها
 بآلات اللهو المطربة، المخرج سماعها عن الاعتدال
 فحينئذ أنكر الصحابة الغناء واستماعه، ونهوا عنه وغلظوا فيه.

( أقول : فكيف بحال الغناء في زماننا ؟! )

قال ابن رجب : حتى قال ابن مسعود: الغناء ينبت النفاق في القلب، كما ينبت الماء البقل
وهذا يدل على أنهم فهموا أن الغناء الذي رخص فيه النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأصحابه لم يكن هذا الغناء، ولا آلاته هي هذه الآلات، وأنه إنما رخص فيما كان في عهده، مما يتعارفه العرب بآلاتهم.
فأما غناء الأعاجم بآلاتهم فلم تتناوله الرخصة، وإن سمي غناءً، وسميت آلاته دفوفا
 لكن بينهما من التباين ما لا يخفى على عاقل
 فإن غناء الأعاجم بآلاتها يثير الهوى، ويغير الطباع، ويدعو إلى المعاصي، فهو رقية الزنا.
وغناء الأعراب المرخص به، ليس فيه شيء من هذه المفاسد بالكلية البتة
 فلا يدخل غناء الأعاجم في الرخصة لفظا ولا معنى
 فإنه ليس هنالك نص عن الشارع بإباحة ما يسمى غناء ولا دفا
 وإنما هي قضايا أعيان، وقع الإقرار عليها، وليس لها عموم.
وليس الغناء والدف المرخص فيهما في معنى ما في غناء الأعاجم ودفوفها المصلصلة
 لأن غنائهم ودفوفهم تحرك الطباع وتهيجها إلى المحرمات، بخلاف غناء الأعراب
 فمن قاس أحدهما على الآخر فقد أخطأ أقبح الخطأ، وقاس مع ظهور الفرق بين الفرع والأصل، فقياسه من أفسد القياس وأبعده عن الصواب.
وقد صحت الأخبار عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بذم من يستمع القينات ( يعني المغنيات النساء )  في آخر الزمان، وهو إشارة إلى تحريم سماع آلات الملاهي المأخوذة عن الأعاجم.
وقد بينت عائشة أن الجاريتين إنما كانا يغنيان بغناء بعاث
 ويوم بعاث يوم من أيام حروب الجاهلية مشهور.
وباؤه مثلثة وعينه مهملة، ومنهم من حكى أنها معجمة

 قال الخطابي: هو يوم مشهور من أيام العرب، كانت فيه مقتلة عظيمة للأوس على الخزرج، وبقيت الحرب قائمة مائة وعشرين سنة إلى الإسلام، على ما ذكره ابن إسحاق وغيره.
قالَ: وكان الشعر الذي تغنيان به في وصف الشجاعة والحرب، وهو إذا صرف إلى جهاد الكفار كان معونة في أمر الدين

 فأما الغناء بذكر الفواحش والابتهار للحرم، فهو المحظور من الغناء، حاشاه أن يجري بحضرته شيء من ذلك فيرضاه، أو يترك النكير لهُ، وكل من جهر بشيء بصوته وصرح به فقد غنى به.

قالَ: وقول عائشة: ((ليستا بمغنيتين)) ، إنما بينت ذلك؛ لأن المغنية التي اتخذت الغناء صناعة وعادة، وذلك لا يليق بحضرته
 فأما الترنم بالبيت والتطريب للصوت إذا لم يكن فيهِ فحش، فهوَ غير محظور ولا قادح في الشهادة.
وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لا ينكر من الغناء النصب والحداء
ونحوهما، وقد رخص فيه غير واحد من السلف.

قالَ: وقوله: ((هذا عيدنا)) يريد أن إظهار السرور في العيد من شعار الدين، وحكم اليسير من الغناء خلاف الكثير. انتهى.

وفي الحديث ما يدل على تحريمه في غير أيام العيد؛ لأن النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - علل بأنها أيام عيد، فدل على أن المقتضي للمنع قائم، لكن عارضه معارض وهو الفرح والسرور العارض بأيام العيد.
وقد أقر أبا بكر على تسمية الدف مزمور الشيطان، وهذا يدل على وجود المقتضي للتحريم لولا وجود المانع.
وقد قال كثير من السلف، منهم: قتادة: الشيطان قرآنه الشعر، ومؤذنه المزمار، ومصايده النساء.
وروي ذلك من حديث أبي أمامة - مرفوعا.
وقد وردت الشريعة بالرخصة للنساء لضعف عقولهن بما حرم على الرجال من التحلي والتزين بالحرير والذهب، وإنما أبيح للرجال منهم اليسير دون الكثير، فكذلك الغناء يرخص فيه للنساء في أيام السرور، وإن سمع ذلك الرجال تبعا.

ولهذا كان جمهور العلماء على أن الضرب بالدف للغناء لا يباح فعله للرجال؛ فإنه من التشبه بالنساء، وهو ممنوع منه، هذا قول الأوزاعي وأحمد، وكذا ذكر الحليمي وغيره من الشافعية.

وإنما كان يضرب بالدفوف في عهد النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - النساء، أو من يشبه بهن من المخنثين، وقد أمر النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بنفي المخنثين وإخراجهم من البيوت.
وقد نص على نفيهم أحمد وإسحاق، عملا بهذه السنة الصحيحة.

وسئل أحمد عن مخنث مات ووصى أن يحج عنه، فقال: كسب المخنث خبيث، كسبه بالغناء، نقله عنه المروذي.

وقال ابن رجب  : والنصب : شبيه الحداء ( يعني غناء الأعراب - البدو - في الصحراء )
وهذا من باب المباحات التي تفعل أحيانا للراحة.
فأما تغني المؤمن فإنما ينبغي أن يكون بالقرآن، كما قال النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((ليس منا من لم يتغن بالقرآن))
 والمراد: أنه يجعله عوضا عن الغناء فيطرب به ويلتذ، ويجد فيه راحة قلبه وغذاء روحه
 كما يجد غيره ذلك في الغناء بالشعر.
وقد روي هذا المعنى عن ابن مسعود - أيضاً.
قال : وأما الغناء المهيج للطباع، المثير للهوى، فلا يباح لرجل ولا لامرأة فعله ولا استماعه
 فإنه داع إلى الفسق والفتنة في الدين والفجور فيحرم كما يحرم النظر بشهوة إلى الصور الجميلة
فإن الفتنة تحصل بالنظر وبالسماع؛
 ولهذا جعل النبي  - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زنا العينين النظر، وزنا الأذن الاستماع.
ولا خلاف بين العلماء المعتبرين في كراهة الغناء وذمه وذم استماعه، ولم يرخص فيه أحد يعتد به.
وقد حكيت الرخصة فيه على بعض المدنيين.
وقد روى الإمام أحمد، عن إسحاق الطباع، أنه سأل مالكا عما يرخص فيه أهل المدينه من الغناء؟ فقالَ: إنما يفعله عندنا الفساق.
وكذا قالَ إبراهيم بن المنذر الحزامي، وهو من علماء أهل المدينة - أيضا.
وقد نص أحمد على مخالفة ما حكي عن المدنيين في ذَلِكَ. وكذا نص هو وإسحاق على كراهة الشعر الرقيق الذي يشبب به النساء.
وقال أحمد: الغناء الذي وردت فيه الرخصة هو غناء الراكب: أتيناكم أتيناكم.
وأما استماع آلات الملاهي المطربة المتلقاة من وضع الأعاجم، فمحرم مجمع على تحريمه
 ولا يعلم عن أحد منه الرخصة في شيء من ذَلِكَ، ومن نقل الرخصة فيه عن إمام يعتد به فقد كذب وافترى. انتهى باختصار يسير

* قال ابن القيم :
[ ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت:دخل عليّ النبي صلى الله عليه وسلم و عندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث ، فاضطجع على الفراش وحوّل وجهه
ودخل أبو بكر رضي الله عنه فانتهرني وقال :
مزمار الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم ؟!
فأقبل عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : دعهما،فلما غفل غمزتهما فخرجتا ]
فلم ينكر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي بكر تسمية الغناء مزمار الشيطان
وأقرهما لأنهما جاريتان غير مكلفتين تغنيان بغناء الأعراب الذي قيل في يوم حرب بعاث من الشجاعة والحرب وكان اليوم يوم عيد
فتوسع ( حزب الشيطان ) في ذلك إلى صوت إمرأة جميلة ! أو صبي أمرد صوته فتنه وصورته فتنه
ويغني بما يدعو للزنى والفجور وشرب الخمر !
مع آلآت اللهو التي حرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث كما سيأتي
مع التصفيق والرقص !
وتلك الهيئة المنكرة التي لا يستحلها أحد من أهل الأديان فضلاً عن أهل العلم والإيمان
ويحتجون بغناء جويريتين غير مكلفتين بنشيد الأعراب ! في الشجاعة ونحوها ! في يوم عيد !
بغير شبابه ، ولا دف ، ولا رقص ، ولا تصفيق
ويدعون المحكم الصريح ، لهذا المتشابه !
وهذا شأن كل مبطل...[ إغاثة اللهفان ١ / ٤٥٢ - ٤٥٣ ]

* وقال شيخ الإسلام : فَإِنَّهُمْ مُتَّفِقُونَ عَلَى تَحْرِيمِ الْمَعَازِفِ ( يعني الأربعة ) [ منهاج السنة 3 / 439 ]

* وقال شيخ الإسلام وذكر الغناء المجرد من غير تغزل ولا آلات ولا نساء ولا أي شيء : فَجُمْهُورُ أَهْلِ السُّنَّةِ عَلَى التَّحْرِيمِ  [ منهاج السنة 3 / 443 ]

* قال شيخ الإسلام عن الغناء : هُوَ فعل كثير من الَّذين أضاعوا الصَّلَاة وَاتبعُوا الشَّهَوَات [ الاستقامة ]

* وقال شيخ الإسلام : الْمَعْرُوف عِنْد أَئِمَّة السّلف من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ مثل عبد الله بن مَسْعُود وَعبد الله بن عمر وَعبد الله بن عَبَّاس وَجَابِر بن عبد الله وَغَيرهم وَعَن أَئِمَّة التَّابِعين ذمّ الْغناء وإنكاره
وَكَذَلِكَ من بعدهمْ من أَئِمَّة الْإِسْلَام فِي الْقُرُون الثَّلَاثَة حَتَّى ذكر زَكَرِيَّا بن يحيى السَّاجِي فِي كِتَابه الَّذِي ذكر فِيهِ إِجْمَاع أهل الْعلم وَاخْتِلَافهمْ فَذكر أَنهم متفقون على كَرَاهَته إِلَّا رجلَانِ [ الإستقامة ]

* وقال شيخ الإسلام : ومن أعظم ما يقوي الأحوال الشيطانية، سماع الغناء والملاهي [ الفرقان ]


- وتعلق بعضهم بأن ابن حزم يبيح ذلك
وقول ابن حزم مردود بما سبق ولا يقول عاقل أن قول ابن حزم حجة على كل هؤلاء الصحابة والتابعين وأئمة الإسلام فهذا الإستدلال ساقط بمرة

ونقول أيضاً : قال ابن حزم في طوق الحمامة :حُرِّمَ على المسلم الالتذاذ بسماع نغمة امرأة أجنبية . انتهى
فابن حزم يرى حرمة التلذذ بسماع غناء الأجنبية وهذا متناسب مع حرمة التلذذ بالنظر إليها

ويتلخص مما سبق :
1- لا أحد من المسلمين أحل المعازف والآلات بحال حتى ممن نسب إليهم حل ذلك
2- لا أحد أحل استماع الغناء من النساء
4- لا أحد يبيح الإختلاط بالنساء حال الغناء ولا غيره
5- لا أحد يبيح الغناء بكلمات الغزل والعشق والتييهج

فمن نُسب له حل الغناء فهو عنده بلا آلات وبغير ألحان الأعاجم من الفرس والروم 
وبلا نساء لا مستعمات ولا مغنيات وبلا وكلمات العشق والتشبيب 
ويكون حداءاً أو غناء النصب ,  مع جزالة الكلمات في الشجاعة والصبر والكرم وما شابه ذلك
فمع هذا كله يناقش هذا القائل هل يجوز هذا مطلقاً  ؟ 
أم هو في حالات مثل السفر والعمل والسآمة وما شابه ذلك
وهل يجوز له أن يعتاد ذلك بحيث يعتاض به عن سماع القرآن ؟!

أما الغناء الذي يريده الناس اليوم فلا يقول بجوازه عاقل صحيح 
فضلا عن طالب علم أو عالم !

وفي نهاية الرسالة أقول لمن تعلق بقول فلان وفلان ممن تأخر ممن لا يبلغ مدّ هؤلاء المذكورين في العلم والورع ولا نصيفه ويدع الأحاديث والآثار وكلام أئمة الإسلام لقول فلان أو فلان !
* قال ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي [ 44 ]  حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , وَأَبُو خَيْثَمَةَ , قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , قَالَ:
 سَأَلَ إِنْسَانٌ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَنِ الْغِنَاءِ؟
قَالَ: أَنْهَاكَ عَنْهُ , وَأَكْرَهُهُ لَكَ  .
 قَالَ: أَحَرَامٌ هُوَ؟
 قَالَ: انْظُرْ يَا ابْنَ أَخِي إِذَا مَيَّزَ اللَّهُ الْحَقَّ مِنَ الْبَاطِلِ , فِي أَيِّهِمَا يَجْعَلُ الْغِنَاءَ؟
[ وفيه رواية قال الرجل : من الباطل
فقال محمد : فماذا بعد الحق إلا الضلال ؟
وفي رواية قال له فلا حاجة لك فيه ] ذكر ذلك ابن تيمية وابن قتيبة وغيرهما
والقاسم هو بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وهو فقيه جليل من كبار فقهاء أهل المدينة
وماذا بعد الحق إلا الضلال ؟!
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم وسلم تسليماً كثيرا


جميع الحقوق محفوظة لمدونة عبد الله بن سليمان التميمي ©2013-2014 | |