Pages

هذه قدوة الصالحات حقاً.... ( 1) عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها



هذه قدوة الصالحات حقاً.... ( 1)

الصديقة بنت الصديق  أم المؤمنين  عائشة بنت أبي بكر الصديق
رضي الله عنهم وأرضاهم
أفقه نساء الأمة وأعلمهم

لقراءة المقال مصوراً [ من هنا ]

هي زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحب الناس إليه هي وأبوها

قال عمرو بن العاص رضي الله عنه : [ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السُّلَاسِلِ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ عَائِشَةُ فَقُلْتُ مِنْ الرِّجَالِ فَقَالَ أَبُوهَا ] [ متفق عليه ]

كانت رضي الله عنه حسناء عاقلة تربت في بيت دين وعلم وتقوى
قالت : [ لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ وَلَمْ يَمُرَّ عَلَيْنَا يَوْمٌ إِلَّا يَأْتِينَا فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَرَفَيْ النَّهَارِ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً ] [ صحيح البخاري ]

وبُشر النبي صلى الله عليه وسلم بزواجه منها  قال عليه الصلاة والسلام لها : [ أُرِيتُكِ قَبْلَ أَنْ أَتَزَوَّجَكِ مَرَّتَيْنِ رَأَيْتُ الْمَلَكَ يَحْمِلُكِ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ فَقُلْتُ لَهُ اكْشِفْ فَكَشَفَ فَإِذَا هِيَ أَنْتِ فَقُلْتُ إِنْ يَكُنْ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ ثُمَّ أُرِيتُكِ يَحْمِلُكِ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ فَقُلْتُ اكْشِفْ فَكَشَفَ فَإِذَا هِيَ أَنْتِ فَقُلْتُ إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ ] [ متفق عليه واللفظ لمسلم ]
ولو لم تكن أهلا لذاك لم يمضه الله عزوجل
قال تعالى { وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ }
ولم لم تكن صديقة قانتة لله لما اختارها الله عزوجل زوجاً لأفضل الخلق عليه الصلاة والسلام

قالت رضي الله عنها [ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَهَا حِينَ أَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ يُخَيِّرَ أَزْوَاجَهُ فَبَدَأَ بِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنِّي ذَاكِرٌ لَكِ أَمْرًا فَلَا عَلَيْكِ أَنْ لَا تَسْتَعْجِلِي حَتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْكِ وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ أَبَوَيَّ لَمْ يَكُونَا يَأْمُرَانِي بِفِرَاقِهِ قَالَتْ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ قَالَ { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ } إِلَى تَمَامِ الْآيَتَيْنِ فَقُلْتُ لَهُ فَفِي أَيِّ هَذَا أَسْتَأْمِرُ أَبَوَيَّ فَإِنِّي أُرِيدُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ ] [ متفق عليه ]
فاختارت الله ورسوله مباشرة

وفي حادثة الإفك العظيمة حين نزل بها من الابتلاء والاختبار ما نزل كان لها عدة مواقف شجاعة تدل على قوة الإيمان والتدين وذلك حين تخلى كثير من الناس عنها

فمنها قولها لهم [ وَلَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ إِنِّي بَرِيئَةٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنِّي لَبَرِيئَةٌ لَا تُصَدِّقُونِي بِذَلِكَ وَلَئِنْ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ لَتُصَدِّقُنِّي وَاللَّهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلًا إِلَّا أَبَا يُوسُفَ إِذْ قَالَ {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}

ومنها قولها [ وَاللَّهِ مَا ظَنَنْتُ أَنْ يُنْزِلَ فِي شَأْنِي وَحْيًا وَلَأَنَا أَحْقَرُ فِي نَفْسِي مِنْ أَنْ يُتَكَلَّمَ بِالْقُرْآنِ فِي أَمْرِي وَلَكِنِّي كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ رُؤْيَا يُبَرِّئُنِي اللَّهُ ]

وقالت عن زينب وهي ضرتها وتساميها [ وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي فَعَصَمَهَا اللَّهُ بِالْوَرَعِ ]

وقالت لما قضي الأمر ونزلت براءتها من السماء [ فَإِنِّي لَا أَحْمَدُ إِلَّا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ]

ثم عفت عمن طعن فيها  فقال لها مسروق عندما دخل عليها حسان رضي الله عنه [لِمَ تَأْذَنِينَ لَهُ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْكِ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى { وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ } فَقَالَتْ وَأَيُّ عَذَابٍ أَشَدُّ مِنْ الْعَمَى
ثم قَالَتْ لَهُ إِنَّهُ كَانَ يُنَافِحُ أَوْ يُهَاجِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ]

وقال التابعي قتادة : [ كَانَتْ عَائِشَةُ، تَقُولُ:  لا تَقُولُوا لِحَسَّانَ إِلا خَيْرًا، فَإِنَّهُ كَانَ يُهَاجِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَهْجُو الْمُشْرِكِينَ
 قَالَ: وَكَانَ حَسَّانُ إِذَا دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ أَلْقَتْ لَهُ وَسَادَةً فَجَلَسَ عَلَيْهَا ] [ مصنف عبد الرزاق ]

وانظر كل هذه المواقف الجليلة التي يعجز عنها كثير من الرجال كلها كانت في حادثة واحدة
فيها تواضع وتدين وعزة وشجاعة وكل شيء حميد...

وكانت رضي الله عنها  عالمة بأخبار العرب وأشعارها
فحدثت رسول الله بحديث أم زرع الطويل
وقال عروة كانت من أعلم الناس بالشعر
حتى قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم [ وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ ] [ متفق عليه ]

وقالت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم [ قَبَضَهُ اللَّهُ بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي وَدُفِنَ فِي بَيْتِي ] يعني ورأسه على صدرها صلى الله عليه وسلم [ متفق عليه ]

وكان صلى الله عليه وسلم يريد أن يموت في بيتها  قالت رضي الله عنها [ لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ اسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ فِي أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِي فَأَذِنَّ لَهُ ] [ متفق عليه ]

وكانت من أعلم الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم روت عنه علما كثيراً وأخبرت عن سننه التي في بيته 

وكانت تعرف الحديث والفقه والفرائض وكان الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونها كما قال التابعي مسروق وغيره

وعن أبي موسى الأشعري أنه قال : [ ما أشكل علينا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حديث قط فسألنا عائشة عنه إلا وجدنا عندها منه علما ][ الترمذي 3883  ]

وعن قبيصة بن ذؤيب التابعي المخضرم أنه قال : [ كان عروة بن الزبير يغلبنا بدخوله على عائشة ، و كانت عائشة أعلم الناس يسألها الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ] [ تاريخ دمشق – ترجمة عروة ]

و قال عطاء بن أبى رباح : [ كانت عائشة أفقه الناس ، و أعلم الناس ، و أحسن الناس رأيا في العامة ] [ مستدرك الحاكم 6748 ]

وقال الحافظ الزهري : [لَوْ جُمِعَ عِلْمُ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وَعِلْمُ كُلِّ امْرَأَةٍ إِلَى عِلْمِ عائشة، لكان علمها أكثر ] [ تاريخ أبي زرعة الدمشقي ص 529  ]

وقال ابن عباس رضي الله عنه لما ناظر الخوارج [ وَإِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّهَا لَيْسَتْ أُمَّ الْمُؤْمِنِينِ فَقَدْ كَفَرْتُمْ وَخَرَجْتُمْ مِنَ الْإِسْلَامِ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} ]
[ مصنف عبد الرزاق 18678 ]

وروى عنها أهل بيتها وأبناء إخوانها وأخواتها ومواليا ولا يوجد كتاب واحد مسند من أمهات الكتب يخلو من حديث عائشة أبداً فحفظ الله بها كثيراً من السنن

ونزلت بسببها آيات التيمم وآيات قذف المحصنات الغافلات وكان لآل أبي بكر رضي الله عنهم بركة على المسلمين كما قال أسيد بن حضير رضي الله عنه

حتى أنها استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد من فرط حرصها على الدين فلم يأذن لها وقال جهادكن الحج فامتثلت ولم تناقش رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد علمت أنه أعلم وأحرص منها

ومن عظيم فقهها مع زوجها أنها كانت إذا تضايقت من شيء لا تهجر إلا اسمه فقط
قالت : [ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي لَأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى قَالَتْ فَقُلْتُ مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُ ذَلِكَ فَقَالَ أَمَّا إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً فَإِنَّكِ تَقُولِينَ لَا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى قُلْتِ لَا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ قَالَتْ قُلْتُ أَجَلْ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَهْجُرُ إِلَّا اسْمَكَ ] [ متفق عليه ]

ومن مواقفها الجليلة حين استأذنها عمر في أن يدفن بجانب صاحبيه
قال عمر لابنه  [  يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ اذْهَبْ إِلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقُلْ: يَقْرَأُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَيْكِ السَّلَامَ ثُمَّ سَلْهَا أَنْ أُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيَّ.
قَالَتْ: كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي فَلَأُوثِرَنَّهُ الْيَوْمَ عَلَى نَفْسِي , فَلَمَّا أَقْبَلَ قَالَ لَهُ مَا لَدَيْكَ قَالَ:
أَذِنَتْ لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ] [ رواه البخاري ]

ولما أراد عمر رضي الله عنها أن يجعل لكل المسلمين عطاءً فجعل لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم منه نصيباً  قالت له : [  إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَعْدِلُ بَيْنَنَا، فَعَدَلَ بَيْنَهُنَّ عُمَرُ ] [ مسند أحمد ]


ومن جليل كلامها  ووصاياها رضي الله عنها :

1- [  إنَّكُمْ لَتَدَعُونَ أَفْضَلَ الْعِبَادَةِ : التَّوَاضُعَ ] [ مصنف ابن أبي شيبة 35884 ]

2- [ أَرْبَعٌ بَعْدَ الْعِشَاءِ يُعْدَلْنَ بِمِثْلِهِنَّ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ] يعني أربع ركعات[ مصنف ابن أبي شيبة 7274 ]

3- [ عن إسماعيل - يعني ابن أبي خالد - عن أمه وأخته قالتا :
كنا عند عائشة في نسوة كوفيات ، وعندها امرأة تخيط فراشاً
فقالت - يعني عائشة - : أذكرتِ الله تعالى عليه ؟
قالت : لا  
 فقالت عائشة : انقضيه ، حتى تذكرين عليه اسم الله  ] [ المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان 2 / 190 ]

4- [ دخل عليها رضي الله عنها شباب من قريش وهي في منى وهم يضحكون
فقالت : ما يضحككم ؟
قالوا : فلان خرّ على طنب فسطاط فكادت عنقه أو عينه أن تذهب ! ( يعني سقط سقطة مضحكة أمامهم )
فقالت لهم : لا تضحكوا ... فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتب له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة ] [ صحيح مسلم 6653 ]

5- قال التابعي ابن أبي مليكة : [ إن قوماً من قريش كانوا يسمرون ( يعني يجلسون بعد العشاء للحديث والسمر ) فترسل إليهم عائشة أم المؤمنين : انقلبوا إلى أهليكم فإن لهم فيكم نصيباً  ] [ مصنف ابن أبي شيبة 6760 ]
وانظر هذه الآثار فقط فيها من الفقه
* ذكر الله عزوجل على العمل كالخياطة
* وفيه إصلاح البيوت بتذكير الرجال بحقوق  أهلهم عليهم
* وفيه التنبيه على عدم الضحك على المبتلى
* وفيه التواضع وأنه أفضل العبادة مع غفلة الناس عنه
* وفيه التذكير بصلاة أربع ركعات بعد العشاء وقد صح هذا عن غيرها أيضاً

كيف والآثار عنها كثيرة جداً في الزهد والبر والصدقة والجهاد

أرأيت كل هذا الثناء والعلم والمدح الذي لا يكفي كتاب لحصره

 كل هذا وقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم ولم تبلغ الثامنة عشرة من عمرها !

فرضي الله عنها وأرضاها


وليس هذا المقال للحصر ولجمع كل ما ورد في علمها وفضائلها بل هو الفاتة فقط وتنبيه للمسلمات ليعرفن من تستحق أن تكون قدوة بحق ومن لا تستحق أن ينظر إليها أصلا فضلا عن أن يُقتدى بها !

وختاماً نقول : إنما يعرف فضل عائشة رضي الله عنها من كانت له أماً
* قال التابعي عبد الله بن عبيد بن عمير :
[ قدم رجل بعد وفاة عائشة رضي الله عنها
 فسأله عبيد بن عمير ( يعني أباه التابعي الجليل ) : كيف رأيت وجد ( يعني حزن )  الناس عليها ؟
فقال : والله ما اشتد وجدهم كل ذاك
فقال له عبيد : إنما يحزن على عائشة من كانت له أماً  ] [ الزهد لأحمد 1820 ]

هذا وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه وزوجاته الطيبين الطاهرين وسلم تسليماً كثيرا