هذه قدوة الصالحات حقا ...( 4 ) مريم عليها السلام




هذه قدوة الصالحات حقا ...( 4 )

مريم ابنة عمران
والدة نبي الله عيسى عليهما السلام

مصوراً من [ هنا ]

قال تعالى : { إذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا }

وقال تعالى : { وَإِذْ قَالَتْ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ }

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ  [ مَا مِنْ بَنِي آدَمَ مَوْلُودٌ إِلَّا يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ حِينَ يُولَدُ فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ مَسِّ الشَّيْطَانِ غَيْرَ مَرْيَمَ وَابْنِهَا
 ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}  ] [ متفق عليه ]

يعني أنها امرأة صالحة ودعت الله فاستجاب الله هذا الدعاء  ثم خصها وولدها به


وقال صلى الله عليه وسلم : [ خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ ] [ رواه البخاري ]


وقال صلى الله عليه وسلم : [ فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ ] [ رواه البخاري ]


وقال الإمام البخاري في صحيحه : [ بَاب قَوْلِ اللَّهِ {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذْ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا} نَبَذْنَاهُ أَلْقَيْنَاهُ اعْتَزَلَتْ {شَرْقِيًّا} مِمَّا يَلِي الشَّرْقَ {فَأَجَاءَهَا} أَفْعَلْتُ مِنْ جِئْتُ وَيُقَالُ أَلْجَأَهَا اضْطَرَّهَا {تَسَّاقَطْ} تَسْقُطْ {قَصِيًّا} قَاصِيًا {فَرِيًّا} عَظِيمًا
 قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ {نِسْيًا} لَمْ أَكُنْ شَيْئًا , وَقَالَ غَيْرُهُ : النِّسْيُ الْحَقِيرُ
وَقَالَ أَبُو وَائِلٍ عَلِمَتْ مَرْيَمُ أَنَّ التَّقِيَّ ذُو نُهْيَةٍ حِينَ قَالَتْ {إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا} قَالَ وَكِيعٌ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ الْبَرَاءِ {سَرِيًّا} نَهَرٌ صَغِيرٌ بِالسُّرْيَانِيَّةِ .انتهى



تركت أهلها عليها السلام لشيء أصابها قيل نزل عليها الحيض وقيل غير ذلك
فأرسل الله إليها جبريل عليه السلام متصوراً بصورة بشر
فخافت  وفزعت وظنته رجلاً يراودها عن نفسها فذكرته بالله عزوجل
قال السدي : قالت : [ أَسْتَجِيرُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ أَنْ تَنَالَ مِنِّي مَا حَرَّمَهُ عَلَيْكَ إِنْ كُنْتَ ذَا تَقْوًى لَهُ تَتَّقِي مَحَارِمَهُ، وَتَجْتَنِبَ مَعَاصِيهِ، لِأَنَّ مَنْ كَانَ لِلَّهِ تَقِيًّا، فَإِنَّهُ يَجْتَنِبُ ذَلِكَ  ]. انتهى


وقال أبو وائل وابن زيد : [ علمت أن التقي ذو نُهية  ]
يعني صاحب التقوى إذا ذكر بالله رجع وانتهى


ثم قص الله عزوجل ما كان من أمر جبريل معها

قال التابعي وهب بن منبه : [  لَمَّا أَرْسَلَ اللَّهُ جِبْرِيلَ إِلَى مَرْيَمَ تَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا فَقَالَتْ لَهُ: {إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا} ثُمَّ نَفَخَ فِي جَيْبِ دِرْعِهَا حَتَّى وَصَلَتِ النَّفْخَةُ إِلَى الرَّحِمِ فَاشْتَمَلَتْ  ] ( يعني اشتملت على الولد )


قال الطبري : فَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَانَ ذَلِكَ فِي أَدْنَى أَرْضِ مِصْرَ، وَآخَرُ: أَرْضُ الشَّامِ
 وَذَلِكَ أَنَّهَا هَرَبَتْ مِنْ قَوْمِهَا لَمَّا حَمَلَتْ، فَتَوَجَّهَتْ نَحْوَ مِصْرَ هَارِبَةً مِنْهُمْ


قال الطبري : {يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا}  تَقُولُ: يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا الْكَرْبِ الَّذِي أَنَا فِيهِ، وَالْحُزْنِ بِوِلَادَتِي الْمَوْلُودَ مِنْ غَيْرِ بَعْلٍ، وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا


وقال الطبري : {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ}
 وَمَعْنَى قَوْلِهِ: {اصْطَفَاكِ}  اخْتَارَكِ وَاجْتَبَاكِ لِطَاعَتِهِ، وَمَا خَصَّكِ بِهِ مِنْ كَرَامَتِهِ.
 وَقَوْلُهُ: {وَطَهَّرَكِ}  يَعْنِي: طَهَّرَ دِينَكِ مِنَ الرِّيَبِ وَالْأَدْنَاسِ


وقال : {وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ}  يَعْنِي: اخْتَارَكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ فِي زَمَانِكَ بِطَاعَتِكِ إِيَّاهُ، فَفَضَّلَكِ عَلَيْهِمْ . انتهى

يعني بسبب توفيق الله وطاعتها وعبادتها اختارها الله عزوجل واصطفاها


قال تعالى : {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ} قال جماعة من مفسري السلف : قامت حتى تورمت كعباها أو رجلاها

وكان من حسن كلامها ما قص الله علينا في كتابه فقال حين دخل عليها زكريا المحراب فيجد عندها فاكهة في غير حينها حينها : { قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }
وانظر هذا الجواب الجليل وما فيه من حسن التعبير مع إرجاع الأمر كله لله عزوجل

ولم يذكر الله عزوجل في كتابه امرأة باسمها غير مريم وهذا من عظيم فضلها  عليها السلام


[ تنبيه ] : كل الآثار الواردة في تفسير الطبري وابن أبي حاتم مما صح عندنا إسناده , والله الموفق

ونحن ننشر هذه الآثار لتعرف المسلمات من تستحق أن تكون قدوة ومن لا تستحق أن ينظر إليها أصلا فضلاً عن اتخاذها قدوة....

والحمد لله رب العالمين


جميع الحقوق محفوظة لمدونة عبد الله بن سليمان التميمي ©2013-2014 | |