[ سلسلة ] التعريف ببعض كتب أئمة الإسلام [ 5 ] فضائل القرآن لأبي عبيد القاسم بن سلام





[ سلسلة ] التعريف ببعض كتب أئمة الإسلام [ 5 ]

 المقال مصوراً من [ هنا ]

اسم الكتاب : فضائل القرآن , ومعالمه , وآدابه

المؤلف : الإمام الحافظ أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي  صاحب اللغة
أصله من الروم وقيل هو تركي ثم رحل إلى بغداد وتعلم وحفظ حتى صار إماما من أئمة المسلمين علماً من أعلام أمة محمد صلى الله عليه وسلم
وكان مولى للأنصار ثم عاد قاضياً لطرسوس لمدة ثماني عشر سنة وكان عالمها ومفتيها آنذاك
طريقته في الفقه طريقة أهل الحديث والأثر
توفي رحمه الله تعالى 224 هـ
وأجمع الناس على عدله وإمامته وثقته وحفظه واتقانه بما لا يشك فيه أحد
حتى قال ابن حبان لما ترجم له : كان أحد أئمة الدنيا صاحب حديث وفقه ودين وورع ومعرفة بالأدب وأيام الناس , جمع وصنف واختار وذبّ عن الحديث ونصره وقمع من خالفه .انتهى
وله من الشيوخ خلق لا يحصون ومن التلاميذ كذلك أيضاً
وقد سمع من الإمام عبد الله بن المبارك وأبو بكر بن عياش وأبو سفيان المعمري وإبراهيم بن سعد الزهري ويحيى بن سعيد الأموي ووكيع بن الجراح الإمام وهشيم بن بشير وابن عيينة وإسماعيل بن جعفر  وهؤلاء من أكبر شيوخه
وقد أثنى عليه شيوخه وأقرانه كالإمام أحمد وابن معين وابن المديني وأبو بكر بن أبي شيبة
وتلاميذه


بعض تصانيف المؤلف : كتاب غريب الحديث وهو من أهم كتبه وأشهرها يفسر فيه غريب الكلمات الواردة في الحديث النبوي وحتى الغريب الوارد في الآثار المقطوعة والموقوفة أحيانا
وكتاب الناسخ والمنسوخ وكتاب فضائل القرآن وكتاب السلاح وكتاب الإيمان وكتاب الطهور وكتاب الأموال وكتاب النسب وكتاب الخطب والمواعظ  وهذا كله مطبوع ولله الحمد
وله كتب كثيرة ذكرها الذهبي وغيره ولم أرها مطبوعة منها  : كتاب الأمثال  وكتاب في معاني القرآن وكتاب في الفقه وكتاب في القراءات وكتاب الأضداد وكتاب آداب الإسلام وكتاب الشعراء وغير ذلك
حتى جمع بعض المحققين ما نسب له من الكتب فبلغ 43 كتاباً في مختلف الفنون

نبذة عن كتاب فضائل القرآن :
هو كتاب لطيف فيه قريب الألف من الآثار والأخبار فيها المرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيها من كلام الصحابة والتابعين وأتباعهم
وله تعليقات يسيرة على بعض غريب الكلمات وبعض الأخبار والأشعار
قسم كتابه على قرابة الثمانين بابا يذكر الباب ثم يذكر ما حفظه من أخبار وأدلته
بدأ الكتاب بفضل تعلم القرآن وتعليمه والاستماع إليه والسعي في طلبه

ثم ذكر أبوابا في أدب حامل القرآن  وما يوصف به من الإيمان والعمل والزهد والتواضع وأثر القرآن على حامله

ثم ذكر بعض آداب التلاوة ومستحباتها من تكرار الآي والتسبيح عند ذكر التسبيح والتعوذ عند ذكر ما يتعوذ منه والترسل في القراءة

ثم ذكر أبواباً في تحسين الصوت والجهر بالقراءة وخفض الصوت وما جاء في هذه الأبواب

ثم ذكر أبواباً في كم يختم القاري وفي كم يصلي والمحافظة على الورد اليومي من القرآن
وما جاء في طريقة القراءة والتلاوة

ثم ذكر ما يجب على القاري من الطهارة وما يستحب

ثم ذكر بابا في عدم أخذ المصحف لأرض المشركين

ثم ذكر أبوابا في التغليظ على من حفظ القرآن ثم نسيه , ومن حفظ القرآن ثم تأكل به , والمباهاة بالقرآن , والتعمق والتكلف في إقامة حروفه والتباهي بذلك , وما يكره للقاري عموما

ثم بدأ بسرد فضائل القرآن جملة وفضائل السور مفصلة مما حفظ في فضائل السور

ثم ذكر أبوابا في جمع القرآن وتآليفه وعدد آياته وما نسخ منه وما ذكر من القراءات مما ليس في المصحف العثماني وإعراب القرآن وشرح موضوع اختلاف القراءات والأحرف وذكر كل ما امتازت به كل قراءه

ثم ذكر بابا في ترك المراء في القرآن

ثم ذكر أبواباً في التفسير وما جاء فيه وجوب إتباع السلف في ذلك

ثم ختم الكتاب في جماع أبواب المصاحف وأحكامها

والكتاب ممتع جميل جداً وسهل القراءة  مليء بالآثار عن الصحابة والتابعين وهي معظم مادته

* من نفائس ونوادر  الكتاب :

* قال [35] : قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ :
إِنَّ هَذَا الصِّرَاطَ مُحْتَضَرٌ ، تَحْضُرُهُ الشَّيَاطِينَ ، يَقُولُونَ : هَلُمَّ يَا عَبْدَ اللَّهِ ؛ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ، فَعَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ فَإِنَّهُ حَبَلُ اللَّهِ.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : أَرَادَ عَبْدُ اللَّهِ بِقَوْلِهِ: فَإِنَّهُ حَبَلُ اللَّهِ قَوْلَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا}.انتهى

* وقال [162]:حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن يوسف بن ماهك، عن عبد الله بن السائب، قال:
أخر عمر بن الخطاب - كرم الله وجهه - العشاء الآخرة فصليت
 ودخل فكان في ظهري، فقرأت: والذاريات ذروا حتى أتيت على قوله: وفي السماء رزقكم وما توعدون , فرفع صوته حتى ملأ المسجد : أشهد
* وقال أيضاً [163]:حدثنا عباد بن العوام، عن سعيد بن إياس الجريري، عن جعفر بن إياس قال:
دخل عمر بن الخطاب رضوان الله عنه المسجد، وقد سبق ببعض الصلاة، فنشب في الصف، وقرأ الإمام وفي السماء رزقكم وما توعدون فقال عمر: وأنا أشهد.
* بوب عليه أبو عبيد بقوله [باب ما يستحب لقاريء القرآن من الجواب عند الآية والشهادة لها ] فاستفاد استحباباً من صنيع عمر وإقرار الصحابة .

* وقال [385]: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ:
إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ , وَالْكَهْفَ , وَمَرْيَمَ , وَطه , مِنْ تِلَادِي , وَهُنَّ مِنَ الْعِتَاقِ الْأَوَّلِ.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَكَانَ شُعْبَةُ يُخَالِفُهُ فِي الْإِسْنَادِ، يُحَدِّثُهُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ: [مِنْ تِلَادِي] يَعْنِي: مِنْ قَدِيمِ مَا أَخَذْتَ مِنَ الْقُرْآنِ، وَذَلِكَ أَنَّ هَذِهِ السُّوَرِ نَزَلَتْ بِمَكَّةَ. انتهى
وفيه فائدة في المعنى وفائدة في الإسناد

* وقال [460]: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ:
أَدْرَكْتُ النَّاسَ حِينَ شَقَّقَ عُثْمَانُ الْمَصَاحِفَ فَأَعْجَبَهُمْ ذَلِكَ، أَوْ قَالَ: لَمْ يَعِبْ ذَلِكَ أَحَدٌ.

* وقال [706]: حدثنا عبد الرحمن، عن عثمان بن وكيع، عن يونس بن عبيد، عن الحسن:
أنه كان يكره أن يغسل القرآن، ويسقاه المريض، أو يتعلق القرآن.
حدثنا يزيد، عن هشام، عن الحسن، نحو ذلك. وقال: أجعلتم كتاب الله رقى؟
قال أبو عبيد: هذا مذهب الكراهة فيه. وقد جاءت أحاديث بالرخصة في الاستشفاء بالقرآن، والتماس بركته، هي أعلى من هذه الأحاديث. انتهى
قد أحسن أبو عبيد التعقب، غير أن سقيا المريض من غسل القرآن أمرٌ أخص من رقيا المريض بالقرآن مباشرة

والكتاب مليء بالفوائد جداً فلا تهمل قراءته والله عزوجل ينفعنا واياكم بما علمنا

طبعات الكتاب : تحصلت على طبعتين للكتاب
الطبعة الأولى : المكتبة العصرية بيروت , تقع في مجلد صغير تتميز بصغر المقدمة وقلة الحواشي وهي جيدة بالجملة
وطبعة وزارة الأوقاف المغربية أثقلها المحقق بمقدمة طويلة جداً أطنب كثيراً بما لا كبير فائدة منه حتى بلغت المقدمة فقط 233 ورقة
وأثقل الكتاب بالحواشي الكبير والطويلة ويترجم لكل علم حتى الصحابة المشاهير مما جعل الكتاب يخرج في مجلدين كل مجلد 400 ورقة
والجيد فيه أنه لا يتحاذق ولا يحكم على كل خبر بالصحة والضعف كما يصنعه المحققين
بل لا يخرج الأخبار إلا نادراً
 ويبين ما جاء في المخطوطات من اختلاف وسقط ويشرح بعض معاني الكلمات ويترجم للأعلام المذكورين
وعموما كلا الطبعتين من حيث ضبط النص جيد والله أعلم

روابط إلكترونية للكتاب :

[ رابط مصور ] : 

http://ia310836.us.archive.org/0/items/fadail/fadail.pdf

[ رابط الشاملة  ] :

http://shamela.ws/books/125/12524.rar


جميع الحقوق محفوظة لمدونة عبد الله بن سليمان التميمي ©2013-2014 | |