هذه قدوة الصالحات حقا ...( 5 ) أم الدرداء الصغرى رحمها الله تعالى




هذه قدوة الصالحات حقا ...( 5 )

أم الدرداء

زوجة الصحابي الجلي أبي الدرداء رضي الله عنه
فقيهة  أهل الشام
رحمها الله تعالى

هي : جهيمة أو هجيمة بنت حيي الوصابية الحميرية

كانت فقهية أهل الشام وعابدتهم جليلة القدر جداً

روى لها الجماعة [ البخاري ومسلم والترمذي وأبي داود النسائي وابن ماجة ] والإمام أحمد وحديثها في عامة الكتب المسندة


قال ابن مندة : سمعت أبا أحمد العسال ( الحافظ ) يذكر من يجمع حديثه من الرواة فذكر منهم :
أم الدرداء وقال ( يجمع ) حديثها وكلامها [ تهذيب الكمال ]


روت عن زوجها أبي الدرداء علماً كثيرا من كلامه ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
وروت عن  سلمان الفارسي وأبي هريرة  وعائشة وغيرهم من الصحابة


وقيل أنها عرضت القرآن كله على أبي الدرداء وهي صغيرة


وكانت تجالس العلماء وتحدث وتفتي واشتهرت بالزهد والصدقة والعبادة
وأخذ عنها العلم جماعة من أعيان تابعي أهل الشام وغيرهم
منهم مكحول ورجاء بن حيوة وأبو حازم الأعرج ويحيى بن أبي كثير وعون بن عبد الله وخلق كثير لا يحصون


ثم بثت في الأمة هذا العلم الكثير فكانت من أعلام أمة محمد صلى الله عليه وسلم

وشُهد لها بالفقه والزهد والعفة والأخلاق العالية والوثاقة في الحديث والحفظ والاتقان

وكانت رحمها الله ورضي عنها تحب مجالس العلم والذكر :
* قال عون بن عبد الله الحافظ :
كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ ، فَنَذْكُرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَهَا
 فَقَالُوا : لَعَلَّنَا قَدْ أَمْلَلْنَاكِ ؟
قَالَتْ : تَزْعُمُونَ أَنَّكُمْ قَدْ أَمْلَلْتُمُونِي ، فَقَدْ طَلَبْتُ الْعِبَادَةَ فِي كُلِّ شَيْءٍ
 فَمَا وَجَدْتُ شَيْئًا أَشْفَى لِصَدْرِي
وَلاَ أَحْرَى أَنْ أُصِيبَ بِهِ الدِّينَ مِنْ مَجَالِسِ الذِّكْرِ.[ عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد927 ]


وكانت رحمها الله تذكر الناس وتنصح بالإخلاص والعمل
* قال سليم بن عامر :
أَرْسَلَتْنِي أُمُّ الدَّرْداءِ إِلَى نَوْفٍ الْبِكَالِيِّ , وَإِلَى رَجُلٍ آخَرَ كَانَ يَقُصُّ فِي الْمَسْجِدِ
قَالَتْ : قُلْ لَهُمَا : اتَّقِيَا اللَّهَ ، وَلْتَكُنْ مَوْعِظَتُكُمَا لِلنَّاسِ لأَنْفُسِكُمَا.[ الزهد للإمام أحمد  987 ]
يعني  :عظوا أنفسكم وذكروها واعملوا كما تعظون الناس وتحثونهم على العمل...


* قال التابعي يحيى بن أبي كثير :
دخلت أم الدرداء رضي الله عنها على جيران لها وهم يلعنون
 فقالت : كيف تكونون صديقين وأنتم لعانون ؟! [ كتاب الصمت لابن أبي الدنيا 375 ]


وكانت رحمها الله تهتم بالصغار وتعلمهم وتوصيهم
* قال عبد ربه بن سليمان العابد :
كتبت لي أم الدرداء في لوحي - فيما تعلمني - :
 تَعَلّموا الحكمة صغاراً تُعلِّموا بها كباراً [ تاريخ أبي زرعة الدمشقي ص 31 ]


ومن المواقف الجليلة جداً  موقف جمعت فيها الصبر والاحتساب واليقين

قال الحافظ يحيى بن معين :
مَاتَتْ الدَّرْدَاء ( ابنتها )  قبل أم الدَّرْدَاء , دفنتها فَقَالَت :  اذهبي إِلَى رَبك
وأذهب إِلَى رَبِّي ...فَدخلت الْمَسْجِد ( يعني تصلي وتذكر الله ) [ تاريخ الدوري 517 ]


ونحن ننشر هذه الآثار لتعرف المسلمات من تستحق أن تكون قدوة ومن لا تستحق أن ينظر إليها أصلا فضلاً عن اتخاذها قدوة....

والحمد لله رب العالمين


جميع الحقوق محفوظة لمدونة عبد الله بن سليمان التميمي ©2013-2014 | |