Pages

[ بحث ] في حديث ( متى كنت نبيا ؟ قال : وآدم بين الروح والجسد )


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


فهذا بحث في حديث [ متى كتبت نبيا ؟ قال : وآدم بين الروح والجسد ]

قال الإمام أحمد [ 20596 ] :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ بُدَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ مَيْسَرَةَ الْفَجْرِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَتَى كُتِبْتَ نَبِيًّا ؟ قَالَ: وآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ .اهـ
وتابع منصور بن سعد , إبراهيم بن طهمان
قال ابن أبي خيثمة في تاريخه [ 2277] :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَان، قَالَ: حَدَّثَنا إِبْرَاهِيْم بْنُ طَهْمَان، عَنْ بُدَيْل بْنِ مَيْسَرَة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيق، عَنْ مَيْسَرَة الْفَجْر؛ قَالَ: قُلْتُ: يا رسول اللهِ! مَتَى كُتِبْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ: كنتُ نَبِيًّا وَآدَمُ بَيْنَ الرَوْح وَالْجَسَدِ.اهـ
محمد بن سنان العوقي ثقة

لكن خولف بديل – وهو ابن ميسرة - في إسناده .
قال ابن أبي شيبة في المصنف [ 37708] :
حدَّثَنَا عَفَّانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ ؛ أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم : مَتَى كُنْتَ نَبِيًّا ؟ قَالَ : كُنْتُ نَبِيًّا وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ.اهـ
فأرسله هنا الحذاء
وقال ابن سعد في الطبقات [ 339] :
أَخبَرنا إِسماعيلُ بن إِبراهيمَ ابن عُلَيَّةَ، عَن خالِدٍ الحَذّاءِ، عَن عَبد الله بن شَقيقٍ قالَ: قالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ الله, مَتَى كُنتَ نَبيًّا؟ فَقالَ النّاسُ: مَه مَه، فَقالَ رَسولُ الله صَلى الله عَليه وسَلم: دَعوهُ, كُنتُ نَبيًّا وآدَمُ بَينَ الرّوح والجَسَدِ. .اهـ

وقال الروياني في مسنده [ 1527 ] :
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ شَاهِينَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، أَنَّ رَجُلًا، سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَتَى كُتِبْتَ نَبِيًّا؟ ، فَقَالَ لَهُ النَّاسُ: مَهْ، قَالَ: دَعُوهُ، كُتِبْتُ نَبِيًّا وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ، وَالْجَسَدِ .اهـ

خالد هو ابن عبد الله الواسطي ثقة ثبت
فهولاء وهيب , وخالد الواسطي وابن علية , كلهم ثقات أثبات , رووه عن عبد الله بن شقيق أن رجلاً سأل النبي .

وحماد يأتي الخلاف عليه وتذكر أنه وافق الثقات هنا

وقال الإمام أحمد [23212 ] :
حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَتَى جُعِلْتَ نَبِيًّا ؟ قَالَ:  وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ .اهـ

وحماد أحسبه ابن سلمة وإلا فكلاهما شيخ لسريج وتلميذ للحذاء – أعني هو وابن زيد -
قال ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني [ 2918 ] :
حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، نا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَتَى بُعِثْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ: وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ.اهـ

أقول : هنا خالف حماد فجعل الرجل هو من سأل وفي الروايات الأولى أن رجلاً سأل بصيغة الحكاية المرسلة فتنبه

وخولف هدبة وسريج على حماد
قال الطحاوي في المشكل [5976 ] :
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ مُوسَى، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْجَدْعَاءِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ: مَتَى كُنْتَ نَبِيًّا ؟، قَالَ: وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ.اهـ
فسماه هنا ابن أبي الجدعا

وقد توبع التميمي – وهو ثقة –

قال أبو ذر الهروي في جزئه [ ضمن مجموعة أجزاء حديثية لجرار ] [ 36] :
أخبرنا عمر بن أحمد بن عثمان: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز: حدثنا كامل بن طلحة: حدثنا حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن ابن أبي الجدعاء، قال: قلت: يا رسول الله، متى كنت نبيا؟ قال: إذ آدم بين الروح والجسد .اهـ

شيخه هو ابن شاهين ثقة معروف , وعبد الله ثقة , وكامل هو الجحدري , صدوق
وتابعه هشم لكن بالعنعنة قال الدارمي في الرد على الجهمية [260 ] :
حدثنا عمرو بن عون أنبأنا هشيم عن خالد وهو الحذاء عن عبد الله بن شقيق عن ابن أبي الجدعاء قال قال رجل يا رسول الله متى كتبت نبيا قال وآدم بين الروح والجسد . اهـ

وهنا جعل المتكلم غير ابن أبي الجدعاء

وقال ابن سعد في الطبقات :
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعُمَرُ بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنِ ابْنِ أَبِي الْجَدْعَاءِ قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى كُنْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ: إِذْ آدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ .اهـ

أقول : فهولاء عفان وعمر الكلابي وهشيم والجحدري وهدبة رووه عن ابن أبي الجدعاء
ويبدو والله أعلم أن التخليط من حماد فهو يخطيء في غير حديث ثابت

وقال الترمذي في العلل الكبير :
وَرَوَى حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ هَذَا الْحَدِيثَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَتَى كُتِبَتْ نَبِيًّا؟ . وَلَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ عَنْ مَيْسَرَةَ الْفَجْرِ .اهـ

أقول : أخرج روايتهم الفريابي
قال الفريابي في القدر : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: قَالَ أَعْرَابِيٌّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَتَى كُنْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ لَهُ النَّاسُ: مَهْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعُوهُ، كُنْتُ نَبِيًّا وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ .اهـ

فأرسل الخبر
ورواه البغوي في معجم الصحابة عن يزيد بن زريع , عن عبد الله بن شقيق عن أبيه , وفيه موسى بن زكريا التستري شيخ البغوي قال الدارقطني في سؤالات الحاكم : متروك , فلا يعتد بمخالفته

وخولف ابن طهمان ومنصور بن سعد في بديل أيضا خالفهم حماد بن زيد رواه عنه كرواية الجماعة مرسلاً
قال الفريابي في القدر : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ, عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ, قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَتَى كُنْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ: وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ .اهـ

فأرسله ابن زيد أيضاً
وقد خالف قتيبة , مؤمل بن إسماعيل كما عندي البغوي في معجم الصحابة ومؤمل هو ابن إسماعيل فيه ضعف ورواية قتيبة أرجح .


أقول : وقد ترجم ابن عدي في كامله لعبد الله بن شقيق , وذكر فيها ثلاث أحاديث منها حديثنا هذا فلعله استغربه
وحديث ابن شقيق الراجح فيه الإرسال . , والله أعلم

ثم وقفت على كلام الحافظ أبو الحسن الدارقطي حيث قال كما في العلل :
[3432 ] وسُئِل عَن حَدِيثِ مَيسَرَةِ الفَجرِ قُلتُ : يا رَسُول الله مَتَى كُنت نَبِيًّا ؟ قال : وآدَمُ بَين الرُّوحِ والجَسَدِ.
فَقال : يَروِيهِ عَبد الله بن شقيق العُقَيلِيُّ ، واختَلَف عَنه فَرَواهُ بُدَيلُ بن مَيسَرَة ، عَن عَبدِ الله بنِ شَقِيقٍ ، واختُلِف عَن بُدَيلٍ فَرَواهُ إِبراهِيمُ بن طَهمان ، ومَنصُورُ بن سَعدٍ اللُّؤلُؤِيُّ ، عَن بُدَيلٍ ، عَن عَبدِ الله بنِ شَقِيقٍ ، عَن مَيسَرَة ؛
وَخالَفَهماُ ابن زيدٍ فَرَواهُ عَن بُدَيلِ , وأيوب , عَن عَبدِ الله بنِ شَقِيقٍ مُرسَلاً.
وَرَواهُ خالِدٌ الحَذّاءُ ، عَن عَبدِ الله بنِ شَقِيقٍ ، واختَلَف عَنهُ
فَرَواهُ الثَّورِيُّ ، عَن خالِدٍ ، واختَلَف عَنهُ فَرَواهُ سهلُ بن صالِحٍ ، عَن شعيب بنِ حَربٍ ، عَنِ الثَّورِيِّ ، عَن خالِدٍ ، عَن عَبدِ الله بنِ شقيق ، عَن مَيسَرَة وخالَفَهُ أَبُو صالِحٍ الفَرّاءُ ؛
فَرَواهُ عَن شُعَيبِ بنِ حَربٍ ، عَنِ الثَّورِيِّ ، عَن خارِجَة بنِ مُصعَبٍ ، عَن خالِدٍ ، عَن عَبدِ الله بنِ شَقِيقٍ ، أَنَّ رَجُلا سَأَل النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم ... مُرسَلاًً
وخالَفَهُما يُوسُفُ بن أَسباطٍ ؛
فَرَواهُ ، عَنِ الثَّورِيِّ ، عَن خالِدٍ ، عَنِ ابنِ شَقِيقٍ ، عَن رَجُلٍ لَهُ صُحبَةٌ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم ؛
ورواه حماد بن سلمة , عن خالد , عن ابن شقيق , عن ابن أبي الجدعاء , وقيل : عنه عن أبي الجدعاء.
وَرَواهُ ابن المُبارَكِ ، ويَزِيد بن زُرَيعٍ ، وحَمّاد بن زَيدٍ ، وبِشرُ بن المُفَضَّلِ ، عَن خالِدٍ ، عَن عَبدِ الله بنِ شَقِيقٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم مُرسَلاً .
وأَشبَهُها بِالصَّوابِ المُرسَلُ.
حَدَّثناه مُحَمد بن مخلد ، قال : حدثنا مُحَمد بن أحمد أَبُو حَفصٍ الحَلَبِيُّ ، قال : حَدَّثنا أَبُو صالِحٍ الفَرّاءُ ، قال : حَدَّثنا شُعَيبُ بن حَربٍ ، عَن سُفيان ، عَن خارِجَة بنِ مُصعَبٍ ، عَن خالِدٍ ، عَن عَبدِ الله بنِ شقيق ، أَنَّ رَجُلاً سَأَل النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم.
فَقال : مَتَى كُنتِ نَبِيًّا ؟ فَقال النّاسُ : مَه مَه ، فَقال رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلم : دَعُوهُ ، وآدَمُ بَين الرُّوحِ والجَسَدِ .اهـ

أقول : الحمد لله على توفيقه

وقال السهمي في تاريخ جرجان [ ترجمة السندي ] :
حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَصْرِيُّ الْجُرْجَانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَوْثَرَةَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْن مُحَمَّد بْن رجاء بْن السِّنْدِيِّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ بُدَيْلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ مَيْسَرَةَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى كُنْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ: وَآَدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ.اهـ
قلت : شيخ السهمي وشيخ شيخه لم أجد فيهم جرحاً ولا تعديلاً , وهو منكر والمحفوظ عن ابن مهدي عن منصور بن سعد والمحفوظ عن سفيان المرسل كما رجح الحافظ الدارقطني .

ورواه أبو نعيم في الحلية في [ ترجمة الثوري ] من طريق سليمان الشاذكوني عن ابن مهدي عن سفيان , والشاذكوني هذا كذاب

وقال الترمذي في الجامع [3609 ] :
حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ الوَلِيدُ بْنُ شُجَاعِ بْنِ الوَلِيدِ البَغْدَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ مَتَى وَجَبَتْ لَكَ النُّبُوَّةُ؟
قَالَ: وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالجَسَدِ.
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الوَجْهِ.
أقول : هذا حديث منكر
قال المروذي كما في في كتاب العلل [262 ] :
قُلْتُ لَهُ – يعني الإمام أحمد : فَتَعْرِفُ عَنِ الْوَلِيدِ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَتى كنت نَبِيًّا ؟
قَالَ : هَذَا مُنْكَرٌ هَذَا مِنْ خَطَأِ الأَوْزَاعِيِّ هُوَ كَثِيرًا مِمَّا يُخْطِئُ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ كَانَ يَقُولُ عَنْ أَبِي الْمُهَاجِرِ وَإِنَّمَا هُوَ أَبُو الْمُهَلَّبِ .اهـ

واستنكره الإمام في روايات أخرى عنه

وقال البزار في المسند [ 8610] :
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، قَال : حَدَّثنا عباد بن جويرية ، عَن الأَوْزاعِيّ ، عَن يَحيى بن أبي كثير ، عَن أبي سَلَمَة قال : قيل يا رَسولَ اللهِ متى كتبت نبيا ؟ قال : وآدم بين الروح والجسد.
هكذا رواه عباد ، عَن الأَوْزاعِيّ ، ورواه أيضا غير واحد من أصحاب الوليد ، عَن الأَوْزاعِيّ ، عَن يَحيى ، عَن أبي سَلَمَة .
وأسنده بعض أصحاب الوليد ، عَن الأَوْزاعِيّ ، عَن يَحيى ، عَن أبي سَلَمَة ، عَن أبي هُرَيرة ، عَن النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيه وَسَلَّم.اهـ

أقول : عباد متروك متهم , لكن أوردته من أجل قول البزار رواه غير واحد , ورواية الأوزاعي عن يحيى فيها كلام أصلاً
كيف وقد استنكرت عليه ؟
كيف وقد اختلف عليه فروي عن مرسلاً ؟!

فهذا خطأ لا يصلح أن يكون شاهداً هنا .
تنبيه : ورد بنفس الإسناد عند الحاكم وغيره بلفظ : مَتَى وَجَبَتْ لَه النُّبُوَّةُ؟ قَالَ: بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ وَنَفْخِ الرُّوحِ فِيهِ.

وقال الطبراني في الأوسط [ 4175 ] :
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْعَبَّاسِ الْبَجَلِيُّ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ بْنِ صُبَيْحٍ قَالَ: نا نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ قَالَ: نا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى كُتِبْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ: وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ
لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ .اهـ
أقول : نصر بن مزاحم متروك اتهم واستنكره عليه ابن عدي بعينه وقال غير محفوظ , وجابر هو الجعفي كذاب
ومع هذا فالصواب أنه عن جابر عن الشعبي مرسلاً
قال ابن سعد في الطبقات [ 342 ] :
أَخبَرنا الفَضلُ بن دُكَينٍ، أَخبَرنا إِسرائيل بن يونُسَ، عَن جابِرٍ، عَن عامِرٍ قالَ: قالَ رَجُلٌ لِلنَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم: مَتَى استُنبِئتَ؟ فَقالَ: وآدَمُ بَينَ الرّوح والجَسَد حينَ أُخِذَ مِنِّي الميثاقُ.اهـ
ويبقى فيه جابر الجعفي وهو كذاب

وقال الطبراني في الكبير [ 12646 ] :
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحَرِيشِ، ثنا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ أَبُو النَّضْرِ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ , مَتَى أُخِذَ مِيثَاقُكَ؟ قَالَ: وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ .
أقول : يحيى وجويبر متروكان
ورواه أبو نعيم من طريق عمر رضي الله عنه , وفيه عمرو بن واقد متروك كما ذكره ابن كثير في السيرة النبوية [ 1/317 ]
وقال ابن كثير في السيرة أيضاً [ 1/318 ] :
وَرَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو الْبَاهِلِيِّ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن سُفْيَان، عَنْ مَيْسَرَةَ الْفَجْرِ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ الله مَتى كنت نَبيا؟ قَالَ: وآدَم بَين الرُّوحِ وَالْجَسَدِ .اهـ
محمد بن عمر هو الواقدي : كذاب , والحسن بن دينار متروك , وعبد الله بن سفيان أحسب أنها ابن شقيق وتصحفت , والله أعلم

وقال ابن سعد في الطبقات :
أخبرنا عمر بن عاصم الكلابي، أخبرنا أبو هلال، أخبرنا داود ابن أبي هند عن مطرف بن عبد الله بن الشخير أن رجلاً سأل رسول الله، صلى الله عليه وسلم: متى كنت نبياً؟ قال: بين الروح والطين من آدم.

هذا مرسل
وأبو هلال والكلابي كلهم نصوا على أن لهم أخطاء وداود كان تغير بآخره
وكذلك داود أخشى أنه أرسل عن مطرف فقد وجدته عند عبد الرزاق [ 3562 ] يروي عنه بواسطة أبو عثمان النهدي

الخلاصة : لا يصح فيه إلا مرسل عبد الله بن شقيق , وقد يقال مرسل مطرف , وهذا المراسيل لا تتقوي بالمرفوع  لاحتمال أن مخرجها واحد , وهذا وارد بقوة .
ولا يقال أن الرجل في المرسل هو ميسرة الفجر أو ابن أبي الجدعاء , ولو كان أحدهما لسماه
ومثله ما جاء في علل ابن أبي حاتم
[642 ] : وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَبْدِ الرزَّاق ،
عَنْ مَعْمَر، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ تَحِلُّ الصَّدَقَةُ إلاَّ لِخَمْسَةٍ: رَجُلٍ اشْتَراهَا بِمَالِهِ ، أَوْ رَجُلٍ عَامِلٍ عَلَيْهَا، أَوْ غَارِمٍ، أَوْ غَازٍ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالى، أَوْ رَجُلٍ لَهُ جَارٌ فيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ فَيُهْدِي لَهُ ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ الثَّوْري ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم؛ قَالَ: حدَّثني الثَّبْتُ؛ قَالَ: قَالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ؛ وَهُوَ أشبَهُ .

وَقَالَ أَبِي: فإنْ قَالَ قائلٌ: الثَّبْتُ مَنْ هُوَ؟ أَلَيْسَ هُوَ عطاءَ بنَ يَسَار؟
قِيلَ لَهُ: لَوْ كَانَ عطاءَ ابن يَسار، لِمَ يُكَنِّ عَنْهُ.

قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ : أَلَيْسَ الثَّبْتُ هُوَ عَطَاءٌ ؟
قَالَ: لا , لَوْ كَانَ عَطَاءً ، مَا كَانَ يُكَنِّي عَنْهُ.اهـ
كتبت هذا ثم وجدت نصاً عن الإمام أحمد أن ابن أبي الجدعاء هو ميسرة الفجر وأنه رجل واحد
قال كما في المنتخب من علل الخلال : ابن أبي الجدعاء هو ميسرة الفجر.اهـ

فالخلاصة أن الباب ليس فيه إلا المراسيل , والله أعلم 


هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم