Pages

[ بحث في حديث ] : إن من عبادي لعبادا يغبطهم الأنبياء والشهداء ....

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


فهذا بحث مختصر في حديث : [ إِنَّ مِنْ عِبَادِي لَعِبَادًا يَغْبِطُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ ، قِيلَ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ لَعَلَّنَا نُحِبُّهُمْ
قَالَ: هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِرُوحِ اللهِ عَلَى غَيْرِ أَمْوَالٍ، وَلَا أَنْسَابٍ، وُجُوهُهُمْ نُورٌ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، لَا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ
ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} ]

قال النسائي في الكبرى [ 11236 ] :
أَخْبَرَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَعُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
إِنَّ مِنَ الْعِبَادِ عِبَادًا يَغْبِطُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ قِيلَ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟
قَالَ: هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِرُوحِ اللهِ عَلَى غَيْرِ أَمْوَالٍ وَلَا أَنْسَابٍ، وُجُوهُهُمْ نُورٌ - يَعْنِي عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، لَا يَخَافُونَ إِنْ خَافَ النَّاسُ، وَلَا يَحْزَنُونَ إِنْ حَزِنَ النَّاسُ
ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}

ورواه الطبري في تفسير [ 17713 ] وأبو يعلى في مسنده [ 6110 ] وابن أبي الدنيا في الإخوان وابن حبان [ 573 ] كلهم من هذا الوجه ابن فضيل عن عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة به مرفوعاً

وهو معلول :
قال ابن أبي حاتم في تفسيره [ 10453 ]:
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا جَرِيرٌ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ لأُنَاسًا مَا هُمْ بِأَنْبِيَاءَ وَلا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ الأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَكَانِهِمْ مِنَ اللَّهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنَا مَا هُمْ وَمَا أعمالهم إنا نحبهم: لذلك ....
ومن هذا الوجه رواه أبو داود في السنن [ 3529 ]

فجعله عن عمر , وأبو زرعة عن عمر مرسل

قال ابن أبي حاتم في المراسيل : قَالَ أَبُو زُرْعَةَ عَاصِمُ بْنُ عَمْرٍو الْبُجَلِيُّ عَنْ عُمَرَ مُرْسَلٌ .انتهى
وقال المزي : لم يدركه , وأقره الوادعي في أحاديث معلة

وقال البيهقي في الشعب [ 8584 ] :
أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلَانِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُنَازِلٍ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَ: نا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ يَعِيشَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ مِنْ عِبَادِي لَعِبَادًا يَغْبِطُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ ، قِيلَ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ لَعَلَّنَا نُحِبُّهُمْ.
قَالَ: هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِرُوحِ اللهِ عَلَى غَيْرِ أَمْوَالٍ، وَلَا أَنْسَابٍ، وُجُوهُهُمْ نُورٌ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، لَا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ { أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}

قال البيهقي : كَذَا قَالَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ وَهُمٌ
وَالْمَحْفُوظُ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
وَأَبُو زُرْعَةَ، عَنْ عُمَرَ، مُرْسَلٌ.

أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ السِّمِّذِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ اللهِ بْنُ شِيرَوَيْهِ، قَالَ: نا إِسْحَاقُ الْحَنْظَلِيُّ، قَالَ: أنا جَرِيرٌ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، بنْ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللهِ عِبَادًا مَا هُمْ بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ، يَغْبِطُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ لِمَكَانِهِمْ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ .
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ هُمْ؟، وَمَا أَعْمَالُهُمْ؟، أَخْبِرْنَا مَنْ هُمْ؟
قَالَ: هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِرُوحِ اللهِ عَلَى غَيْرِ أَرْحَامٍ بَيْنَهُمْ، وَلَا أَمْوَالٍ يَتَعَاطَونَهَا، فَوَاللهِ إِنَّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ، وَإِنَّهُمْ لَعَلَى نُورٍ، لَا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ، وَلَا يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ .
ثُمَّ قَرَأَ: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} .انتهى

فالصواب في هذا الخبر ما قاله البيهقي لقرائن :

منها : أن الأحفظ والأكثر رووه هكذا أبو زرعة عن عمر
ومنها : أن أبا زرعة عن أبي هريرة جادة بخلاف أبي زرعة عن عمر
ومنها : تخريج الإمام النسائي له في الكبرى واجتنابه له في المجتبى
ومنها : أن لا أحد من أهل الكتب الستة روى الخبر من حديث أبي هريرة
ومنها : نص البيهقي أن من قال أبي هريرة أخطأ وأنه وهم وأن المحفوظ عن عمر

وورد الخبر من طريق أنس وفيه واقد بن سلامة ضعيف يروي عن يزيد الرقاشي وهو متروك أخرجه ابن عدي في الكامل

ومن طريق أبي سعيد الخدري ذكره الهيثمي في المجمع وقال في سعيد بن سلام العطار وهو كذاب

وقال ابن أبي شيبة في المصنف [35231]:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ الْعُقَيْلِيُّ ؛ أَنَّ الْعَلاَءَ بْنَ زِيَادٍ كَانَ يُحَدِّثُ عَنْ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ :
عِبَادٌ مِنْ عِبَادِ اللهِ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ ، وَلاَ شُهَدَاءَ ، يَغْبِطُهُمَ الأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، لِقُرْبِهِمْ مِنَ اللهِ ، عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ ، يَقُولُ الأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ : مَنْ هَؤُلاَءِ ؟
فَيَقُولُونَ : هَؤُلاَءِ كَانُوا تَحَابَّوا فِي اللهِ عَلَى غَيْرِ أَمْوَالٍ تَعَاطَوْهَا ، وَلاَ أَرْحَامٍ كَانَتْ بَيْنَهُمْ.

والعلاء تابعي صغير لا تصلح مراسيله في الشواهد وقد يكون مخرج الخبر نفسه أبو زرعة عن عمر وهذا وارد
فالخبر لا يصح

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم