Pages

المؤمن كالجيفة والمنافق يشار إليه بالأصابع !



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
 

قال الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال
في كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من مسائل الإمام المبجل أبي عبد الله أحمد ابن حنبل [ ص 43 ] :
أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ صَالِحٍ بطرسوس قَالَ :
قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - يعني أحمد بن حنبل - :
يَا أَبَا حَفْصٍ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الْمُؤْمِن بَيْنَهُمْ مِثْل الْجِيفَة ، وَيَكُون الْمُنَافِق يُشَارُ إلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ .
فَقُلْت يا أبا عبد الله : وَكَيْف يُشَارُ إلَى الْمُنَافِق بِالْأَصَابِعِ ؟
قَالَ : يا أبا حفص صَيَّرُوا أَمْرَ اللَّه فُضُولًا
قَالَ : الْمُؤْمِن إذَا رَأَى أَمْرًا بِمَعْرُوفٍ أَوْ نَهْيًا عَنْ مُنْكَر لَمْ يَصْبِر حَتَّى يَأْمُر وَيَنْهَى .
يَعْنِي قَالُوا هَذَا فُضُول .
قَالَ وَالْمُنَافِق كُلّ شَيْء يَرَاهُ قَالَ بِيَدِهِ عَلَى فمه
فَيُقَال نِعَم الرَّجُل لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْفُضُول عَمَلٌ !!

وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُول إذَا رَأَيْتُمْ الْيَوْم شَيْئًا مُسْتَوِيًا فَتَعَجَّبُوا .

أقول : عمر بن صالح البغدادي ذكره الخلال في جملة أصحاب الإمام أحمد كما في طبقات الحنابلة
وله عن أبي عبد الله مسائل جميلة تحتمل منه أنقل بعضها للفائدة

في طبقات الحنابلة :
سمعت أَحْمَد أَيْضًا يقول :  قل لمن لا يصدق لا تتبعنا.
وقال عُمَر بْن صَالِحٍ سألت أبا عَبْد اللَّهِ بم تلين القلوب ؟
فأبصر إلي ثم أبصر إلي ثم أطرق إلي ساعة
فقال: بأي شيء .. بأكل الحلال .
فذهبت إلى أبي نصر بشر فقلت له :
يا أبا نصر بأي شيء تلين القلوب ؟
فقال: { أَلا بذكر الله تطمئن القلوب }
فقلت: له فإني قد سألت أبا عَبْد اللَّهِ فتهلل وجهه لذكري لأبي عَبْد اللَّهِ
قَالَ: سألته ؟
قلت: نعم
قَالَ: هيه
قلت: قَالَ: لي بأكل الحلال .
قَالَ: جاءك بالأصل- كما قال -

قَالَ :فذهبت إلى عبد الوهاب
فقلت: يا أبا الحسن بم تلين القلوب
فقال: { أَلا بذكر الله تطمئن القلوب }
فقلت: قد سألت أبا عَبْد اللَّهِ فاحمر وجهه من فرحه بأحمد
فقال: سألت أبا عَبْد اللَّهِ
قلت: نعم
قَالَ: هيه
قلت: قَالَ: لي بأكل الحلال
فقال: لأصحابه أما تسمعون أجابه بالجوهر أجابه بالجوهر
الأصل كما قال  , الأصل كما قَال. انتهى