Pages

لا يضق صدرك ... فإن الله من وراء المعونة !



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


قال الخطيب في تاريخ بغداد [ 6 / 31 ] :

حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن الحربي- حفظا- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْن بْن سمعون يَقُولُ: قال أحمد بن سلمان القطيعيّ:

ضقت إضاقة فمضيت إِلَى إِبْرَاهِيم الحربي لأبث[ له ] ما أنا فيه
فقال لي: لا يضق صدرك، فإن اللَّه من وراء المعونة؛ وإني ضقت مرة حتى انتهى أمري فِي الإضاقة إِلَى أن عدم عيالي قوتهم.

فقالت لي الزوجة:هب أني وإياك نصبر، فكيف نصنع بِهَاتين الصبيتين؟
فهات شيئا من كتبك حتى نبيعه أو نرهنه.

فضننت بذاك.
وقلت: اقترضي لهما شيئا وأنظريني بقية اليوم وَالليلة، وكَانَ لي بيت فِي دهليز داري فِيهِ كتبي.
فكنت أجلس فيه للنسخ وللنظر.
فلما كَانَ فِي تلك الليلة إذا داق يدق الباب.
فقلت: من هذا؟
فَقَالَ: رَجُل من الجيران.
فقلت: ادخل
فَقَالَ: اطفِئ السراج حتى أدخل !.
فكبيت عَلَى السراج شيئا
وقلت: ادخل، فدخل وترك إِلَى جانبي شيئا، وانصرف
فكشفت عَنِ السراج ونظرت فإذا منديل له قيمة، وفِيهِ أنواع من الطعام، وكاغد فيه خمسمائة درهم، فدعوت الزوجة
وقلت: أنبهي الصبيان حتى يأكلوا.
ولما كَانَ من الغد قضينا دينا كَانَ عَلَيْنَا من تلك الدراهم.
وكَانَ وقت مجيء الحاج من خراسان.
فجلست عَلى بابي من غد تلك الليلة وإذا جمال يقود جملين عليهما حملان ورقا وَهُوَ يسأل عَن منزل إِبْرَاهِيم الحربي، فانتهى إلي
فقلت: أَنَا إِبْرَاهِيم الحربي، فحط الحملين،
وَقَالَ: هذان الحملان أنفذهما لَكَ رَجُل من أهل خراسان،
فقلت: من هو؟
فَقَالَ: قد استحلفني أن لا أقول من هو .انتهى

أقول : أحمد بن سليمان القطيعي ما عرفته وأظنه مصحّف أو منسوب إلى جد بعيد أو ماشابه ذلك
وعلى فرض أنه مجهول يتساهل في مثل هذه الأخبار , والله أعلم