Pages

نقد كتاب عبقرية عمر للعقاد [ الحلقة الثانية ]



نقد كتاب عبقرية عمر للعقاد

 الحلقة الثانية  :

تنبيه : الترقيم تابع للحلقة الأولى  ***  لقراءة الحلقة الأولى [ من هنا ]  

10- ذكر العقاد عن عمر [ أنه جاءه رسول نهاوند فسأله ما اسمك ؟ قال قريب . قال ابن من ؟ قال :ابن ظفر . فقال عمر : ظفر قريب إن شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ]
أقول : وهذا الخبر ذكره الطبري في تاريخه في أخبار سيف بن عمر في حكاية طويلة والطبري في تاريخه جمع الغث والسمين وأخرج رواية لوط بن يحيى وسيف بن عمر وغيرهما من مشاهير الكذابين من الإخباريين فلا يصح هذا الخبر والحال هذه .
ثم وجدت الحافظ الدارقطني نص على أن هذا الخبر من أخبار سيف بن عمر وهو إخباري هالك [ انظر المؤتلف والمختلف 1931 ] 

11- قال العقاد عن عمر : [ ورث القضاء من قبيلته وآبائه فهو من بيوت بني عدي الذين تولوا السفارة والتحكيم في الجاهلية وجده نفيل بن عبد العزى هو الذي قضى لعبد المطلب على حرب بن أمية حين تنافرا إليه وتنافسا على الزعامة ]
قلت :  وكلامه هذا لم أقف له على أصل مسند , وأقدم من ذكره فيما وقفت عليه  صاحب أسد الغابة  وكذلك ذكره النووي في تهذيب اللغات هكذا بلا إسناد ولم يعزه أحد لصاحب سيرة معروف  .

12- قال العقاد عن عمر : [ كانت أمه حنتمة بنت هشام بن المغيرة قائدة قريش في كل نضال ! ]
أقول : وهذا هذيان لا وجود له وقريش كانت من قبائل العرب الكبار ولا يعرف في العرب الأول أن فيهم امرأة قائدة ولا مناضلة !
وهذا السياق كان يسعد بعض الملحدين آنذاك الذين كانوا ينادون بما يسمونه حقوق المرأة وحريتها , وهم إنما يتبعون شهواتهم لا أكثر !

13- قال العقاد : [ وكان عادلاً لأن آبائه من بني عدي ذاقوا طعم الظلم من أقربائهم بني عبد شمس ]
أقول : وهذا الكلام لم أقف له على أصل .

14- وقال العقاد : [ وكان قومه – يعني قوم عمر – يسمون ( لعقة الدم ) لأنهم أشداء في الحرب ]
أقول : وهذا السياق خطأ ولا علاقة للتسمية بشدتهم في الحرب :
إنما قال ابن إسحاق في السيرة : فقرَّبتْ بَنُو عَبْدِ الدَّارِ جَفْنة مَمْلُوءَةً دَمًا؛ ثُمَّ تَعَاقَدُوا هُمْ وَبَنُو عَدي بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَي عَلَى الْمَوْتِ، وَأَدْخَلُوا أَيْدِيَهُمْ فِي ذَلِكَ الدَّمِ فِي تِلْكَ الجَفْنة، فسُمُّوا: لَعَقَةَ الدَّمِ، فَمَكَثَتْ قُرَيْشٌ عَلَى ذَلِكَ أربعَ ليالٍ أَوْ خَمْسًا، ثُمَّ إنَّهُمْ اجْتَمَعُوا فِي المسجدِ، وتشاوروا وتناصفوا. انتهى
فلا علاقة لما قاله العقاد بهذه التسمية !

15- ذكر العقاد حكاية جلد عمر رضي الله عنه لابنه لما شرب الخمر والحكاية لها أصل صحيح , ثم ذكر أن بعض المبالغين ممن رواها [ ذكر أن ابن عمر مات وهو يجلد فأكمل عليه عمر الحد وهو ميت ]ثم أطنب في ردها وأن هناك روايات بخلافها
أقول : وهذه الحكاية لا وجود لها إلا في مخيلته !
وحكاية أنه كتب إلى عمرو بن العاص إلى العاص بن العاصي ذكرها أيضاً ,  ولا تصح .
ثم لمز الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه ولعن الله من شتم أو عرض بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً : [ إن عمرو بن العاص الذي لا خفاء بدهائه ولا ببعد حسابه فهو يتريث باديء الأمر يحاول أن يصرف الفتى إذا طاب له الانصراف دون أن يقيم عليه الحد , وهي أيضاً شنشنة لا غرابة فيها , فمن يدري الا يجوز أن يصبح هذا الفتى أخاً للخليفة أو مدبراً للسلطان في يوم غير بعيد ! ]
أقول : كذا يتكلم الملحد عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير روية ولا عدل وبكل صفاقة وحماقة فلا رحمه الله .
وما اكتفى الخبيث بهذا الهراء حتى قال بعدها بصفحات  : [ كان عمرو بن العاص خطراً على الخليفة الذي يغض منه لوكان غير عمر لكنه هو – والذين كانوا معه أجرأ منه على الفتك وأسرع منه إلى الغضب – لم يكن لهم خطر إذا كان عمر هو الذي أمر بالعزل وهو الذي قضى القصاص ]
ثم قال بعدها  : [ فأجرأ منه ولا ريب كان خالد بن الوليد ! ]
وقال : [ لماذا لا يثور الولاة الذين يشهر بهم عمر ويقتص منهم : إما أن يكون ابن العاص ونظرائه لا يثورون ويعلمون من هو عمر وما هي عواقبهم وإما أن يكون عمر لا يخشى تلك الثورة ولا يعيى بها إذا فاجئته ]
 فما اكتفى الفاجر بحشد كل هذه الأخبار الباطلة والكلام على الله ورسوله وصحابة رسوله بغير علم حتى وقع في بعضهم
فقبح الله الجهل ما أضره بصاحبه { لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ}
وما علم الغبي الذي يصنف في عبقرية عمر ! أن هذا طعن في عمر أصلاً !
إذا كيف يولي العبقري العادل مثل هؤلاء كما تزعم !!
 ونسأل الله ان يلزمنا التوحيد والسنة حتى نلقاه ولا يجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا وسبقونا في الإيمان  , والحمد لله الذي عافانا مما ابتلاه به
ولولا انتشار هذا الكتاب بين الناس لما كتبت هذا ولما جاهدت نفسي في قراءته أصلاً والله المستعان .
وهذا الهراء كله من مخيلته لم يذكره أحد ولم يسبقه إليه حتى الزنادقة بل هو من وحي الشياطين بعضهم إلى بعض .

16- قال عن قصة جلد عمر لابنه : [ وهذه القصة يبعد فيها التلفيق إلا أن يكون الملفق من حذاق الرواة ومهرة الوضاع ]
أقول : ولا تظن أني متحامل هنا : هذه نفثة خبيثة وجدت في ذلك العصر ومن قبله أن في الرواة من كان وضاعاً لكنه كان ماهراً وحاذقا فلم يعرفه أهل الحديث !
وهذا الكلام لا يقوله إلا جاهل بأهل الحديث وجاهل بالله حيث زعم أن هناك من نشر الكذب على الله ورسوله ولم ينتبه له أحد !

أقول : وهذه خرافة لا وجود لها  بهذا السياق ولم أقف عليها في أي مصدر  .

17- قال عن عمر : [ مر بقوم يتبعون رجلا على ريبة فقال لا مرحبا بهذه الوجوه التي لا ترى إلا في الشر ]
أقول : وهذا رواه ابن قتيبة في عيون الأخبار وإسناده معضل يرويه المعافى بن عمران عن عمر .

18- قال العقاد : [ تفقد – يعني عمر – رجلاً يعرفه فقيل له إنه تتابع في الشرب فكتب إليه : إني أحمد الله الذي لا إله إلا هو غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذو الطول لا إله إلا هو وإليه المصير , فلم يزل الرجل يرددها ويبكي حتى صحت توبته وأحسن النزع , وبلغت توبته عمر فقال لمن حضروا مجلسه : هكذا فاصنعوا إذا رأيتم أخا لكم زل فسددوه ووفقوه وادعوا له ولا تكونوا عونا للشيطان عليه ]
أقول : وهذا القصة كذب رواها أبو نعيم في الحلية وفي إسنادها محمد بن سهل العطار كذاب يضع الحديث نص عليه الحافظ الدارقطني .
 وليس فيها أنه قال ولا تكونوا عونا للشيطان عليه , فلا أدري من أين أتى بهذا

19 – قال العقاد : [ تكرر منه إعفاء الزانيات من الحد لشبهة القهر والعجز عن المقاومة ]
أقول : إنما المشهور أنه درأ الحد عن امرأة راودها رجل عن نفسها من أجل أنها كادت تموت من الجوع
وقوله [ كثر منه ذلك ] مجازفة , وأصلاً إذا ثبت القهر لها ليس عليها حد أصلاً لا من عمر ولا من غيره .

20- ذكر العقاد كلاما في إسلام عمر وقبل اسلامه بقليل فذكر
أنه سأل اخته عن إسلامها فقالت [ أسلمنا على رغم أنفك ]
وذكر [ أنه ضربها فأدمى وجهها ]
وذكر أنه [ صرع زوجها وقعد على صدره ]
وذكر خبراً طويلاً في هذا السياق
أقول : أما ما ذكره من قولها والحكاية الطويلة  فروى بعضه أبو نعيم الأصبهاني وغيره من طريق إسحاق بن إبراهيم الحنيني وهو ضعيف جداً , عن أسامة بن زيد بن أسلم وهو ضعيف جداً أيضا عن أبيه عن جده تفردوا بهذا السياق الطويل ولا احسبه يحتمل منهم
أما أنه صرع زوجها وقعد على صدره فلم أره في الرواية ولم أقف عليه في أي مصدر .
 إنما المشهور أن عمر أوثقه فقط . وهذا الرجل استاذ في التقميش ومرحلة حاطب الليل لا أظنه يرتقي لها فهو حاطب ليل أعمى البصر والبصيرة ولا أدري من أين أتى بكل هذه الأباطيل وصفها في مكان واحد

21- قال العقاد : [ ذلك الحب الذي يظهره لأبيه الخطاب بعد موته مع شدته عليه وغلظته في زجره وتأديبه فكان يطيل الحديث عنه وينقل أخباره ويقسم باسمه وظل يقسم باسمه وهو كهل إلى أن نهي المسلمون عن القسم بأسماء من ماتوا على الجاهلية ! ]
أقول : قبل الكلام عن أي شيء انظر إلى قوله [  إلى أن نهي المسلمون عن القسم بأسماء من ماتوا على الجاهلية ] لتعلم أن هذا الرجل جاهل بالإسلام كله فضلاً عن جهله بحال الروايات الباطلة التي يذكرها
فالقسم بالمخلوقات شرك , والنهي عنه  عام لا يختص بمن مات في الجاهلية !
 فيا لله العجب ممن يقرأ هذا الكلام ثم يعد هذا الرجل وكتابه من مراجع الكتابة عن الصحابة !
وهذا الذي ذكره عن عمر لا وجود له البته إنما هو من كيسه .
 إنما المذكور أن النبي صلى الله عليه وسلم سمعه يحلف بأبيه فنهاه وهذا الحلف كان مشهورا عند العرب ليس لعمر اختصاص بهذا

22- قال العقاد : [  حكى أحمد بن عمران العبدي – ونقل بعضهم أنه العبيدي – عن أبيه عن جده قال صليت مع عمر الصبح فلما انفتل من صلاته إذا هو برجل قصير أعور متنكباً قوساً وبيده هراوة فسأل من هذا ؟ فقيل : متمم بن نويرة فاستنشده رثاء أخيه فانشده حتى بلغ :
وكنا كندماني جذيمة حقبة ...من الدهر حتى قيل لم يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكاً ... لطول افتراق لم نبت ليلة معا
فقال عمر : هذا والله التأبين يرحم الله زيد بن الخطاب ... وذكر خبراً طويلاً وحواراً بينهما . ]
أقول: وهذه الحكاية ذكر ابن قتيبة طرفا يسيراً منها في كتاب الشعر والشعراء بلا إسناد.
 وهذا العبدي أو العبيدي الذي ذكره لم أعرفه وهذا السياق الذي ذكره العقاد لم أقف عليه بتمامه في أي مصدر
ومالك هذا الذي يرثيه أمام عمر المشهور أنه قتل في حروب الردة مرتداً !

23- قال العقاد : [ كان – يعني عمر – كما روى الحسن يذكر الصديق من أصدقائه فيقول يا طولها من ليلة فإذا صلى الغداة غدا إليه فإذا لقيه التزمه أو اعتنقه ]
أقول : وهذه الحكاية رواها الخطيب في تاريخ بغداد وفي إسنادها حميدبن سعيد بن أبي دعلج ليس له غيرها ولا يعرف إلا بها ! ويرويها هذا المجهول عن سريج بن النعمان عن معتمر بن سليمان عن عمارة العابد عن الحسن وهذا الإسناد لو كان محفوظاً لوجدته في كل الكتب القديمة والذي يبدوا أنه محض وهم والله أعلم

24- قال العقاد : [ وكان بكاء الطفل يزعجه ويقطع عليه صلاته  وينغص عليه ليله ]
ثم دلل على كلامه بهذه الحكاية : [قَدِمَت رُفقَةٌ مِنَ التُّجّار, فَنَزَلوا المُصَلَّى، فَقالَ عُمَرُ لِعَبد الرَّحمَن بن عَوفٍ: هَل لَكَ أَن نَحرُسَهُمُ اللَّيلَةَ مِنَ السَّرَقِ؟ فَباتا يَحرُسانِهم ويُصَلّيان ما كَتَبَ الله لَهُما، فَسَمِعَ عُمَرُ بُكاءَ صَبيٍّ, فَتَوَجَّهَ نَحوَهُ، فَقالَ لأُمِّه: اتَّقي اللهَ وأَحسِني إِلَى صَبيِّكِ، ثُمَّ عادَ إِلَى مَكانِه, فَسَمِعَ بُكاءَهُ, فَعادَ إِلَى أُمِّه, فَقالَ لَها مِثلَ ذَلِكَ، ثُمَّ عادَ إِلَى مَكانِه, فَلَمّا كانَ في آخِر اللَّيل, سَمِعَ بُكاءَهُ, فَأَتَى أُمَّهُ, فَقالَ: ويحَكِ، إِنِّي لأَراك أُمَّ سوءٍ, ما لي أَرَى ابنَك لاَ يَقِرُّ مُنذُ اللَّيلَةِ؟ قالَت: يا عَبدَ الله, قَد أَبرَمتَني مُنذُ اللَّيلَةِ، إِنِّي أُريغَهُ عَن الفِطام فَيَأبَى، قالَ: ولِمَ؟ قالَت: لأَنَّ عُمَر لاَ يَفرِضُ إِلاَّ لِلفُطُمِ، قالَ: وكَم لَهُ؟ قالَت: كَذا وكَذا شَهرًا، قالَ: ويحَكَ لاَ تُعجِليهُ، فَصَلَّى الفَجرَ وما يَستَبينُ النّاسُ قِراءَتَهُ مِن غَلَبَة البُكاءِ، فَلَمّا سَلَّمَ قالَ: يا بُؤسًا لِعُمَر، كَم قَتَلَ مِن أَولاَد المُسلِمينَ، ثُمَّ أَمَرَ مُناديًا فَنادَى: أَلاَ لاَ تُعجِلوا صِبيانَكُم عَن الفِطامِ، فَإِنّا نَفرِضُ لِكُلّ مَولودٍ في الإِسلاَمِ، وكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى الآفاقِ: إِنّا نَفرِضُ لِكُلّ مَولودٍ في الإِسلاَمِ.]
أقول : وهذه الحكاية رواها ابن سعد في الطبقات من طريق يحيى بن المتوكل وهو ضعيف جداً عن عبد الله بن نافع مولى عبد الله بن عمر وهو متروك  تفردوا بها عن نافع عن ابن عمر ولا احسبها تحتمل منهم وفيها أحكام فرضها عمر ليست مشهورة عنه .

 25- ذكر العقاد هذه الحكاية : [ مَرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِبَابِ قَوْمٍ وَعَلَيْهِ سَائِلٌ يَسْأَلُ: شَيْخٌ كَبِيرٌ ضَرِيرُ الْبَصَرِ، فَضَرَبَ عَضُدَهُ مِنْ خَلْفِهِ، وَقَالَ: مِنْ أَيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ أَنْتَ؟ فَقَالَ: يَهُودِيٌّ. قَالَ: فَمَا أَلْجَأَكَ إِلَى مَا أَرَى؟ قَالَ: أَسْأَلُ الْجِزْيَةَ وَالْحَاجَةَ وَالسِّنَّ. قَالَ: فَأَخَذَ عُمَرُ بِيَدِهِ، وَذَهَبَ بِهِ إِلَى مَنْزِلِهِ فَرَضَخَ1 لَهُ بِشَيْء مِنَ الْمَنْزِلِ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى خَازِنِ بَيْتِ الْمَالِ فَقَالَ: انْظُرْ هَذَا وَضُرَبَاءَهُ؛ فَوَاللَّهِ مَا أَنْصَفْنَاهُ أَن أكلنَا شبيته ثُمَّ نَخُذُلُهُ عِنْدَ الْهَرَمِ "إِنَّمَا الصَّدقَات للْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين"، وَالْفُقَرَاءُ هُمُ الْمُسْلِمُونَ وَهَذَا مِنَ الْمَسَاكِينِ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ]
أقول : وهذا الخبر منكر جداً تفرد بروايته أبو يوسف صاحب الرأي عن عمر بن نافع القرشي وهو ضعيف جداً عن أبي بكرة ولا يعرف له سماعاً منه ولم أقف عليها في أي مصدر غيره وهذه نكارة شديدة . وقوله هذا من المساكين من أهل الكتاب غريب جداً ولا أعرف قائلاً به ولو كان قولا لعمر لاشتهر والله أعلم .

26 – قال العقاد : [ فرض عمر لكل مولود لقيط مائة درهم , كما فرض لكل مولود من زوجين ]
أقول : وهذا غير صحيح تفرد بهذا الكلام بتحديد المبلغ محمد بن عمر الواقدي إخباري كذاب لا يعتمد عليه البتة , ولم أقف على من ذكره غيره , وإنما عمر كان يتكفل بنفقته من بيت المال

27- ذكر العقاد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال  [ إن الله غيور يحب الغيور وإن عمر غيور ]
أقول : وهذا الخبر كذب موضوع ذكره في كنز العمال وقال أخرجه رسته في الإيمان مرسلاً
ولا أصل له في دواوين الإسلام المشهورة فهو خبر باطل بلا شك .

28- قال العقاد : [ وسياسته العربية ! التي كانت تصد الغرباء عن جزيرة العرب ]
أقول : وهذه نفثة قومية مقيتة إذ لا علاقة بالسياسة العربية في الأمر إنما هذا أمر شرعي.
 وكان عمر وغيره يسمحون لمن أسلم من الأعاجم والروم بالقدوم للجزيرة وهذا مشهور لا ينكره عاقل إنما طرد المشركين اتباعاً للأمر النبوي لا علاقة للسياسة العربية في الأمر لا من قريب ولا من بعيد !
والعربي المشرك ينفى لأن الأمر الشرعي بإخراج المشركين سواء كانوا عرباً أو غيرهم
وقال بعدها [ وغيرته على الزي العربي والشمائل العربية ] وهذا كسابقه إنما الزي الذي يعرفه المسلمون وأقره الإسلام لا خصوصية للعربية في هذا والله أعلم .

29- ذكر العقاد أن عمر قال : [ أعقل الناس أعذرهم للناس ]
أقول : وهذا الخبر رواه ابن شبه في تاريخ المدينه عن القاسم بن الوليد عن عمر .
والقاسم هذا من أتباع التابعين بينه وبين عمر اثنين على الأقل ونصوا أنه لم يسمع من إبراهيم النخعي ويرسل عنه .

30- وذكر العقاد أن عمر قال : [ احترسوا من الناس بسوء الظن ]
أقول : هذا الأثر تفرد بإخراجه الخطابي في العزلة  وفي إسناده الضحاك بن يسار وهو مجهول ضعيف عن أبي عثمان النهدي .
وقد سئل الإمام أحمد هل سمع من أبي عثمان فقال لا أدري .
والمشهور أن هذا الكلام من كلام الحسن ومطرف والله أعلم .



يتبع بإذن الله تعالى ....