الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
أما بعد :
انتشر في هذه الأزمنة
مناظرة بعض الناس لأهل البدع في العلن وفي شاشات التلفاز , على طريقة الحوار
والنقاشات
ثم تطور الأمر فأصبحت تعديلاً ورفعا لأقوام ليس لهم من التمسك بالسنة كبير شيء
خصوصاً الذين يناظرون الرافضة
فيقال فلان له جهود في الرد على الرافضة فلا يرد عليه !!
يعنون به هذه المناظرات
ومعلوم أن مناظرة أهل البدع أمام العامة ليس من منهج السلف بحال
إنما المناظرة تكون في أحوال ضيقة جداً
كأن يجمعكم مجلس وتسمع الباطل فترد عليه وهذا أفتى به الإمام أحمد بأن يخبر بالسنة ولا يخاصم - يعني لا يجادل ويناظر - إنما يخبر بالسنة
والثاني أن يجبرك ولاة الأمر على المناظرة
وما يشبه ذلك
وعلى المناظر أن يكون عالماً بالكتاب عالماً بالسنة ضعيفها وصحيحها وبأقوال الصحابة والتابعين وأئمة الإسلام
وأن لا تجره المناظرة لرد حق قاله المناظر له
ثم وقفت على كلام نفيس للإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله تعالى يتكلم فيه عن هذا الأمر
قال صالح في مسائله لأبيه [ 734 ] :
كتب رجل إِلَى أبي يسْأَله عَن مناظرة أهل الْكَلَام وَالْجُلُوس مَعَهم ؟
فأملى عَليّ جَوَابه :
أحسن الله عاقبتك وَدفع عَنْك كل مَكْرُوه ومحذور
الَّذِي كُنَّا نسْمع وأدركنا عَلَيْهِ من أدركنا من أهل الْعلم أَنهم كَانُوا يكْرهُونَ الْكَلَام والخوض مَعَ أهل الزيغ
وَإِنَّمَا الْأَمر فِي التَّسْلِيم والانتهاء إِلَى مَا فِي كتاب الله جلّ وَعز لَا يعد ذَلِك
وَلم يزل النَّاس يكْرهُونَ كل مُحدث من وضع كتاب
أَو جُلُوس مَعَ مُبْتَدع ليورد عَلَيْهِ بعض مَا يلبس عَلَيْهِ فِي دينه
فالسلامة إِن شَاءَ الله فِي ترك مجالستهم والخوض مَعَهم فِي بدعتهم وضلالتهم
فليتق الله رجل وليصر إِلَى مَا يعود عَلَيْهِ نَفعه غَدا
من عمل صَالح يقدمهُ لنَفسِهِ
وَلَا يكون مِمَّن يحدث أمرا فَإِذا هُوَ خرج مِنْهُ أَرَادَ الْحجَّة لَهُ فَيحمل نَفسه على المحك فِيهِ وَطلب الْحجَّة لما خرج مِنْهُ بِحَق أَو بَاطِل ليزين بِهِ بدعته وَمَا أحدث
وَأَشد ذَلِك أَن يكون قد وَضعه فِي كتاب فَأُخذ عَنهُ فَهُوَ يُرِيد يزين ذَلِك بِالْحَقِّ وَالْبَاطِل وَإِن وضح لَهُ الْحق فِي غَيره
نسْأَل الله التَّوْفِيق لنا وَلَك وَلِجَمِيعِ الْمُسلمين
وَالسَّلَام عَلَيْك. انتهى
هذا وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
وسلم