الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى
آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فقد وفقني الله تعالى
واقتنيت كتاب : [ فوائد أبي القاسم الحسين بن محمد الحنَّائي ] رحمه الله تعالى
مع تخريج الحافظ أبي محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد بن عاصم النسفي النخشبي رحمه الله تعالى المتوفي عام [ 456 هـ]
مع تخريج الحافظ أبي محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد بن عاصم النسفي النخشبي رحمه الله تعالى المتوفي عام [ 456 هـ]
وسماه ابن حجر في معجمه : الحنائيات
ـ والحافظ النخشبي رحمه الله من شيوخ الخطيب روى عنه في تاريخ بغداد ومن تلاميذ الإمام الدارقطني وقد روى عنه كتاب الإلزامات والتتبع .
وفي الواقع لم أكن أعرف قدر هذا الحافظ صاحب التخريج وبعد قراءة الكتاب تبين لي أمور :
أولاً : أن هذا الرجل حافظ كبير له عناية بالرجال والأسانيد .
ثانياً : أن الرجل كان عالماً بالعلل على طريقة الأئمة في تعليل الأحاديث بدقة واتقان.
ثالثاً : من خلال البحث عنه تبين لي أن الرجل إمام في معرفة الرجال فقد أعتمد عليه الخطيب كثيراً في التاريخ وكتب عنه كلامه في الرجال
وهاك أمثله :
قال الخطيب في تاريخ بغداد [ 2 / 203 ] : حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّخْشَبِيُّ ، قَالَ : مَاتَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي صَالِحٍ بِبَلْخَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ ، قَالَ : وَكَانَ وَاهِيًا عِنْدَ أَهْلِ بَلْخَ ، تَكَلم فيه أبو إسحاق المستملي وغيره .اهـ
وقال الخطيب [ 5 / 194 ] : ذكر لي عبد العزيز بن محمد النخشبي أن المستغفري أحد شيوخ أهل العلم بنخشب حدثهم ببعض حديث هذا الرجل- أحمد بن محمد بن الخليل- فقال فيه:
ابن الجليل وضبط عنه نسبه كذلك بالجيم.
قال : وأبو نصر بن النيازكي ثقة، توفي قبل سنة ثمانين وثلاثمائة.اهـ
وفي المنتظم لابن الجوزي : قال أبو زكريا: وسمعت أبا الحسين القاضي يقول: سمعت عبد العزيز النخشبي يقول: لم يسمع أبو نعيم مسند الحارث بتمامه من أبي بكر ابن خلاد فحدث به كله. .اهـ
قلت : وهذه الكلمة تعقبها الذهبي ذكر ذلك المعلمي في التنكيل , وليس الغرض بحث هذه المسألة هاهنا.
وأحببت أن أجمع مقالاً في فوائد الكتاب – أعني تخريج الحافظ النخشبي لفوائد الحنائي - وهي كثيرة منها :
* اختيارات في بعض مسائل المصطلح .
* ومنها تبيين علل مجموعة من الأحاديث .
* ومنها نقولات عن بعض الأئمة .
وغير ذلك .
وقبل أن أكتب هذه الفوائد أحببت أن أكتب ترجمة مختصرة للحافظ النخشبي رحمه الله تعالى في هذا المقال
ثم في الجزء الثاني منه أكتب فوائد الكتاب
والآن مع ترجمة هذا الحافظ الكبير رحمه الله
تعالى
قال ابن عساكر في تاريخ
دمشق :
كتب إلي أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي يخبرني في تذييله تاريخ نيسابور قال عبد العزيز بن محمد بن محمد بن عاصم النخشبي الحافظ أبو محمد رجل فاضل نبيل محدث حافظ يجمع ويذاكر سمع الحديث الكثير بالبلاد وحصل النسخ وكان ثقة ورعا مجتهدا طاف في البلاد وحج .اهـ
وقال ابن جماعة في مشيخته بعد أن أسند حديثاً ضمن فوائد الحنائي : بِانْتِقَاءِ عَبْدِ الْعَزِيزِ النَّخْشَبِيِّ الْحَافِظِ وَتَخْرِيجِهِ لَهُ .اهـ
قال الذهبي في السير : كان من كبار الحُفّاظ .... اهـ
وقال يحيى بن مَنْدَهْ : كان واحد زمانه في الحفظ والْإِتقان لم نر مثله في الحفْظ في عصرنا، دقيق الخط، سريع الكتابة والقراءة ، حسن الأخلاق....
وقال ابن السَّمعانيّ : سألت إسماعيل بن محمد الحافظ، عن عبد العزيز النَّخْشَبيّ ، فجعل يُعظِّمهُ ويُعظِّم أمره جدًّا ، ويقول : ذاك النَّخْشَبيّ ، ذاك النَّخْشَبيّ، وكان كبيرًا حافظًا ، رحل الكثير .اهـ
وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ : وقال السلفي : سألت المؤتمن الحافظ عن عبد العزيز النخشبي فقال: كان الحفاظ مثل الصوري والخطيب يحسنون الثناء عليه ويرضون فهمه، حصل له بأرض مصر وما والاها الإسناد .اهـ
وله معجم مرتب على أسماء شيوخه اعتمده مغلطاي في إكماله ونقل عنه
وقال السمعاني في معجم شيوخه كما في المختصر منه عندما ذكر سبب تصنيفه للمعجم وأنه نظر في بعض المعاجم فقال :
ولما وافيت بلخ في سنة ست وأربعين رأيت في الخزانة التي وضعها شيخنا الإمام أبو شجاع عمر بن أبي الحسين البسطامي ، كتاب المعجم لشيوخ أبي محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ ، فاستحسنته لأنه يذكر شيخه ، ونسبه ، وبلده ، وسيرته، وعمن أخذ العلم ، وعمن سمع الحديث ، وفاته ، ويروي له حديثا أو حديثين.
ثم جمع بعد ذلك شيخنا عمر بن أبي الحسن البسطامي، ذكره الله بالخير ، مشيخة لنفسه جمع فيها شيوخه بسؤالي إياه ، وقرأت بعضه ببلخ سنة ست وأربعين وتممت الباقي عليه ببخاري سنة تسع وأربعين.
فأردت الاقتداء بهما ، والاقتفاء لآثارهما ؛ لأن الله تعالى جده ، وتوالى جوده ، قد كان حفيا بي ، ووليا لي ، حيث حبب إلي الحديث ، وزينه في قلبي ، ورزقني سماع كل سنّة حسنة .اهـ
وهذا الحافظ الجبل رحمه الله اعتمد كلامه العلائي في جامع التحصيل وكذلك ابن العراقي في التحفة - وأنا أنقل عن التحفة هنا - في عدة مواضع :
[ 1 ] ترجمة ثور بن زيد الديلي : قَالَ العلائي روى أَيْضا عَن عمر رَضِي الله عَنهُ أَنه اسْتَشَارَ فِي الْخمر وَهُوَ مُرْسل لم يُدْرِكهُ , قَالَه عبد الْعَزِيز النخشبي انْتهى .اهـ
[2 ] جَعْفَر بن عبد الله بن الحكم بن رَافع بن سِنَان الْأنْصَارِيّ الأوسي سمع انسا وَغَيره وَرُوِيَ عَن عقبَة بن عَامر فَقيل إِنَّه مُرْسل وروى أَيْضا عَن جد أَبِيه رَافع أَنه أسلم وأبت امراته ان تسلم وَكَانَ بَينهمَا جَارِيَة الحَدِيث
قَالَ عبد الْعَزِيز النخشبي هَذَا مُرْسل لِأَنَّهُ لم يدْرك جد أَبِيه .اهـ
[ 3 ] قال ابن العراقي : قَالَ عبد الْعَزِيز النخشبي لَا يعرف سَماع زُرَارَة من عمرَان وَإِنَّمَا يعرف سَمَاعه من أبي هُرَيْرَة وَرُوِيَ هَذَا الحَدِيث عَنهُ أبي هُرَيْرَة وَهُوَ الصَّوَاب ثمَّ حكى العلائي كَلَام أبي حَاتِم الْمُتَقَدّم .اهـ
أقول: كلام أبي حاتم هو إثبات سماع زراة من عمران فيما حكاه عنه ابنه .
[ 4 ] : وقال ابن العراقي : سَلامَة الْكِنْدِيّ عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ فِي كَيْفيَّة الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللَّهُمَّ داحي الدحوات
قَالَ النخشبي لَا نَعْرِف سَماع سَلامَة بن عَليّ والْحَدِيث مُرْسل .
قَالَ أَبُو حَاتِم مُرْسل .اهـ
[ 5 ] : وقال ابن العراقي : عبد الله بن دِينَار مولى ابْن عمر أن عمر رَضِي الله عَنهُ خرج من اللَّيْل فَسمع امْرَأَة تَقول تطاول هَذَا اللَّيْل واسود جَانِبه الحَدِيث قَالَ النخشبي هُوَ مُرْسل وَهُوَ كَمَا ذكر لِأَن ابْن دِينَار لم يسمع من عمر رَضِي الله عَنهُ .اهـ
[ 6 ] : وقال أيضاً : يَعْقُوب بن مُجَاهِد أَبُو حررة الْمدنِي الْقَاص عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا حَدِيث ام ملدم
قَالَ عبد الْعَزِيز النخشبي لَا يعرف لَهُ سَماع من عُرْوَة .اهـ
[ 7 ] : وقال أيضاً : صَفِيَّة بنت أبي عبيد زوج عبد الله بن عمر ذكرهَا ابْن عبد الْبر فِي الصَّحَابَة وَلم يذكر لَهَا رُؤْيَة وَقَالَ غَيره لم تدْرك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى نَافِع مولى ابْن عمر عَنْهَا أَن أَبَا بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ أَتَى بِرَجُل وَقع على جَارِيَة بكر فأحبلها الحَدِيث
قَالَ عبد الْعَزِيز النخشبي لَا أَظن صَفِيَّة أدْركْت أَبَا بكر فَإِن لم تكن أَدْرَكته فَالْحَدِيث مُرْسل
وَذكر فِي التَّهْذِيب أَن لَهَا من عمر رَضِي الله عَنهُ رُؤْيَة مُجَرّدَة وَهَذَا يُؤَيّد قَول النخشبي .اهـ
[ 8 ] : وقال العلائي في جامع التحصيل : حميد أبو المليح الفارسي عن أبي هريرة قال عبد العزيز النخشبي لم يسمع منه وإنما سمع من أبي صالح ذكوان عنه .اهـ
وللحافظ النخشبي كلام في رواة الحديث جرحاً وتعديلاً تجده مبثوثاً في ميزان الإعتدال واللسان وسير الذهبي وغيرها .
وقال أبو طاهر السلفي الحافظ في معجم السفر [ 203 ] :
سَمِعْنَاهُ يَقُولُ أَعْنِي الْجَنْزِيَّ كَانَ ابْن الترجمان شيخ الصُّوفِيَّة الشَّام يَرْوِي كِتَابًا فِي فَضَائِلِ عَسْقَلَانَ يَشْتَمِلُ عَلَى أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ .
فَلَمَّا قَدِمَهَا عَبْدُ الْعَزِيزِ النَّخْشَبِيُّ قَرَأَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ : مَا فِيهِ حَدِيثٌ يَصِحُّ غَيْرَ حَدِيثَيْنِ .اهـ
وبإذن الله تعالى في المقال القادم الذي سأجمع فيه الفوائد سترى من فوائد هذ الإمام ما يوكد إمامته في علم الحديث بعموم وفي علم العلل بخصوص .
نسأل الله أن يوفقنا لخدمة السنة وأهلها .
كتب إلي أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي يخبرني في تذييله تاريخ نيسابور قال عبد العزيز بن محمد بن محمد بن عاصم النخشبي الحافظ أبو محمد رجل فاضل نبيل محدث حافظ يجمع ويذاكر سمع الحديث الكثير بالبلاد وحصل النسخ وكان ثقة ورعا مجتهدا طاف في البلاد وحج .اهـ
وقال ابن جماعة في مشيخته بعد أن أسند حديثاً ضمن فوائد الحنائي : بِانْتِقَاءِ عَبْدِ الْعَزِيزِ النَّخْشَبِيِّ الْحَافِظِ وَتَخْرِيجِهِ لَهُ .اهـ
قال الذهبي في السير : كان من كبار الحُفّاظ .... اهـ
وقال يحيى بن مَنْدَهْ : كان واحد زمانه في الحفظ والْإِتقان لم نر مثله في الحفْظ في عصرنا، دقيق الخط، سريع الكتابة والقراءة ، حسن الأخلاق....
وقال ابن السَّمعانيّ : سألت إسماعيل بن محمد الحافظ، عن عبد العزيز النَّخْشَبيّ ، فجعل يُعظِّمهُ ويُعظِّم أمره جدًّا ، ويقول : ذاك النَّخْشَبيّ ، ذاك النَّخْشَبيّ، وكان كبيرًا حافظًا ، رحل الكثير .اهـ
وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ : وقال السلفي : سألت المؤتمن الحافظ عن عبد العزيز النخشبي فقال: كان الحفاظ مثل الصوري والخطيب يحسنون الثناء عليه ويرضون فهمه، حصل له بأرض مصر وما والاها الإسناد .اهـ
وله معجم مرتب على أسماء شيوخه اعتمده مغلطاي في إكماله ونقل عنه
وقال السمعاني في معجم شيوخه كما في المختصر منه عندما ذكر سبب تصنيفه للمعجم وأنه نظر في بعض المعاجم فقال :
ولما وافيت بلخ في سنة ست وأربعين رأيت في الخزانة التي وضعها شيخنا الإمام أبو شجاع عمر بن أبي الحسين البسطامي ، كتاب المعجم لشيوخ أبي محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ ، فاستحسنته لأنه يذكر شيخه ، ونسبه ، وبلده ، وسيرته، وعمن أخذ العلم ، وعمن سمع الحديث ، وفاته ، ويروي له حديثا أو حديثين.
ثم جمع بعد ذلك شيخنا عمر بن أبي الحسن البسطامي، ذكره الله بالخير ، مشيخة لنفسه جمع فيها شيوخه بسؤالي إياه ، وقرأت بعضه ببلخ سنة ست وأربعين وتممت الباقي عليه ببخاري سنة تسع وأربعين.
فأردت الاقتداء بهما ، والاقتفاء لآثارهما ؛ لأن الله تعالى جده ، وتوالى جوده ، قد كان حفيا بي ، ووليا لي ، حيث حبب إلي الحديث ، وزينه في قلبي ، ورزقني سماع كل سنّة حسنة .اهـ
وهذا الحافظ الجبل رحمه الله اعتمد كلامه العلائي في جامع التحصيل وكذلك ابن العراقي في التحفة - وأنا أنقل عن التحفة هنا - في عدة مواضع :
[ 1 ] ترجمة ثور بن زيد الديلي : قَالَ العلائي روى أَيْضا عَن عمر رَضِي الله عَنهُ أَنه اسْتَشَارَ فِي الْخمر وَهُوَ مُرْسل لم يُدْرِكهُ , قَالَه عبد الْعَزِيز النخشبي انْتهى .اهـ
[2 ] جَعْفَر بن عبد الله بن الحكم بن رَافع بن سِنَان الْأنْصَارِيّ الأوسي سمع انسا وَغَيره وَرُوِيَ عَن عقبَة بن عَامر فَقيل إِنَّه مُرْسل وروى أَيْضا عَن جد أَبِيه رَافع أَنه أسلم وأبت امراته ان تسلم وَكَانَ بَينهمَا جَارِيَة الحَدِيث
قَالَ عبد الْعَزِيز النخشبي هَذَا مُرْسل لِأَنَّهُ لم يدْرك جد أَبِيه .اهـ
[ 3 ] قال ابن العراقي : قَالَ عبد الْعَزِيز النخشبي لَا يعرف سَماع زُرَارَة من عمرَان وَإِنَّمَا يعرف سَمَاعه من أبي هُرَيْرَة وَرُوِيَ هَذَا الحَدِيث عَنهُ أبي هُرَيْرَة وَهُوَ الصَّوَاب ثمَّ حكى العلائي كَلَام أبي حَاتِم الْمُتَقَدّم .اهـ
أقول: كلام أبي حاتم هو إثبات سماع زراة من عمران فيما حكاه عنه ابنه .
[ 4 ] : وقال ابن العراقي : سَلامَة الْكِنْدِيّ عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ فِي كَيْفيَّة الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللَّهُمَّ داحي الدحوات
قَالَ النخشبي لَا نَعْرِف سَماع سَلامَة بن عَليّ والْحَدِيث مُرْسل .
قَالَ أَبُو حَاتِم مُرْسل .اهـ
[ 5 ] : وقال ابن العراقي : عبد الله بن دِينَار مولى ابْن عمر أن عمر رَضِي الله عَنهُ خرج من اللَّيْل فَسمع امْرَأَة تَقول تطاول هَذَا اللَّيْل واسود جَانِبه الحَدِيث قَالَ النخشبي هُوَ مُرْسل وَهُوَ كَمَا ذكر لِأَن ابْن دِينَار لم يسمع من عمر رَضِي الله عَنهُ .اهـ
[ 6 ] : وقال أيضاً : يَعْقُوب بن مُجَاهِد أَبُو حررة الْمدنِي الْقَاص عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا حَدِيث ام ملدم
قَالَ عبد الْعَزِيز النخشبي لَا يعرف لَهُ سَماع من عُرْوَة .اهـ
[ 7 ] : وقال أيضاً : صَفِيَّة بنت أبي عبيد زوج عبد الله بن عمر ذكرهَا ابْن عبد الْبر فِي الصَّحَابَة وَلم يذكر لَهَا رُؤْيَة وَقَالَ غَيره لم تدْرك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى نَافِع مولى ابْن عمر عَنْهَا أَن أَبَا بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ أَتَى بِرَجُل وَقع على جَارِيَة بكر فأحبلها الحَدِيث
قَالَ عبد الْعَزِيز النخشبي لَا أَظن صَفِيَّة أدْركْت أَبَا بكر فَإِن لم تكن أَدْرَكته فَالْحَدِيث مُرْسل
وَذكر فِي التَّهْذِيب أَن لَهَا من عمر رَضِي الله عَنهُ رُؤْيَة مُجَرّدَة وَهَذَا يُؤَيّد قَول النخشبي .اهـ
[ 8 ] : وقال العلائي في جامع التحصيل : حميد أبو المليح الفارسي عن أبي هريرة قال عبد العزيز النخشبي لم يسمع منه وإنما سمع من أبي صالح ذكوان عنه .اهـ
وللحافظ النخشبي كلام في رواة الحديث جرحاً وتعديلاً تجده مبثوثاً في ميزان الإعتدال واللسان وسير الذهبي وغيرها .
وقال أبو طاهر السلفي الحافظ في معجم السفر [ 203 ] :
سَمِعْنَاهُ يَقُولُ أَعْنِي الْجَنْزِيَّ كَانَ ابْن الترجمان شيخ الصُّوفِيَّة الشَّام يَرْوِي كِتَابًا فِي فَضَائِلِ عَسْقَلَانَ يَشْتَمِلُ عَلَى أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ .
فَلَمَّا قَدِمَهَا عَبْدُ الْعَزِيزِ النَّخْشَبِيُّ قَرَأَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ : مَا فِيهِ حَدِيثٌ يَصِحُّ غَيْرَ حَدِيثَيْنِ .اهـ
وبإذن الله تعالى في المقال القادم الذي سأجمع فيه الفوائد سترى من فوائد هذ الإمام ما يوكد إمامته في علم الحديث بعموم وفي علم العلل بخصوص .
نسأل الله أن يوفقنا لخدمة السنة وأهلها .
وهنا همسة في أذن كل منصف :
من المؤسف حقاً أن ترى
الكثير من الشباب السلفي من طلبة العلم وغيرهم من يعرف كلام المعاصرين ويحتفل به
ويهتم به أشد الاهتمام , ولا يعرف أئمة الإسلام
الذين حفظ الله بهم الدين ولا ينظر في كلامهم أصلاً
فهذا الحافظ الكبير لا أشك أن كثيراً من طلبة العلم لا يعرفونه أصلاً , والكثير غيره بل بعض طلبة العلم كثير من عوام الناس اليوم لا يعرفون الدارقطني ولا أبا حاتم ولا أبا زرعة ولا العقيلي وكثير من الحفاظ وبعضهم يعرفه بالاسم ويظنه هو وبعض المعاصرين أقران !
ولا شك أنه لا أحد من لدن عصرهم إلى عصرنا بلغ مبلغهم في العلم ولا نصيفه حتى , فعلى طلبة العلم الحرص والاطلاع على كلام هؤلاء الجبال الذين حفظ الله به الدين
والاهتمام بأحكامهم وفهم مقاصدهم ومراميهم , نسأل الله العلي القدير أن يرضى عنهم وأن يلحقنا بهم ونشهده على حبهم وأننا نسعى لاقتفاء آثارهم والسير على طريقهم مهما كلف الأمر من مشاق سائلينه عز وجل أن يثبتنا على ذلك ويعيننا عليه
فهذا الحافظ الكبير لا أشك أن كثيراً من طلبة العلم لا يعرفونه أصلاً , والكثير غيره بل بعض طلبة العلم كثير من عوام الناس اليوم لا يعرفون الدارقطني ولا أبا حاتم ولا أبا زرعة ولا العقيلي وكثير من الحفاظ وبعضهم يعرفه بالاسم ويظنه هو وبعض المعاصرين أقران !
ولا شك أنه لا أحد من لدن عصرهم إلى عصرنا بلغ مبلغهم في العلم ولا نصيفه حتى , فعلى طلبة العلم الحرص والاطلاع على كلام هؤلاء الجبال الذين حفظ الله به الدين
والاهتمام بأحكامهم وفهم مقاصدهم ومراميهم , نسأل الله العلي القدير أن يرضى عنهم وأن يلحقنا بهم ونشهده على حبهم وأننا نسعى لاقتفاء آثارهم والسير على طريقهم مهما كلف الأمر من مشاق سائلينه عز وجل أن يثبتنا على ذلك ويعيننا عليه
والآن مع فوائد ودرر نفيسة من تخريج الحافظ
النخشبي لفوائد الحنائي رحمهما الله :
وقبل أن أشرح في الفوائد التي انتخبتها من هذا الجزء أنبه على أمور :
[ 1 ] أن الحافظ النخشبي يترجم للرواة فيذكر الاسم كاملاً مع الكنية ويرجح أحيانا وهذا أتجنبه في العادة
[ 2 ] الكتاب مقسم إلى أجزاء في آخر كل جزء يذكر آثاراً موقوفة وأبياتاً من الشعر يسندها في عامة الكتاب . فهذه لا أعرج عليها والله الموفق
فائدة من أصل المتن :[ ص 42 - حديث رقم 27 ] : ذكر الحنائي حديث جلوس النبي صلى الله عليه وسلم على البئر ودخول أبي بكر وعمر وعثمان وقوله لأبي موسى : إذن له وبشره بالجنة , لكل واحد منهما .
وفي إسناده عبد الرحمن بن عمرو أبو زرعة الدمشقي الحافظ
قال أبو زرعة عقبه : كان هذا الحديث أول ما ظهر بالشام , ظهر عن مروان الطاطري عن سليمان بن بلال فأخبرت أن يحيى بن معين لما قدم الشام بلغه , فأنكره , قالوا له : حدث به يحيى بن حسان فسكن إلى ذلك . اهـ
أقول : فيه أنه لا تقبل الروايات من كل أحد , ولا يعامل الحافظ الثبت معاملة الثقة والصدوق ومن دونهما
فلم يقل ابن معين مثلاً : مروان حديثه لا ينزل عن رتبة الحسن !
بل عد انفراده بمثل هذا الخبر الطويل منكراً .
وهذا فائدة في أول الكتاب أحببت ذكرها قبل أن أشرع لأهميتها . والله أعلم
في [ ص 43-44 - حديث رقم 28 ] : أسند الحنائي حديث [ أتبع كان لعينا أم لا , ولا أدري الحدود كفارات لأهلها أم لا , ولا أدري ذو القرنين كان نبياً أم لا ] من طريق عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة به مرفوعاً
قال الحافظ النخشبي :
رواه هشام بن يوسف الصنعاني قاضي صأنعاء أبو عبد الرحمن , عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم : وهو مرسل , وهو الأصح والله أعلم . اهـ
في [ ص 47- 48 - حديث رقم 32 ] : أسند الحنائي أثر إعطاء أبي موسى الأشعري لابنأء عمراً مالاً يتجران فيه ويعطيان أصله لعمر , الأثر المشهور .
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث صحيح من حديث مالك بن أنس ..... إلى أن قال : وقد أخرجوا – يعني أصحاب الصحيح – بهذا الإسناد أحاديث , غير أن هذا موقوف فلم يخرجاه .اهـ
أقول : فيه أن أصحاب الصحيح اعتنوا بالأصول المرفوعة فما كان مرفوعاً خارج الصحيحين وعلى شرطهما ولم يخرجاه شك في أمره ونظر فيه .
في [ ص 53 - حديث رقم 39 ] : أسند الحنائي حديث : بئس أخو العشيرة , برواية بئس الرجل العشيرة , أو قال : بئس العشيرة الرجل , والمعنى واحد .
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث صحيح من حديث أبي محمد سفيان بن عيينة الهلالي مولاهم الكوفي , وهم خمسة إخوة : إبراهيم وعمران ومحمد وآدم وسفيان بنو عيينة , فد حدثوا كلهم غير آدم .
ثم ذكر نسب محمد بن المنكدر كاملاً وكذلك نسب عروة بن الزبير وفي عامة الكتاب يصنع ذلك ينسب الرواة ويذكر كناهم .
في [ ص 59 - حديث رقم 44 ] : اسند الحنائي حديث : تعرض الأعمال على الله عز وجل في كل يوم خميس واثنين ..... الحديث من طريق سفيان عن مسلم بن أبي مريم عن أبي صالح عن أبي هريرة موقوفاً
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث صحيح من حديث سفيان بن عيينة .... أخرجه مسلم بن الحجاج عن ابن أبي عمر – واسمه : محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني – عن سفيان موقوفاً وقال : رفعه مرة .اهـ
أقول : والحديث فيه خلاف شديد في رفعه ووقفه .
وقال الدراقطني في العلل : وَمَن وقَفَهُ أَثبَت مِمَّن أَسنَدَهُ .اهـ
في [ ص 61-62 - حديث رقم 47-48 ] : أسند الحنائي حديث الوليد بن مسلم في أسماء الله الحسنى الذي فيه سرد الأسماء .
قال الحافظ النخشبي :
أخرجه البخاري عن أبي اليمان عن شعيب مختصراً ليس فيه ذكر الأسماء ثم أسنده ...إلى أن قال :
ويقال : إن هذه الأسماء إنما جمعها وأخرجها الوليد بن مسلم من كتاب الله عزوجل ورواها في الحديث ولم تكن في الحديث وإنما الحديث الذي رواه أبو اليمان , والله أعلم .اهـ
أقول : قوله أخرجها من كتاب الله فيه نظر , فإن هناك أسماء ليست في كتاب الله وإنما أخذت من السنة ومنها ما لا دليل عليه في الاثنين إلا على وجه الاشتقاق .
فائدة : [ ص 68 ] : في اسم أبا هريرة عبد الرحمن
قال الحافظ النخشبي :
أبي هريرة : عبد بن عمرو بن عبد غنم الدوسي , ويقال اسمه عبد الرحمن , وكان في الجاهلية اسمه عبد شمس , فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن . اهـ
في [ ص 69- 71 - حديث رقم 58 ] : أسند الحنائي حديثاً غريبا في قصة اسلام صحابي اسمه زمل بن عمرو العذري وانه أسلم وانشد شعراً بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم , في قصة طويلة .
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث غريب عزيز من حديث زمل بن عمرو العذري عزيز من حديث أولاده عنه , ما يعرف إلا من هذا الطريق عنه , ولم يذكر البخاري -في الصحابة زمل – في التاريخ , ولا أظن أحداً من أهل العلم الحفاظ بلغه هذا الحديث . اهـ
قلت التميمي : هذا الحديث في فوائد تمام ومن طريق تمام رواه الحنائي وإسناده فيه جهالة شديدة , وهذا الخبر يعرف بهشام بن محمد بن السائب الكلي الكذاب .
ويبدوا أن هذا الإسناد وضع بعد موت عامة الأئمة النقاد وهذا قوله لا أظن أحداً من أهل العلم الحفاظ بلغه هذا , والله أعلم .
في [ ص 71-72 - حديث رقم 59 ] أسند الحنائي حديث عفان عن همام عن أبي جمرة قال : كنت ادفع الزحام عن ابن عباس بمكة , فأبطأت عنه فاتيته , فقال لي : ما حبسك ؟
فقلت : الحمى , فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أطفئوها بماء زمزم .
قال عقبه : قال أبو القاسم – وهو ابن أبي العقب أحد رجال الإسناد - : قال لي بعض الحفاظ : ما روى هذا الحديث إلا عفان بن مسلم .
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث صحيح ...... إلى أن قال :
ولم يتفرد عفان بهذا الحديث كما ذكر ابن أبي المعقب عن بعض حفاظ الحديث , وإنما تفرد همام بهذه الفظة : [ ماء زمزم ] لا غير , والله أعلم . اهـ
في [ ص 73 - حديث رقم 62 ] أسند الحنائي من طريق محمد بن كثير عن مالك عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يغلق الرهن , له غنمه وعليه غرمه .
قال الحافظ النخشبي :
هكذا وصله قال فيه معن عن مالك , وتابعه عليه محمد بن كثير , ومحمد بن كثير المصيصي ضعيف الحديث , ولكن معن بن عيسى القزاز ثقة جليل نبيل من قدماء أصحاب مالك العارفين بعلم مالك .
وقد أوصله جماعة عن الزهري منهم إسماعيل بن عياش رواه عن ابن أبي ذئب عن الزهري فوصله .
ورواه أيضاً أبو جزء نصر بن طريف عن الزهري فوصله .
ولكن المرسل أشبه بالصواب . اهـ
في [ ص 74 - حديث رقم 63 ] : أسند الحنائي حديث : اللهم عليك بقريش اللهم عليك بقريش
من طريق ابن إسحاق حدثني الأجلح عن أبي إسحاق السبيعي عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود وذكر فيه قصة طويلة جداً ,
قال الحافظ النخشبي :
غريب من حديث ابن إسحاق عن الأجلح , ويقال اسمه يحيى .
ثم قال أخرجه البخاري من طريق ...... إلى أن قال وأخرجه من عدة طرق ..اهـ
قلت التميمي : والذي في الصحيح ليس فيه زيادات ابن إسحاق التي في المتن الذي أسنده الحنائي , وقد يكون الإشكال من الأجلح فإنه متكلم فيه والله أعلم .
فائدة [ في ص 76 ] :قال الحافظ النخشبي :
محمد بن عمرو [ ابن علقمة بن وقاص الليثي ] لم يخرج البخاري في الصحيح عنه إلا مقروناً بغيره وقد أخرج مسلم له أحاديث .
وهو صحيح الحديث معروف , والله أعلم .اهـ
قلت التميمي : قد ينازع الحافظ في قوله محمد بن عمرو بن علقمة صحيح الحديث هكذا باطلاق وقد يخرج كلامه على أنه يطلق الصحيح على الحسن لذاته ولاشك أن محمد بن عمرو إن لم يخالف أو يتفرد بما يستنكر عليه محتج به في الجملة والله أعلم .
في [ ص 77 - حديث رقم 66 ] أسند الحنائي من طريق أبو المغيرة – يعني عبد القدوس بن الحجاج قال ثنا صفوان – يعني ابن عمرو – قال ثنا عبد الرحمن بن جبير – يعني ابن نفير – عن أبيه عن عوف بن مالك قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه فيء قسمه من يومه , فأعطى الآهل حظين , وأعطى العزب حظاً واحداً , فدعانا وكنت أدعى قبل عمار بن ياسر .
فدعيت فأعطاني حظين وكان لي أهل , ثم دعاني بعد عمار فأعطاني حظاً فتسخطته حتى عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك في وجهي ومن حضره .
فبقيت قطعة سلسلة من ذهب , فذهب النبي صلى الله عليه وسلم يرفعها بطرف عصاته فتسقط , ثم يرفعها فتسقط , ثم يقول : كيف أنتم يوم يكثر من هذا ؟
فلم يجبه أحد , قال : فقال عمار : وودنا والله لو قد كثر لنا , فصبر من صبر وفتن من فتن .
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث مشهور من حديث أبي حميد ويقال : أبو حمير , عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي الشامي عن أبيه عن أبي عبد الرحمن عوف بن مالك الأشجعي عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو مشهور من حديث أبي عمرو صفوان بن عمرو بن هرم السكسكي الحمصي وهو ثقة مشهور وقد تابعه إسماعيل بن عياش على هذا الحديث عن عبد الرحمن بن جبير .
وقد أخرج مسلم في الصحيح حديثاً عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن عوف بن مالك , فهذا على شرطه صحيح والله أعلم . اهـ
قلت التميمي : ما وجدت له عله .
فائدة [ ص84 ] قال الحافظ النخشبي :
في حديث من رواية أبي مسعود الأنصاري :
قال هو عقبة بن عمرو الأنصاري البدري , ويقال البدري لأنه نزل بدراً ( يعني المكان ) ولم يشهد بدراً ( يعني الغزوة )
قلت التميمي : ما بين الأقواس زيادة مني للتوضيح , والمسألة فيها خلاف شديد بين المحدثين وقد أثبته البخاري في أهل بدر في صحيحه , وأثبت مسلم أنه ممن شهد بدراً أيضاً في كتاب الكنى
في [ ص 89 - حديث رقم 86 ] أسند من طريق الليث عن ابن أبي حبيب عن صفوان بن أبي سليم عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة : قال سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في { إذا السماء انشقت } , و{ اقرأ باسم ربك الذي خلق} .
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث صحيح من حديث أبي الحارث الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي مولاهم المصري ويقال : أصله من أصبهان .
عن يزيد بن أبي حبيب واسم أبي حبيب سويد مولى إمرأة من تجيب عن صفوان بن سليم مولى حميد بن عبد الرحمن .
عن عبد الرحمن بن سعد الأعرج يقال له : أبو حميد المقعد , ويقال له الأعرج , وليس هذا بعبد الرحمن بن هرمز الأعرج أبي داود مولى بني عبد المطلب المعروف المشهور , هذا غيره .
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
أخرجه مسلم بن الحجاج عن محمد بن رمح عن الليث بن سعد كما أخرجناه .اهـ
في [ ص 92 - حديث رقم 92 ] أسند حديث أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال ابن أبي أوفى : لا .... وساق الحديث
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث صحيح من حديث أبي عبد الله مالك بن مغول البجلي الكوفي .... إلى أن قال أخرجه محمد بن إسماعيل البخاري عن أبي نعيم الفضل بن دكين كما أخرجناه .
قلت التميمي : أفاد المحقق أن البخاري أخرجه مختصراً جداً عما رواه الحنائي , وهو كما قال فأوردته للتنبيه على ذلك .اهـ
فائد [ ص 96 -97 - ] في سبب عدم إخراج البخاري لحديث أبي الزبير :
قال : ولم يخرج محمد بن إسماعيل البخاري لأبي الزبير في الصحيح لأن أبا الزبير تكلم فيه شعبة , وقال : قد رأيته ينزن لنفسه فاسترجع , فترك حديثه لأجل هذا ولم يحدث عنه إلا حديثاً واحداً , فتركه البخاري متابعة لشعبة , غير أن أبا الزبير حديثه مشهور صحيح , وهو حافظ متقن .
قال أبو الزبير : كان عطاء وأصحابه يقدموني إلى جابر فأحفظ لهم الحديث عنه وكنت من أحدثهم سناً .
وسماع الليث عن أبي الزبير بمكة .
قال الليث : أتيت أبا الزبير بمكة فقلت : هذه الأحاديث التي ترويها عن جابر سمعتها منه ؟
قال : منها ما سمعته , ومنها ما حدثنا أصحابنا عنه , فقلت له : حدثني ولا تحدثني إلا ما سمعت منه
فجعل يقول : سمعت وسمعت , حتى كتبت ما سمعه منه .
وإنما أخرج محمد بن إسماعيل البخاري في الصحيح تشهد عبد الله بن مسعود . اهـ
أقول : لعل البخاري احتاط فلم يخرج حديثه , مع أنه عنده مقبول الحديث , وقد غلط من قال أن البخاري لم يخرج له لتدليسه فإنه أخرج لكثير من المدلسين ما صرحوا فيه بالتحديث وما احتملت فيه عنعنتهم .
فائدة [ ص 98 ] مراسيل سعيد بن المسيب :
قال الحافظ النخشبي :
ومراسيل سعيد – يعني ابن المسيب – صحيحة , وهي خير من مراسيل الحسن , والله أعلم.
في [ ص 100 - حديث رقم 95 ] أسند الحنائي من طريق شعبة قال : ثنا سلمة بن كهيل وزبيد قالا : سمعنا ذر بن عبد الله عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الوتر : سبح اسم ربك الأعلى و قل يا أيها الكافرون , وقل هو الله أحد , فإذا سلم قال : سبحان الملك القدوس ثلاث مرات يرفع بها صوته .
قال الحافظ النخشبي :
هكذا رواه أبو بسطام شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي مولاهم وهو أحد أئمة الحديث.... إلى أن قال , عبد الرحمن بن أبزى له صحبة مع النبي صلى الله عليه وسلم .
قال : وتابعه على ذلك عبد الرزاق وغيره عن الثوري .
وخالفهم على ذلك مخلد بن يزيد الحراني عن سفيان الثوري
وحفص بن غياث عن مسعر .
فرواه مخلد عن سفيان عن زبيد اليامي عن ذر بن عبد الله عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبي بن كعب
ورواه أبو حاتم الرازي عن عمر بن حفص بن غياث عن أبيه عن مسعر عن زبيد اليامي عن ذر وذكر فيه أبي بن كعب
وحديث شعبة وعبد الرزاق عن الثوري أقرب إلى الصواب والله أعلم . اهـ
في [ ص 101 - حديث رقم 96 ] أسند الحنائي حديث : من غسل واغتسل وهجر وابتكر ودنا واستمع ولم يلغ كان بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها .
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث مشهور من حديث أبي الأشعث بن شراحيل بن أده الصنعاني الشامي , عن أوس بن أوس الثقفي وهو قليل الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وهو غريب من حديث الأوزاعي عن حسان بن عطية الشامي عنه لا أعلم رواه عن الأوزاعي عنه إلا يزيد بن عبد الله بن زريق عن الوليد بن مسلم .
وخالفه على ذلك عبد الله بن المبارك وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري ومحمد بن مصعب القرقساني
فرواه أبو بكر بن أبي شيبة عن عبد الله بن المبارك عن الأوزاعي عن يحيى بن الحارث الذماري عن أبي الأشعث
وتابعه على ذلك أبو عثمان سعيد بن رحمة بن نعيم المصيصي عن أبي إسحاق الفزاري عن الأوزاعي وكذلك محمد بن مصعب القرقساني , وهو المحفوظ .
وقد رواه سعيد بن عبد العزيز عن يحيى بن الحارث الذماري عن أبي الأشعث .
ثم أسند إليه.
ثم قال : هذا هو المحفوظ من حديث أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأوس بن أوس له صحبه .
ورواه روح بن عبادة عن ابن عون عن عثمان الشامي – وهو ابن خالد – أنه سمع أبا الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وهذا وهم قبيح , وخطأ صريح , والمحفوظ الأول والله أعلم . اهـ
في [ ص 103 - حديث رقم 98 ] أسند الحنائي من طريق موسى بن سهل بن كثير الوشاء قال : ثنا إسماعيل بن علية قال : ثنا عمرو بن دينار البصري وكيل آل الزبير قال : ثنا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
مَنْ رَأَى صَاحِبَ بَلاءٍ فَقَالَ : [ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلاكَ بِهِ وَفَضَّلَنِي عَلَيْكَ وَعَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ , عَافَاهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ].
قال الحافظ النخشبي :
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي عُمَرَ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيِّ الْمَدِينِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
لا نعرفه مَرْفُوعًا إِلَّا مِنْ حَدِيثِ أَبِي يَحْيَى عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَهْرَمَانِ آلِ الزُّبَيْرِ مَوْلَاهُمُ الْبَصْرِيِّ الأعور عنه
واختلف عليه : فَرَوَاهُ عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ كَمَا أَخْرَجْنَاهُ.
وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ : سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يُسْنِدْهُ بَلْ أَرْسَلَهُ
أنبأناه أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الوليد الكلابي فيما كتب إلي إجازة أَنَّ أَبَا الْعَبَّاسِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَتَّابِ بْنِ الزِّفْتِيِّ أخبرهم قال : ثنا هشام بن عمار قال: ثنا سعيد هو ابن يحيى اللخمي قال : ثنا حَمَّادٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَا مِنْ عَبْدٍ يَرَى بِعَبْدٍ بَلاءً فَيَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلاكَ بِهِ وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلا إِلَّا عَافَاهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ.
هَكَذَا رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَفِي الْأَصْلِ حَمَّادٌ غَيْرُ منسوب .
وإنما عَرَفْنَا أَنَّهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ لَا حَمَّادُ بن زيد: لأن قبله حديث عَنْ سَعِيدٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ وَلَمْ يَرْوِ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ سِمَاكٍ وَإِنَّمَا رَوَى عَنْهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ .
وَبَعْدَهُ حَدِيثٌ آخَرُ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ حَمَّادٍ عن قيس بن سعد الْمَكِّيِّ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ هُوَ الَّذِي رَوَى عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ الْمَكِّيِّ دُونَ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَلَى أَنَّ الْحَدِيثَ مَشْهُورٌ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَهْرَمَانِ آلِ الزُّبَيْرِ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
وَتَابَعَهُ عَلَى ذَلِكَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ فَرَوَاهُ مُسَدَّدٌ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ
وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ عَنْ مُسَدَّدٍ.
وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ يُقَالُ مَنْ رَأَى مُبْتَلًى.. .. الْحَدِيثَ
وَهَذَا أَقْرَبُ إِلَى الصَّوَابِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
وَإِنَّمَا تَفَرَّدَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَهْرَمَانُ آلِ الزُّبَيْرِ عَنْ سَالِمٍ بِذِكْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الاخْتِلافِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ عَلَيْهِ فِيهِ وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ هَذَا فِيهِ نَظَرٌ وَهَذَا غَيْرُ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ الْمَكِّيِّ الأَثْرَمِ أبي محمد مولى ابن بَاذَانَ صَاحِبِ جَابِرٍ ذَاكَ ثِقَةٌ جَلِيلٌ حَافِظٌ والله أعلم.اهـ
في [ ص 105 - حديث رقم 100 ] أسند الحنائي من طريق يونس عن الزهري عن أنس قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر يمشون خلف الجنازة .
قال الحافظ النخشبي :
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي يَزِيدَ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الْأَيْلِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ مِسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ الْأَنْصَارِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَتَابَعَ أَبَا زُرْعَةَ عَلَى هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ عَنْ يُونُسَ أَيْضًا فَرَوَاهُ عَنْهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ وَكِلاهُمَا وَاهِمَانِ فِيهِ .
وَإِنَّمَا الْمَحْفُوظُ عن يونس ما نذكره بعد.
وَرَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَمْشُونَ أَمَامَ الْجِنَازَةِ.
ثم أسند إلى سفيان .... ثم قال :
هَكَذَا قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَوَهِمَ فِيهِ أَيْضًا .
فَحَمَلَ كَلَامَ الزُّهْرِيِّ عَلَى الْحَدِيثِ وَجَعَلَهُ كُلَّهُ مُسْنَدًا
وَالْمَحْفُوظُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ: كَانَ يَمْشِي أَمَامَ الْجِنَازَةِ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي أَمَامَهَا وَالْخُلَفَاءُ بعد أبو بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَهِيَ السُّنَّةُ.
هَكَذَا رَوَاهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يُونُسَ الأيلي عن الزهري
فخلص كَلَامِ الزُّهْرِيِّ مِنَ الْحَدِيثِ
وَتَابَعَهُ عَلَى ذَلِكَ سَلَامَةُ بْنُ رَوْحِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أَخِي عَقِيلٍ وَغَيْرُهُ عَنْ عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَهُوَ الْمَحْفُوظُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ .اهـ
أقول : فرجح أنه فعل ابن عمر موصول , وباقي الحديث مرسل , وهذا قول عامة أهل الحديث نقل عليه الترمذي الاتفاق
في [ ص 107 - حديث رقم 102 ] أسند أثراً في شكاية امرأة إلى عمر رضي الله عنه في قصة طويلة , وأنه أسند فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله :
خير أمتي القرن الذي أنا منه ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُ ثُمَّ يجيئ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَتُهُمْ أَيْمَانَهُمْ يَشْهَدُونَ قَبْلَ أَنْ يُسْتَشْهَدُوا لَهُمْ فِي أَسْوَاقِهِمْ لَغَطٌ فَتَرَى هَؤُلَاءِ مِنْ أُولَئِكَ .
ثُمَّ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ ثُمَّ خَرَجْتُ عَنْهُ ثُمَّ أَتَيْتُهُ بَعْدَ حَوْلٍ فقلت: يا رسول الله ما تعرفني ؟
قال: لَا قُلْتُ أَنَا الَّذِي كُنْتُ عِنْدَكَ عَامَ الْأَوَّلِ قَالَ فَمَا غَيَّرَكَ ؟
قَالَ : مَا أَكَلْتُ طعاما منها وقد فَارَقْتُكَ قَال : وَمَنْ أَمَرَكَ بِتَعْذِيبِ نَفْسِكَ ؟
صُمْ يوما من الشهر قال زدني فزادني حَتَّى قَالَ صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ .اهـ
قال الحافظ النخشبي :
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي إِيَاسٍ معاوية بن قرة بن إياس المزني الْبَصْرِيِّ وَلِأَبِيهِ قُرَّةَ صُحْبَةٌ وَقَدْ أَدْرَكَ جَمَاعَةٌ من الصحابة عن كهمس الهلالي , ما نعرفه إِلَّا مِنْ حَدِيثِ أَبِي يَزِيدَ حَمَّادِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُسْلِمٍ الْبَصْرِيِّ .
وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ قَالَ: أَتَيْتُ الْمِرْبَدَ فَجَاءَ رَجُلٌ فَحَلَبَ إِبِلَهُ فَقَالَ مَعِي كِتَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُسَمِّ الرجل.
وَرَوَاهُ حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْمَ شَهْرِ الصَّبْرِ وَثَلاثَةِ أَيَّامٍ.. .. الْحَدِيثَ.
وَخَالَفَهُمْ شُعْبَةُ فَرَوَاهُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: صَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ.
وَأَقْرَبُهَا إِلَى الصَّوَابِ حَدِيثُ أَبِي عَوَانَةَ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ
وَحَدِيثُ حَمَّادِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ حَسَنٌ حِينَ سَمَّى الرَّجُلَ إِنْ كَانَ قَدْ حَفِظَهُ حَمَّادٌ وَهَذَا مَشْهُورٌ مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُسْلِمٍ
وَقِصَّةِ الْمَرْأَةِ مَعَ عُمَرَ وَحَدِيثُهُ عَنْ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَغْرَبُ .
وَأَمَّا حَدِيثُهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَوْمِ شَهْرِ الصَّبْرِ وَقِصَّتُهُ أَنَّهُ رَجَعَ إِلَيْهِ وَقَدْ ضَمُرَ وَنَحَلَ جِسْمُهُ فَهُوَ مَشْهُورٌ عَنْ حَمَّادِ بْنِ يَزِيدَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.اهـ
في [ ص 109 - حديث رقم 103 ] : أسند من طريق الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي عن الزهري عن أنس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعلى رأسه عمامة سوداء .
قال الحافظ النخشبي :
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أبَيِ عَمْرِو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَإِنَّمَا يَحْفَظُ عَنْ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ.
وَرَوَاهُ عَنْ مَالِكٍ: الْأَوْزَاعِيُّ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَمَعْمَرٌ وَغَيْرُهُمْ مِنَ الْأَئِمَّةِ.
وَأَمَّا حَدِيثُ الْعِمَامَةِ السَّوْدَاءِ فَإِنَّمَا هُوَ مَحْفُوظٌ مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ وَعَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ وَغَيْرِهِمَا عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ وَيُقَالُ تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ وَاللَّهُ أعلم .اهـ
في [ ص 110 - حديث رقم 104 ] أسند أثراً موقوفاً عن عمر أنه ترك كتابة السنن من طريق عروة بن الزبير عنه ثم قال :
وهو مرسل لأن عروة لم يلحق عمر بن الخطاب , وهو موقوف على عمر أيضاً , فلم يخرجوه في الصحيح . اهـ
في [ ص 129 - حديث رقم 124 ] أسند من طريق عبد العزيز بن رفيع عن أبي الزبير عن جابر حديث : أما إنهما لا يعذبان في كبير .... الحديث المشهور .
قال الحافظ النخشبي :
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الزُّبَيْرِ .... إلى أن قال :
لَا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ أَبِي الْعَوَّامِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الرَّبِيعِ الْبَصْرِيِّ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ هَذَا هو أبو العوام ولكن عن هاهنا زِيَادَةٌ وَلَيْسَ هُوَ ابْنُ رُفَيْعٍ وَإِنَّمَا هُوَ ابْنُ الرَّبِيعِ فِي الأَصْلِ تَصْحِيفٌ
وَالْحَدِيثُ مَحْفُوظٌ من غير حديث جابر والله أعلم .اهـ
أقول : فاستغربه من حديث جابر وإن كان محفوظاً من حديث غيره ,وهذا يبين غلط مسلك بعض الناس الذين إذا صح الحديث من طريق صحابي صححه من حديث جميع الصحابة الآخرين وإن كانت الطرق إليهم منكرة أو مستغربة
في [ ص 129 - حديث رقم 124 ] :
أخرج الحنائي حديث يرويه عروة بن الزبير عن حادثة وقعت في وقت النبي صلى الله عليه وسلم
قال الحافظ النخشبي :
وإنما هذا مرسل فلذلك لم يخرج في الصحيح .اهـ
قلت : لأن رجال إسناده ثقات وقد يتوهم أنه صحيح فبينه , والله أعلم .
في [ ص 135 - حديث رقم 130 ] : أخرج الحنائي خبراً عن عبد الله بن رواحة حين قال : يا معشر يهود والله إنكم لمن أبغض خلق الله إلي وما ذلك بحاملي على أن أحيف عليكم , وأما الذي عرضتم علي من الرشوة فإنها سحت وإنا لا نأكلها , فقالوا: بهذا قامت السموات والأرض , من طريق مالك عن ابن شهاب عن سليمان بن يسار فذكره
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث مشهور محفوظ من حديث أبي عبد الله مالك .... إلى أن قال : غير أنه مرسل فلم يخرجوه في الصحيح وهو من صحاح المراسيل , والله أعلم .اهـ
قلت : يريد أنه صح إلى سليمان مرسلاً , أو أن أصل هذه القصة محفوظ , والله أعلم .
في [ ص 139 - حديث رقم 135 ] : أسند الحنائي حديث : كفى بالمرء إثماً أن كل ما سمه يحدث , من طريق علي بن حفص عن شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة رضي الله عنه به مرفوعاً
قال الحافظ النخشبي :
يقال : تفرد باتصاله عن شعبة علي بن حفص المدائني
أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن علي بن حفص موصولاً كما أخرجناه
وأخرجه أيضاً عبيد الله بن معاذ عن أبيه وعن أبي موسى , و عن عبد الرحمن بن مهدي , كلاهما عن شعبة عن خبيب عن حفص بن عاصم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكذا رواه عاصم بن علي وغيره عن شعبة مرسلاً وهو الأصح , والله أعلم .اهـ
في [ ص 140 - حديث رقم 136 ] : أسند الحنائي قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا – يعني بلالاً - من طريق الهيثم بن جميل عن الماجشون عن محمد بن المنكدر عن جابر
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث صحيح من حديث أبي عبد الله عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة المديني يعرف بالماجشون , والماجشون المورد وهو لقب ...... إلى أن قال :
أخرجه محمد بن إسماعيل عن أبي نعيم الفضل بن دكين , عن عبد العزيز بن أبي سلمة كما أخرجناه متصلاً وتابعهما على اتصاله الفضل بن سهل الأعرج عن زيد بن الحباب عن عبد العزيز
ورواه يزيد بن هارون عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن محمد بن المنكدر : قال : قال عمر , فأرسله ولم يذكر جابراً , والموصول أصح إن شاء الله , والله أعلم .اهـ
قلت التميمي : قال الدارقطني كما في العلل : المتصل أصح .اهـ
في [ ص 149 ] : فائدة قال الحافظ النخشبي :
لم يخرج البخاري لسليمان بن المغيرة عن ثابت رواية , وإنما أخرجه استشهاداً .اهـ
في [ ص 149 - حديث رقم 146 ] أسند الحنائي حديث أم ملدم [ يعني الحمى ] حين جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم في صورة عجوز سوداء متكسر الوجة محلوقة الرأس فقالت يا رسول الله مرني بأمرك .... الحديث من طريق المعافى عن محمد بن سلمة عن الفزاري عن أبي حرزة عن عروة عن عائشة به مرفوعاً
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث غريب .... إلى أن قال : ولا يعرف لأبي حرزة سماع من عروة , وإنما يعرف له سماع من القاسم بن محمد ولا يعرف هذا الحديث إلا من حديث المعافى بن سليمان الجزري , عن أبي عبد الله محمد بن سلمة الحراني عن الفزاري , والفزاري هذا مجهول إن لم يكن أبا أسحاق إبراهيم بن محمد فلا أدري من هو , والله أعلم . اهـ
قلت التميمي : أبو إسحاق الفزاري مذكور في شيوخ محمد بن سلمة
ويبدو ان العلة كما قال : عدم سماع أبي حرزة من عروة والله أعلم .
في [ ص 151 ] : فائدة في عطاء بن السائب :
قال الحافظ النخشبي :
عطاء بن السائب ثقة إلا أنه تغير بآخره , وسماع القدماء منه صحيح نحو سماع سفيان الثوري وشعبة إلا حديثين كان شعبة يقول سمعتهما منه بعد التغير , وأما سماع المتأخرين من أصحابه مثل أبي عوانة وشريك وجرير بن عبد الحميد عنه فلا يساوي شيئاً .اهـ
قلت : قوله لا يساوي شيئاً يدل على الضعف الشديد , وأنه يطلق التغير على الاختلاط والله أعلم
في [ ص 152 - حديث رقم 149 ] أسند الحنائي حديثاً في صلاة الخوف من طريق عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن مجاهد عن أبي عياش الزرقي به مرفوعاً
قال الحافظ النخشبي :
ولا يعرف سماع مجاهد من أبي عياش وهو مرسل . اهـ
في [ ص 140 - حديث رقم 136 ] : أسند حديث إذا أخذ مضجعه يقول : إليك اللهم أسلمت نفسي .... الحديث من طريق سفيان بن عيينه عن أبي إسحاق أنه سمع البراء به .
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث صحيح من حديث أبي إسحاق .... إلى أن قال ... رواه عنه شعبة وأبو الاحوص ....
أخرجه البخاري ..... وأخرجه مسلم .... إلى أن قال :
غير أن سماع سفيان بن عيينة من أبي إسحاق يقال أنه كان بعد إختلاط أبي إسحاق وتغيره , فلا يخرج في الصحيح والله أعلم . اهـ
قلت : حديثه عن أبي إسحاق قليل جداً عامة محفوظ عن أبي إسحاق فيما وقفت عليه والله أعلم .
في [ ص 140 - حديث رقم 136 ] اخرج الحنائي من طريق أبو أحمد الزبيري ثنا مسعر عن إبراهيم السكسكي عن ابن أبي أوفى قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكى إليه نسيان القرآن فقال قل : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله فعقدهن في يده .... وذكر الحديث .
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث مشهور من حديث أبي سلمة مسعر بن كدام ..... إلى أن قال :
وقد أخرج البخاري في الصحيح عن هشيم , عن إبراهيم السكسكي عن ابن أبي أوفى حديثاً في تفسير قوله تعالى : { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً } فهذا يلزمه إخراجه على شرطه لان مسعر بن كدام أحد الأئمة وقد خرج حديثه في الصحيح , ولا يعرف له علة تمنع من إخراجه والله أعلم .اهـ
قال التميمي : كلام الحافظ النخشبي رحمه الله فيه نظر لوجوه :
أولاً : إبراهيم السكسكي ضعفه عامة النقاد , وقد اجتنبه مسلم .
ثانياً : أخرج البخاري له حديثين كلاهما متابعة , وخصوصاً الحديث في تفسير الآية فمتنه محفوظ عن جماعة من الصحابة .
أما هذا الحديث فقد تفرد به ومداره عليه فترك البخاري له استنكاراً وقد ذكره ابن عدي في مناكيره في ترجمته في الكامل , والله أعلم .
في [ ص 164 - حديث رقم 161 ] أسند الحنائي حديث : من عرض عليه طيب فلا يرده فإنه خفيف المحمل طيب الرائحة , من طريق سعيد بن أبي أيوب عن عبيد الله بن أبي جعفر عن الأعرج عن أبي هريرة فذكره مرفوعاً .
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث صحيح .....إلى أن قال :
أخرج مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب عن أبي عبد الرحمن المقريء هذا الحديث وحديثاً آخر لفظه [ من عرض عليه ريحان فلا يرده ] .
وهذا الحديث أشهر , والأول أغرب , والله أعلم .اهـ
قلت : حديث من عرض عليه ريحان في مسلم بنفس مخرج الحنائي , ولعل لفظ مسلم هو الأصح وهذا مروي بالمعنى , والله أعلم
في [ ص 167 ] فائدة : قال الحافظ النخشبي :
لم يخرج البخاري لأبي سفيان عن جابر شيئاً إلا مقروناً بأبي صالح , لأن وكيعاً قال عن شعبة : أبو سفيان عن جابر إنما هو كتاب – يعني صحيفة – عن جابر , فلذلك لم يخرجه البخاري والله أعلم . اهـ
في [ ص 171 - حديث رقم 171 ] أسند الحنائي حديث أبا سعيد و أبا هريرة رضي الله عنهما في الموقف ودخول آخر رجل الجنة من طريق بقية بن الوليد حدثني محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي قال : كان أبو هريرة يحدث فذكره مطولاً , والحديث في الصحيحن من طريق الزهري به ذكر ذلك النخشبي
قال الحافظ النخشبي :
ورواه سلامة بن روح بن خالد عن عمه عقيل عن الزهري عن أبي هريرة وأبي سعيد لم يذكر عطاء بن يزيد ولا سعيد بن المسيب , والموصول صحيح , وسلامة بن روح لا يعتد بخلافه , والله أعلم . اهـ
قلت : سلامة ضعيف , وضعفه أبو زرعة جداً فقال منكر الحديث .
في [ ص 174 ] : قال الحافظ النخشبي :
وبقية [ يريد ابن الوليد ] صحيح الحديث إذا روى عن الثقات المشهورين , غير أنه كثيراً ما يروي عن المجهولين بالمناكير , وقد أخرج مسلم لبقية أحاديث متابعة . اهـ
في [ ص 174 ] أسند من طريق سليمان بن موسى عن كريب مولى ابن عباس قال ثنا أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم لأصحابه ألا هل مشمر للجنة ؟ فإن الجنة لا خطر لها , هي ورب الكعبة نور يتلألأ وريحانة تهتز ... وذكر الحديث
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث غريب ........ إلى أن قال : لا يعرف إلا من حديث الوليد بن مسلم الدمشقي عن محمد بن مهاجر عن الضحاك المعافري عن سليمان هذا , وسليمان بن موسى متكلم فيه , والله أعلم . اهـ
قلت : سليمان بن موسى الفقيه صدوق , تكلم فيه البخاري والنسائي والعامة على توثيقه ,
وهذا الخبر منكر وآفة عندي الضحاك المعافري فهو لا يكاد يعرف وانفراده بهذا الخبر منكر جداً والله أعلم .
في [ ص 180 ] : فائدة قال الحافظ النخشبي :
وأبو عبيدة [ يعني بن عبد الله بن مسعود ] لم يسمع من أبيه شيئاً وإنما مات عبد الله وهو صغير , ولكن يقال : حديثه عن عبد الله صحيح كله , فإنه ما سمعه إلا من علماء أصحاب أبيه , ولكنه مرسل , والله أعلم . اهـ
قلت : زعم الحافظ النخشبي أن أبا عبيدة اسمه عبد الرحمن , والمعروف أن عبد الرحمن أخوه , والله أعلم .
في [ ص 181 ] قال الحافظ النخشبي :
وقد سمع الشعبي من المقدام بن معد كرب , وللمقدام في الصحيح حديثان ولكنه من حديث الشاميين عنه , والله أعلم .اهـ
في [ ص 201 ] أسند من طريق يزيد بن هارون ثنا العوام أخبرني محارب بن دثار عن ابن عمر رضي الله عنه ثم ذكر حديث جبريل المعروف .
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث غريب ....
إلى أن قال : وهو حسن من حديث يزيد بن هارون عنه , وإنما المشهور الصحيح في هذا حديث عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر وحميد بن عبد الرحمن الحميري عن عبد الله بن عمر عن أبيه عمر. اهـ
في [ ص 203 ] أسند من طريق سيار بن حاتم سمعت جعفر بن سليمان الضبعي سمعت محمد بن المنكدر سمعت جابر بن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مر رجل ممن كان قبلكم بجمجمة فوقف عليها وجعل يفكر , فقال : يارب أنت أنت , وأنا أنا , أنت العواد بالمغفرة , وأنا العواد بالذنوب , فقيل له : ارفع رأسك فأنت العواد بالذنوب وأنا العواد بالمغفرة , قال : فغفر له .
قال الحافظ النخشبي :
وقد رواه العباس بن الوليد النرسي وغيره عن جعفر بن سليمان موقوفاً من قول جابر , وهو أقرب إلى الصواب [ إن شاء الله تعالى ] . اهـ
قلت : وهذا ما رجحه الخطيب في تاريخ بغداد أيضاً , واستنكر المرفوع ابن عدي في ترجمة جعفر
وصححه الألباني مرفوعاً ولا يصح كما ترى , والصواب وقفه فالنرسي ثقة وسيار فيه كلام كثير ,
ورواه البزار مرفوعاً وقال عقبه : ولم أحسب جعفر بن سليمان سمع من ابن المنكدر ولا روى عنه الا هذا .اهـ
وهذا الطعن من البزار وجيه لأن جعفراً الضبعي بصري وابن المنكدر مدني ولم يرو عنه غير هذا الخبر . وابن المنكدر كثير الأصحاب جداً , فأين بقية أصحابه من أهل المدينة عن هذا الحديث ؟
فإذا كانوا يستنكرون على جعفر أحاديثه عن ثابت وكلاهما بصري فما عسى أن يقال في انفراده عن ابن المنكدر بمثل هذا المتن
في [ ص 204 ] أسند من طريق الحسن بن عمارة [ وهو متروك ] عن عبد الرحمن بن عابس بن ربيعة عن أبيه قال : كان عبد الله [ يعني ابن مسعود ] يخطبنا هذه الخطبة في كل عشية خميس لا يدعها , وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب بها : ثم ذكر خطبة جميلة رائقة طويلة عامتها ورد في أحاديث مرفوعة صحيحة من وجوه أخرى .
قال الحافظ النخشبي :
لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث الحسن بن عمارة أبي محمد مولى بجيلة الكوفي , وكان ابن عيينة يضعفه , وقد رواه غيره موقوفاً من قول عبد الله وهو الصواب . اهـ
في [ ص 213 ] أسند من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :إذا دخل أهل الجنة الجنة.... وذكر حديث الرؤية .
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث صحيح .... أخرجه مسلم بن الحجاج .... إلى أن قال :
وقد رواه حماد بن زيد عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى من قوله ولم يذكر فيه صهيباً ولا النبي صلى الله عليه وسلم
غير أن هذا ليس بعلة إن شاء الله تعالى , لأن أصحاب الحديث متفقون على أن حماد بن سلمة أثبت الناس في ثابت البناني وأعلمهم به .
وقال شعبة : جزي ابن أخت حميد خيراً , كان يفيدني عن ثابت البناني , وحماد هو ابن أخت حميد .
فإذا كان أعلم الناس بثابت حماد بن سلمة , لا يسقط حديثه عنه بحديث من هو دونه في الإتقان عنه , الله أعلم .اهـ
في [ ص 227 ] أخرج من طريق حسين بن محمد البغدادي عن جرير بن حازم عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس أن رجلاً زوج ابنته وهي كارهة , فرد النبي صلى الله عليه وسلم نكاحه .
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث غريب من حديث عكرمة عن ابن عباس موصولاً , يقال : تفرد برفعه حسين بن محمد أبو محمد المروروذي عن جرير بن حازم , ورواه جماعة عن غير جرير مرسلاً فلم يذكروا فيه ابن عباس وهو أقرب إلى الصواب إن شاء الله .اهـ
في [ ص 265 ] أسند من طريق يزيد بن هارون أنبأ نوح بن قيس الطلحي , عن سلامة الكندي : قال كان علي بن أبي طالب رضوان الله عليه يعلم الناس الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يقول : قولوا : اللهم داحي المدحوات وباريء المسموكات .... وذكر حديثاً طويلاً
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث حسن مليح في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ما نعرفه إلا من حديث نوح بن قيس عن سلامة الكندي ولا يعرف سماع سلامة من علي والحديث مرسل .اهـ
في [ ص 268 ] أسند من طريق مالك عن عبد الله بن دينار قصة المرأة التي سمعها عمر تقول شعراً عن فراق زوجها , فسأله ابنته حفصة كم أكثر ما تصبر المرأة عن زوجها ؟
قال الحافظ النخشبي : هذا حديث حسن , غير أنه مرسل .اهـ
في [ ص 272 ] أسند من طريق مالك عن نافع عن صفية بن أبي عبيد أن أبا بكر جلد رجلاً وقع على جارية ونفاه إلى فدك
قال الحافظ النخشبي :
صفية ابنة أبي عبيد وهي امرأة عبد الله بن عمر , وهي أخت المختار بن أبي عبيد الكذاب غير أنها ثقة , ولا أظن صفية أدركت أبا بكر فإن لم تكن أدركته فالحديث مرسل وهو موقوف , والله أعلم .اهـ
في [ ص 274 ] أسند من طريق يونس عن ابن شهاب قال أخبرني أبو عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف أن عثمان بن عفان ... وذكر أن امرأة وضعت في ستة أشهر
فناداه ابن عباس فقال : إن الله تعالى قال : {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرهاً وحمله وفصاله ثلاثون شهراً } وقال : { والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لم أراد ان يتم الرضاعة } فأقل الحمل ستة أشهر , فتركها عثمان ولم يرجمها .
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث حسن صحيح من حديث أبي يزيد يونس بن يزيد .... أبي عبيد وهو مولى عبد الرحمن بن أزهر عن عثمان بن عفان , وقوله مولى عبد الرحمن بن عوف وهم قبيح , وقد أدرك أبو عبيد هذا عمر وعثمان فمن دونهم
وله في الصحيح حديث غير أنه موقوف .
وهو أصل كبير في أن أقل الحمل ستة أشهر , وهو إجماع الصحابة لأن عثمان حكم به بمشهد من الصحابة ولم ينكر ذلك أحد , فجعل إجماعاً منهم , ولا اعرف اختلافا بن أهل العلم في أقل الحمل أنه ستة أشهر , وإنما اختلفوا في أكثر الحمل , والله أعلم . اهـ
أقول : فيه اختيار أصولي للحافظ النخشبي وهو اعتبار الإجماع السكوتي حجة , وقد صحت هذه القصة عن عمر مع ابن عباس عند عبد الرزاق في المصنف [ 13449 ]
في [ ص 278 ] أسند من طريق الماجشون عن زيد بن أسلم عن أبيه أثر أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأنه أمر بكتابة العهد من بعده وكان عثمان يكتب , فأغمي عليه إغماءة فكتب عثمان عمر فقال له أبو بكر : رحمك الله وجزاك خيراً ولو كتبت نفسك لكنت لذلك أهلاً .
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث حسن صحيح .....إلى أن قال :
وفيه : شهادة أبي بكر لعثمان بانه يصلح للخلافة وإيثار عثمان بالخلافة عمر , إذ علم أنه خير منه رضي الله عنهم أجمعين عليهم السلام والحمد لله وحده .اهـ
في [ ص 279 ] أسند خبر محمد بن الحنفية وأنه سأل أباه علي بن أبي طالب رضي الله عنه من خير الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم , فقال أبو بكر , قال ثم من : قال عمر فقال له يا أبي انت الثالث فقال له : يا بني أبوك رجل من المسلمين له ما لهم وعليهما عليهم .
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث صحيح .... إلى أن قال : وهو حجة لنا في السنة .اهـ
في [ ص 280 ] أسند خبراً من طريق مالك عن نافع أن ابن عمر كان يرمل من الحجر إلى الحجر .
قال الحافظ النخشبي :
وقد رواه بعضهم عن سفيان الثوري عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم مسنداً وهو وهم والمحفوظ عن عبيد الله ومالك وغيرهما موقوف , والله أعلم .اهـ
وفي الختام لا يسعني إلا أن أقول رحم الله هذا الإمام وجمعنا به في الفردوس الأعلى بمنه وكرمه
[ 1 ] أن الحافظ النخشبي يترجم للرواة فيذكر الاسم كاملاً مع الكنية ويرجح أحيانا وهذا أتجنبه في العادة
[ 2 ] الكتاب مقسم إلى أجزاء في آخر كل جزء يذكر آثاراً موقوفة وأبياتاً من الشعر يسندها في عامة الكتاب . فهذه لا أعرج عليها والله الموفق
فائدة من أصل المتن :[ ص 42 - حديث رقم 27 ] : ذكر الحنائي حديث جلوس النبي صلى الله عليه وسلم على البئر ودخول أبي بكر وعمر وعثمان وقوله لأبي موسى : إذن له وبشره بالجنة , لكل واحد منهما .
وفي إسناده عبد الرحمن بن عمرو أبو زرعة الدمشقي الحافظ
قال أبو زرعة عقبه : كان هذا الحديث أول ما ظهر بالشام , ظهر عن مروان الطاطري عن سليمان بن بلال فأخبرت أن يحيى بن معين لما قدم الشام بلغه , فأنكره , قالوا له : حدث به يحيى بن حسان فسكن إلى ذلك . اهـ
أقول : فيه أنه لا تقبل الروايات من كل أحد , ولا يعامل الحافظ الثبت معاملة الثقة والصدوق ومن دونهما
فلم يقل ابن معين مثلاً : مروان حديثه لا ينزل عن رتبة الحسن !
بل عد انفراده بمثل هذا الخبر الطويل منكراً .
وهذا فائدة في أول الكتاب أحببت ذكرها قبل أن أشرع لأهميتها . والله أعلم
في [ ص 43-44 - حديث رقم 28 ] : أسند الحنائي حديث [ أتبع كان لعينا أم لا , ولا أدري الحدود كفارات لأهلها أم لا , ولا أدري ذو القرنين كان نبياً أم لا ] من طريق عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة به مرفوعاً
قال الحافظ النخشبي :
رواه هشام بن يوسف الصنعاني قاضي صأنعاء أبو عبد الرحمن , عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم : وهو مرسل , وهو الأصح والله أعلم . اهـ
في [ ص 47- 48 - حديث رقم 32 ] : أسند الحنائي أثر إعطاء أبي موسى الأشعري لابنأء عمراً مالاً يتجران فيه ويعطيان أصله لعمر , الأثر المشهور .
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث صحيح من حديث مالك بن أنس ..... إلى أن قال : وقد أخرجوا – يعني أصحاب الصحيح – بهذا الإسناد أحاديث , غير أن هذا موقوف فلم يخرجاه .اهـ
أقول : فيه أن أصحاب الصحيح اعتنوا بالأصول المرفوعة فما كان مرفوعاً خارج الصحيحين وعلى شرطهما ولم يخرجاه شك في أمره ونظر فيه .
في [ ص 53 - حديث رقم 39 ] : أسند الحنائي حديث : بئس أخو العشيرة , برواية بئس الرجل العشيرة , أو قال : بئس العشيرة الرجل , والمعنى واحد .
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث صحيح من حديث أبي محمد سفيان بن عيينة الهلالي مولاهم الكوفي , وهم خمسة إخوة : إبراهيم وعمران ومحمد وآدم وسفيان بنو عيينة , فد حدثوا كلهم غير آدم .
ثم ذكر نسب محمد بن المنكدر كاملاً وكذلك نسب عروة بن الزبير وفي عامة الكتاب يصنع ذلك ينسب الرواة ويذكر كناهم .
في [ ص 59 - حديث رقم 44 ] : اسند الحنائي حديث : تعرض الأعمال على الله عز وجل في كل يوم خميس واثنين ..... الحديث من طريق سفيان عن مسلم بن أبي مريم عن أبي صالح عن أبي هريرة موقوفاً
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث صحيح من حديث سفيان بن عيينة .... أخرجه مسلم بن الحجاج عن ابن أبي عمر – واسمه : محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني – عن سفيان موقوفاً وقال : رفعه مرة .اهـ
أقول : والحديث فيه خلاف شديد في رفعه ووقفه .
وقال الدراقطني في العلل : وَمَن وقَفَهُ أَثبَت مِمَّن أَسنَدَهُ .اهـ
في [ ص 61-62 - حديث رقم 47-48 ] : أسند الحنائي حديث الوليد بن مسلم في أسماء الله الحسنى الذي فيه سرد الأسماء .
قال الحافظ النخشبي :
أخرجه البخاري عن أبي اليمان عن شعيب مختصراً ليس فيه ذكر الأسماء ثم أسنده ...إلى أن قال :
ويقال : إن هذه الأسماء إنما جمعها وأخرجها الوليد بن مسلم من كتاب الله عزوجل ورواها في الحديث ولم تكن في الحديث وإنما الحديث الذي رواه أبو اليمان , والله أعلم .اهـ
أقول : قوله أخرجها من كتاب الله فيه نظر , فإن هناك أسماء ليست في كتاب الله وإنما أخذت من السنة ومنها ما لا دليل عليه في الاثنين إلا على وجه الاشتقاق .
فائدة : [ ص 68 ] : في اسم أبا هريرة عبد الرحمن
قال الحافظ النخشبي :
أبي هريرة : عبد بن عمرو بن عبد غنم الدوسي , ويقال اسمه عبد الرحمن , وكان في الجاهلية اسمه عبد شمس , فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن . اهـ
في [ ص 69- 71 - حديث رقم 58 ] : أسند الحنائي حديثاً غريبا في قصة اسلام صحابي اسمه زمل بن عمرو العذري وانه أسلم وانشد شعراً بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم , في قصة طويلة .
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث غريب عزيز من حديث زمل بن عمرو العذري عزيز من حديث أولاده عنه , ما يعرف إلا من هذا الطريق عنه , ولم يذكر البخاري -في الصحابة زمل – في التاريخ , ولا أظن أحداً من أهل العلم الحفاظ بلغه هذا الحديث . اهـ
قلت التميمي : هذا الحديث في فوائد تمام ومن طريق تمام رواه الحنائي وإسناده فيه جهالة شديدة , وهذا الخبر يعرف بهشام بن محمد بن السائب الكلي الكذاب .
ويبدوا أن هذا الإسناد وضع بعد موت عامة الأئمة النقاد وهذا قوله لا أظن أحداً من أهل العلم الحفاظ بلغه هذا , والله أعلم .
في [ ص 71-72 - حديث رقم 59 ] أسند الحنائي حديث عفان عن همام عن أبي جمرة قال : كنت ادفع الزحام عن ابن عباس بمكة , فأبطأت عنه فاتيته , فقال لي : ما حبسك ؟
فقلت : الحمى , فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أطفئوها بماء زمزم .
قال عقبه : قال أبو القاسم – وهو ابن أبي العقب أحد رجال الإسناد - : قال لي بعض الحفاظ : ما روى هذا الحديث إلا عفان بن مسلم .
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث صحيح ...... إلى أن قال :
ولم يتفرد عفان بهذا الحديث كما ذكر ابن أبي المعقب عن بعض حفاظ الحديث , وإنما تفرد همام بهذه الفظة : [ ماء زمزم ] لا غير , والله أعلم . اهـ
في [ ص 73 - حديث رقم 62 ] أسند الحنائي من طريق محمد بن كثير عن مالك عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يغلق الرهن , له غنمه وعليه غرمه .
قال الحافظ النخشبي :
هكذا وصله قال فيه معن عن مالك , وتابعه عليه محمد بن كثير , ومحمد بن كثير المصيصي ضعيف الحديث , ولكن معن بن عيسى القزاز ثقة جليل نبيل من قدماء أصحاب مالك العارفين بعلم مالك .
وقد أوصله جماعة عن الزهري منهم إسماعيل بن عياش رواه عن ابن أبي ذئب عن الزهري فوصله .
ورواه أيضاً أبو جزء نصر بن طريف عن الزهري فوصله .
ولكن المرسل أشبه بالصواب . اهـ
في [ ص 74 - حديث رقم 63 ] : أسند الحنائي حديث : اللهم عليك بقريش اللهم عليك بقريش
من طريق ابن إسحاق حدثني الأجلح عن أبي إسحاق السبيعي عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود وذكر فيه قصة طويلة جداً ,
قال الحافظ النخشبي :
غريب من حديث ابن إسحاق عن الأجلح , ويقال اسمه يحيى .
ثم قال أخرجه البخاري من طريق ...... إلى أن قال وأخرجه من عدة طرق ..اهـ
قلت التميمي : والذي في الصحيح ليس فيه زيادات ابن إسحاق التي في المتن الذي أسنده الحنائي , وقد يكون الإشكال من الأجلح فإنه متكلم فيه والله أعلم .
فائدة [ في ص 76 ] :قال الحافظ النخشبي :
محمد بن عمرو [ ابن علقمة بن وقاص الليثي ] لم يخرج البخاري في الصحيح عنه إلا مقروناً بغيره وقد أخرج مسلم له أحاديث .
وهو صحيح الحديث معروف , والله أعلم .اهـ
قلت التميمي : قد ينازع الحافظ في قوله محمد بن عمرو بن علقمة صحيح الحديث هكذا باطلاق وقد يخرج كلامه على أنه يطلق الصحيح على الحسن لذاته ولاشك أن محمد بن عمرو إن لم يخالف أو يتفرد بما يستنكر عليه محتج به في الجملة والله أعلم .
في [ ص 77 - حديث رقم 66 ] أسند الحنائي من طريق أبو المغيرة – يعني عبد القدوس بن الحجاج قال ثنا صفوان – يعني ابن عمرو – قال ثنا عبد الرحمن بن جبير – يعني ابن نفير – عن أبيه عن عوف بن مالك قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه فيء قسمه من يومه , فأعطى الآهل حظين , وأعطى العزب حظاً واحداً , فدعانا وكنت أدعى قبل عمار بن ياسر .
فدعيت فأعطاني حظين وكان لي أهل , ثم دعاني بعد عمار فأعطاني حظاً فتسخطته حتى عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك في وجهي ومن حضره .
فبقيت قطعة سلسلة من ذهب , فذهب النبي صلى الله عليه وسلم يرفعها بطرف عصاته فتسقط , ثم يرفعها فتسقط , ثم يقول : كيف أنتم يوم يكثر من هذا ؟
فلم يجبه أحد , قال : فقال عمار : وودنا والله لو قد كثر لنا , فصبر من صبر وفتن من فتن .
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث مشهور من حديث أبي حميد ويقال : أبو حمير , عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي الشامي عن أبيه عن أبي عبد الرحمن عوف بن مالك الأشجعي عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو مشهور من حديث أبي عمرو صفوان بن عمرو بن هرم السكسكي الحمصي وهو ثقة مشهور وقد تابعه إسماعيل بن عياش على هذا الحديث عن عبد الرحمن بن جبير .
وقد أخرج مسلم في الصحيح حديثاً عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن عوف بن مالك , فهذا على شرطه صحيح والله أعلم . اهـ
قلت التميمي : ما وجدت له عله .
فائدة [ ص84 ] قال الحافظ النخشبي :
في حديث من رواية أبي مسعود الأنصاري :
قال هو عقبة بن عمرو الأنصاري البدري , ويقال البدري لأنه نزل بدراً ( يعني المكان ) ولم يشهد بدراً ( يعني الغزوة )
قلت التميمي : ما بين الأقواس زيادة مني للتوضيح , والمسألة فيها خلاف شديد بين المحدثين وقد أثبته البخاري في أهل بدر في صحيحه , وأثبت مسلم أنه ممن شهد بدراً أيضاً في كتاب الكنى
في [ ص 89 - حديث رقم 86 ] أسند من طريق الليث عن ابن أبي حبيب عن صفوان بن أبي سليم عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة : قال سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في { إذا السماء انشقت } , و{ اقرأ باسم ربك الذي خلق} .
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث صحيح من حديث أبي الحارث الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي مولاهم المصري ويقال : أصله من أصبهان .
عن يزيد بن أبي حبيب واسم أبي حبيب سويد مولى إمرأة من تجيب عن صفوان بن سليم مولى حميد بن عبد الرحمن .
عن عبد الرحمن بن سعد الأعرج يقال له : أبو حميد المقعد , ويقال له الأعرج , وليس هذا بعبد الرحمن بن هرمز الأعرج أبي داود مولى بني عبد المطلب المعروف المشهور , هذا غيره .
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
أخرجه مسلم بن الحجاج عن محمد بن رمح عن الليث بن سعد كما أخرجناه .اهـ
في [ ص 92 - حديث رقم 92 ] أسند حديث أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال ابن أبي أوفى : لا .... وساق الحديث
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث صحيح من حديث أبي عبد الله مالك بن مغول البجلي الكوفي .... إلى أن قال أخرجه محمد بن إسماعيل البخاري عن أبي نعيم الفضل بن دكين كما أخرجناه .
قلت التميمي : أفاد المحقق أن البخاري أخرجه مختصراً جداً عما رواه الحنائي , وهو كما قال فأوردته للتنبيه على ذلك .اهـ
فائد [ ص 96 -97 - ] في سبب عدم إخراج البخاري لحديث أبي الزبير :
قال : ولم يخرج محمد بن إسماعيل البخاري لأبي الزبير في الصحيح لأن أبا الزبير تكلم فيه شعبة , وقال : قد رأيته ينزن لنفسه فاسترجع , فترك حديثه لأجل هذا ولم يحدث عنه إلا حديثاً واحداً , فتركه البخاري متابعة لشعبة , غير أن أبا الزبير حديثه مشهور صحيح , وهو حافظ متقن .
قال أبو الزبير : كان عطاء وأصحابه يقدموني إلى جابر فأحفظ لهم الحديث عنه وكنت من أحدثهم سناً .
وسماع الليث عن أبي الزبير بمكة .
قال الليث : أتيت أبا الزبير بمكة فقلت : هذه الأحاديث التي ترويها عن جابر سمعتها منه ؟
قال : منها ما سمعته , ومنها ما حدثنا أصحابنا عنه , فقلت له : حدثني ولا تحدثني إلا ما سمعت منه
فجعل يقول : سمعت وسمعت , حتى كتبت ما سمعه منه .
وإنما أخرج محمد بن إسماعيل البخاري في الصحيح تشهد عبد الله بن مسعود . اهـ
أقول : لعل البخاري احتاط فلم يخرج حديثه , مع أنه عنده مقبول الحديث , وقد غلط من قال أن البخاري لم يخرج له لتدليسه فإنه أخرج لكثير من المدلسين ما صرحوا فيه بالتحديث وما احتملت فيه عنعنتهم .
فائدة [ ص 98 ] مراسيل سعيد بن المسيب :
قال الحافظ النخشبي :
ومراسيل سعيد – يعني ابن المسيب – صحيحة , وهي خير من مراسيل الحسن , والله أعلم.
في [ ص 100 - حديث رقم 95 ] أسند الحنائي من طريق شعبة قال : ثنا سلمة بن كهيل وزبيد قالا : سمعنا ذر بن عبد الله عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الوتر : سبح اسم ربك الأعلى و قل يا أيها الكافرون , وقل هو الله أحد , فإذا سلم قال : سبحان الملك القدوس ثلاث مرات يرفع بها صوته .
قال الحافظ النخشبي :
هكذا رواه أبو بسطام شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي مولاهم وهو أحد أئمة الحديث.... إلى أن قال , عبد الرحمن بن أبزى له صحبة مع النبي صلى الله عليه وسلم .
قال : وتابعه على ذلك عبد الرزاق وغيره عن الثوري .
وخالفهم على ذلك مخلد بن يزيد الحراني عن سفيان الثوري
وحفص بن غياث عن مسعر .
فرواه مخلد عن سفيان عن زبيد اليامي عن ذر بن عبد الله عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبي بن كعب
ورواه أبو حاتم الرازي عن عمر بن حفص بن غياث عن أبيه عن مسعر عن زبيد اليامي عن ذر وذكر فيه أبي بن كعب
وحديث شعبة وعبد الرزاق عن الثوري أقرب إلى الصواب والله أعلم . اهـ
في [ ص 101 - حديث رقم 96 ] أسند الحنائي حديث : من غسل واغتسل وهجر وابتكر ودنا واستمع ولم يلغ كان بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها .
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث مشهور من حديث أبي الأشعث بن شراحيل بن أده الصنعاني الشامي , عن أوس بن أوس الثقفي وهو قليل الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وهو غريب من حديث الأوزاعي عن حسان بن عطية الشامي عنه لا أعلم رواه عن الأوزاعي عنه إلا يزيد بن عبد الله بن زريق عن الوليد بن مسلم .
وخالفه على ذلك عبد الله بن المبارك وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري ومحمد بن مصعب القرقساني
فرواه أبو بكر بن أبي شيبة عن عبد الله بن المبارك عن الأوزاعي عن يحيى بن الحارث الذماري عن أبي الأشعث
وتابعه على ذلك أبو عثمان سعيد بن رحمة بن نعيم المصيصي عن أبي إسحاق الفزاري عن الأوزاعي وكذلك محمد بن مصعب القرقساني , وهو المحفوظ .
وقد رواه سعيد بن عبد العزيز عن يحيى بن الحارث الذماري عن أبي الأشعث .
ثم أسند إليه.
ثم قال : هذا هو المحفوظ من حديث أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأوس بن أوس له صحبه .
ورواه روح بن عبادة عن ابن عون عن عثمان الشامي – وهو ابن خالد – أنه سمع أبا الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وهذا وهم قبيح , وخطأ صريح , والمحفوظ الأول والله أعلم . اهـ
في [ ص 103 - حديث رقم 98 ] أسند الحنائي من طريق موسى بن سهل بن كثير الوشاء قال : ثنا إسماعيل بن علية قال : ثنا عمرو بن دينار البصري وكيل آل الزبير قال : ثنا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
مَنْ رَأَى صَاحِبَ بَلاءٍ فَقَالَ : [ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلاكَ بِهِ وَفَضَّلَنِي عَلَيْكَ وَعَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ , عَافَاهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ].
قال الحافظ النخشبي :
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي عُمَرَ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيِّ الْمَدِينِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
لا نعرفه مَرْفُوعًا إِلَّا مِنْ حَدِيثِ أَبِي يَحْيَى عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَهْرَمَانِ آلِ الزُّبَيْرِ مَوْلَاهُمُ الْبَصْرِيِّ الأعور عنه
واختلف عليه : فَرَوَاهُ عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ كَمَا أَخْرَجْنَاهُ.
وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ : سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يُسْنِدْهُ بَلْ أَرْسَلَهُ
أنبأناه أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الوليد الكلابي فيما كتب إلي إجازة أَنَّ أَبَا الْعَبَّاسِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَتَّابِ بْنِ الزِّفْتِيِّ أخبرهم قال : ثنا هشام بن عمار قال: ثنا سعيد هو ابن يحيى اللخمي قال : ثنا حَمَّادٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَا مِنْ عَبْدٍ يَرَى بِعَبْدٍ بَلاءً فَيَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلاكَ بِهِ وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلا إِلَّا عَافَاهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ.
هَكَذَا رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَفِي الْأَصْلِ حَمَّادٌ غَيْرُ منسوب .
وإنما عَرَفْنَا أَنَّهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ لَا حَمَّادُ بن زيد: لأن قبله حديث عَنْ سَعِيدٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ وَلَمْ يَرْوِ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ سِمَاكٍ وَإِنَّمَا رَوَى عَنْهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ .
وَبَعْدَهُ حَدِيثٌ آخَرُ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ حَمَّادٍ عن قيس بن سعد الْمَكِّيِّ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ هُوَ الَّذِي رَوَى عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ الْمَكِّيِّ دُونَ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَلَى أَنَّ الْحَدِيثَ مَشْهُورٌ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَهْرَمَانِ آلِ الزُّبَيْرِ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
وَتَابَعَهُ عَلَى ذَلِكَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ فَرَوَاهُ مُسَدَّدٌ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ
وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ عَنْ مُسَدَّدٍ.
وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ يُقَالُ مَنْ رَأَى مُبْتَلًى.. .. الْحَدِيثَ
وَهَذَا أَقْرَبُ إِلَى الصَّوَابِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
وَإِنَّمَا تَفَرَّدَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَهْرَمَانُ آلِ الزُّبَيْرِ عَنْ سَالِمٍ بِذِكْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الاخْتِلافِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ عَلَيْهِ فِيهِ وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ هَذَا فِيهِ نَظَرٌ وَهَذَا غَيْرُ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ الْمَكِّيِّ الأَثْرَمِ أبي محمد مولى ابن بَاذَانَ صَاحِبِ جَابِرٍ ذَاكَ ثِقَةٌ جَلِيلٌ حَافِظٌ والله أعلم.اهـ
في [ ص 105 - حديث رقم 100 ] أسند الحنائي من طريق يونس عن الزهري عن أنس قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر يمشون خلف الجنازة .
قال الحافظ النخشبي :
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي يَزِيدَ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الْأَيْلِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ مِسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ الْأَنْصَارِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَتَابَعَ أَبَا زُرْعَةَ عَلَى هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ عَنْ يُونُسَ أَيْضًا فَرَوَاهُ عَنْهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ وَكِلاهُمَا وَاهِمَانِ فِيهِ .
وَإِنَّمَا الْمَحْفُوظُ عن يونس ما نذكره بعد.
وَرَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَمْشُونَ أَمَامَ الْجِنَازَةِ.
ثم أسند إلى سفيان .... ثم قال :
هَكَذَا قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَوَهِمَ فِيهِ أَيْضًا .
فَحَمَلَ كَلَامَ الزُّهْرِيِّ عَلَى الْحَدِيثِ وَجَعَلَهُ كُلَّهُ مُسْنَدًا
وَالْمَحْفُوظُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ: كَانَ يَمْشِي أَمَامَ الْجِنَازَةِ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي أَمَامَهَا وَالْخُلَفَاءُ بعد أبو بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَهِيَ السُّنَّةُ.
هَكَذَا رَوَاهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يُونُسَ الأيلي عن الزهري
فخلص كَلَامِ الزُّهْرِيِّ مِنَ الْحَدِيثِ
وَتَابَعَهُ عَلَى ذَلِكَ سَلَامَةُ بْنُ رَوْحِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أَخِي عَقِيلٍ وَغَيْرُهُ عَنْ عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَهُوَ الْمَحْفُوظُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ .اهـ
أقول : فرجح أنه فعل ابن عمر موصول , وباقي الحديث مرسل , وهذا قول عامة أهل الحديث نقل عليه الترمذي الاتفاق
في [ ص 107 - حديث رقم 102 ] أسند أثراً في شكاية امرأة إلى عمر رضي الله عنه في قصة طويلة , وأنه أسند فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله :
خير أمتي القرن الذي أنا منه ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُ ثُمَّ يجيئ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَتُهُمْ أَيْمَانَهُمْ يَشْهَدُونَ قَبْلَ أَنْ يُسْتَشْهَدُوا لَهُمْ فِي أَسْوَاقِهِمْ لَغَطٌ فَتَرَى هَؤُلَاءِ مِنْ أُولَئِكَ .
ثُمَّ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ ثُمَّ خَرَجْتُ عَنْهُ ثُمَّ أَتَيْتُهُ بَعْدَ حَوْلٍ فقلت: يا رسول الله ما تعرفني ؟
قال: لَا قُلْتُ أَنَا الَّذِي كُنْتُ عِنْدَكَ عَامَ الْأَوَّلِ قَالَ فَمَا غَيَّرَكَ ؟
قَالَ : مَا أَكَلْتُ طعاما منها وقد فَارَقْتُكَ قَال : وَمَنْ أَمَرَكَ بِتَعْذِيبِ نَفْسِكَ ؟
صُمْ يوما من الشهر قال زدني فزادني حَتَّى قَالَ صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ .اهـ
قال الحافظ النخشبي :
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي إِيَاسٍ معاوية بن قرة بن إياس المزني الْبَصْرِيِّ وَلِأَبِيهِ قُرَّةَ صُحْبَةٌ وَقَدْ أَدْرَكَ جَمَاعَةٌ من الصحابة عن كهمس الهلالي , ما نعرفه إِلَّا مِنْ حَدِيثِ أَبِي يَزِيدَ حَمَّادِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُسْلِمٍ الْبَصْرِيِّ .
وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ قَالَ: أَتَيْتُ الْمِرْبَدَ فَجَاءَ رَجُلٌ فَحَلَبَ إِبِلَهُ فَقَالَ مَعِي كِتَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُسَمِّ الرجل.
وَرَوَاهُ حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْمَ شَهْرِ الصَّبْرِ وَثَلاثَةِ أَيَّامٍ.. .. الْحَدِيثَ.
وَخَالَفَهُمْ شُعْبَةُ فَرَوَاهُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: صَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ.
وَأَقْرَبُهَا إِلَى الصَّوَابِ حَدِيثُ أَبِي عَوَانَةَ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ
وَحَدِيثُ حَمَّادِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ حَسَنٌ حِينَ سَمَّى الرَّجُلَ إِنْ كَانَ قَدْ حَفِظَهُ حَمَّادٌ وَهَذَا مَشْهُورٌ مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُسْلِمٍ
وَقِصَّةِ الْمَرْأَةِ مَعَ عُمَرَ وَحَدِيثُهُ عَنْ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَغْرَبُ .
وَأَمَّا حَدِيثُهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَوْمِ شَهْرِ الصَّبْرِ وَقِصَّتُهُ أَنَّهُ رَجَعَ إِلَيْهِ وَقَدْ ضَمُرَ وَنَحَلَ جِسْمُهُ فَهُوَ مَشْهُورٌ عَنْ حَمَّادِ بْنِ يَزِيدَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.اهـ
في [ ص 109 - حديث رقم 103 ] : أسند من طريق الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي عن الزهري عن أنس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعلى رأسه عمامة سوداء .
قال الحافظ النخشبي :
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أبَيِ عَمْرِو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَإِنَّمَا يَحْفَظُ عَنْ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ.
وَرَوَاهُ عَنْ مَالِكٍ: الْأَوْزَاعِيُّ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَمَعْمَرٌ وَغَيْرُهُمْ مِنَ الْأَئِمَّةِ.
وَأَمَّا حَدِيثُ الْعِمَامَةِ السَّوْدَاءِ فَإِنَّمَا هُوَ مَحْفُوظٌ مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ وَعَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ وَغَيْرِهِمَا عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ وَيُقَالُ تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ وَاللَّهُ أعلم .اهـ
في [ ص 110 - حديث رقم 104 ] أسند أثراً موقوفاً عن عمر أنه ترك كتابة السنن من طريق عروة بن الزبير عنه ثم قال :
وهو مرسل لأن عروة لم يلحق عمر بن الخطاب , وهو موقوف على عمر أيضاً , فلم يخرجوه في الصحيح . اهـ
في [ ص 129 - حديث رقم 124 ] أسند من طريق عبد العزيز بن رفيع عن أبي الزبير عن جابر حديث : أما إنهما لا يعذبان في كبير .... الحديث المشهور .
قال الحافظ النخشبي :
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الزُّبَيْرِ .... إلى أن قال :
لَا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ أَبِي الْعَوَّامِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الرَّبِيعِ الْبَصْرِيِّ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ هَذَا هو أبو العوام ولكن عن هاهنا زِيَادَةٌ وَلَيْسَ هُوَ ابْنُ رُفَيْعٍ وَإِنَّمَا هُوَ ابْنُ الرَّبِيعِ فِي الأَصْلِ تَصْحِيفٌ
وَالْحَدِيثُ مَحْفُوظٌ من غير حديث جابر والله أعلم .اهـ
أقول : فاستغربه من حديث جابر وإن كان محفوظاً من حديث غيره ,وهذا يبين غلط مسلك بعض الناس الذين إذا صح الحديث من طريق صحابي صححه من حديث جميع الصحابة الآخرين وإن كانت الطرق إليهم منكرة أو مستغربة
في [ ص 129 - حديث رقم 124 ] :
أخرج الحنائي حديث يرويه عروة بن الزبير عن حادثة وقعت في وقت النبي صلى الله عليه وسلم
قال الحافظ النخشبي :
وإنما هذا مرسل فلذلك لم يخرج في الصحيح .اهـ
قلت : لأن رجال إسناده ثقات وقد يتوهم أنه صحيح فبينه , والله أعلم .
في [ ص 135 - حديث رقم 130 ] : أخرج الحنائي خبراً عن عبد الله بن رواحة حين قال : يا معشر يهود والله إنكم لمن أبغض خلق الله إلي وما ذلك بحاملي على أن أحيف عليكم , وأما الذي عرضتم علي من الرشوة فإنها سحت وإنا لا نأكلها , فقالوا: بهذا قامت السموات والأرض , من طريق مالك عن ابن شهاب عن سليمان بن يسار فذكره
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث مشهور محفوظ من حديث أبي عبد الله مالك .... إلى أن قال : غير أنه مرسل فلم يخرجوه في الصحيح وهو من صحاح المراسيل , والله أعلم .اهـ
قلت : يريد أنه صح إلى سليمان مرسلاً , أو أن أصل هذه القصة محفوظ , والله أعلم .
في [ ص 139 - حديث رقم 135 ] : أسند الحنائي حديث : كفى بالمرء إثماً أن كل ما سمه يحدث , من طريق علي بن حفص عن شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة رضي الله عنه به مرفوعاً
قال الحافظ النخشبي :
يقال : تفرد باتصاله عن شعبة علي بن حفص المدائني
أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن علي بن حفص موصولاً كما أخرجناه
وأخرجه أيضاً عبيد الله بن معاذ عن أبيه وعن أبي موسى , و عن عبد الرحمن بن مهدي , كلاهما عن شعبة عن خبيب عن حفص بن عاصم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكذا رواه عاصم بن علي وغيره عن شعبة مرسلاً وهو الأصح , والله أعلم .اهـ
في [ ص 140 - حديث رقم 136 ] : أسند الحنائي قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا – يعني بلالاً - من طريق الهيثم بن جميل عن الماجشون عن محمد بن المنكدر عن جابر
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث صحيح من حديث أبي عبد الله عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة المديني يعرف بالماجشون , والماجشون المورد وهو لقب ...... إلى أن قال :
أخرجه محمد بن إسماعيل عن أبي نعيم الفضل بن دكين , عن عبد العزيز بن أبي سلمة كما أخرجناه متصلاً وتابعهما على اتصاله الفضل بن سهل الأعرج عن زيد بن الحباب عن عبد العزيز
ورواه يزيد بن هارون عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن محمد بن المنكدر : قال : قال عمر , فأرسله ولم يذكر جابراً , والموصول أصح إن شاء الله , والله أعلم .اهـ
قلت التميمي : قال الدارقطني كما في العلل : المتصل أصح .اهـ
في [ ص 149 ] : فائدة قال الحافظ النخشبي :
لم يخرج البخاري لسليمان بن المغيرة عن ثابت رواية , وإنما أخرجه استشهاداً .اهـ
في [ ص 149 - حديث رقم 146 ] أسند الحنائي حديث أم ملدم [ يعني الحمى ] حين جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم في صورة عجوز سوداء متكسر الوجة محلوقة الرأس فقالت يا رسول الله مرني بأمرك .... الحديث من طريق المعافى عن محمد بن سلمة عن الفزاري عن أبي حرزة عن عروة عن عائشة به مرفوعاً
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث غريب .... إلى أن قال : ولا يعرف لأبي حرزة سماع من عروة , وإنما يعرف له سماع من القاسم بن محمد ولا يعرف هذا الحديث إلا من حديث المعافى بن سليمان الجزري , عن أبي عبد الله محمد بن سلمة الحراني عن الفزاري , والفزاري هذا مجهول إن لم يكن أبا أسحاق إبراهيم بن محمد فلا أدري من هو , والله أعلم . اهـ
قلت التميمي : أبو إسحاق الفزاري مذكور في شيوخ محمد بن سلمة
ويبدو ان العلة كما قال : عدم سماع أبي حرزة من عروة والله أعلم .
في [ ص 151 ] : فائدة في عطاء بن السائب :
قال الحافظ النخشبي :
عطاء بن السائب ثقة إلا أنه تغير بآخره , وسماع القدماء منه صحيح نحو سماع سفيان الثوري وشعبة إلا حديثين كان شعبة يقول سمعتهما منه بعد التغير , وأما سماع المتأخرين من أصحابه مثل أبي عوانة وشريك وجرير بن عبد الحميد عنه فلا يساوي شيئاً .اهـ
قلت : قوله لا يساوي شيئاً يدل على الضعف الشديد , وأنه يطلق التغير على الاختلاط والله أعلم
في [ ص 152 - حديث رقم 149 ] أسند الحنائي حديثاً في صلاة الخوف من طريق عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن مجاهد عن أبي عياش الزرقي به مرفوعاً
قال الحافظ النخشبي :
ولا يعرف سماع مجاهد من أبي عياش وهو مرسل . اهـ
في [ ص 140 - حديث رقم 136 ] : أسند حديث إذا أخذ مضجعه يقول : إليك اللهم أسلمت نفسي .... الحديث من طريق سفيان بن عيينه عن أبي إسحاق أنه سمع البراء به .
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث صحيح من حديث أبي إسحاق .... إلى أن قال ... رواه عنه شعبة وأبو الاحوص ....
أخرجه البخاري ..... وأخرجه مسلم .... إلى أن قال :
غير أن سماع سفيان بن عيينة من أبي إسحاق يقال أنه كان بعد إختلاط أبي إسحاق وتغيره , فلا يخرج في الصحيح والله أعلم . اهـ
قلت : حديثه عن أبي إسحاق قليل جداً عامة محفوظ عن أبي إسحاق فيما وقفت عليه والله أعلم .
في [ ص 140 - حديث رقم 136 ] اخرج الحنائي من طريق أبو أحمد الزبيري ثنا مسعر عن إبراهيم السكسكي عن ابن أبي أوفى قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكى إليه نسيان القرآن فقال قل : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله فعقدهن في يده .... وذكر الحديث .
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث مشهور من حديث أبي سلمة مسعر بن كدام ..... إلى أن قال :
وقد أخرج البخاري في الصحيح عن هشيم , عن إبراهيم السكسكي عن ابن أبي أوفى حديثاً في تفسير قوله تعالى : { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً } فهذا يلزمه إخراجه على شرطه لان مسعر بن كدام أحد الأئمة وقد خرج حديثه في الصحيح , ولا يعرف له علة تمنع من إخراجه والله أعلم .اهـ
قال التميمي : كلام الحافظ النخشبي رحمه الله فيه نظر لوجوه :
أولاً : إبراهيم السكسكي ضعفه عامة النقاد , وقد اجتنبه مسلم .
ثانياً : أخرج البخاري له حديثين كلاهما متابعة , وخصوصاً الحديث في تفسير الآية فمتنه محفوظ عن جماعة من الصحابة .
أما هذا الحديث فقد تفرد به ومداره عليه فترك البخاري له استنكاراً وقد ذكره ابن عدي في مناكيره في ترجمته في الكامل , والله أعلم .
في [ ص 164 - حديث رقم 161 ] أسند الحنائي حديث : من عرض عليه طيب فلا يرده فإنه خفيف المحمل طيب الرائحة , من طريق سعيد بن أبي أيوب عن عبيد الله بن أبي جعفر عن الأعرج عن أبي هريرة فذكره مرفوعاً .
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث صحيح .....إلى أن قال :
أخرج مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب عن أبي عبد الرحمن المقريء هذا الحديث وحديثاً آخر لفظه [ من عرض عليه ريحان فلا يرده ] .
وهذا الحديث أشهر , والأول أغرب , والله أعلم .اهـ
قلت : حديث من عرض عليه ريحان في مسلم بنفس مخرج الحنائي , ولعل لفظ مسلم هو الأصح وهذا مروي بالمعنى , والله أعلم
في [ ص 167 ] فائدة : قال الحافظ النخشبي :
لم يخرج البخاري لأبي سفيان عن جابر شيئاً إلا مقروناً بأبي صالح , لأن وكيعاً قال عن شعبة : أبو سفيان عن جابر إنما هو كتاب – يعني صحيفة – عن جابر , فلذلك لم يخرجه البخاري والله أعلم . اهـ
في [ ص 171 - حديث رقم 171 ] أسند الحنائي حديث أبا سعيد و أبا هريرة رضي الله عنهما في الموقف ودخول آخر رجل الجنة من طريق بقية بن الوليد حدثني محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي قال : كان أبو هريرة يحدث فذكره مطولاً , والحديث في الصحيحن من طريق الزهري به ذكر ذلك النخشبي
قال الحافظ النخشبي :
ورواه سلامة بن روح بن خالد عن عمه عقيل عن الزهري عن أبي هريرة وأبي سعيد لم يذكر عطاء بن يزيد ولا سعيد بن المسيب , والموصول صحيح , وسلامة بن روح لا يعتد بخلافه , والله أعلم . اهـ
قلت : سلامة ضعيف , وضعفه أبو زرعة جداً فقال منكر الحديث .
في [ ص 174 ] : قال الحافظ النخشبي :
وبقية [ يريد ابن الوليد ] صحيح الحديث إذا روى عن الثقات المشهورين , غير أنه كثيراً ما يروي عن المجهولين بالمناكير , وقد أخرج مسلم لبقية أحاديث متابعة . اهـ
في [ ص 174 ] أسند من طريق سليمان بن موسى عن كريب مولى ابن عباس قال ثنا أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم لأصحابه ألا هل مشمر للجنة ؟ فإن الجنة لا خطر لها , هي ورب الكعبة نور يتلألأ وريحانة تهتز ... وذكر الحديث
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث غريب ........ إلى أن قال : لا يعرف إلا من حديث الوليد بن مسلم الدمشقي عن محمد بن مهاجر عن الضحاك المعافري عن سليمان هذا , وسليمان بن موسى متكلم فيه , والله أعلم . اهـ
قلت : سليمان بن موسى الفقيه صدوق , تكلم فيه البخاري والنسائي والعامة على توثيقه ,
وهذا الخبر منكر وآفة عندي الضحاك المعافري فهو لا يكاد يعرف وانفراده بهذا الخبر منكر جداً والله أعلم .
في [ ص 180 ] : فائدة قال الحافظ النخشبي :
وأبو عبيدة [ يعني بن عبد الله بن مسعود ] لم يسمع من أبيه شيئاً وإنما مات عبد الله وهو صغير , ولكن يقال : حديثه عن عبد الله صحيح كله , فإنه ما سمعه إلا من علماء أصحاب أبيه , ولكنه مرسل , والله أعلم . اهـ
قلت : زعم الحافظ النخشبي أن أبا عبيدة اسمه عبد الرحمن , والمعروف أن عبد الرحمن أخوه , والله أعلم .
في [ ص 181 ] قال الحافظ النخشبي :
وقد سمع الشعبي من المقدام بن معد كرب , وللمقدام في الصحيح حديثان ولكنه من حديث الشاميين عنه , والله أعلم .اهـ
في [ ص 201 ] أسند من طريق يزيد بن هارون ثنا العوام أخبرني محارب بن دثار عن ابن عمر رضي الله عنه ثم ذكر حديث جبريل المعروف .
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث غريب ....
إلى أن قال : وهو حسن من حديث يزيد بن هارون عنه , وإنما المشهور الصحيح في هذا حديث عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر وحميد بن عبد الرحمن الحميري عن عبد الله بن عمر عن أبيه عمر. اهـ
في [ ص 203 ] أسند من طريق سيار بن حاتم سمعت جعفر بن سليمان الضبعي سمعت محمد بن المنكدر سمعت جابر بن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مر رجل ممن كان قبلكم بجمجمة فوقف عليها وجعل يفكر , فقال : يارب أنت أنت , وأنا أنا , أنت العواد بالمغفرة , وأنا العواد بالذنوب , فقيل له : ارفع رأسك فأنت العواد بالذنوب وأنا العواد بالمغفرة , قال : فغفر له .
قال الحافظ النخشبي :
وقد رواه العباس بن الوليد النرسي وغيره عن جعفر بن سليمان موقوفاً من قول جابر , وهو أقرب إلى الصواب [ إن شاء الله تعالى ] . اهـ
قلت : وهذا ما رجحه الخطيب في تاريخ بغداد أيضاً , واستنكر المرفوع ابن عدي في ترجمة جعفر
وصححه الألباني مرفوعاً ولا يصح كما ترى , والصواب وقفه فالنرسي ثقة وسيار فيه كلام كثير ,
ورواه البزار مرفوعاً وقال عقبه : ولم أحسب جعفر بن سليمان سمع من ابن المنكدر ولا روى عنه الا هذا .اهـ
وهذا الطعن من البزار وجيه لأن جعفراً الضبعي بصري وابن المنكدر مدني ولم يرو عنه غير هذا الخبر . وابن المنكدر كثير الأصحاب جداً , فأين بقية أصحابه من أهل المدينة عن هذا الحديث ؟
فإذا كانوا يستنكرون على جعفر أحاديثه عن ثابت وكلاهما بصري فما عسى أن يقال في انفراده عن ابن المنكدر بمثل هذا المتن
في [ ص 204 ] أسند من طريق الحسن بن عمارة [ وهو متروك ] عن عبد الرحمن بن عابس بن ربيعة عن أبيه قال : كان عبد الله [ يعني ابن مسعود ] يخطبنا هذه الخطبة في كل عشية خميس لا يدعها , وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب بها : ثم ذكر خطبة جميلة رائقة طويلة عامتها ورد في أحاديث مرفوعة صحيحة من وجوه أخرى .
قال الحافظ النخشبي :
لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث الحسن بن عمارة أبي محمد مولى بجيلة الكوفي , وكان ابن عيينة يضعفه , وقد رواه غيره موقوفاً من قول عبد الله وهو الصواب . اهـ
في [ ص 213 ] أسند من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :إذا دخل أهل الجنة الجنة.... وذكر حديث الرؤية .
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث صحيح .... أخرجه مسلم بن الحجاج .... إلى أن قال :
وقد رواه حماد بن زيد عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى من قوله ولم يذكر فيه صهيباً ولا النبي صلى الله عليه وسلم
غير أن هذا ليس بعلة إن شاء الله تعالى , لأن أصحاب الحديث متفقون على أن حماد بن سلمة أثبت الناس في ثابت البناني وأعلمهم به .
وقال شعبة : جزي ابن أخت حميد خيراً , كان يفيدني عن ثابت البناني , وحماد هو ابن أخت حميد .
فإذا كان أعلم الناس بثابت حماد بن سلمة , لا يسقط حديثه عنه بحديث من هو دونه في الإتقان عنه , الله أعلم .اهـ
في [ ص 227 ] أخرج من طريق حسين بن محمد البغدادي عن جرير بن حازم عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس أن رجلاً زوج ابنته وهي كارهة , فرد النبي صلى الله عليه وسلم نكاحه .
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث غريب من حديث عكرمة عن ابن عباس موصولاً , يقال : تفرد برفعه حسين بن محمد أبو محمد المروروذي عن جرير بن حازم , ورواه جماعة عن غير جرير مرسلاً فلم يذكروا فيه ابن عباس وهو أقرب إلى الصواب إن شاء الله .اهـ
في [ ص 265 ] أسند من طريق يزيد بن هارون أنبأ نوح بن قيس الطلحي , عن سلامة الكندي : قال كان علي بن أبي طالب رضوان الله عليه يعلم الناس الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يقول : قولوا : اللهم داحي المدحوات وباريء المسموكات .... وذكر حديثاً طويلاً
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث حسن مليح في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ما نعرفه إلا من حديث نوح بن قيس عن سلامة الكندي ولا يعرف سماع سلامة من علي والحديث مرسل .اهـ
في [ ص 268 ] أسند من طريق مالك عن عبد الله بن دينار قصة المرأة التي سمعها عمر تقول شعراً عن فراق زوجها , فسأله ابنته حفصة كم أكثر ما تصبر المرأة عن زوجها ؟
قال الحافظ النخشبي : هذا حديث حسن , غير أنه مرسل .اهـ
في [ ص 272 ] أسند من طريق مالك عن نافع عن صفية بن أبي عبيد أن أبا بكر جلد رجلاً وقع على جارية ونفاه إلى فدك
قال الحافظ النخشبي :
صفية ابنة أبي عبيد وهي امرأة عبد الله بن عمر , وهي أخت المختار بن أبي عبيد الكذاب غير أنها ثقة , ولا أظن صفية أدركت أبا بكر فإن لم تكن أدركته فالحديث مرسل وهو موقوف , والله أعلم .اهـ
في [ ص 274 ] أسند من طريق يونس عن ابن شهاب قال أخبرني أبو عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف أن عثمان بن عفان ... وذكر أن امرأة وضعت في ستة أشهر
فناداه ابن عباس فقال : إن الله تعالى قال : {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرهاً وحمله وفصاله ثلاثون شهراً } وقال : { والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لم أراد ان يتم الرضاعة } فأقل الحمل ستة أشهر , فتركها عثمان ولم يرجمها .
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث حسن صحيح من حديث أبي يزيد يونس بن يزيد .... أبي عبيد وهو مولى عبد الرحمن بن أزهر عن عثمان بن عفان , وقوله مولى عبد الرحمن بن عوف وهم قبيح , وقد أدرك أبو عبيد هذا عمر وعثمان فمن دونهم
وله في الصحيح حديث غير أنه موقوف .
وهو أصل كبير في أن أقل الحمل ستة أشهر , وهو إجماع الصحابة لأن عثمان حكم به بمشهد من الصحابة ولم ينكر ذلك أحد , فجعل إجماعاً منهم , ولا اعرف اختلافا بن أهل العلم في أقل الحمل أنه ستة أشهر , وإنما اختلفوا في أكثر الحمل , والله أعلم . اهـ
أقول : فيه اختيار أصولي للحافظ النخشبي وهو اعتبار الإجماع السكوتي حجة , وقد صحت هذه القصة عن عمر مع ابن عباس عند عبد الرزاق في المصنف [ 13449 ]
في [ ص 278 ] أسند من طريق الماجشون عن زيد بن أسلم عن أبيه أثر أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأنه أمر بكتابة العهد من بعده وكان عثمان يكتب , فأغمي عليه إغماءة فكتب عثمان عمر فقال له أبو بكر : رحمك الله وجزاك خيراً ولو كتبت نفسك لكنت لذلك أهلاً .
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث حسن صحيح .....إلى أن قال :
وفيه : شهادة أبي بكر لعثمان بانه يصلح للخلافة وإيثار عثمان بالخلافة عمر , إذ علم أنه خير منه رضي الله عنهم أجمعين عليهم السلام والحمد لله وحده .اهـ
في [ ص 279 ] أسند خبر محمد بن الحنفية وأنه سأل أباه علي بن أبي طالب رضي الله عنه من خير الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم , فقال أبو بكر , قال ثم من : قال عمر فقال له يا أبي انت الثالث فقال له : يا بني أبوك رجل من المسلمين له ما لهم وعليهما عليهم .
قال الحافظ النخشبي :
هذا حديث صحيح .... إلى أن قال : وهو حجة لنا في السنة .اهـ
في [ ص 280 ] أسند خبراً من طريق مالك عن نافع أن ابن عمر كان يرمل من الحجر إلى الحجر .
قال الحافظ النخشبي :
وقد رواه بعضهم عن سفيان الثوري عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم مسنداً وهو وهم والمحفوظ عن عبيد الله ومالك وغيرهما موقوف , والله أعلم .اهـ
وفي الختام لا يسعني إلا أن أقول رحم الله هذا الإمام وجمعنا به في الفردوس الأعلى بمنه وكرمه
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم