الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما
بعد :
فهذه فوائد حول حديث [ جدب
لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم السمر بعد العشاء ]
قال ابن رجب الحنبلي ( شرح البخاري ٣ / ٢٨٧ ) :
وخرّج الإمام أحمد وابن ماجه من حديث عطاء ابن السائب عن أبي وائل عن
ابن مسعود قال : [ جدب لنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم السمر بعد العشاء ]
ومعنى جدبه : عابه وذمة قاله أبو عبيد وغيره
ووهم من قال : أباحه لهم ، كالطحاوي وهو مخالف لما قاله أهل اللغة
وهذا الحديث وهمَ عطاء بن السائب في إسناده
فقد رواه الأعمش ومنصور وأبو حصين عن أبي وائل عن سلمان بن ربيعة قال
: [ جدب لنا عمر السمر ]
وخالفهم عطاء بن السائب وعاصم فقالا : عن أبي وائل عن ابن مسعود ثم
اختلفا : فرفعه عطاء ووقفه عاصم ، ووهما في ذلك
والصحيح : قول منصور والأعمش قاله أبو بكر الأثرم
وذكر نحوه مسلم في ( كتاب التمييز ) وزاد أن المغيرة رواه عن أبي وائل عن حذيفة قوله
قال ( مسلم ) : ولم يرفعه إلا عطاء
وأشار إلى أن رواية الأعمش وحبيب بن أبي ثابت وأبي حصين عن أبي وائل
عن سلمان عن عمر هي الصحيحة ، لأنهم أحفظ وأولى بحسن الضبط للحديث . انتهى كلام ابن رجب
قلت : وهنا فوائد وتنبيهات
١- كلام الأثرم في ناسخ
الحديث ص٧٨
٢- ما نقله عن كتاب التمييز
ليس في المطبوع منه والله أعلم
٣- قال أبو اسحاق القاضي
في احكام القران [ص149] حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا عطاء
بن السائب عن ابي وائل قال: "جدب الينا عمر السمر بعد العشاء"
هذه استفدتها من الشابكة وهو يدل عل اضطراب عطاء في الحديث , ولعل
فيه غرابة حيث لم يذكره أحد ممن علل الحديث
٤- في الصحيحين من حديث
أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه مرفوعا ( ولا يحب النوم قبلها ولا الحديث بعدها ) يعني العشاء
٥- الكلام في الخير بعدها
وفي مصالح المسلمين جائز فقد روي مرفوعا انظر الباب الذي بعده في البخاري حيث بوب [ السمر في الفقه والخير بعد العشاء ] وذكر الأخبار
الدالة على جواز ذلك .
وروي هذا - السمر في الفقه
- عن جمع من السلف .
قال ابن رجب : ونص الإمام أحمد على أنه لا يكره السمر في العلم .
وقال ابن رجب : ومتى كان السمر بلغو ورفث وهجاء فإنه مكروه بلا شك
.