السراج المنير , والسراج الوهاج [ من نفائس شيخ الإسلام ابن تيمية - رضي الله عنه ]


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
والناس محتاجون إلى الإيمان بالرسول وطاعته في كل مكان وزمان.

ليلاً ونهارًا، سفرًا وحضرًا وعلانية وسرًّا، جماعة وفرادى.
وهم أحوج إلى ذلك من الطعام والشراب بل من النفس.
فإنهم متى فقدوا ذلك، فالنار جزاء من كذب بالرسول وتولى عن طاعته، كما قال تعالى: {فأنذرتكم نارًا تلظى * لا يصلاها إلا الأشقى * الذي كذب وتولى}
أي كذب به وتولى عن طاعته
كما قال في موضع آخر: {فلا صدق ولا صلى * ولكن كذب وتولى} .
قال تعالى: {إنا أرسلنا إليكم رسولاً شاهدًا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً * فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذًا وبيلاً} .
وقال: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا}
وقال: {يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض} .
والله تعالى قد سماه سراجًا منيرًا - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - وسمى الشمس سراجًا وهاجًا.
والناس إلى هذا السراج المنير أحوج منهم إلى السراج الوهاج.
فإنهم محتاجون إليه سرًّا وعلانية ليلاً ونهارًا بخلاف الوهاج.
وهو أنفع لهم فإنه منير ليس فيه أذى بخلاف الوهاج فإنه ينفع تارة ويضر أخرى .اهـ
[  الأخنائية ص130 ط زهوي ]  



جميع الحقوق محفوظة لمدونة عبد الله بن سليمان التميمي ©2013-2014 | |