الحمد لله والصلاة والسلام
على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
قال ابن أبي خيثمة في تاريخه :
حَدَّثَنَا عَفَّان ، قال : حدثنا يُوسُف بْن الماجشون ، قَالَ :
قَالَ لي ابن شِهَاب ولأخٍ لي ، ولابن عمٍّ لي ، ونحن نسأله عَنِ العلم : لا تحقِّروا أنفسَكم لحداثة أسنانكم ؛ فإن عُمَر كان إذا نزل به الأمر المعضل دعا الشباب فاستشارهم يبتغي حدَّة عقولهم.اهـ
قلت وفي هذا الأثر فوائد :
[ 1 ] حرص الناس في زمن السلف على العلم وذلك بقول نسأله عن العلم.
[ 2] طلب العلم من أهله فالزهري إمام .
[ 3 ] تشجيع المعلم للطلبه على العلم , وتنبيههم على عدم احتقار أنفسهم خلافاً لمن يقول لبعض طلبته وهل دين الله في حاجتك ؟! .
وما سأل المسكين نفسه : وهل دين الله في حاجتي أنا ؟! .
[ 4] فيه أن عمر كان يجمع الشباب يستشيرهم في معضلات الأمور .
[ 5] في أن حدة عقول الشباب وصفائها أمر معروف وينبغي استغلاله في الحق والخير.
[ 6] وفيه أن حداثة الأسنان لا تعني مطلقاً أنه لايتستفاد منه ولا يسأل , لأن العلم فضل الله يؤتيه من يشاء ولو سردنا أسماء العلماء بل والأئمة الذين ماتوا قبل الأربعين لطال بنا المقام , وحسبك بمعاذ بن جبل رضي الله عنه .
[ 7 ] فيه رحمة المعلم بالتلاميذ وحثهم على العلم والخير , وتشجيعهم على الطلب والتفكر والإنشغال بالعلم .
هذا ما تيسر لي استخراجه من الفوائد من هذا الأثر الجليل .
وهنا أنصح كل طالب علم أن يقتني كتاب التاريخ لابن أبي خيثمة فإن فيه فوائد نفيسة وآثاراً جليلة قد لا تجدها في مصدر آخر
هذا وصل اللهم على نبينا
محمد وعلى آله وصحبه وسلم
