من سفيان بن سعيد الثوري إلى من يهمه الأمر .....!


من سفيان بن سعيد الثوري إلى من يهمه الأمر ..!


1- قال أبو نعيم في الحلية [ 7 / 19 ] :  حدثنا أبو بكر محمد بن نصر ثنا حاجب بن دكين ثنا محمد بن إدريس ثنا أبو صالح الأحول ثنا أبو أحمد الزبيري قال :
 كتب بعض إخوان سفيان إلى سفيان أن عظني وأوجز .
فكتب إليه سفيان  : بسم الله الرحمن الرحيم عافانا الله وإياك من السوء كله .
يا أخي إن الدنيا غمها لا يفنى وفرحها لا يدوم وفكرها لا ينقضي اعمل لنفسك حتى تنجو ولا تتوان فتعطب
والسلام .



2- قال أبو نعيم في الحلية : [ 7 / 22 ] :  حدثنا محمد بن إبراهيم بن علي ثنا عبد الله بن جابر الطرسوسي ثنا عبد الله بن خبيق ثنا عبد الله بن السندي قال :
 كتب مبارك بن سعيد إلى أخيه سفيان يشكو إليه ذهاب بصره .
فكتب إليه سفيان الثوري أما بعد فأحسن القيام على عيالك وليكن ذكر الموت من ببالك .
والسلام
 حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا عبد الله بن جابر ثنا عبد الله بن خبيق ثنا عبد الله بن السندي قال :
 كتب مبارك إلى أخيه سفيان يشكو إليه ذهاب بصره .
فكتب إليه يا أخي فهمت كتابك تذكر فيه شكايتك ربك اذكر الموت يهن عليك ذهاب بصرك .
والسلام .
( * ) وقال ابن أبي حاتم في تقدمة الجرح والتعديل : حَدثنا أَبي، حَدثنا علي بن محمد الطنافسي، قال: سَمِعتُ أَخي الحسن يذكر قال:
 كتب مبارك بن سَعيد أَخو سُفيان إلى سُفيان يشكو إِليه ذهاب بصره .
قال فكتب إِليه سُفيان أتاني كتابك تكثر شكاتك لربك فاذكر الموت يهون عليك ذهاب بصرك.



3- قال أبو نعيم في الحلية [ 7 / 49 ] :  حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن وسليمان بن أحمد قالا ثنا بشر بن موسى ثنا عبد الله بن صالح العجلي ثنا مبارك بن سعيد قال :
 كتب سفيان إلي أما بعد فأحسن القيام على عيالك وليكن الموت من بالك والسلام .




4- قال ابن بطة في الإبانة [ 1898 ] :  حدثني أبو بكر محمد بن أيوب بن المعافى البزاز قال : حدثني أبو الحسن الصوفي ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن عفان ، قال : حدثنا عبد الله بن نمير ، قال :
 كتب أبو داود الديلي إلى سفيان الثوري : أما بعد ، فما تقول في رب قدر علي هداي وعصمتي وإرشادي فخذلني وأضلني ، وحرمني الصواب وأوجب علي العقاب ، وأنزلني دار العذاب ، أعدل علي هذا الرب أم جار ؟
 قال : فكتب إليه سفيان : أما بعد ،  فإن كنت تزعم أن العصمة والتوفيق والإرشاد وجب لك على الله فمنعك ذلك ، فقد ظلمك ومحال أن يظلم الله عز وجل أحدا ، وإن كنت تزعم أن ذلك من فضل الله ، فإن فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم .



5- قال الإمام أحمد كما في العلل [برواية عبد الله - 451 ] :  حَدثنَا يحيى بن سعيد الْقطَّان قَالَ :
كتب سُفْيَان يَعْنِي الثَّوْريّ إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ كَانَ يُقَال :  أغبط الْحَيّ بِمَا يغبط بِهِ الْأَمْوَات .



6- قال ابن أبي حاتم في تقدمة الجرح والتعديل : حَدثنا إِسماعيل بن إِسرائيل السلال، حَدثنا الفريابي قال:
 كتب سُفيان بن سعيد إلى عباد بن عباد فقال: من سُفيان بن سعيد إلى عباد بن عباد، سلام عليك فإِني أَحمد إليك الله الذي لا إله إِلاَّ هو؛ أما بعد.
 فإِني أوصيك بتقوى الله، فإِن اتقيت الله عز وجل كفاك الناس، وإن اتقيت الناس لم يغنوا عنك من الله شيئًا.
 سألت أَن أكتب إليك كتابًا أصف لك فيه خلالا تصحب بها أهل زمانك وتؤدي إِليهم ما يحق لهم عليك، وتسأل الله عز وجل الذي لك.
 وقد سألت عن أَمر جسيم، الناظرون فيه اليوم المقيمون به قليل، بل لاَ أعلمُ مكان أحد، وكيف يستطاع ذلك؟
 وقد كدر هذا الزمان، أَنه ليشتبه الحق والباطل، ولا ينجو من شره إِلاَّ من دعا بدعاء الغريق.
 فهل تعلم مكان أحد هكذا ؟ وكان يقال : يوشك أَن يأتي على الناس زمان لا تقر فيه عين حكيم.
 فعليك بتقوى الله عز وجل والزم العزلة واشتغل بنفسك واستأنس بكتاب الله عز وجل، واحذر الأمراء، وعليك بالفقراء والمساكين والدنو منهم.
 فان استطعت أَن تأمر بخير في رفق فإِن قبل منك حمدت الله عز وجل، وإن رد عليك أقبلت على نفسك فإِن لك فيها شغلا.
 واحذر المنزلة وحبها فإِن الزهد فيها أشد من الزهد في الدنيا.
 وبلغني أَن أَصحاب محمد صَلى الله عَليه وسَلم كانوا يتعوذون أَن يدركوا هذا الزمان وكان لهم من العلم ما ليس لنا، فكيف بنا حين أدركنا على قلة علم وبصر وقلة صبر وقلة أعوان على الخير مع كدر من الزمان وفساد من الناس ؟
 وعليك بالأمر الأول والتمسك به .
وعليك بالخمول فإِن هذا زمان خمول .
وعليك بالعزلة وقلة مخالطة الناس فان عُمر بن الخطاب، رَضي الله عَنهُ قال: إياكم والطمع، فإِن الطمع فقر، واليأس غنى، وفي العزلة راحة من خلاط السوء.
 وكان سَعيد بن المُسيَّب يقول: العزلة عبادة.
 وكان الناس إِذا التقوا انتفع بعضهم ببعض ، فأما اليوم فقد ذهب ذلك والنجاة في تركهم فيما نرى.
 وإياك والأمراء والدنو منهم وأن تخالطهم في شيء من الأَشياء، وإياك أَن تخدع، فيقال لك: تشفع فترد عن مظلوم، أَو مظلمة، فإِن تلك خدعة إبليس وإنما اتخذها فجار القراء سلماً.
 وكان يقال: اتقوا فتنة العابد الجاهل، وفتنة العالم الفاجر، فإِن فتنتهما فتنة لكل مفتون.
 وما كفيت المسألة والفتيا فاغتنم ذلك، ولا تنافسهم، وإياك أَن تكون ممن يحب أَن يعمل بقوله وينشر قوله، أَو يسمع منه.
 وإياك وحب الرياسة، فإِن من الناس من تكون الرياسة أحب إِليه من الذهب والفضة، وهو باب غامض لا يبصره إِلاَّ البصير من العلماء السماسمرة.
 واحذر الرئاء فإِن الرئاء أخفى من دبيب النمل. وَقال حُذيفة: سيأتي على الناس زمان يعرض على الرجل الخير والشر، فلا يدري أيما يركب.
 وقد ذكر عن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم قَال: لا تزال يد الله عز وجل على هذه الأُمة وفي كنفه وفي جواره وجناحه، ما لم يمل قراؤهم إلى أمرائهم وما لم يبر خيارهم أشرارهم، وما لم يعظم أبرارهم فجارهم، فإذا فعلوا ذلك رفعها عنهم، وقذف في قلوبهم الرعب وأنزل بهم الفاقة وسلط عليهم جبابرتهم فساموهم سوء العذاب.
 وقال: إِذا كان ذلك لا يأتيهم أمر يضجون منه إِلاَّ أردفه بآخر يشغلهم عن ذلك، فليكن الموت من شأنك، ومن بالك، وأقل الأمل، وأكثر ذكر الموت، فإِنك إِن أكثرت ذكر الموت هان عليك أمر دنياك.
 وقال عُمر: أكثروا ذكر الموت، فإِنكم إِن ذكرتموه في كثير قلله، وإن ذكرتموه في قليل كثره، واعلموا أَنه قد حان للرجل يشتهي الموت.
 أعاذنا الله وإياك من المهالك، وسلك بنا وبك سبيل الطاعة.



7- قال ابن أبي حاتم في تقدمة الجرح والتعديل [ ص 86 ] :  ذكره أبي قال: كتب إلي عَبد الله بن خبيق الأنطاكي، قال: سَمِعتُ يوسف بن أسباط يقول: سَمِعتُ سُفيان الثَّوري يقول: أفضل الأعمال الزهد في الدنيا.
قال: وحَدثنا يوسف قال: كان سُفيان إِذا كتب إلى رجل، كتب:
 بسم الله الرَّحمن الرحيم، من سُفيان بن سَعيد إلى فلان بن فلان، سلام عليك، فإِني أَحمد إليك الله الذي لا إله إِلاَّ هو وَهو للحمد أهل، تبارك وتعالى له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير؛ أما بعد :
فإِني أوصيك ونفسي بتقوى الله العظيم، فإِنه من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، جعلنا الله وإياك من المتقين.
 قال: وقال سُفيان: إِن دعاك هؤلاء الملوك تقرأ عليهم {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فلا تجئهم فان قربهم مفسدة للقلب.

8- قال: وسمعت يوسف بن أسباط يقول: أراد سليمان الخواص أَن يركب البحر فقالوا له: لابد لنا من أمير، فقال: أَنَا أميركم، فبلغ ذلك سُفيان الثَّوري، فكتب إِليه: الزهد في الرياسة أشد من الزهد في الدنيا .
 فلما قرأ الكتاب قال : لست لكم بأمير.




9- وقال ابن أبي حاتم : ذكره أبي قال: حَدثنا أَحمد بن عثمان بن حكيم، قال: سَمِعتُ أبَا نُعَيم يقول: سَمِعتُ سُفيان غير مرة كتب:
 من سُفيان بن سَعيد إلى محمد بن عَبد الرَّحمن بن أَبي ذئب، سلام عليك فإِني أَحمد إليك الله الذي لا إله إِلاَّ هو أما بعد أوصيك بتقوى الله عز وجل فإِنك إِن اتقيت الله كفاك الناس وإن اتقيت الناس لم يغنوا عنك من الله شيئًا، وعليك بتقوى الله عز وجل.



10- وقال ابن أبي حاتم : حَدثنا محمد بن مسلم حدثني أَبو الوليد قال كتب الثَّوري إلى عثمان بن زائدة:
 أما بعد السلام عليك قد كنت تذكر الري وفي الأَرض مسكة وقد هاج الفتن فانج بنفسك ثم انج.
 وقد قال النَّبي صَلى الله عَليه وسَلم: إِن السعيد لمن جنب الفتن .



11- وقال ابن أبي حاتم : حدثني أَبي، حَدثنا علي بن ميسرة، قال: سَمِعتُ عَبد الله بن عيسَى، يَعني الوسواس، قَال: قال لي عثمان بن زائدة
كتب إلي سفيان: احذر الناس.
 قال فبعث عثمان بن زائدة إلى أبي وكان أدرك طاوُوسا: إِن سُفيان كتب إلي أَن احذر الناس فما معنى احذر الناس؟ قال احذر ما وراء جيبك



12- وقال ابن أبي حاتم  : حَدثنا أَبي، حَدثنا أَبو صالح الأَحول، يَعني أَحمد بن إِسماعيل الضِّرَاري، قال: سَمِعتُ أبَا أَحمد الزبيري يقول كتب بعض إخوان سُفيان إلى سُفيان أَن عظي وأوجز، فكتب إِليه:
 بسم الله الرَّحمن الرحيم عافانا الله وإياك من السوء اعلم يا أَخي أَن الدنيا غمها لا يفنى، وفكرها لا ينقضي وفرحها لا يدوم فلا توان فتعطب، والسلام عليك.



13- وقال ابن أبي حاتم :  حَدثنا سهل بن يَحيَى العسكري، حَدثنا محمد بن عَبد المجيد، حَدثنا عَبد الله بن المبارك قال كتب إلي سُفيان بن سعيد:
 إلى عَبد الله ابن المبارك أما بعد فانشر في الناس مما علمك الله , وإياك والسلطان.

قلت : وفي هذه الكتب موعظة لمن ألقى السمع وهو شهيد ....

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم


جميع الحقوق محفوظة لمدونة عبد الله بن سليمان التميمي ©2013-2014 | |