[ سلسلة ] التعريف ببعض كتب أئمة الإسلام [ 6 ] الزهد لهناد بن السري



[ سلسلة ] التعريف ببعض كتب أئمة الإسلام [ 6 ]

لقراءة المقال مصوراً من  [ هنا ]
اسم الكتاب : كتاب الزهد
المؤلف : الإمام الحافظ الزاهد : هنّاد بن السري بن مصعب الدارمي التميمي أبو السري الكوفي
* كانوا يسمونه راهب الكوفة لشدة زهده وتعبده
* وكان وكيع وهو من شيوخه يعظمه جدا حتى قال الإمام قتيبة بن سعيد ما رأيت وكيعاً يعظم أحداً مثل هناد [ تهذيب الكمال ]

* وقيل للإمام أحمد عمن نكتب في الكوفة ؟
قال : عليكم بهناد [ تهذيب الكمال ]
* وقال الإمام أحمد : ما بالكوفة مثل هناد وهو شيخهم [ سؤالات المروذي ]

* قال ابن سعد: سألت محمد بن عبد الله بن نمير: عمن أكتب؟
فأول من بدأ به هناد بن السري، وقال: هو صاحب تصنيف كثير وفضل، وهو راوية الكوفيين، ومات وله إحدى وتسعون سنة. [ أكمال الكمال ]

سمع من عامة الحفاظ من طبقة شيوخه كالأئمة : عبد الله بن المبارك وعبد الله بن إدريس وابن نمير وهشيم ووكيع وكان يستملي له وحفص بن غياث وحسين الجعفي وابن عيينة وخلق كثير من الأئمة الحفاظ

وهو من شيوخ الأئمة  [ البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبي داود وأبي حاتم وأبي زرعة ] كلهم كتبوا عنه وخلق كثير لا يحصون
واتفقوا أنه إمام ثقة ثبت لا يختلف فيه أحد

بعض تصانيف المؤلف :
 ذكروا له تصانيف ولم يصلنا منها إلا كتاب الزهد حتى الذهبي لم يذكر أنه سمع من كتبه غير كتاب الزهد فالله أعلم

نبذة عن كتاب الزهد  :
هو  كتاب جليل جداً ملي بالآثار والأخبار ولطيف مختصر يقرأ بسهولة
قريب [  1500  ] أثر
وقد صنفه المصنف بطريقة عجيبة عبقرية تدل على قوة ذهنه وعلى عبقرية فذة بطريقة مترابطة متراصة كل موضوع يتبع الآخر
فقد بدأ الكتاب بذكر الجنة وما جاء في ذلك والترغيب فيه
فأطنب وأجاد , وذكر ما فيها وحورها وبيوتها
وما جاء في تفسير الآيات التي ذكرت فيها الجنة
ثم صفة أهلها من الرجال والنساء
وبدأ يذكر هذا باباً , باباً , طعامهم شرابهم صورهم جلستهم مراتبهم إلى آخره
ثم ذكر أبوابا في منازل الناس : الأنبياء والشهداء
ثم ذكر أبوابا في الشفاعة
ثم بدأ بسرد أبواب النار أعاذنا الله منها بنفس الطريقة أبواباً مقسمة مفصلة
ثم ذكر أبوابا في القيامة والصراط والبرزخ 
ثم ذكر أبواباً في عذاب القبر وما جاء فيه فأطنب وأفاد واستوعب
ثم بدأ بكل عبقرية بذكر البلاء والمرض وعيادة المريض والمصائب والكفارات وما جاء في ذلك
ثم ذكر أبواباً في العقوبات بالدنيا وسؤال العافية وعدم تمني البلاء
ثم ذكر أبوابا في البكاء والمحبة في الله والتواصي بالزهد
ثم بدأ بسرد مواعظ النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وخطبهم وما جاء فيها
 ثم وضع بابا في الموعظة وكيف تكون وسرد الآثار فيها
ثم ذكر أبوابا في التوكل على الله والثقة به
ثم بدأ بذكر الزهد ومن كان يكره جمع المال والتكثر من الدنيا والتقلل من الطعام 
والشراب واللباس والحرص على الحلال وكراهية المباهاة في البنيان
ثم ذكر معيشة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم
ثم ذكر أبواباً في شكر النعم
ثم عاد فذكر  للموعظة بالقول والفعل وخدمة الرجل لبيته وأصحابه
ثم ذكر أبوابا في التواضع والكبر وما جاء في ذلك
ثم أبوابا في الرياء والسمعة وإخفاء العمل
ثم بابا في التوبة والاستغفار
ثم أبواباً في التفكر في الله والعبادة والجلوس بالمسجد والخلوة
ثم أبواباً في البر والصلة مع الوالدين وغيرهم
ثم أبواباً في حق المسلم على المسلم كالجار والضيف والرفيق في السفر ونحو ذلك
ثم باباً في الأعمال المستحبة الخفيفة كإماطة الأذى عن الطريق والتبسم وما شابه ذلك
ثم عقد أبواباً جليلة جداً في اللسان وما جاء فيه فأطنب وأجاد واستوعب فذكر الكلام بالخير والكذب والغيبة والنميمة والاستحقار  وتشقيق الكلام وسب الناس والموتى والفحش والبذاءة , حتى تكاد تقول ما تزيد عليه حرفاً فرحمه الله تعالى
ثم ذكر أبواباً في العزلة ولزوم البيوت حال الفتن , ومخالطة الناس والصبر على أذاهم
ثم ذكر  أبواباً في حسن الخلق بشكل عام : كالحلم والعفو والتواضع وحفظ اللسان والرحمة والحياء والستر على الناس  وترك الغضب واللعن  والحسد والبغي
ثم ذكر ذكر أبوابا في حفظ البصر عن المحرمات
ثم ذكر ختم الكتاب بالرفق في المعيشة والتعامل مع الناس

بعض نفائس الكتاب   :
* قال [ 331 ] : حدثنا أبو معاوية , عن الأعمش , عن أبي ظبيان , عن أبي موسى قال :
الشمس فوق رؤوس الناس يوم القيامة وأعمالهم تظلهم وتصحبهم .
[ إسناده صحيح وأبي موسى هو الأشعري رضي الله عنه وهذا أثر عقدي وعظي عزيز ]

* قال [ 573 ] حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن  عمارة بن عمير عن عبد الرحمن بن يزيد قال :
قال عبد الله [ هو ابن مسعود ] : أنتم أكثر صياما وأكثر صلاة  وأكثر جهاداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , وهم كانوا أعظم منكم أجراً
قالوا : فبم يا أبا عبد الرحمن ؟
قال : كانوا أزهد في الدنيا , وأرغب في الآخرة . [ إسناده صحيح وهو جليل ]
ومما يدلك على نفاسة الكتاب وجليل قدره أن روى عن ابن مسعود لوحده قريب الخمسين أثراً عامتها في حيز القبول والاحتمال , فهذه لوحدها لو جمعت مادة
فكيف والكتاب مليء بالآثار ؟

طبعات الكتاب :
 الطبعة التي عندي هي طبعة دار البصيرة مصرية تحقيق نبيل بن صلاح بن سليم وهي جيدة بالجملة ولكن يتعنت بالأخبار ولا يعرف طريقة الأئمة في التعامل مع الآثار
 فيأتي لراوي صدوق رأى شيخه يفعل أمراً يقول إسناده حسن !
ويتعنت تعنتاً شديداً ويعامل الموقوف والمقطوع والموعظة معاملة حديث مرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم في الأحكام , وهذا غلط عظيم يقع فيه معظم هؤلاء المحققين هداهم الله
وكعادتنا ننصح بترك الحاشية نهائياً إلا في الأحاديث المرفوعة ينظر من يخرجها من كتب الحديث
وللكتاب طبعات أخرى لم أطلع عليها من أشهرها طبعة الفريؤائي في مجلدين

روابط إلكترونية للكتاب :
[ رابط مصور ] : 
https://ia601408.us.archive.org/28/items/alzohd/zohd.pdf
[ رابط الشاملة  ] :
http://shamela.ws/books/130/13027.rar


جميع الحقوق محفوظة لمدونة عبد الله بن سليمان التميمي ©2013-2014 | |