مائة فائدة من كتاب غريب الحديث لأبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي صاحب الإمام أحمد



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فهذا جزء لطيف استخرجت فيه
[ مائة فائدة من كتاب غريب الحديث لأبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي صاحب الإمام أحمد ]

أما بعد :
فقد وفقني الله عزوجل واقتنيت كتاب غريب الحديث للحربي .
وكنت كلما مررت بفائدة , أشرت إليها ودونتها .
ثم لما أنهيت قراءة الكتاب أحببت أن أفيد إخواني بما تحصلت عليه من فوائد , أسأل الله عز وجل أن ينفع بها المسلمين :

1- قال الحربي [ 1 / 11 ]  : حدثنا عبيد الله بن عمر وزهير قالا : حدثنا ابن علية عن أيوب عن أبي قلابة عن المهلب عن عمران : [ ذكر ناقة النبي صلى الله عليه وسلم فقال : كانت ناقة منوّقة ]
وقال عبيد الله بن عمر : كانت ناقة متوّقة
قال إبراهيم : قلت له : يا أبا سعيد : ما متوّقة ؟
قال مثل قولك فرس تئق : أي جواد .
قال : وكان تفسيره أعجب إليّ من تصحيفه !
قال إبراهيم : وما سمعت ناقة تئق أي جواد إنما هي المنوّقة بالنون . انتهى
ثم ذكر معنى منوّقة وهي المروضة المذلّله



2- ذكر الحربي [ 1 / 33 ] :  اختلاف الناس في بعض الجراحات وديتها ثم قال :
فَدَلَّ اخْتِلَافُهُمْ , إِذْ لَمْ يَقِفُوا فِي دِيَتِهَا عَلَى شَيْءٍ وَاحِدٍ , أَنَّ ذَلِكَ كَانَ مِنْهُمْ عَلَى جِهَةِ الْحُكُومَةِ , أَلْزَمُوا الْفَاعِلَ عَلَى قَدْرِ مَا فَعَلَ مِنْ عَظِيمِ ذَلِكَ وَصَغِيرِهِ , وَكَذَلِكَ فِي الْعَمْدِ حُكُومَةٌ - أَيْضًا - إِذَا لَمْ يُمْكِنْ أَنْ يُفْعَلَ بِالْفَاعِلِ مِثْلُ مَا فَعَلَ .انتهى

3- قال الحربي [ 1 / 45 ] : قوله [ عق عن الحسن كبشاً ] أصل العقيقة الشعر الذي يولد مع الصبي أو الوبر الذي يكون على البهيمة حين تولد , فيقال عق عنه يوم أسبوعه : أي حلقت عقيقته وذبح عنه , فكان الذبح مع الحلق , فنقل من الشعر إلى الذبح فقيل للشاة : عقيقة .انتهى

4- قال الحربي [ 1 / 60 ] : قَوْلُهُ: [ نَهَى عَنِ الْإِقْعَاءِ ] فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَهُوَ أَنْ يَكُونَ فِي جُلُوسِهِ كَأَنَّهُ مُتَسَانِدٌ إِلَى ظَهْرِهِ , وَالْكَلْبُ وَالذِّئْبُ يُقْعِيَانِ , وَهُوَ وَضْعُ الْأَلْيَةِ عَلَى الْأَرْضِ , وَنَصْبُ السَّاقَيْنِ , وَوَضْعُ الرَّاحَتَيْنِ عَلَى الْأَرْضِ , وَهَذَا لَا رُخْصَةَ فِيهِ .
وَأَمَّا الْإِقْعَاءُ فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ , وَابْنِ عَبَّاسٍ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ فَفِيهِ رُخْصَةٌ أَنْ يَنْصِبَ قَدَمَيْهِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ , وَيَجْلِسَ عَلَيْهِمَا . انتهى

5- قال الحربي [ 1 / 71 ] : وَمِثْلُهُ: [ وكَيْفَ تُعْرَضُ عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ]  . كَذَا يَقُولُهُ الْمُحَدِّثُونَ , وَلَا أَعْرِفُ وَجْهَهُ , وَالصَّوَابُ : وَقَدْ أَرْمَمْتَ , أَوْ رَمَمْتَ : أَيْ: صِرْتَ رَمِيمًا , كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : {مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ}.انتهى
أقول : تعقب بعضهم الحربي في هذا وذكر له أصلاً في كلام العرب , وكل الروايات التي وقفت عليها جاء فيها : أرمت .

6- قال الحربي [ 1 / 85 ] : قَوْلُهُ: [ أَمِرِ الدَّمَ بِمَا شِئْتَ ] الْمُحَدِّثُونَ يَقُولُونَ فِي أَمْرِ الدَّمِ ضُرُوبًا , الصَّوَابُ مِنْهُ : امْرِ الدَّمَ , بِجَزْمِ الْمِيمِ , وَخَفْضِ الرَّاءِ .انتهى
7- من أسماء الزوجة في لغة العرب , ذكره في [ 1 / 104 ] : وَيُقَالُ: امْرَأَةُ الرَّجُلِ , وَعِرْسُهُ , وَزَوْجُهُ , وَزَوْجَتُهُ , وَحَلِيلَتُهُ , وَحَنَّتُهُ , وَطَلَّتُهُ , وَجَارَتُهُ , وَلُعْبَتُهُ , وَظَعِينَتُهُ , وَأُمُّ مَنْزِلِهِ , وَقَرِينَتُهُ , وَصَاحِبَتُهُ , وَطَرُوقَتُهُ , وَمِزَخَّتُهُ , وَبَيْتُهُ .انتهى

8- قال الحربي [ 1 / 115 ] : أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ:
 الْجَلَّالَةُ: الْإِبِلُ الَّتِي تَأْكُلُ الْعَذِرَةَ . وَالْبَعْرُ يُسَمِّي الْجِلَّةَ , يُقَالُ: جَلَّ يَجُلُّ إِذَا الْتَقَطَهُ.
* حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ , عَنْ جُرَيْجٍ :
 قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَلَيْسَ يُكْرَهُ أَكْلُ الْجَلَّالَةِ لِأَكْلِ الْخُرْءِ ؟ قَالَ : كَذَاكَ.
 قُلْتُ: كَيْفَ بِجَلَّالَةِ الْغَنَمِ ؟
قَالَ: كَجَلَّالَةِ الْإِبِلِ.
 قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَإِنَّمَا نُهِيَ عَنْ أَلْبَانِهَا , لِأَنَّ آكِلَهُ يَجِدُ فِيهِ طَعْمَ مَا أَكَلَتْ.
 وَكَذَلِكَ فِي لُحُومِهَا , وَنُهِيَ عَنْ رُكُوبِهَا , لِأَنَّهَا تَعْرَقُ , فَتُوجَدُ رَائِحَتُهُ فِي عَرَقِهَا , وَرَاكِبُهَا لَا يَخْلُو أَنْ يُصِيبَهُ ذَلِكَ , أَوْ يَجِدَ رَائِحَتَهُ , فَإِنْ تَحَفَّظَ مِنْ ذَلِكَ جَازَ رُكُوبُهَا , وَلَمْ يَجُزْ شُرْبُ أَلْبَانِهَا. وَلَا أَكْلُ لُحُومِهَا إِلَّا أَنْ يَصْنَعَ بِهَا مَا يُزِيلُهَا .انتهى

9- من أسماء السيف عند العرب , ذكره في [ 1 / 134 ] : قَوْلُهُ: [ وَاللُّجُّ عَلَى قَفَايَ ] : هُوَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ السَّيْفِ , يُسَمَّى الْمِخْذَمَ , وَالْعَاصِبَ , وَالْمُصَمِّمَ , وَالْمُنْصُلَ , وَالْهُذَامُ: الْقَاطِعُ .
 وَالْمَهْوُ: الرَّقِيقُ , وَالْمِخْضَلُ: الْقَطَّاعُ , وَالْمُطَبِّقُ: الَّذِي يُصِيبُ الْمَفَاصِلَ .انتهى

10- قال الحربي [ 1 /148 ] : قَوْلُهُ: [ شِعَارُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الصِّرَاطِ] يَعْنِي: قَوْلَهُمُ الَّذِي هُوَ عَلَامَةٌ بَيْنَهُمْ , يعرف أَنَّ قَائِلَهُ مُؤْمِنٌ .
 وَمِثْلُهُ: [ إِنْ بَيَّتُوكُمْ , فَإِنَّ شِعَارَكُمْ حم لَا يُنْصَرُونَ ] هَذِهِ عَلَامَةٌ بَيْنَ أَهْلِ السَّفَرِ إِذَا نَادَوْا بِهَا , اجْتَمَعُوا فَنَزَلُوا , أَوْ رَحَلُوا .
وَجَعَلَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ شِعَارَ الْمُهَاجِرِينَ : [ يَا بَنِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ] , وَشِعَارَ الْخَزْرَجِ : [ يَا بَنِي عَبْدِ اللَّهِ] , وَشِعَارَ الْأَوْسِ : [ يَا بَنِي عُبَيْدِ اللَّهِ ] . انتهى

11- قال الحربي [ 1 / 155 ] : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ , حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ , عَنْ هِشَامٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : [ كَانَتِ الْمَدِينَةُ وَبِيئَةً , وَكَانُوا يَقُولُونَ إِذَا قَدِمَ الرَّجُلُ أَرْضًا وَبِيئَةً , وَضَعَ يَدَهُ خَلْفَ أُذُنِهِ وَنَهَقَ مِثْلَ الْحِمَارِ عَشَّرَ لَمْ يُصِبْهُ وَبَؤُهَا ] انتهى
أقول : هذا من اعتقادات الجاهلية وسبحان الله إلى اليوم بعض الجهال يعتقدون أموراً تشابه هذا الأثر !


12- قال الحربي [ 1 / 155 ] : قَوْلُهُ – يعني في صيام اليهود عاشوراء : [ فَوَجَدَهُمْ يَصُومُونَ يَوْمًا ] وَهُوَ الْيَوْمُ الْعَاشِرُ مِنَ الْمُحَرَّمِ .
ذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى أَنَّهُ التَّاسِعُ .
 وذَلِكَ أَنَّ الْعَرَبَ تَنْقُصُ وَاحِدًا مِنَ الْعَدَدِ فَيَقُولُونَ: وَرَدَتِ الْإِبِلُ عَشْرًا إِذَا وَرَدَتْ يَوْمَ التَّاسِعِ .
 وَوَرَدَتْ تِسْعًا , إِذَا وَرَدَتْ يَوْمَ الثَّامِنَ , وَفُلَانٌ يُحَمُّ رِبْعًا إِذَا حُمَّ يَوْمَ الثَّالِثِ .انتهى

13- قال الحربي [ 1 / 157 ] : والعشير : الصديق , والزوج , وابن العم , وجمعها عشراء . انتهى

14- قال الحربي [ 1 / 176 ] : والشرعبي : الطويل الحسن الجسم والخلق . انتهى
قلت : أوردته لاستخدام بعض الناس له اليوم وكنت أظنها مما أدخل في كلامنا .

15- قال الحربي [ 1 / 224 ] : قَوْلُهُ: [ كَأَنَّهُمَا غَايَتَانِ يُظِلَّانِ مَنْ كَانَ يَقْرؤُهُمَا ] نَسَبَ الْفِعْلَ إِلَيْهِمَا , وَإِنَّمَا الْمَعْنَى لِثَوَابٍ يَفْعَلُهُ اللَّهُ بِمَنْ يَقْرَأُ بِهِمَا
لِقَوْلِهِ: [ ظِلُّ الْمُؤْمِنِ صَدَقَتُهُ ] يَقُولُ: ثَوَابُ صَدَقَتِهِ .انتهى
16- قال الحربي [ 1 / 240-241 ] : وَقَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -: {يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا} فَكَانَ مُجَاهِدٌ يُفَسِّرُ حَرَجًا: شَاكًّا .
 وَقَالَ الضَّحَّاكُ: هُوَ الَّذِي لَا يِهْتَدِي لِلْإِسْلَامِ .
 وَقَالَ قَتَادَةُ: مُلْتَبِسًا .
 وَكُلُّ مَعْنَاهُ قَرِيبٌ .
* أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكِسَائِيِّ: حَرَجًا وَحَرِجًا كُلُّهُ مِنَ الضِّيقِ .انتهى
قلت : أوردته من أجل المنهجية بالأخذ بكل الوارد إذا لم يكن هناك تعارض حقيقي بين الأقوال .
17- من أسماء بيوت الحيوانات , ذكره الحربي في [ 1 / 248 ] : وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ يعني : معمر بن المثنى - :
 جُحْرٌ , وَأَجْحَارٌ , وَجِحَرَةٌ .
 وَعَرِّيسَةُ الْأَسَدِ , وَخِيسَةُ الْأَسَدِ , وَخِدْرُهُ .
وَزَابُوقَةُ النَّمِرِ , وَمَكَا الضَّبِّ , وَوِجَارُ الثَّعْلَبِ , وَنَافِقَاءُ الْيَرْبُوعِ , وَهَرْتُ الْقُنْفُذِ , وَجُحْرُ الذِّئْبِ .
 وَبَهْوُ الثَّوْرِ , وَمَكْنِسُ الظَّبْيِ , وَمَكَا الْبَقَرِ , وَتَنَاوِيطُ الطَّيْرِ , وَوَكْنُ الطَّيْرِ , وَالْجَمِيعُ وُكُنَاتٌ .
 وَوَكْرُ الْعُقَابِ , وَأُفْحُوصُ الْقَطَاةِ , وَأُدْحِيُّ النَّعَامِ , وَقَرْيَةُ النَّمْلِ , وَمُدْهُنُ الْقُبَّرِ , وَعِيدَالُ الْحَيَّةِ .
 وَأَوَّلُ جُحْرِ الْيَرْبُوعِ الرَّاهِطَاءُ , ثُمَّ الدَّامَّاءُ , ثُمَّ النَّافِقَاءُ , أُخِذَ مِنَ النِّفَاقِ .انتهى

18- قال الحربي [ 1 / 277 ] : وقال الخليل : الذراع : من طرف المرفق إلى طرف الأصبع الوسطى .انتهى
19- قال الحربي [ 1 / 280 ] : وَالذِّرَاعُ مَنْزِلٌ مِنْ مَنَازِلِ الْقَمَرِ , وَهُوَ أَوَّلُ الْأَسَدِ , وَهُمَا كَوْكَبَانِ ضَخْمَانِ بَيْنَ الْهَنْعَةِ وَالْبَثْرَةِ , يَطْلُعُ فِي سَبْعٍ مِنْ تَمُوزَ , وَيَسْقُطُ فِي سِتٍّ مِنْ كَانُونَ الْآخِرِ .انتهى
أقول : أوردته من أجل استخدامه للأشهر الفارسية التي لا زالت تستخدم حتى يومنا هذا كذلك حرب الكرماني في آخر مسائله ( الطهارة والصلاة ) كان يستخدمها أيضاً .

( كذا قلتُ والصواب أن هذه الأشهر تعرف بالرومية وأصلها سيرياني .
 نبهني على ذلك أحد إخواننا جزاه الله خيراً , وهذا التنبيه لم أستطع كتابته في الملفات المرفوعة فلينتبه

20- قال الحربي [ 1 / 291 ] : قَوْلُهُ: [ الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ ] يُقَالُ: هِيَ شَرِيعَةُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ , وَيُقَالُ: الْحَنِيفُ: الْمُسْلِمُ , وَالْجَمْعُ الْحُنَفَاءُ؛ لِأَنَّهُ تَحَنَّفَ عَنِ الْأَدْيَانِ , وَمَالَ إِلَى الْحَقِّ .
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا} .
 وَقَالَ: {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفَاءَ لِلَّهِ}. انتهى

21- قال الحربي [ 1 / 297 ] : وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ : صَلْمَعْتُهُ : قَلَعْتُهُ , وَصَلْمَعَ رَأْسَهُ , وَجَلْمَحَهُ , وَزَلَقَهُ : كُلَّهُ حَلَقَهُ. انتهى

22- من أسماء الطعام الذي يدعى إليه الناس , ذكره [ 1 / 324 ] : قَالَ أَبُو زَيْدٍ:
الْوَلِيمَةُ: الطَّعَامُ عِنْدَ الْعُرْسِ , وَالْإِعْذَارُ عِنْدَ الْخِتَانِ , وَالْوَكِيرَةُ عِنْدَ بِنَاءِ الدَّارِ , وَالْخُرْسُ عِنْدَ النِّفَاسِ .
 وَالنَّقِيعَةُ عِنْدَ الْقُدُومِ .
وَالْمَأْدُبَةُ: الطَّعَامُ يُتَبَرَّعُ بِهِ .
وَالسُّلْفَةُ: وَاللُّهْنَةُ: الطَّعَامُ يُتَعَلَّلُ بِهِ قَبْلَ الْغَدَاءِ
وَزَادَ الْأُمَوِيُّ: وَاللُّهْجَةُ .انتهى
قلت : والآن أصبحت المأدبة تستخدم عندنا عند أفخم الدعوات وأكبرها .

23- قال الحربي [ 1 / 325 ] : وَهَذَا عَيْبٌ أَنْ تُعَادَ الْقَافِيَةُ مَرَّتَيْنِ فِي قَصِيدَةٍ وَاحِدَةٍ إِلَّا أَنَّ بَعْضَهُمْ كَانَ يُرَخِّصُ فِيهِ إِذَا تَبَاعَدَ مَا بَيْنَهُمَا خَمْسَةَ عَشَرَ بَيْتًا .انتهى

24- قال الحربي [ 1 / 338 ] : قَوْلُهُ: [ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا ] أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ يُقَالَ: مَلِلْتُ أَمَلُّ: ضَجِرْتُ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: مَلَّ يَمَلُّ مَلَالَةً , وَأَمْلَلْتُهُ إِمْلَالًا .
 فَكَأَنَّ الْمَعْنَى: لَا يَمَلُّ مِنْ ثَوَابِ أَعْمَالِكُمْ حَتَّى تَمَلُّوا مِنَ الْعَمَلِ .انتهى

25- قال الحربي [ 2 / 348 ] : وَقَوْلُهُمْ: [ الفَارُوقُ ] عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابُ ؛ لِأَنَّهُ فُرِقَ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ , وَقَالَ عُوَيْفُ الْقَوَافِي :
يَا عُمَرَ الْخَيْرِ الْمُلَقَّى وَفْقَهُ ... سُمِّيتَ بِالْفَارُوقِ فَافْرُقْ فَرْقَهُ .انتهى

26- قال الحربي [ 2 / 362 ] : وَقَوْلُهُ: [ حَتَّى إِذَا مُصْتُمُوهُ ] يَعْنِي غَسَلْتُمُوهُ , مُصْتُ الثَّوْبَ أَمُوصُهُ مَوْصًا .انتهى
قلت : ولا زالت بعض قبائل العراق تستخدم هذا المصطلح إلى يومنا هذا .

27- من أسماء العظام  , ذكره في  [ 2 / 370 ] : قَصَبًا : كُلَّ عَظْمٍ مُمِخٍّ , وَخَدَلَّجٌ : حَسَنٌ مُمْتَلِئٌ , وَقَفِرٌ: لَا لَحْمَ عَلَيْهِ , وَالْغُسُّ: الدَّقِيقُ الصَّغِيرُ , وَالْمُهَيَّجُ: الْمُوَرَّمُ .انتهى

28- قال الحربي [ 2 / 388 ] : حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , حَدَّثَنَا سَيَّارٌ , عَنْ جَعْفَرٍ :
[  كُنَّا نَخْرُجُ مَعَ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ زَمَنَ الْحَطْمَةِ , فَيَعِظُ فِي الطَّرِيقِ ].
أقول : هذا أثر صحيح , وأسند عن الأصمعي في الحطمة : السنة الشديدة والجدب , ويبدو أن ابن دينار كان يعظ الناس في سنة الجدب يذكرهم بالله لكي لا يقنطوا ولا ييأسوا من روح الله .
29- قال الحربي [ 2 / 395 ] : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ , حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ , عَنِ ابْنِ عَوْنٍ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ [ أَنَّهُ كَانَ بِالسُّوقِ فَنُعِيَ إِلَيْهِ حُجْرٌ , فَأَطْلَقَ حَبْوَتَهُ , وَقَامَ , وَغَلَبَهُ النَّحِيبُ ] . انتهى
أقول : هذا الأثر صحيح .

30- قال الحربي [ 2 / 401 ] : حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ , أَنَّ أَبَا عُشَّانَةَ , حَدَّثَهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ , قَالَ: [  أَتِمُّوا صَلَاتَكُمْ , وَلَا تُصَلُّوا صَلَاةَ أُمِّ حُبَيْنٍ ] .انتهى
وقال بعده : وَقَوْلُهُ : [ وَلَا تُصَلُّوا صَلَاةَ أُمِّ حُبَيْنٍ ] دُوَيْبَةٌ كَالْحِرْبَاءِ .
 وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ : الْحِرْبَاءُ : ذَكَرُهَا , وَأُمُّ الْحُبَيْنِ : الْأُنْثَى تُطَأْطِئُ رَأْسَهَا كَثِيرًا وَتُسْرِعُ رَفْعَهُ .انتهى
قلت : الأثر صحيح , وما أكثر من يصلي صلاة أم حبين اليوم نسأل الله أن يتداركنا بواسع رحمته .

31- قال الحربي [ 2 / 430 ] : قَوْلُهُ: [ لَا تُدِيمُوا النَّظَرَ إِلَى الْمُجَذَّمِينَ ] وَكَانَ فِي ثَقِيفٍ رَجُلٌ مَجْذُومٌ , وَالْجُذَامُ : دَاءٌ يَعْتَرِضُ فِي الرَّأْسِ يَتَشَوَّهُ مِنْهُ الْوَجْهُ , فَإِدَامَةُ النَّظَرِ إِلَيْهِمْ ....( سقط ) .....
مَا لِيَسْتَكِينُوا لِذَلِكَ , وَيَرَوْا فَضْلَ غَيْرِهِمْ عَلَيْهِمْ , فَيَقِلَّ شُكْرُهُمْ .
 فَيَقُولُ : يَكْفِيَكُمْ قَلِيلُ النَّظَرِ عَنِ الْإِدَامَةِ .
 وَالْحَمْدُ عَلَى الْعَافِيَةِ .انتهى

32- قال الحربي [ 2 / 431 ] : قَوْلُهُ: [ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ ] يَقُولُ: تَرَكَ الْعَمَلَ بِهِ .
 كَمَا قَالَ: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ }  أَيْ تَرَكُوا الْعَمَلَ بِطَاعَتِهِ فَنَسِيَهُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ: تَرَكَهُمْ . انتهى

33- من أسماء النخل , ذكره في [ 2 / 432 -433 ] : وَالْجُذَامِيُّ : نَخْلَةٌ بِالْيَمَامَةِ لَا أَعْرِفُ كَيْفَ هِيَ , وَلَهُمْ تَمْرٌ يُقَالُ لَهُ: يَبْذَخُ , وَلَهُمُ الْخَضْرَاءُ أَفْضَلُ نَخْلِهِمْ , هِيَ خَضْرَاءُ إِمَامَةَ نَبْتِ ثَاجٍ صَغِيرَةُ التَّمْرِ وَخَضْرَاءُ: عُلَيْبَةٌ فَاخِرَةٌ جَيِّدَةٌ .
وَالْعَتُودُ وَالْعَذْرَاءُ: حَسَنَةُ الطُّولِ تَزِيدُ فِي كُلِّ عَامٍ قَامَةً , شَدِيدَةُ الْجِذْعِ .
 وَالْفَيْحَاءُ: نَخْلَةٌ كَثِيرَةُ الْحِمْلِ , وَنَخَلَاتٌ نَبَاتُهُ حَمْرَاءُ , رَقِيقَةُ الْقِشْرِ .انتهى

34- قال الحربي [ 2 / 433 ] : وَجُذَامٌ : قَبِيلَةٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ حَالَفُوا الْيَمَنَ فَهُمُ الَّذِينَ بَكَاهُمُ الْكُمَيْتُ , وَزَعَمُوا أَنَّ شُعَيْبًا مِنْهُمْ .انتهى
قلت : شعيب المقصود  هو النبي عليه الصلاة والسلام  .

34- قال الحربي [ 2 / 443 ] : حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ , حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ , عَنْ مُجَاهِدٍ , قَالَ:[  يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ أَمْثَلَ النَّاسِ التَّاجِرُ النِّحْرِيرُ الَّذِي يَجْمَعُ كُلَّ السِّلَعِ ] .انتهى
قلت : هذا أثر جليل برحلة لم أقف عليه في مصدر آخر وهو صحيح , أبو حفص هو عمر بن حفص بن غياث وأبو عاصم هو النبيل الضحاك بن مخلد .

35-  من أسماء الخيل عند العرب , ذكره في  [ 2 / 446-447 ] : وَقَالَ التَّوَّزِيُّ:
الْحَرُونُ مِنَ الْخَيْلِ : الَّذِي يَقُومُ فَلَا يَبْرَحُ .
 وَالصَّفُونُ: الَّذِي يَتَلَكَّأُ فِي حُضْرِهِ , وَيَقْصُرُ عَنِ الْحِرَانِ.
 وَالْخَنُوسُ : الَّذِي يَمْضِي فِي حُضْرِهِ ثُمَّ يَخْنِسُ كَأَنَّمَا يَرْجِعُ الْقَهْقَرَى .
 وَالرَّوَّاغُ : الَّذِي يَعْدِلُ يَمِينًا وَشِمَالًا , وَهُوَ جَادٌّ فِي حُضْرِهِ .
وَالْحَيُوصُ : يَعْدِلُ يَمِينًا وَشِمَالًا وَهُوَ مُسْتَقِيمٌ عَلَى الطَّرِيقِ .
وَالْمُشْتَقُّ : الَّذِي يَدَعُ طَرِيقَهُ , ثُمَّ يَعْدِلُ , ثُمَّ يَمْضِي عَلَى عُدُولِهِ .
وَالْجَمُوحُ : الشَّدِيدُ الرَّأْسِ الَّذِي يَغْلِبُ فَارِسَهُ ثُمَّ يَتَوَجَّهُ بِهِ حَيْثُ شَاءَ .
 وَالطَّمُوحُ : الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ فِي حُضْرِهِ , وَلَا يَنْظُرُ إِلَى الْأَرْضِ .
الْمُعْتَزِمُ : الَّذِي يَجْمَحُ أَحْيَانًا , وَيَدَعُ أَحْيَانًا .
 وَالشَّمُوسُ: الَّذِي يَمْنَعُ السَّرْجَ .
وَالشَّبُوبُ : الَّذِي يَقُومُ عَلَى رِجْلَيْهِ , وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ .
 وَالْغِرْبُ: الَّذِي لَا يَبْرَحُ لِلْكَفِّ حِينَ يُبْعِدُ بِفَارِسِهِ وَالْفَرَسُ يَخْبِطُ بِيَدَيْهِ وَالضَّرْبُ بِالرِّجْلَيْنِ جَمِيعًا .
 وَالرُّمْحُ بِإِحْدَى رِجْلَيْهِ وَالْكَدْمُ وَالْعَذْمُ وَالْعَضُّ وَاحِدٌ وَالْمَرِحُ تَحْتَ الْفَارِسِ يَبْغِي وَيَخْتَالُ .
وَالْهَبِصُ يَهْبِصُ وَهُوَ مُوثَقٌ , وَمَخْلُوعٌ , فَهَبَصُهُ: عَجْنٌ بِيَدَيْهِ , وَنَقْزٌ , وَوَثْبٌ .
وَالزَّعَلُ: خَبَبٌ وَاسْتِنَانٌ , وَكَثْرَةُ صَهِيلٍ , وَالِاسْتِنَانُ: أَنْ يَحْضُرَ , وَلَيْسَ عَلَيْهِ فَارِسٌ , فَإِذَا رَفَعَ ذَنَبَهُ فِي اسْتِنَانِهِ , أَوْ تَحْتَ فَارِسِهِ فِي حُضْرِهِ فَهُوَ مُكْتَئِرٌ .انتهى

36- قال الحربي [ 2 / 452 ] : قَوْلُهُ: [ بِهِ نُعَرَةٌ ] ذُبَابُ الْحَمِيرِ أَزْرَقُ , فَيَرْفَعُ الْحِمَارُ إِذَا دَخَلَ فِي أَنْفِهِ رَأْسَهُ , فَشُبِّهَ الْمُتَكَبِّرُ بِهِ .
وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: لَأُطَيِّرَنَّ نُعَرَتَكَ , وَهِيَ الْخُيَلَاءُ .انتهى  

37- من أسماء الروائح التي تلزق بالأيدي , ذكره في [ 2 / 464 ] :
 الْقَنَمُ : مَا لَزِقَ بِالْيَدِ مِنْ رَائِحَةِ الزَّيْتِ , وَالْغَمَرُ: مِنْ رَائِحَةِ اللَّحْمِ , وَالْوَضَرُ: مِنَ السَّمْنِ .
 وَالضَّمْرُ: مِنَ السَّمَكِ , وَالزُّهْمُ: رِيحُ لَحْمٍ مُتَغَيِّرٍ .انتهى

38- من أسماء العرق الذي يصيب البدن , ذكره في [ 2 / 473 ] : وَقَالَ الْفَرَّاءُ : حَنَذْتُ الْفَرَسَ أَحْنِذُهُ إِذَا أَحْمَاهُ بِالْجَرْيِ لِيَعْرَقَ , فَإِنْ لَمْ يَعْرَقْ قِيلَ: كَبَا .
وَالْقُرُونُ: سُرْعَةُ الْعَرَقِ , وَالنَّضِيحُ: الْعَرَقُ , وَالرَّشْحُ: مِثْلُهُ , وَالِاسْتِحْمَامُ: الْعَرَقُ , وَالْمَسِيحُ: الْعَرَقُ .انتهى

39- قال الحربي [ 2 / 514 ] : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْطَاةَ , عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ , عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ , قَالَ: [ أَرَضِيتُمْ إِنْ شَبِعْتُمْ عَامًا , ثُمَّ عَامًا لَا تَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا دَسْمًا ]
ثم قال في آخر الباب : وَالدَّسْمُ: الشَّيْءُ الْقَلِيلُ , وَهُوَ قَوْلُهُ: [ لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا دَسْمًا ] يَعْنِي قَلِيلًا .انتهى

40- قال الحربي [ 2 / 570 – 571 ] : قَوْلُهُ: [  نَظَرَ إِلَى السِّمَاكِ فَقَالَ: قَدْ دَنَا طُلُوعُ الْفَجْرِ ] وَلَيْسَتْ كُلَّ السَّنَةِ يَطْلُعُ الْفَجْرُ بَعْدَ طُلُوعِ السِّمَاكِ , إِنَّمَا يَكُونُ هَذَا فِي أَوَّلِ التِّشْرِينَ الْأَوَّلِ .
 لِأَنَّ السِّمَاكَ يَطْلُعُ فِي عِشْرِينَ مِنْهُ مَعَ الْفَجْرِ , فَيَمْكُثُ يَطْلُعُ مَعَ الْفَجْرِ عَشْرَ لَيَالٍ .
 وَخَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَعَ الصَّبَا وَالسِّمَاكِ , ثُمَّ يَتَقَدَّمُ طُلُوعُهُ فَيُرَى فِي كُلِّ دَرَجَةٍ عَشْرًا أَوْ خَمْسَ عَشْرَةَ , حَتَّى يُرَى مَعَ الْمَغْرِبِ .
وَهُمَا سِمَاكَانِ: السِّمَاكُ الرَّامِحُ  وَهُوَ الَّذِي يَتَوَسَّطُ الْفَلَكَ , وَالسِّمَاكُ الْأَعْزَلُ أَسْفَلُ مِنْهُ مِمَّا يَلِي الْقِبْلَةَ وَهُوَ كَوْكَبٌ أَزْهَرُ , وَلِسُقُوطِهِ بِالْغَدَاةِ نَوْءُ لَيْلِهِ , أَيْ: مَا كَانَ فِيهِ مِنْ مَطَرٍ , نُسِبَ إِلَيْهِ وَلَهُ بَارِحُ لَيْلِهِ أَيْ مَا كَانَ مِنْ رِيحٍ فَمَنْسُوبٌ إِلَيْهِ .
وَأَكْثَرُ الْعَرَبِ يُعْجِبُهُمُ الْمَطَرُ بِنَوْءِ السِّمَاكِ وَيَسْتَحِبُّونَهُ وَيَسْتَسْقُونُ بِهِ , وَكَرِهَهُ بَعْضُهُمْ لَا لِمَطَرِهِ , وَلَكِنْ لِمَا يَنْبُتُ عَنْهُ مِنَ الْمَرْعَى؛ لِأَنَّ نَوْءَهُ يَجِيءُ وَقَدْ هَاجَتِ الْأَرْضُ , أَعْنِي يَبِسَ نَبْتُهَا .
 إِلَّا أَنَّ فِيَ عِرْقِهِ بَقِيَّةً مِنَ الثَّرَى , فَيُصِيبُ الْعِرْقَ الْمَطَرُ فَيَنْبُتُ فِيهِ الرُّطْبُ , فَيَتَّصِلُ بِالنَّبْتِ الْقَدِيمِ فَيَأْكُلُهُ الْمَالُ يَعْنِي الْمَاشِيَةَ , فَذَلِكَ سُمٌّ , وَيُصِيبُ الْمَاشِيَةَ السُّهَامُ؛ لِأَنَّ سُقُوطَهُ فِي سَبْعٍ مِنْ نَيْسَانَ .انتهى

41- قال الحربي [ 1 / 575 ] : أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ:
 الْعَشَى : أَنْ لَا  يُبْصِرَ إِذَا أَظْلَمَ , عَشِيَ يَعْشَى عَشًى رَجُلٌ أَعْشَى وَامْرَأَةٌ عَشْوَاءُ .
وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا نَظَرَ بِغَيْرِ ثَبَتٍ: عَشَا يَعْشُو عَشْوًا .انتهى

42- قال الحربي [ 2 / 580 ]  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ابْنُ [ حَنْبَلٍ ] حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ , حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ , عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عُمَرَو بْنِ ثَابِتٍ , عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ , سَمِعَ أَبَا الدَّرْدَاءِ , يَقُولُ: [ أَيُّمَا رَجُلٌ أشاعَ عَلَى رَجُلٍ لِيَشِينَهُ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُذِيبَهُ بِالنَّارِ ]
قلت : قال المحقق في الحاشية عن قوله أحمد بن حنبل : في الأصل جميل ! , يعني أنه أصلحها !
وهو أحمد بن جميل المروزي من أصحاب ابن المبارك والإمام أحمد لم يلقَ ابن المبارك ولم يسمع منه
وسليمان بن عمرو بن ثابت لم أعرفه .

43- من أسماء الرجل الطويل عند العرب , ذكره في  [ 2 / 582 ] :
 وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: شَعْشَعٌ، وَشَعْشَعَانٌ : الطَّوِيلُ .
 وَكَذَلِكَ: شَوْقَبٌ ، وَصَلْهَبٌ ، وَشَوْذَبٌ ، وَشَرْجَبٌ ، وَسَلْهَبٌ ، وَجَسْرَبٌ ، وَسَلِبٌ ، وَعَشَنَّطٌ ، وَعَشَنَّقٌ ، وَعَنَطْنَطٌ ، وَنَعْنَعٌ ، وَشَرْمَحٌ ، وَصَقْعَبٌ ، وَشَيْظَمٌ ، وَأَتْلَعُ ، وَشَنَاحٌ ، وَأَشَقُّ ، وَأَمَقُّ ، وَمُتَمَاحِلٌ ، وَيَمْخُورٌ ، وَهَجْرَعٌ، وَحُرْجُلٌ ، وَأَسْقَفُ ، وَقَاقٌ ، وَقُوقٌ ، وَجُعْشُوشٌ.
 وَزَادَ أَبُو عَمْرٍو: سَهْوَقٌ , وَسَرْطَمٌ , وَعَبْعَابٌ , وَالْأَعْيَطُ , وَشَيْحَانُ , وَسَرَعْرَعٌ , وَالْقِسْيَبُّ مِثْلُهُ , وَالْمُمَّهِكُ , وَالْمُمَّغِطُ , وَالشِّمِقُ , وَالْخَدِبُ , وَالْخَشِبُ , وَالشَّرْعَبُ , وَالْخَلْجَمُ , وَالسُّرْحُوبُ , وَالشَّرْوَاطُ , وَالسَّلْجَمُ , وَالسَّوْحَقُ , وَالسَّهْوَقُ , وَالْأَسْقَفُ , وَالشُّغْمُومُ , وَالْعَمَرَّدُ .انتهى
قلت : وفي هذا الدلالة القوية على سعة لغة العرب عن غيرها بشكل واضح .

44- من أسماء الرجال عند العرب , ذكره في [ 2 / 600 ] : وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ:
 النَّهِيكُ: الشُّجَاعُ نَهُكَ نَهَاكَةً
وَالْغَشَمْشَمُ: الَّذِي يَرْكَبُ رَأْسَهُ , وَالصِّهْمِيمُ مِثْلُهُ
وَالْمَرِيرُ: الشَّدِيدُ الْقَلْبِ وَالْحَمِيزُ مِثْلُهُ .
وَالرَّابِطُ الْجَأْشَ: يُرْبِطُ نَفْسَهُ عَنِ الْفِرَارِ وَالشَّهْمُ: الذَّكِيُّ وَمِثْلُهُ النِّزْقُ وَالْأَصْمَعُ .
 وَالْمَشْهُومُ: الْحَدِيدُ الْفُؤَادِ.
قَالَ الْفَرَّاءُ: الذِّمْرُ: الشُّجَاعُ وَرَجُلٌ ثَبْتُ الْقَدَمِ إِذَا ثَبَتَ فِي قِتَالٍ أَوْ كَلَامٍ.
 وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: الصَّمِعُ: الشُّجَاعُ.
قَالَ أَبُو عَمْرٍو: مِخَشٌّ وَمِخْشَفٌ: الْجَرِيءُ .انتهى

45- قال الحربي [ 2 / 612 ] : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الرَّبِيعِ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: [ إِنَّمَا الْغَيبة لِمَنْ لَمْ يُعْلِنْ بِالْمَعَاصِي ].
 قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَالْغِيبَةُ أَنْ تَذْكُرَ الرَّجُلَ بِمَكْرُوهٍ فِيهِ يَسْتُرُهُ وَيَكْرَهُ إِظْهَارَهُ , وَتُرِيدُ غَيْبَتَهُ .انتهى
أقول : إسناده إلى زيد صحيح .


46- قال الحربي [ 2 / 617 ] : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ , حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , قَالَ: [ مَا أَصَابَ الصَّائِمُ شَوًى , مَا اجْتَنَبَ الْغِيبَةَ وَالْكَذِبَ ]
قال في آخر الباب : أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: أَشْوَى: أَصَابَ غَيْرَ الْمَقْتَلِ , وَمِثْلُهُ : [ كُلُّ مَا أَصَابَ الصَّائِمَ شَوًى ] أَيْ خَطَأً لَمْ يُصِبْ مَقْتَلَهُ . انتهى
أقول : أثر مجاهد إسناده صحيح غاية .

47- من أسماء الضرب عند العرب , ذكره في [ 2 / 628 – 629 ] :
اللَّطْحُ: ضَرْبٌ بِالْيَدِ لَيْسَ بِالشَّدِيدِ .
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: لَطَحْتُ بِهِ الْأَرْضَ .
قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: حَضَجْتُ  .
وَقَالَ غَيْرُهُ: حَلَأْتُ بِهِ , وَمَحَّصْتُ , وَوَجَنْتُ , وَعَدَّنْتُ , وَمَرَّنْتُ : كُلُّهُ ضَرَبْتُ .انتهى
48- قال الحربي [ 2 / 631 ] : قَوْلُهُ: {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ} هُوَ الْمَوْزُ , وَهُوَ لَا شَوْكَ لَهُ .
وَالطَّلْحُ يعني الشجر المعروف -  غَيْرُ مَنْضُودٍ , وَإِنَّمَا ذَلِكَ فِي الْمَوْزِ , نُضِدَ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ .انتهى

49- قال الحربي [ 2 / 641 ] : وَكَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْضِيَ حَاجَتَهُ أَتَى الْغَائِطَ وَهُوَ الْمُطْمَئِنُّ مِنَ الْأَرْضِ فَيُقَالُ: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ ؟ فَيَقُولُ : مِنَ الْغَائِطِ فَكَثُرَ ذَلِكَ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ حَتَّى سَمَّوْا مَا أَثْفَلَ الرَّجُلُ غَائِطًا .انتهى

50- في [ 2 / 643 ]  ذكر الحديث الذي خرجه مسلم في صحيحه فقال [  6 -1648] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ لَا تَحْلِفُوا بِالطَّوَاغِي، وَلَا بِآبَائِكُمْ ]
ثم قال الحربي بعده : كَذَا قَالَ هِشَامٌ , وَأَسْنَدَ الْحَدِيثَ .
وَأَرْسَلَهُ أَصْحَابُ الْحَسَنِ ابْنُ عَوْنٍ , وَحُمَيْدٌ , وَأَشْعَثُ , وَيُونُسُ , وَأَبُو الْأَشْهَبِ , وَمُبَارَكٌ , وَعَوْفٌ , وَعَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ , وَقَالُوا: وَلَا بِالطَّوَاغِيتِ.انتهى
أقول : وهذا إعلال نفيس لم أقف عليه في مصدر آخر
ورواية ابن عون خرجها ابن أبي شيبة [ 12418  - ط عوامة ] والباقي لم أقف على شيء منها.

51- قال الحربي [ 2 / 644 ] : بِالطَّوَاغِيتِ لِأَنَّ وَاحِدَهَا طَاغُوتٌ , وَهُوَ الشَّيْطَانُ .
 لِأَنَّ الشَّيْطَانَ فِي قَوْلِ أَبِي عُبَيْدَةَ: كُلُّ فَائِقٍ فِي الشَّرِّ مُتَمَرِّدٌ فِيهِ مِنْ إِنْسَانٍ أَوْ دَابَّةٍ .
 فَكَأَنَّهُ نَهَاهُمْ أَنْ يَحْلِفُوا بِعُظَمَائِهِمْ , وَمَنْ جَازَ الْقَدْرَ فِي الشَّرِّ وَتَمَرَّدَ , كَكَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ وَحُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ وَهُوَ أَيْضًا - لِمَنْ قَالَ: هِيَ الْأَوْثَانُ فَنَهَى عَنِ الْحَلِفِ بِهَا كَاللَّاتِ وَالْعُزَّى.
 وَإِنْ كَانَ مَا رَوَى هِشَامٌ مَحْفُوظًا فِي قَوْلِهِ [ الطَّوَاغِي ] فَإِنَّهُ جَمْعُ طَاغِيَةٍ , وَلَيْسَ مِنَ الطَّوَاغِيتِ.
 فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ نَهَى أَنْ يُحْلَفَ بِمَنْ طَغَى مِنَ الطُّغْيَانِ , وَجَازَ الْقَدْرَ فِي الْكُفْرِ وَالشَّرِّ كَمَا قَالَ: {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ} . انتهى

52- من أسماء المحبة عند العرب , ذكره في [ 2 / 649 – 650 ] :
وَالشَّغَفُ : أَنْ يَبْلُغَ الشَّغَافَ .
وَالتَّيْمُ : الْهَوَى .
 وَالتَّبْلُ : أَنْ يُسْقِمَهُ الْهَوَى .
وَالتَّدْلِيهُ : ذَهَابُ الْعَقْلِ .
وَالْهُيُومُ : أَنْ يَذْهَبَ عَلَى وَجْهِهِ .انتهى

53- من أسماء ألوان العيون  عند العرب , ذكره في [ 2 / 653 – 654 ] : أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ:
الزَّرَقُ: خُضْرَةُ الْحَدَقَةِ .
وَالْمُلْحَةُ: أَشَدُّ الزَّرَقِ , وَرَجُلٌ أَمْلَحُ وَامْرَأَةٌ مَلْحَاءُ .
وَالسُّجْرَةُ: حُمْرَةٌ قَلِيلَةٌ كَالْكَدَرِ وَيُقَالُ لِمَاءِ الْمَطَرِ قَبْلَ أَنْ يَصْفُوَ: إِنَّهُ لَأَسْجَرُ وَإِنَّ فِيهِ لَسُجْرَةً .
 وَالشُّكْلَةُ: حُمْرَةٌ تَخْلِطُ الْبَيَاضَ .
وَالشُّهْلَةُ: أَنْ تَشْرَبَ الْحَدَقَةُ حُمْرَةً لَيْسَتْ كَالشُّكْلَةِ , وَلَكِنَّهَا قِلَّةُ سَوَادٍ مِنَ الْحَدَقَةِ حَتَّى يَضْرِبَ سَوَادُهَا إِلَى الْحُمْرَةِ .
 الْعَبْرَهَةُ وَالْمَرَهُ: أَنْ تَكُونَ الْحَمَالِيقُ بَيْضَاءَ لَيْسَتْ بِكُحْلٍ , وَالْأَمْقَهُ مِثْلُ الْمَرَهِ .انتهى

54- قال الحربي [ 2 / 657 ] : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ يَمَانٍ , عَنْ أَشْعَثَ , عَنْ جَعْفَرٍ , عَنْ سَعِيدٍ: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} قَالَ: [ غَاشِيَةُ النَّارِ] . انتهى
أقول : سعيد هو ابن جبير والخبر ثابت .

55- من أدعية  العرب , ذكره في [ 2 / 660 ] : وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ:
 رَمَاهُ اللَّهُ بِغَاشِيَةٍ: دَاءٌ فِي الْجَوْفِ .
وَاسْتَأْصَلَ اللَّهُ شَأْفَتَهُ: قَرْحٌ يَخْرُجُ فِي الْقَدَمِ , شَئِفَتْ رِجْلُهُ شَأَفًا .
وَأَبَادَ اللَّهُ غَضْرَاءَهُ: أَصْلُهُ الْأَرْضُ الطَّيِّبَةُ فَيَخْرُجُ , يَعْنِي مِنْهَا .
وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: أَلْحَقَ اللَّهُ بِهِ الْحَوْبَةَ يَعْنِي: الْمَسْكَنَةَ .
وَقَالَ غَيْرُهُ: سَبَاكَ اللَّهُ وَبَهَلَكَ يَعْنِي لَعَنَكَ .انتهى
56- قال الحربي [ 2 / 688 ] : قَوْلُهُ: [ الرَّعْدُ مَلَكٌ ] : هُوَ عِنْدَ الصَّحَابَةِ: عَلِيٍّ , وَابْنِ عَبَّاسٍ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , وَأَبِي هُرَيْرَةَ .
 وَكَذَا قَالَ التَّابِعُونَ: مُجَاهِدٌ , وَعِكْرِمَةُ , وَأَبُو صَالِحٍ , وَالضَّحَّاكُ , وَشَهْرٌ , وَعَطِيَّةُ , وَالْحَسَنُ , وَمُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ , وَالسُّدِّيُّ .انتهى

57- قال الحربي [ 2 / 695 ] : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا ابْنُ يَمَانٍ , عَنْ أَشْعَثَ , عَنْ جَعْفَرٍ , عَنْ سَعِيدٍ:
[ كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ دَاعِرٌ , فَطَرَدَهُ أَبُوهُ , فَحَضَرَ الِابْنَ الْمَوْتُ .
 فَقَالَ مَلَكُ الْمَوْتِ لِصَاحِبِهِ: مَا تَرَى ؟ قَالَ: مَا أَرَى إِلَّا دَمْعَةً تَمْسَحُهَا أُمٌّ بِحُرْقَةٍ , فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ ] .انتهى
قلت : إسناده صحيح وسعيد هو ابن جبير .
58- قال الحربي [ 2 / 712 ] : كُلَّ حَرْفٍ فِيهِ سِينٌ بَعْدَهَا غَيْنٌ أَوْ خَاءٌ أَوْ قَافٌ أَوْ طَاءٌ .
فَجَائِزٌ أَنْ يُجْعَلَ السِّينُ صَادًا مِثْلُ سُدْغٍ وَصُدْغٍ , وَرُسْغٍ وَرُصْغٍ .انتهى
وذكره في [ 3 / 1124 ] وزاد في الأمثلة : سطر وصطر , وسخر وصخر , سقر وصقر . انتهى

59- قال الحربي [ 2 / 716 ] : فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ أَنَّهُ قَالَ فِي الْقَمَرِ: [ هَذَا غَاسِقٌ؛ فَتَعَوَّذِي مِنْ شَرِّهِ ] كَأَنَّهُ أَمَرَهَا أَنْ تَتَعَوَّذَ مِنْ شَرِّ اللَّيْلِ وَمَا يَحْدُثُ فِيهِ فَسَمَّى اللَّيْلَ بِبَعْضِ مَا يَكُونُ فِيهِ .
 إِذْ كَانَ الْقَمَرُ لَا يَكُونُ إِلَّا بِاللَّيْلِ .
 وَكَذَلِكَ قَوْلُ أَبِي هُرَيْرَةَ: [ إِنَّ الْغَاسِقَ كَوْكَبٌ ] ؛ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يَكُونُ لَيْلًا , فَسُمِّيَ اللَّيْلُ بِهِ .
وَمِثْلُهُ: {يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا}, فَقَالَ الْمُفَسِّرُونَ هِيَ الْوُجُوهُ .
 فَسُمِّيَ الْوَجْهُ بِبَعْضِ مَا فِيهِ وَهُوَ الذَّقَنُ .انتهى

60- من أسماء الرمح عند العرب , ذكره في [ 2 / 723 ] : وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْخَطُّ: مَوْضِعٌ يُنْسَبُ إِلَيْهِ الرِّمَاحُ الْخَطِّيَّةُ ... وذكر أبياتا ...
وَالرُّدَيْنِيُّ : مَنْسُوبٌ إِلَى امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا رُدَيْنَةُ تُبَاعُ عِنْدَهَا الرِّمَاحُ .
وَالثِّلْبُ: الرُّمْحُ الْمُتَثَلِّمُ .
وَالصَّدْقُ: الْمُسْتَوِي .
وَالْوَادِقُ: الْجَدِيدُ .
وَالْوَشِيجُ: نَبَاتُ الرِّمَاحِ .
وَالْمُرَّانُ وَالسَّمْهَرِيَّةُ وَالْيَزَنِيَّةُ وَالْأَزَنِيَّةُ: مَنْسُوبَةٌ إِلَى ذِي يَزَنَ .
وَالْمَاسِخِيَّةُ: تُنْسَبُ إِلَى مَاسِخٍ .
وَالْوَخْطُ: الطَّعْنُ مِنْ بَعِيدٍ .انتهى

61- قال الحربي [ 2 / 733 ] : حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ , أَنَّ أَبَا الطُّفَيْلِ , أَخْبَرَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ  : [  أَنَّ رَجُلًا مُحْرِمًا وَقَعَ بِامْرَأَتِهِ , وَقَالَ: لَوْ سُعِّرَتِ النَّارُ , فَقِيلَ لِي: إِنَّ كَفَّارَةَ مَا صَنَعْتَ أَنْ تَثِبَ فِيهَا مَا تَلَعْثَمْتُ ] .
 يُقَالُ: تَلَعْثَمَ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ إِذَا نَكَلَ . انتهى
أقول : هذا إسناد صحيح , وهو نفيس عزيز لم أقف عليه في مصدر آخر .
محمد بن بكر هو البرساني وابن جريج علم معروف , وعبد الله هو ابن عبد الرحمن بن أبي حسين روايته عن أبي الطفيل خرجها مسلم في صحيحه , وقد فات أخي أبا جعفر أن يورده في الصحيح المسند من آثار ابن عباس .


62- قال الحربي [ 2 / 744 ] : وَالْوَغْمُ: الْحِقْدُ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: إِذَا وُضِعَ الْبُسْرُ فِي الشَّمْسِ وَنَضِجَ بِالْخَلِّ فِي حَرِّهِ فَذَلِكَ [ الْمُغَمَقُ ]  وَأَهْلُ نَجْدٍ يُسَمُّونَهُ [ الْمُخَلَّلُ ] .انتهى
قلت : تسمية [ المخلل ] هي الشائعة بين العرب اليوم والأخرى لعلها اندثرت .

63- قال الحربي  في [ 2 / 748 ] : وَعَقَفَ الشَّيْءَ عَقْفًا , وَانْعَقَفَ انْعِقَافًا .
وَعُقْفَانُ: حَيٌّ مِنَ الْعَرَبِ .
وَالْعِقَافُ: دَاءٌ يَأْخُذُ الشَّاةَ فِي قَوَائِمِهَا.
 وَعَقَفَ الرَّجُلُ: رَكِبَ رَأْسَهُ .
 وَالْعَاقِفُ: مَطَرٌ شَدِيدٌ .انتهى


64- قال الحربي [ 2 / 750 ] : وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} فَأَجْمَعَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ وَالتَّابِعُونَ أَنَّهُ الْجَبَلُ .انتهى

65- قال الحربي [ 2 / 760 ] : وَيَكُونُ وَرَاءَ قُدَّامًا , قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا}
* حَدَّثَنَا ابْنُ زَنْجُوَيْهِ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ قَتَادَةَ: {وَرَاءَهُمْ} أَمَامَهُمْ.
* حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ , عَنِ ابْنِ مِحْصَنٍ , عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ: {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ} أَمَامَهُمْ .
* أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكَسَائِيِّ: {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ}: [ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ] .
* أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: {وَرَاءَهُمْ}: [ أَمَامَهُمْ ] ,  {مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ}: [ أَيْ بَيْنَ يَدَيْهِ ] .
قال الحربي بعده : وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَقُولَ لِرَجُلٍ وَرَاءَكَ : هُوَ بَيْنَ يَدَيْكَ : وَلَا لِرَجُلٍ بَيْنَ يَدَيْكَ : هُوَ وَرَاءَكَ
وَإِنَّمَا يَجُوزُ هَذَا : فِي الْمَوَاقِيتِ مِنَ الْأَيَّامِ وَاللَّيَالِي وَالدَّهْرِ أَنْ تَقُولَ: وَرَاءَكَ بَرْدٌ شَدِيدٌ وَبَيْنَ يَدَيْكَ بَرْدٌ شَدِيدٌ لِأَنَّكَ أَنْتَ وَرَاءَهُ فَجَازَ لِأَنَّهُ شَيْءَ يَأْتِي فَكَأَنَّهُ إِذَا لَحِقَكَ صَارَ مِنْ وَرَائِكَ وَكَأَنَّكَ إِذَا بَلَغْتَهُ كَانَ بَيْنَ يَدَيْكَ .انتهى

66- قال الحربي [ 2 / 768 ] : قَوْلُهُ: [ لَا تَرَاءَى نَارَاهُمَا ] : يَقُولُ: لَا يُقِيمُ مُسْلِمٌ بِمَوْضِعٍ يَقْرَبُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ , فَإِذَا أَوْقَدُوا وَأَوْقَدَ الْمُسْلِمُ رَأَتْ نَارُهُ نَارَ الْمُشْرِكِ . انتهى

67- قال الحربي [ 2 / 776 ] : قَوْلُهُ: [ رَايَاتِ الْأَنْصَارِ ] الْوَاحِدَةُ رَايَةٌ: وَهِيَ أَعْلَامٌ لِكُلِّ فَرِيقٍ وَاللِّوَاءُ لِلْأَمِيرِ الْأَعْظَمِ .
وَقَدْ يُسَمَّى اللِّوَاءُ رَايَةً كَمَا قِيلَ: كَانَتْ رَايَةُ عَلِيٍّ يَوْمَ صِفِّينَ حَمْرَاءَ وَرَايَةُ خَالِدٍ سَوْدَاءَ .
وَقَوْلُهُ: [كَرِهَ الرَّايَةَ ] : حَدِيدَةٌ مُسْتَدِيرَةٌ تُجْعَلُ فِي الْعُنُقِ .
وَالْغُلُّ لَا يَكُونُ إِلَّا فِي الْيَمِينِ وَالْعُنُقِ
كَذَا أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: {إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقَهُمْ أَغْلَالًا فَهِيَ} يَعْنِي أَيْمَانَهُمْ.
 فَاكْتَفَى بِذِكْرِ الْعُنُقِ مِنَ الْيَمِينِ .
 وَفِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ (إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَيْمَانِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ) فَاكْتَفَى بِذِكْرِ الْأَيْمَانِ مِنَ الْأَعْنَاقِ وَاكْتَفَى فِي قِرَاءَةِ الْعَامَّةِ بِذِكْرِ الْأَعْنَاقِ مِنَ الْأَيْمَانِ .انتهى

68- قال الحربي [ 2 / 769 ] : قَوْلُهُ: [ غِنَاءُ النَّصْبِ ] , أَظُنُّهُ الَّذِي يُحْكَى فِيهِ مِنَ النَّشِيدِ , وَأُقِيمَ لَحْنُهُ , وَنُصِبَ وَزْنُهُ , وَأُحْكِمَ .انتهى

69- قال الحربي [ 2 / 807 – 808 ] : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ , حَدَّثَنَا زَائِدَةُ , عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ , عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ , عَنْ حُذَيْفَةَ , قَالَ: [ أَظَلَّتْكُمُ الْفِتَنُ تَرْمِي بِالنَّشَفِ , وَالْأُخْرَى تَرْمِي بِالرَّضَفِ ].
قَوْلُهُ: [ تَرْمِي بِالنَّشَفِ] : حِجَارَةٌ سُودٌ كَأَنَّمَا أُحْرِقَتْ بِالنَّارِ وَقَالَ بَعْضُ الْأَعْرَابِ: النَّشْفَةُ .
 قَالَ أَفْلَحَ مَنْ كَانَتْ لَهُ هِرْشَفَّهْ وَنَشْفَةٌ يَمْلَأُ مِنْهَا كَفَّهْ: هِيَ حِجَارَةٌ خَفِيفَةٌ تَقُومُ عَلَى الْمَاءِ .
فَأَخْبَرَ أَنَّ الْأُولَى مِنَ الْفِتَنِ تَرْمِي بِالنَّشَفِ لَا تُؤْثَرُ فِي أَدْيَانِ النَّاسِ لِخِفَّتِهَا.
 وَالتِي بَعْدَهَا تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ قَدْ أُحْمِيَتْ فَكَانَتْ رَضَفًا فَهِيَ أَبْلَغُ فِي أَدْيَانِهِمْ وَآلَمُ لِأَبْدَانِهِمْ .انتهى
قلت : خبر حذيفة صحيح غاية .


70- قال الحربي [ 2 / 815 ] : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ مِسْعَرٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ , عَنْ أَبِي كَثِيرٍ الزُّبَيْدِيِّ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: [ أَنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ خَرَجَتْ بِهِ شَأْفَةٌ عَلَى إِبْهَامِ قَدِمِ رِجْلِهِ , فَارْتَفَعَتْ إِلَى أَصْلِ قَدَمِهِ , ثُمَّ إِلَى رُكْبَتِهِ , ثُمَّ إِلَى مَنْكِبِهِ , ثُمَّ إِلَى أَصْلِ عُنُقِهِ , فَقَامَ فَصَلَّى صَلَاةً , فَنَزَلَتْ إِلَى مَنْكِبِهِ , ثُمَّ صَلَّى أُخْرَى فَنَزَلَتْ إِلَى رُكْبَتِهِ , ثُمَّ صَلَّى فَنَزَلَتْ إِلَى قَدَمِهِ , ثُمَّ صَلَّى فَذَهَبَتْ ] . انتهى
أقول : قوله عمرو بن مرة بن عبد الله بن الحارث خطأ وصوابه عمرو بن مرة [ عن ] عبد الله بن الحارث
وأبو كثير الزبيدي اختلف في اسمه وقد قيل أنه أدرك علي بن أبي طالب وباقي رجال الإسناد ثقات معروفون
وشأفة : يعني قرحة كما بينه الحربي في آخر الباب .


71- قال الحربي [ 2 / 850 ] : وَخَفَتَ صَوْتُهُ : مِنَ الْجُوعِ .
 وَخَفَتَ الرَّجُلُ: إِذَا مَاتَ وَانْقَطَعَ كَلَامُهُ , وَخَافَتَ الرَّجُلُ : بِقِرَاءَتِهِ .
 وَزَرْعٌ خَافِتٌ: لَمْ يَبْلُغْ طُولَهُ , وَالرَّجُلُ يُخَافِتُ : الْمَضْغَ , وَالْإِبِلُ تُخَافِتُ الْمَضْغَ لِلْجَرِيَّةِ .انتهى

72- قال الحربي [ 2 / 861 ] : حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ , حَدَّثَنَا حِبَّانُ بن أَبي جَبَلَةَ , حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ , عَنْ أَنَسٍ: [ أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُلْقِيَ النَّوَى عَلَى الطَّبَقِ الَّذِي فِيهِ التَّمْرُ ] . انتهى
أقول : هذا موقوف إسناده صحيح .
ثم قال في آخر الباب : الطَّبَقِ : هُوَ مَعْرُوفٌ مَا يَأْكُلُ عَلَيْهِ مِنْ عِيدَانٍ فَإِنْ كَانَ مِنْ خَشَبٍ فَهُوَ خِوَانٌ .انتهى

73- قال الحربي [ 2 / 865 ] في تفسير مكحول الشامي لقول الله تعالى { لتركبن طبقاً عن طبق} : وَمَا عَلِمْتُ أَحَدًا ذَهَبَ هَذَا الْمَذْهَبَ إِلَّا مَكْحُولًا , فَإِنَّهُ قَالَ: فِي كُلِّ عِشْرِينَ سَنَةٍ طَبَقٌ , يَكُونُونَ فِي حَالٍ ثُمَّ يَكُونُونَ فِي  الَّتِي قَبْلَهَا .
فَإِنْ كَانَ عَنَى اخْتِلَافَ الزَّمَانِ فَقَدْ وَافَقَ أَبَا عُبَيْدَةَ , وَإِنْ كَانَ عَنَى تَنَقُّلَ الرَّجُلِ فِي سِنِّهِ وَخَلْقِهِ فَهَذَا غَيْرُ مَا عَنَى أَبُو عُبَيْدَةَ .انتهى

74- قال الحربي [ 2 / 881 ] : قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ}  فَكَانَ أَنَسٌ , وَالْحَسَنُ , وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ , وَالضَّحَّاكُ , وَالْحَكَمُ , وَمُجَاهِدٌ , يَقُولُونَ: نَاشِئَةُ اللَّيْلِ: أَوَّلُهُ .
 وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الْكِسَائِيُّ فِيمَا أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ .
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ , وَمُجَاهِدٌ: النَّاشِئَةُ: مَا كَانَ بَعْدَ نَوْمِهِ .
وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ , وَابْنُ عُمَرَ , وَابْنُ الزُّبَيْرِ , وَأَبُو مَالِكٍ , وَمُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ , وَعِكْرِمَةُ , وَمُحَمَّدٌ , وَأَبُو مِجْلَزٍ , وَالسُّدِّيُّ , وَمَطَرٌ: اللَّيْلُ كُلُّهُ نَاشِئَةٌ , فَمَتَى قُمْتَ فَقَدْ نَشَأْتَ .انتهى

75- قال الحربي [ 3 / 904 ] : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، عَنْ صَفْوَانَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ [ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ، فَقَالَ:  لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ، فَيَنْظُرَ يَمِينًا وَشِمَالًا، كَالْبَعِيرِ الْمَحْجُومِ، إِنْ لَمْ يَرَ مَنْ يَجْلِسْ إِلَيْهِ انْصَرَفَ، قَالَ: لَا ]
أقول : الحارث بن معاوية ذكره ابن حبان والعجلي في الثقات وهو تابعي كبير ترجم له البخاري وابن أبي حاتم وابن سعد وذكر بعضهم سماعه من عمر ورحيله إليه ورجح ابن حجر أنه مخضرم وذكره بعضهم في الصحابة
فخبره يحتمل , وهو خبر عزيز لم أجده في مصدر آخر , والله أعلم .

76- قال الحربي [ 3 / 919 ] : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، مَوْلَى بَنِي تَمِيمٍ:
 [ لَمَّا اتُّخِذَتْ عَبَّادَانُ نَزَلَهَا نَاسٌ نُسَّاكٌ ، فَكَانَ فِيمَنْ نَزَلَهَا رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ يُقَالُ لَهُ : بَهِيمٌ ، وَكَانَ رَجُلًا مَحْزُونًا ، وَكَانَ يَدْخُلُ بَيْنَ أَضْعَافِ النَّخْلِ ، فَيُصَلِّي ، ثُمَّ يَجْلِسُ ، وَعَلَيْهِ إِزَارٌ ، وَبَتٌّ فَيَحْتَبِي ، وَيَسْقُطُ الْبَعُوضُ عَلَى ظَهْرِهِ ، فَيَتَأَذَّى بِهِنَّ ، فَيَقُولُ :
وَأَنْتَ تَأَذَّى مِنْ حَسِيسِ بَعُوضَةٍ ... فَلَلنَّارُ أَشْقَى سَاكِنِينَ  وَأَوْجَعُ
وَرُبَّمَا قَالَ : [ مِنْ عَضِيضِ بَعُوضَةٍ ] .
 فَكَانُوا يَسْمَعُونَ زَفِيرَهُ بَيْنَ أَضْعَافِ النَّخْلِ ] . انتهى
أقول : هذه حكاية جميلة ومعاذ مولى تميم ما عرفته ويتسامح في مثل هذه الأخبار .



77- قال الحربي [ 3 / 920 ] في خبر أبي بن كعب رضي الله عنه [ إن نبي الله صلى الله عليه وسلم أمرنا إذا سمعنا من يعتزي بعزاء الجاهلية أن نعضه ولا نكني ]
قال الحربي :  يَنْسُبُ نَفْسَهُ إِلَى آباءِ الْمُشْرِكِينَ يَفْخَرُ بِهِمْ ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ مَنْ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ قَائِلِهِ ، أَنْ يُعِضَّهُ فَيَقُولَ : عَضِضْتَ بِأَيْرِ أَبِيكَ إِنْكَارًا عَلَى قَائِلِهِ ، وَغَضَبًا عَلَيْهِ .
 لِيَعْرِفَ ذَلِكَ مَنْ قَالَهُ مِنْ قَائِلِهِ لَهُ ، إِذْ كَانَ ذَلِكَ بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ، فَلَا يَعُودُ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ .
 أَنْشَدَنَا ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ:
فَلَمَّا الْتَقَتْ فُرْسَانُنَا وَرِجَالُهُمْ ... دَعَوْا يَا لَكَعْبٍ وَاعْتَزَيْنَا لِعَامِرِ
وَالِاعْتِزَاءُ بِالْآبَاءِ: الِاتِّصَالُ بِالْقَبَائِلِ .انتهى
أقول : وما أكثر هذا الصنف عندنا ممن يعتزي بعزاء الجاهلية , وما أحوج أهل زماننا لإحياء هذه السنة !
78- الأشجار التي يقال له العضاة , ذكره في [ 3 / 926 ] : أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْعِضَاهُ وَاحِدَتُهَا عِضَةٌ: كُلُّ شَجَرٍ لَهُ شَوْكٌ يَعْظُمُ.
 وَمِنْ أَعْرَفِ ذَلِكَ : الطَّلْحُ ، وَالسَّلَمُ ، وَالسَّيَالُ ، وَالْعُرْفُطُ ، وَالسَّمُرُ ، وَالشَّبَهَانُ ، وَالْكَنَهْبَلُ ، وَالْغَرْقَدُ ، وَالسِّدْرُ ، وَالْعَوْسَجُ .
 وَاللَّصَفُ : وَهُوَ الْكَبَرُ اللَّيِّنُ .
وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ :
 الْعِضَاهُ : كُلُّ شَجَرِ شَوْكٍ ، الْوَاحِدَةُ عِضَاهَةٌ ، وَهِيَ مَا عَظُمَ وَمَا صَغُرَ مِنَ الشَّوْكِ فَهُوَ الْعِضُّ .
 وَفِي الشَّوْكِ الضَّهْيَاءُ ، وَالْقَتَادُ ، وَالْغَافُ ، وَالضَّالُ ، وَالْعُتْمُ ، وَالرَّنْدُ ، وَالْغَرَبُ ، وَالشَّوْحَطُ ، وَالشِّرْيَانُ ، وَالشَّقْبُ ، وَالسَّرَاءُ ، وَالنَّشَمُ ، وَالْعُجْرُمُ ، وَالْإِسْحِلُ ، وَالتَّأْلَبُ ، وَالْغَرَفُ .
 كُلُّهُ تُصْنَعُ مِنْهُ الْقِسِيُّ.
 وَالْقِدَاحُ غَيْرَ الشَّقْبِ يُصْنَعُ مِنْهُ الْقِدَاحُ قَطُّ كُلُّهَا فِيهِ حُجَنٌ كَالسِّدْرِ .
وَمِنَ الْعِضِّ  : الشُّبْرُمُ ، وَالشِّبْرِقُ ، وَالْحَاجُ ، وَاللَّصَفُ ، وَالْكَلَبَةُ ، وَالتَّرَبَةُ ، وَالْيَنْبُوتُ.
 وَأَنْشَدَنَا:
وَقَرَّبُوا كُلَّ جُمَالِيٍّ عَضِهْ ... أَبْقَى السِّنَافُ أَثَرًا بِأَنْهُضِهْ
وَشَكِيرُ الْعِضَاهِ : مَا بَدَا مِنْ وَرَقِهِ قَبْلَ أَنْ يَتِمَّ.
 وَمِنَ الْأَمْثَالِ : مِنْ عِضَةٍ مَا يَنْبُتَنَّ شَكِيرُهَا .
وَقَالَ آخَرُ:
وَالرَّأْسُ مِنِّي صَارَ لَهُ الشَّكِيرُ .... وَصِرْتَ لَا يَرْهَبُكَ الْغَيُورُ .انتهى




79- قال الحربي في [ 3 / 930 وما بعدها ]  حديث [ أرى الفتن كمواقع القطر ] :
وَاحِدَتُهَا فِتْنَةٌ ، وَلَهَا وُجُوهٌ :
 الْأَوَّلُ مِنْهَا : الشِّرْكُ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ}
* حَدَّثَنَا شُجَاعٌ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ ، عَنِ الْحَسَنِ {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} يَعْنِي: شِرْكٌ .
* حَدَّثَنَا شُجَاعٌ ، عَنْ حَجَّاجٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنِ ابْنِ كَثِيرٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ : {وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} قَالَ : الشِّرْكُ .
* حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ حَمَّادٍ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنْ قَتَادَةَ : {لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ} يَعْنِي : الشِّرْكَ
وَالْوَجْهُ الثَّانِي مِنَ الْفِتْنَةِ : أَنَّهَا الضَّلَالَةُ ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ فِي آلِ عِمْرَانَ: {ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ}
* حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَبَّادٍ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ : {  ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ }  قَالَ : الضَّلَالَةَ .
وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ: الْفِتْنَةُ : النِّفَاقُ ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ فِي الْحَدِيدِ
* حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ رَوْحٍ ، عَنْ شِبْلٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَوْلُهُ : {فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ}  ، قَالَ: النِّفَاقُ ، وَيُقَالُ فِي هَذِهِ: كَفَرْتُمْ
وَالْوَجْهُ الرَّابِعُ : الْفِتْنَةُ : الْبَلَاءُ
* حدثنا أبو بكر عن وكيع عن سفيان عَنْ أَبِي هَاشِمٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ : {وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} : يُبْتَلُونَ , {وَلَقَدْ فَتَنَّا}  : ابْتَلَيْنَا .
* حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ رَوْحٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ غِيَاثٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ:  {وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} : يُبْتَلُونَ
* حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ ، عَنِ الْحَسَنِ : {وَلَقَدْ فَتَنَّا} : ابْتَلَيْنَا .
* حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ ، عَنْ عِيسَى ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَلَقَدْ فَتَنَّا}  : ابْتَلَيْنَا
وَمِنْهَا فِي طه :
* حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ حُنَيْفِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} ، ابْتَلَيْنَاكَ بَلَاءً بَعْدَ بَلَاءٍ
* حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سِنَانٍ ، عَنْ قَتَادَةَ : {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} : ابْتَلَيْنَاكَ بَلَاءً .
* أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ : {وَفَتَنَّاكَ}  : ابْتَلَيْنَاكَ .
 * حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ:  ابْتَلَيْنَاكَ بِغَمِّ الْقَتْلِ.
 وَفِي هَذَا الْحَرْفِ تَفْسِيرٌ آخَرُ :
* حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ ، عَنْ عِيسَى ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ :   {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} ، أَخْلَصْنَاكَ إِخْلَاصًا .
* حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ :
 {فَتَنَّاكَ فُتُونًا} : أَخْلَصْنَاكَ إِخْلَاصًا .
 وَمِثْلُهَا فِي بَرَاءَةَ
* حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الْهَرَوِيُّ ، عَنْ عَيَّاشٍ ، عَنِ ابْنِ  أَرْقَمَ ، عَنِ الْحَسَنِ : {أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ}  قَالَ : بِالْجِهَادِ ، وَالنَّفَقَاتِ .
* حَدَّثَنَا ابْنُ زَنْجُوَيْهِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الْحَسَنِ : {يُفْتَنُونَ}: يُبْتَلُونَ بِالْغَزْوِ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً، أَوْ مَرَّتَيْنِ .
 وَمِنْهَا فِي الدُّخَانِ :
* حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَيْزَكٍ ، عَنِ الْخَفَّافِ ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنْ قَتَادَةَ : {وَلَقَدْ فَتَنَّا} : ابْتَلَيْنَا .



وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ مِنَ الْفِتْنَةِ : هُوَ عَذَابُ النَّاسِ ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ
* حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِي مُعَاذٍ ، عَنْ عُبَيْدٍ ، عَنِ الضَّحَّاكِ : {فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ}  أَصَابَهُ بَلَاءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ رَجَعُوا إِلَى الْكُفْرِ مَخَافَةً مِمَّنْ يُؤْذِيهِمْ .
* أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ : {جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ} أَذَى النَّاسِ ,  وَفِي النَّحْلِ مِثْلُهَا : {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا}  ، يَقُولُ: عُذِّبُوا فِي النَّارِ .
 وَالْوَجْهُ السَّادِسُ: الْفِتْنَةُ : الْحَرْقُ بِالنَّارِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ
* حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ ، عَنْ يَعْقُوبَ الْقُمِّيِّ ، عَنْ جَعْفَرٍ ، عَنِ ابْنِ أَبْزَى ، عَنْ عَلِيٍّ : {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ} حَرَّقُوا .
* حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الْحَسَنِ : {فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ} عَذَّبُوا .
* حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ رَوْحٍ ، عَنْ شِبْلٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ { فَتَنُوا } عَذَّبُوا
* أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ ، عَنِ الْكِسَائِيِّ : {فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ} : حَرَّقُوهُمْ بِالنَّارِ .
وَمِثْلُهَا فِي الذَّارِيَاتِ
* حَدَّثَنَا عُثْمَانُ ، عَنْ جَرِيرٍ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ}  يُحْرَقُونَ .
* حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ ، سَمِعْتُ أَبَا الْجَوْزَاءِ فِي قَوْلِهِ: {يُفْتَنُونَ}   يُعَذَّبُونَ .
* حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ : {يُفْتَنُونَ} يُحْرَقُونَ.
* حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِي مُعَاذٍ ، عَنْ عُبَيْدٍ ، عَنِ الضَّحَّاكِ: {يُفْتَنُونَ} قَالَ: يُطْبَخُونَ كَمَا يُفْتَنُ الذَّهَبُ بِالنَّارِ .
* حَدَّثَنَا نَصْرٌ ، عَنْ يَزِيدَ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الْحَسَنِ : {يُفْتَنُونَ} : يُعَذَّبُونَ .
* حَدَّثَنَا عَلِيٌّ ، عَنْ مُبَارَكٍ ، عَنِ الْحَسَنِ : {يُفْتَنُونَ}  : يُعَذَّبُونَ .
* حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ قُرَّةَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ : {يُفْتَنُونَ} يُقَرَّرُونَ بِذُنُوبِهِمْ
* حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ : سَمِعْتُ {ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ} : عَذَابَكُمْ .
* حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ ، عَنْ عِيسَى ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ : {ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ }  حَرِيقَكُمْ .
* أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ ، عَنِ الْفَرَّاءِ : {ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ }  : عَذَابَكُمْ .

وَالْوَجْهُ السَّابِعُ : الصَّدُّ ، وَالِاسْتِنْزَالُ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ: {إِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ}
* حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ ، عَنْ يَعْقُوبَ ، عَنْ جَعْفَرٍ ، عَنْ سَعِيدٍ : [  كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَسْتَلِمُ الْحَجَرَ، فَقَالُوا: لَا نَدَعُكَ عَنْ تَسْلِيمِ آلِهَتِنَا، فَقَالَ: مَا عَلَيَّ لَوْ فَعَلْتُ ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مِنِّي خِلَافَهُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ ذَلِكَ ]
 وَمِثْلُهَا فِي الْمَائِدَةِ
* أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ :{وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ}  يَقُولُ : يُضِلُّوكَ يَسْتَنْزِلُوكَ
وَالْوَجْهُ الثَّامِنُ : الْفِتْنَةُ الضَّلَالَةُ ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ فِي الصَّافَّاتِ
* حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا مَحْبُوبٌ ، عَنْ خَالِدٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ}   يَقُولُ : بِمُضِلِّينَ .
* حَدَّثَنَا شُجَاعٌ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ جُوَيْيِرٍ ، عَنِ الضَّحَّاكِ : {بِفَاتِنِينَ} : بِمُضِلِّينَ .
* أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ ، عَنِ الْفَرَّاءِ:  {بِفَاتِنِينَ}  : وَأَهْلُ نَجْدٍ يَقُولُونَ بِمُفْتِنِينَ، تَقُولُ: أَفْتَنَهُ.
 وَأَهْلُ الْحِجَازِ يَقُولُونَ : فَتَنَهُ ، وَبِفَاتِنِينَ : بِمُضِلِّينَ إِلَّا مَنْ قُدِّرَ لَهُ أَنْ يَصْلَى الْجَحِيمَ فِي عِلْمِ اللَّهِ .
وَمِثْلُهَا فِي الْمَائِدَةِ: {وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ}  ، أَيْ ضَلَالَتَهُ
وَالْوَجْهُ التَّاسِعُ : الْفِتْنَةُ : الْمَعْذِرَةُ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ فِي الْأَنْعَامِ .
* حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، عَنْ غُنْدَرٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ : {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ}   قَالَ: مَعْذِرَتُهُمْ .
 وَالْوَجْهُ الْعَاشِرُ : الْفِتْنَةُ : الِافْتِتَانُ ، وَالْإِعْجَابُ
* حَدَّثَنَا مُوسَى ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ عِمْرَانَ ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ : {لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} 
 قَالُوا: رَبَّنَا لَا تُظْهِرْهُمْ عَلَيْنَا فَيَرَوْنَ أَنَّهُمْ خَيْرٌ مِنَّا .
* حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ جَرِيرٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ مُجَاهِدٍ : {لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}  سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ لَا يَظْهَرَ عَلَيْنَا عَدُوُّنَا، فَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ أَوْلَى بِالْعَدْلِ فَيُفْتَنُونَ بِذَلِكَ .
* حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِي الضُّحَى : {لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}   لَا يَظْهَرُوا عَلَيْنَا، فَيَزِيدُهُمْ طُغْيَانًا .
* حَدَّثَنَا شُجَاعٌ ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ عِمْرَانَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ : لَا تُظْهِرْهُمْ عَلَيْنَا ، فَيَرَوْنَ أَنَّهُمْ خَيْرٌ مِنَّا .
 وَفِي هَذَا الْحَرْفِ وَجْهٌ آخَرُ
* أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ : {لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} : لَا تُسَلِّطْهُمْ عَلَيْنَا، فَيَفْتِنُونَا .
* حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، عَنْ شَبَابَةَ ، عَنْ وَرْقَاءَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}  لَا تُعَذِّبْنَا بِأَذَى آلِ فِرْعَوْنَ ، لَا تُعَذِّبْنَا بِأَذَى كَمَنْ عِنْدَكَ ، فَيَقُولُ قَوْمُ فِرْعَوْنَ : لَوْ كَانُوا عَلَى الْحَقِّ مَا عُذِّبُوا ، وَلَا سُلِّطْنَا عَلَيْهِمْ فَيُفْتَنُونَ بِنَا .
وَالْوَجْهُ الْحَادِيَ عَشَرَ:  الْفِتْنَةُ : الْقَتْلُ فَذَلِكَ قَوْلُهُ : {إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا}  ، وَفِي يُونُسَ: {عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ} : يَقْتُلَهُمْ
ثم قال الحربي في آخر الباب  :
وَقَوْلُهُ: [ أَرَى الْفِتَنَ خِلَالَ بُيُوتِكُمْ ] :  تَكُونُ الْحُرُوبُ ، وَالْقَتْلُ ، وَالِاخْتِلَافُ الَّذِي يَكُونُ فِي النَّاسِ ، وَيَكُونُ مَا يُبْتَلُونَ بِهِ مِنْ زِينَةِ الدُّنْيَا ، وَشَهَوَاتِهَا ، فَيُفْتَنُونَ بِذَلِكَ عَنِ الْآخِرَةِ .
وَقَوْلُهُ: [ مَا تَرَكْتُ فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ ] يَقُولُ : أَخَافُ أَنْ تُعْجَبُوا بِهِنَّ ، فَتُشْغَلُوا بِهِنَّ عَنِ الْآخِرَةِ ، يُقَالُ : فُتِنَ بِالْمَرْأَةِ ، وَأُفْتِنَ وَأَهْلُ الْحِجَازِ يَقُولُونَ فَتَنَهُ ، وَأَهْلُ نَجْدٍ يَقُولُونَ فَتَنَهُ.
 وَقَالَ الشَّاعِرُ بِاللُّغَتَيْنِ:
لَئِنْ فَتَنْتَنِي لَهِيَ بِالْأَمْسِ أَفْتَنَتْ ... سَعِيدًا، فَأَمْسَى قَدْ قَلَى كُلَّ مُسْلِمِ
وَمِثْلُهُ سَقَى وَأَسْقَى ، فَجَمَعَ الشَّاعِرُ اللُّغَتَيْنِ جَمِيعًا ، قَالَ :
سَقَى قَوْمِي بَنِي مَجْدٍ ، وَأَسْقَى ... نُمَيْرًا وَالْقَبَائِلَ مِنْ هِلَالِ.انتهى

أقول : وهذا فصل جليل وفيه فوائد كثيرة والآثار التي أوردها عامتها صحيح في أصله أو محتمل .
وحتى ما رواه من طريق ضعيف فهو متابع عند غيره , وقد أثبته كاملاً لما يظهر لي من عظيم فائدته والله تعالى أعلم , والحمد لله على ما من به علينا .



80- قال الحربي [ 3 / 943 ] : حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ :
[  اطَّلَعَ عَلَيَّ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ ، وَأَنَا أَنْتِفُ طَيْرًا ، فَأَخَذَ صُدْغِي ، فَنَتَفَهُ ، وَقَالَ : أَيُوجِعُكَ هَذَا ؟ ]
 قَالَ إِبْرَاهِيمُ : النَّتْفُ : نَزْعُ الشَّعْرِ وَالرِّيشِ .انتهى

أقول : عبد الله ما عرفته والأثر متنه حسن جداً




81- قال الحربي [ 1 / 950 ] : حَدَّثَنَا مُجَاهِدٌ ، حَدَّثَنَا مَعْنٌ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ :
 [ جَاءَ كَعْبٌ إِلَى عُمَرَ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْ تَحْتِ يَدِهِ مُصْحَفًا قَدْ تَشَرَّمَتْ حَوَاشِيهِ,  فَقَالَ: فِي هَذِهِ التَّوْرَاةُ .
 قَالَ :  إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهَا التَّوْرَاةُ ، فَاقْرَأْهَا ] .انتهى
أقول : ظاهر إسناده الصحة ولم أقف عليه في مصدر آخر .
 وقول عمر كأنه من باب التعجيز أي أن كنت تعلم أنها التوراة التي أنزلت على موسى من غير تحريف ولا تغيير فاقرأها , والله أعلم .

82- قال الحربي [ 3 / 961 ] : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ فَضْيلٍ ، وَحَدَّثَنَا عُثْمَانُ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنِ الْمِنْهَالِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ :
 [ دَعَا نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، قَالَ: يَا رَبِّ يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ عَبِيدِكَ يَعْبُدُكَ، وَيَعْمَلُ بِطَاعَتِكَ، فَتَعْرِضُ لَهُ الْبَلَاءَ، وَتَزْوِي عَنْهُ الدُّنْيَا.
 وَيَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ عَبِيدِكَ يَعْمَلُ بِمَعَاصِيكَ، وَيُفْسِدُ فِي أَرْضِكَ تَعْرِضُ لَهُ الدُّنْيَا، وَتَزْوِي عَنْهُ الْبَلَاءَ ؟
فَأَوْحَى إِلَيْهِ: إِنَّ الْعِبَادَ وَالْبِلَادَ لِي، وَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ، إِلَّا يُسَبِّحُنِي، وَيَحْمَدُنِي، وَيُكَبِّرُنِي.
 فَأَمَّا عَبْدِي الْمُؤْمِنُ، فَإِنَّ لَهُ سَيِّئَاتٍ، فَأَعْرِضُ لَهُ الْبَلَاءَ، وَأَزْوِي لَهُ الدُّنْيَا بِسَيِّئَاتِهِ لِكَيْ يَأْتِيَنِي، فَأُجَازِيَهُ بِحَسَنَاتِهِ.
 وَأَمَّا عَبْدِيَ الْكَافِرُ، فَأَعْرِضُ لَهُ الدُّنْيَا، وَأَزْوِي عَنْهُ الْبَلَاءَ بِحَسَنَاتِهِ، كَيْ يُوَافِيَنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأُجَازِيَهُ بِسَيِّئَاتِهِ ] .انتهى
أقول : إسناده إلى عبد الله بن الحارث صحيح وهو تابعي جليل روى عن جمع من الصحابة مثل ابن عمر وابن عباس وأبي هريرة وعائشة رضي الله عنهم وهذا أثر جليل برحلة
وقد روي موقوفا على ابن عباس وروي مرفوعاً والصواب والله أعلم أنه مقطوع من كلام ابن الحارث
وقال الحربي بعده :
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ ، قَالَ صَالِحُ بْنُ مِسْمَارٍ :
[ نِعْمَةُ اللَّهِ عَلَيْنَا فِيمَا زَوَى عَنَّا مِنَ الدُّنْيَا أَفْضَلُ مِنْ نِعْمَتِهِ عَلَيْنَا، فِيمَا بَسَطَ لَنَا ] انتهى
أقول : صالح من طبقة أتباع التابعين وهذا أثر صحيح . 

83- قال الحربي [ 3 / 972 ] : قَوْلُهُ : [ إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ ] .
 فَأَخْبَرَ أَنَّهُ سَتَكُونُ أَئِمَّةٌ مُضِلُّونَ ، وَلَمْ يَقُلْ : فَإِذَا كَانُوا فَحَارِبُوهُمْ ، وَلَا فَاعْتَزِلُوهُمْ .انتهى

84- قال الحربي [ 3 / 980 – 981 ] : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْأَزْدِيُّ ، عَنْ أَبِي الْفَضْلِ الْبَصْرِيِّ : [  كَانَتْ أُمُّ غَسَّانَ مَكْفُوفَةً، فَقُلْتُ: مَا أَذْهَبَ بَصَرَكِ؟
 قَالَتْ : كَانَتْ رِيحُ الشَّوْكَةِ ، وَكُنْتُ أُحَمُّ إِذَا أَخَذَتْنِي ، فَعَلِقَتْنِي فِي عَيْنِي ، فَمَكَثْتُ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ لَا أَنَامُ فِي لَيْلِي ، عَيْنِي تَؤُزُّنِي وَتُقْلِقُنِي ، فَبَيْنَا أَنَا قَاعِدَةٌ ذَاتَ لَيْلَةٍ إِذْ صَاحَتْ عَيْنِي صَيْحَةً وَهَرَاقَتِ الدِّمَاءَ ، فَضَرَبْتُ بِيَدِي ، فَاسْتَخْرَجْتُ حَدَقَتِي مِنْ بَيْنِ جُفُونِي ، كَأَنَّهَا كَبِدُ سَخْلَةٍ ، وَشَهِدَنِي رَبِّي عِنْدَ ذَلِكَ ، فَرَفَعْتُهَا إِلَى السَّمَاءِ فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ كَانَتْ خَلْقَكَ خَلَقْتَهُ وَخَوَّلْتَنِيهِ ، وَكُنْتَ أَمْلَكَ بِهِ مِنِّي ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَهَا فِي الْجَنَّةِ ].انتهى
أقول : أبو الفضل ما عرفته إلا أن يكون بحير بن كنيز السقاء فهو متروك .
والخبر جليل وفيه صبر واحتساب ورضى - اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين - وفيه إثبات العلو بقولها فرفعتها إلى السماء خلافاً للجهمية أبعدهم الله وأخزاهم .


85- قال الحربي [ 3 / 985 ] : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، عَنْ دَاوُدَ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ : [ هَبَطْنَا مَعَ عُمَرَ الْجَابِيَةَ ، فَاسْتَقْبَلَهُ نَاسٌ عَلَيْهِمْ ثِيَابُ الْحَرِيرِ ، فَجَعَلَ بِهِمْ رَمْيًا وَيَقُولُ :  تَالَلَّهِ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ زِيَّ قَوْمٍ ، إِنَّ اللَّهَ لَوْ رَضِيَ هَذَا الزِّيَّ لِأَهْلِهِ لَمْ يَسْلُبْهُمْ إِيَّاهُ ]انتهى
أقول : إسناده صحيح وهو أثر جليل لم أقف عليه في مصدر آخر  , والله أعلم .

86-  قال الحربي [ 2 / 1045 ] : حَدَّثَنَا شُجَاعٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ حَبِيبٍ ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: { إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ } قَالَ : النَّسْخُ ، قَالَ : أَلَسْتُمْ بِقَوْمٍ عَرَبٍ هَلْ تَكُونُ النُّسْخَةُ إِلَّا مِنْ أَصْلٍ قَدْ كَانَ . انتهى
أقول : وهذا أثر إسناده صحيح ولم أقف عليه مسنداً من هذا الوجه في مصدر آخر , وفيه إثبات القدر والكتابة على ما عليه معتقد المسلمين

87- قال الحربي [ 1 / 1053 ] : قَوْلُهُ: [ مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ ] يُرِيدُ أَخْرَجَ نَفْسَهُ مِنْ طَاعَةِ سُلْطَانِهِ ، وَعَدَا عَلَيْهِمْ بِالشَّرِّ .انتهى

88- من أسماء اللحم إذا طبخ , ذكره في [ 3 / 1061 ] : وَالنَّهِيَّةُ : الشَّاةُ ، أَوِ النَّاقَةُ الَّتِي لَا فَوْقَهَا فِي السِّمَنِ وَقَالَ غَيْرُهُ : النَّهِيءُ : النِّيءُ ، قَدْ نَهِئَ نُهُوءَةً وَنَهَاءَةً ، وَهُوَ نَهُوءٌ بَيِّنُ النُّهُوءِ وَنِيٌّ بَيِّنُ النُّيُوءِ وَآنَضَهُ إِينَاضًا ، وَهُوَ لَحْمٌ أَبْيَضُ ، فَإِذَا لَمْ تُبَالِغْ فِي نُضْجِهِ قُلْتَ ضَهَبْتُهُ ، وَهُوَ لَحْمٌ مُضَهَّبٌ .
وَكَذَلِكَ مُلَهْوَجٌ .
 فَإِنْ أَنْضَجْتَهُ : فَهُوَ مُهَرَّدٌ وَإِذَا قَشَرْتَ عَلَيْهِ الرَّمَادَ ، فَقَدْ كَشَحْتَهُ .
وَفَأَدْتُ اللَّحْمَ ، خَمَطْتُهُ أَيْ شَوَيْتُهُ ، فَإِنْ شَوَاهُ ، فَيَبِسَ : فَهُوَ كَشِيءٌ ، وَقَدْ كَشَأْتُهُ وَوَزَأْتُهُ
وَالْوَشِيقَةُ : أَنْ يُقْلَى ، وَيُجَفَّفُ وَالصَّفِيفُ مِثْلُهُ وَالشَّرِقُ : الْأَحْمَرُ لَا دَسَمَ لَهُ وَلَحْمٌ ثَنِتٌ : مُنْتِنٌ ، وَقَدْ ثَنِتَ ثَنَتًا , فِي كِتَابِ ابْنِ غَانِمٍ : يُغْلَى : مَوْضِعُ يُقْلَى .انتهى
89- قال الحربي [ 3 / 1069 ] : وَأَنْشَدَنَا أَبُو الْحَسَنِ:
مِنْ دُونِهِمْ إِنْ جِئْتَهُمْ سَمَرًا ... عَزْفُ الْقِيَانِ وَمَجْلِسٌ غَمْرُ
يَقُولُ : هُمْ أَهْلُ مَجْلِسٍ غَمْرٍ يَغْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ غَيْرَهُمْ , لِأَنَّهُمْ كِرَامٌ .
 وَفُلَانٌ مَغْمُورٌ فِي قَوْمِهِ : إِذَا كَانَ فِيهِمْ أَشْرَفُ مِنْهُ حَسَبًا ، وَمَاءٌ غَمْرٌ.
 وَرَجُلٌ غُمْرٌ : لَمْ يُجَرِّبِ الْأُمُورَ .
 وَالْغُمَرُ : الْقَدَحُ الصَّغِيرُ , وَالْغَمَارُ وَالتَّغْمِيرُ : الشُّرْبُ الْقَلِيلُ.
 وَدَخَلَ فِي غُمَارِ النَّاسِ أَيْ فِي جَمَاعَتِهِمْ
 وَقَوْلُهُ : [ أَعُوذُ بِكَ مِنْ مَوْتِ الْغَمْرِ ] يُرِيدُ الْغَرَقَ .انتهى


90- قال الحربي [ 3 / 1089 ] : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ، عَنِ الزُهْرِيِّ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ :
 [ لَمَّا كَانَ عَامُ الرَّمَادَةِ أَمَدَّ عُمَرُ الْأَعْرَابَ بِالطَّعَامِ وَالْأُدْمِ ، حَتَّى أَغَاثَ اللَّهُ النَّاسَ.
 فَقَالَ رَجُلٌ: أَمَا وَاللَّهِ مَا كُنْتَ فِيهَا ابْنَ ثَأْدٍ ] .انتهى
أقول : ابن ثاد : يعني ابن أمة كذا ذكره الحربي بعده  وهذا الإسناد قد يحتمل في مثل هذا والله أعلم

91- قال الحربي [ 3 / 1099 ] : أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ :
 الرِّضَامُ : حِجَارَةٌ وَصُخُورٌ عِظَامٌ ، أَمْثَالُ الْجُزُرِ ، وَأَصْغَرُ وَأَكْبَرُ ، تَقَعُ عَلَى بَعْضٍ ، الْوَاحِدَةُ رَضْمَةٌ.
 يُقَالُ: بَنَى فُلَانٌ بَيْتَهُ ، وَرَضَمَ الْحِجَارَةَ رَضْمًا ، وَذَلِكَ إِذَا نَضَدَهَا .انتهى
أقول : ذكرته من أجل استخدام الناس إلى اليوم لهذه الكلمة

92- من أسماء السهم عند العرب , ذكره في [ 3 / 1114 ] : أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ : السَّهَمُ وَالْمِرْمَاةُ وَالْمِعْبَلُ وَالْمِشْقَصُ وَالْمِرِّيخُ ، كُلُّ هَذَا اسْمٌ لِلسَّهْمِ ، وَالْغَالِبُ عَلَى الْمِرْمَاةِ سَهْمُ الْهَدَفِ ، وَالْغَالِبُ عَلَى الْمِرِّيخِ الَّذِي يُغْلَى بِهِ ، وَهُوَ سَهْمٌ طَوِيلٌ لَهُ أَرْبَعَةُ آذَانٍ .انتهى

93- قال الحربي [ 3 / 1152 ] : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَوْلُهُ : {أَخْرَجَ شَطْأَهُ}  قَالَ :  نَبَاتَهُ وَفُرُوخَهُ . انتهى
أقول : إسناده صحيح , وروايات أنس رضي الله عنه في التفسير عزيزة  
94- قال الحربي [ 3 / 1170 ] : حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَا : حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ  [ أَتَيْتُ مَنْزِلَ أَنَسٍ يَوْمَ الشَّكِّ فَوَجَدْتُهُ قَدْ شَرِبَ جَذِيذَتَهُ وَخَرَجَ إِلَى حَوَائِجِهِ ] .انتهى
أقول : إسناده صحيح .
95- قال الحربي [ 3 / 1206 ] : أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ :
 الْمَصَارِينُ الْوَاحِدُ مَصِيرٌ , وَأَمْصِرَةٌ لِلثَّلَاثَةِ ، وَمُصْرَانٌ الْجَمِيعُ .
وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ : الْمَصَارِينُ : لِذِي الظِّلْفِ وَالْخُفِّ وَالْمَصَارِينُ : هِيَ الَّتِي تُؤَدِّي إِلَيْهَا الْكُرُوشُ مَا دَفَعَتْهُ ، وَهِيَ الْمَعِدَةُ مِنَ الْإِنْسَانِ , وَالْحَوْصَلَةُ مِنَ الطَّيْرِ بِمَنْزِلَةِ الْمَعِدَةِ , وَتُدْعَى الْقَانِصَةَ مِنَ الطَّيْرِ ، وَالْأَعْفَاجَ مِنَ الْإِنْسَانِ وَالْحَافِرِ وَالسِّبَاعِ ، وَاحِدُهَا عَفِجٌ.انتهى

96- قال الحربي [ 3 / 1206 ] : وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو : الْمَصُورُ : الَّتِي فُطِمَتْ مِنَ الْمِعْزَى .
 وَالْجَدُودُ : الَّتِي فُطِمَتْ مِنَ الضَّأْنِ .
 وَالْمُجَدَّدَةُ مِنَ الضَّأْنِ : مِثْلُ الرُّبَّى , وَالرُّبَّى : حِدْثَانُ مَا وَلَدَتْ ، وَالْمُصَرَّمَةُ : الَّتِي يَنْهَزُهَا وَلَدُهَا وَهُوَ ابْنُ مَخَاضٍ حَتَّى تَيْبَسَ أَطْبَاؤُهَا , وَرُبَّمَا صُرِّمَتْ كُلُّهَا، وَرُبَّمَا بَقِيَ طُبْيٌ أَوْ طُبْيَانُ .انتهى

97- قال الحربي [ 3 / 1209 ] : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ مُعَرِّفٍ : [ رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَخْطُبُ فَذَكَرَ الْمَوْتَ فَقَالَ: كَظٌّ لَيْسَ كَالْكَظِّ، وَغَنْظٌ لَيْسَ كَالْغَنْظِ ] .
وقال بعده : قَوْلُهُ: [ كَظٌّ لَيْسَ كَالْكَظِّ ] هُوَ ضِيقُ الْحَلْقِ بِخُرُوجِ الرُّوحِ .
وَسَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ : الْكَظُّ : شِدَّةُ الْأَمْرِ حَتَّى يَأْخُذَ بِالنَّفْسِ .انتهى

98- قال الحربي [ 3 / 1217 ] : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ زَكَرِيَّا ، عَنْ عَامِرٍ : [ خَيْرُ الدَّوَاءِ الْحِجَامَةُ وَالْعَلَقُ ] . انتهى
أقول : إسناده صحيح للشعبي .


99- قال الحربي [ 3 / 1226 ] : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُتَيْبَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذُبَابٍ، قَالَ :[ أَخَّرَ عُمَرُ الصَّدَقَةَ عَامَ الرَّمَادَةِ ، فَلَمَّا أَحْيَا النَّاسُ بَعَثَنِي ، فَقَالَ : اعْقِلْ عَلَيْهِمْ عِقَالَيْنِ ، فَاقْسِمْ بَيْنَهُمْ عِقَالًا ، وَائْتِنِي بِعِقَالٍ ]  .انتهى
أقول : يعقوب بن عتيبة خطأ وصوابه ابن عتبة الثقفي وهو ثقة معروف  , وابن أبي ذباب لم أعرفه إلا أن يكون الذي روى عن أبي هريرة فإنه لم يدرك عمر , والله أعلم
وفي أصل القصة مراسيل وأخبار , ذكر عامتها ابن سعد في طبقاته فلتراجع هناك .



100- قال الحربي [ 3 / 1228 ] : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ : سَمِعْتُ عَنَ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ : [  لَا يَكُونُ الرَّجُلُ عَاقِلًا حَتَّى يَكُونَ فِيهِ عَشْرُ خِصَالٍ : الشَّرُّ مِنْهُ مَأْمُونٌ , وَالْخَيْرُ مِنْهُ مَأْمُولٌ. يَقْتَدِي بِمَنْ قَبْلَهُ ، وَهُوَ إِمَامٌ لِمَنْ بَعْدَهُ.
 وَحَتَّى يَكُونَ الذُّلُّ فِي طَاعَةِ اللَّهِ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الْعِزِّ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ.
 وَحَتَّى يَكُونَ الْفَقْرُ فِي الْحَلَالِ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الْغِنَى فِي الْحَرَامِ.
 وَيَكُونَ غَايَتَهُ الْغَوْثُ ، وَحَتَّى يَسْتَقِلَّ الْكَثِيرَ مِنْ عَمَلِهِ ، وَيَسْتَكْثِرَهُ مِنْ غَيْرِهِ.
 وَلَا يَتَبَرَّمَ مِنْ تَطَلُّبِ الْحَوَائِجِ قِبَلَهُ .
وَالْعَاشِرَةُ بِهَا شَادَ مَجْدَهُ ، وَعَلَا ذِكْرُهُ ، وَلَا يَسْتَقْبِلُهُ أَحَدٌ إِلَّا رَأَى أَنَّهُ دُونَهُ ] . انتهى
أقول : إسناده صحيح وهو أثر جليل جداً , وبه أكون قد أتممت مائة فائدة أسأل الله عزوجل أن ينفع بها المسلمين , والحمد لله رب العالمين  .

قال أبو جعفر عبد الله الخليفي بعد قراءة هذا الجمع : لا ينبغي أن يكون هذا الجمع صاداً لطالب العلم عن قراءة هذا الكتاب وإنما هو تشويف للقاريء .
على أن الكتاب عليه مآخذ منها التوسع في الأشعار وقد كان أحمد يكره ذلك وعابه على أبي عبيد وأيضاً ضعف الصنعة الحديثية حيث أورد بواطيل بعضها لا يوجد إلا في كتابه وشرحها وما بين عللها هذا كله من إفادة أخي التميمي وإلا فلم أقرأ الكتاب كاملاً 

جمعه وعلق عليه   :  عبد الله بن سليمان التميمي

[ وورد ]                     [ مصوراً ]


جميع الحقوق محفوظة لمدونة عبد الله بن سليمان التميمي ©2013-2014 | |