.... مفاتيح الخير ومفاتيح الشر .... من نفائس الحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى

.... مفاتيح الخير ومفاتيح الشر ....

قال ابن القيم في حادي الأرواح [ 1 / 139 ] :
 وقد جعل الله سبحانه لكل مطلوب مفتاحا يفتح به :
فجعل مفتاح الصلاة : الطهور كما قال [ مفتاح الصلاة الطهارة  ] .
ومفتاح الحج : الإحرام .
ومفتاح البر : الصدق .
ومفتاح الجنة : التوحيد .
ومفتاح العلم : حسن السؤال حسن الإصغاء .
ومفتاح النصر والظفر : الصبر .
ومفتاح المزيد : الشكر .
ومفتاح الولاية : المحبة والذكر .
ومفتاح الفلاح : التقوى .
ومفتاح التوفيق : الرغبة والرهبة .
ومفتاح الإجابة : الدعاء .
ومفتاح الرغبة في الآخرة : الزهد في الدنيا .
ومفتاح الإيمان : التفكر فيما دعا الله عباده إلى التفكر فيه .
ومفتاح الدخول على الله : إسلام القلب وسلامته له والإخلاص له في الحب والبغض والفعل والترك .
ومفتاح حياة القلب : تدبر القرآن والتضرع بالأسحار وترك الذنوب .
ومفتاح حصول الرحمة : الإحسان في عبادة الخالق والسعي في نفع عبيده .
ومفتاح الرزق : السعي مع الاستغفار والتقوى .
ومفتاح العز : طاعة الله ورسوله .
ومفتاح الاستعداد للآخرة : قصر الأمل .
ومفتاح كل خير الرغبة : في الله والدار الآخرة .
ومفتاح كل شر : حب الدنيا وطول الأمل .
وهذا باب عظيم من أنفع أبواب العلم وهو : معرفة مفاتيح الخير والشر لا يوفق لمعرفته ومراعاته إلا من عظم حظه وتوفيقه .
فإن الله سبحانه وتعالى جعل لكل خير وشر مفتاحا وبابا يدخل منه إليه .

كما جعل الشرك والكبر والأعراض عما بعث الله به رسوله والغفلة عن ذكره والقيام بحقه : مفتاحا للنار .
وكما جعل الخمر : مفتاح كل إثم .
وجعل الغناء : مفتاح الزنا .
وجعل إطلاق النظر في الصور : مفتاح الطلب والعشق .
وجعل الكسل والراحة مفتاح : الخيبة والحرمان .
وجعل المعاصي : مفتاح الكفر .
وجعل الكذب : مفتاح النفاق .
وجعل الشح والحرص : مفتاح البخل وقطيعة الرحم وأخذ المال من غير حله .
وجعل الأعراض عما جاء به الرسول : مفتاح كل بدعة وضلالة .

وهذه الأمور لا يصدق بها إلا من له بصيرة صحيحة وعقل يعرف به ما في نفسه وما في الوجود من الخير والشر .
فينبغي للعبد أن يعتني كل الاعتناء بمعرفة المفاتيح وما جعلت المفاتيح له .
والله ومن وراء توفيقه وعدله له الملك وله الحمد وله النعمة والفضل لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون ....انتهى


جميع الحقوق محفوظة لمدونة عبد الله بن سليمان التميمي ©2013-2014 | |