[ بحث في حديث ] أول من أظهر إسلامه سبعة


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


 قال الإمام أحمد في مسنده :
3832 : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
 أَوَّلُ  مَنْ أَظْهَرَ إِسْلَامَهُ سَبْعَةٌ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَمَّارٌ، وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ، وَصُهَيْبٌ، وَبِلَالٌ، وَالْمِقْدَادُ، فَأَمَّا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَنَعَهُ اللهُ بِعَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ، فَمَنَعَهُ اللهُ بِقَوْمِهِ، وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فَأَخَذَهُمُ الْمُشْرِكُونَ، فَأَلْبَسُوهُمْ أَدْرَاعَ الْحَدِيدِ، وَصَهَرُوهُمْ فِي الشَّمْسِ، فَمَا مِنْهُمْ إِنْسَانٌ إِلَّا وَقَدْ وَاتَاهُمْ عَلَى مَا أَرَادُوا، إِلَّا بِلَالٌ، فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللهِ، وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ، فَأَعْطَوْهُ الْوِلْدَانَ، وَأَخَذُوا يَطُوفُونَ بِهِ شِعَابَ مَكَّةَ، وَهُوَ يَقُولُ أَحَدٌ، أَحَدٌ .اهـ
أقول :
هذا إسناد ظاهره الحسن غير أن الدارقطني قد أعله بعلة قادحة كما في العلل
[ س 708] :  وسُئِل عَن حَدِيثِ زِرٍّ ، عَن عَبدِ الله ، قال : كان أَوَّل مَن أَظهَر إِسلاَمَهُ سَبعَةٌ : رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلم ، وأَبُو بَكرٍ ، وعَمّارٌ ، وأُمُّهُ سُمَيَّةُ ، وبِلاَلٌ ، وصُهَيب ، والمِقداد ، ... الحَدِيثَ.
فَقال : يَروِيهِ يَحيَى بن أَبِي بُكَيرٍ ، عَن زائِدَة ، عَن عاصِمٍ ، عَن زِرٍّ ، عَن عَبدِ الله.
تَفَرَّد بِهِ يَحيَى بن أَبِي بُكَيرٍ :
 وقال : إِنَّهُ وهمٌ ، وإِنَّما رَواهُ زائِدَةُ ، عَن مَنصُورٍ ، عَن مُجاهِدٍ قَولَهُ.اهـ

وقال البزار عقبه : وَهَذَا الْحَدِيثُ لاَ نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ زَائِدَةَ مَوْصُولاً إِلاَّ يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ .اهـ
وقال العجلي في ترجمة يحيى في كتاب الثقات : كَانَ يخطىء فِي هَذَا الحَدِيث يحيى بن أبي بكير يَقُول عَن زَائِدَة عَن عَاصِم عَن زر وانما رَوَاهُ النَّاس عَن مَنْصُور عَن مُجَاهِد.اهـ
ولم أقف في كل المصادر التي وقف عليها سواء في المطبوع أو في الشاملة على أي متابع ليحيى بن أبي بكير
ومع نص هذين الحافظين على تفرده بهذا الخبر يتأكد لي أن متابعة حسين الجعفي التي أوردها الحاكم في المستدرك   خطأ أو وهم والله أعلم .
وقد أورده الوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين وليس هو على شرطه إذ أنه قال في المقدمة :
وهكذا أنظر في كتب العلل , إذا كان الحديث معللاً بعلة قادحة تركته , وإذا شككت في الحديث تركته .اهـ  فلزم التنبيه

هذا وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


جميع الحقوق محفوظة لمدونة عبد الله بن سليمان التميمي ©2013-2014 | |