الرد على بشار عواد معروف محقق تهذيب الكمال

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فلقد وقفت على كلام للدكتور / بشار عواد معروف – محقق تهذيب الكمال – في حاشيته على الكتاب في ترجمة إبراهيم بن أبي يحيى الأسلمي – شيخ الإمام الشافعي – أراد الدكتور بها الدفاع عن هذا المبتدع الكذاب , وقبل الرد على كلام الدكتور

.
  أذكر لك ما ذكر في ترجمته في تهذيب الكمال الذي حققه الدكتور ! وما ورد فيها من جرح في هذا الراوي :

قَال يحيى بْن سَعِيد القطان : سألت مالكا عَنه : أكان ثقة ؟ قال : لا، ولا ثقة في دينه
وَقَال عَبد الله بْن أَحْمَد بْن حنبل عَن أبيه : كان قدريا , معتزليا , جهميا ، كل بلاء فيه.
وَقَال أبو طالب أحمد بْن حميد عَن أحمد بْن حنبل: لا يكتب حديثه، ترك الناس حديثه. كان يروي أحاديث منكرة، لا أصل لها، وكان يأخذ أحاديث الناس يضعها في كتبه.
وَقَال بشر بْن المفضل: سألت فقهاء أهل المدينة عنه، فكلهم يقولون: كذاب أو نحو هذا.
وَقَال علي ابن المديني عَن يحيى بْن سَعِيد: كذاب.
وَقَال مُحَمَّد بْن عُمَر المعيطي عَن يحيى بْن سَعِيد: كنا نتهمه بالكذب
وَقَال أبو حفص أحمد بْن مُحَمَّد الصفار: سمعت يزيد بْن زريع - ورأى إِبْرَاهِيم بْن أَبي يحيى يحدث - فَقَالَ: لو ظهر لهم الشيطان لكتبوا عنه.
وقَال البُخارِيُّ : جهمي تركه ابن المبارك والناس. كان يرى القدر.
وَقَال عَباس الدُّورِيُّ عَنْ يحيى بْن مَعِين : ليس بثقة.
وَقَال أحمد بْن سعد بْن أَبي مريم: قلت ليَحْيَى بْن مَعِين: فابن أَبي يحيى؟ قال: كذاب في كل ما روى
قلت [ عبد الله ] : هنا نص على الرواية فتنبه .
قال: وسمعت يحيى يقول: كان فيه ثلاث خصال: كان كذابا، وكان قدريا، وكان رافضياً
قلت [ عبد الله ] :  فتأمل تفريق الإمام بين الجرح بالبدعة , والجرح بالكذب .
وَقَال إِبْرَاهِيم بْن يعقوب الجوزجاني : فيه ضروب من البدع، فلا يشتغل بحديثه، وأنه غير مقنع ولا حجة.
وَقَال النَّسَائي: متروك الحديث.
وَقَال في موضع آخر: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه
وقال الدكتور في الحاشية أيضاً : (2) الذي في المطبوع من تاريخ ابن مَعِين برواية عباس: لا يكتب حديثه كان جهميا رافضيا" وفي موضغ آخر: كان كذابا، وكان رافضيا" (ص: 13) .
وفي كتاب ابن أَبي حاتم: ليس بثقة كذاب (1 / 1 / 126) !!
وقال الدكتور في الحاشية أيضاً : (2) الحكاية في الكامل لابن عدي: (2 / الورقة: 23) ، والميزان (1 / 58) وغيرهما.
وجاء في حاشية النسخة بخط المؤلف: حاشية: قال أَبُو مُحَمَّد عبد الرحمن بْن أَبي حاتم الرازي في كتاب"مناقب الشافعي"له:
حَدَّثَنَا أحمد بْن سلمة بْن عَبد اللَّهِ النيسابوري، قال: سمعت إسحاق بن إبراهيم، يعني راهويه - يقول:
ناظرت الشافعي بمكة في كرى بيوت مكة فذكر القصة إلى أن قال:
قال إسحاق: وما رأيت رجلا كنت إذا حركته يأتي بإبراهيم بن أَبي يحيى وذويه إلا الشافعي، وفي الدنيا أحد يحتج بإبراهيم بن أَبي يحيى ؟!
فقلت له: من إبراهيم بن أَبي يحيى وهل يحتج بمثله .اهـ
هذا كله في تهذيب الكمال الذي حققه الدكتور !!
والذين كذبوه صراحة فيها : يحيى بن سعيد القطان وابن معين , وأبو حاتم و المعيطي نقل ذلك عن فقهاء المدينة .
وأزيد الدكتور  المحقق ! :
 في سؤالات ابن أبي شيبة لابن المديني قال [ 153 ] : وَسمعت عليا يَقُول ابراهيم بن أبي يحيى كَذَّاب وَكَانَ يَقُول بِالْقدرِ .اهـ
وأزيده أيضاً :
قال العقيلي في الضعفاء : حدثني زكريا بن يحيى الحلواني قال : سمعت أبا داود صاحب أحمد بن حنبل ، يقول : إبراهيم بن أبي يحيى قدري رافضي كذاب .اهـ
وقال ابن حبان في المجروحين :وَيذْهب إِلَى كَلام جهم ويكذب .اهـ
وقال في الثقات : قال يحيى بن سعيد القطان لم نترك إبراهيم بن أبي يحيى للقدر وإنما تركناه للكذب وقال يحيى بن معين كان كذابا رافضيا قدريا.اهـ
قلت [ عبد الله ] : ففرق ابن المديني وأبو داود , وابن حبان بين الجرح بالبدعة , والجرح بالكذب
وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل :
حَدثنا عَبد الرَّحمن حدثني أَبي، حَدثنا الحسن بن الزبرقان، قال: سَمِعتُ وَكيعًا يقول: لا نروي عن إِبراهيم بن أَبي يَحيَى حرفًا.
وقال أيضاً : حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبي، حَدثنا أَحمد بن السندي الباغي الرازي، قال: سَمِعتُ إِبراهيم بن موسى قال: أَخْبَرني عَبد الرَّحمن بن الحكم بن بشير، عن سُفيان بن عُيَينة:
 أَنه قال ذات يوم: ما بقى أحد أروى عن محمد بن المنكدر مني.
 فقيل له: إِبراهيم بن أَبي يحيى؟ قال: إِنما نريد أهل الصدق.
سمعتُ أَبي يقول: سَمِعتُ علي بن المَديني يقول:
 ما رأَيت أحدًا ينص يَحيَى بن سَعيد بالكذب إِلاَّ إِبراهيم بن أَبي يحيى، ونفسين آخرين.
وقال : حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: قُرِئَ عَلَى العباس بن محمد الدوري عن يَحيي بن مَعين، أَنه قال: إِبراهيم بن أَبي يَحيَى ليس بثقة كذاب.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، سَمِعتُ أَبي يقول: إِبراهيم بن أَبي يَحيَى كذاب متروك الحديث، ترك ابن المبارك حديثه.اهـ
قلت [ عبد الله ] :  فهؤلاء ستة من كبار أئمة الإسلام يتهمونه بالكذب والبدعة
وعامة الأئمة كما مر معك يضعفونه جداً
فماذا صنع الدكتور بكلام أئمة الحديث وأهل الصنعة والشأن ؟
قال في الحاشية :
قال أفقر العباد بشار بن عواد محقق هذا الكتاب:
قد كثر القول في تضعيف إبراهيم، فذكر علي ابن المديني أنه كذاب وأنه كان يقول بالقدر.
وَقَال الدَّارَقُطْنِيُّ: متروك.
وَقَال ابن حبان في "المجروحين": كان إبراهيم يرى القدر ويذهب إلى كلام جهم ويكذب مع ذلك في الحديث".
وَقَال العقيلي: قال إبراهيم بن سعد: كنا نسمي إبراهيم بن أَبي يحيى ونحن نطلب الحديث خرافة
وَقَال سفيان بن عُيَيْنَة: احذروه ولا تجالسوه.
وَقَال أبو همام السكوني: سمعت ابراهيم بن أَبي يحيى يشتم بعض السلف.
وَقَال ابن سعد: كان كثير الحديث، ترك حديثه، ليس يكتب.
وَقَال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث.
وَقَال أبو زُرْعَة: ليس بشيءٍ.
وَقَال العجلي: كان قدريا معتزليا رافضيا وكان من أحفظ الناس، وكان قد سمع علما كثيرا وقرابته كلهم ثقات وهو غير ثقة.
وَقَال البزار: كان يضع الحديث، وكان يوضع له مسائل فيضع لها إسناداً، وكان قدريا، وهو من أستاذي الشافعي وعز علينا.
قلت [ عبد الله ] : ففرق البزار هنا بين الكذب والبدعة
وعلق الإمام الذهبي على قول ابن عدي في تعديله بأن [ الجرح مقدم ] . الخ.

وقد حاول ابن حبان البستي أن يعتذر لرواية الشافعي عنه وإكثار الاحتجاج به، فقال: وأما الشافعي فإنه كان يجالسه في حداثته، ويحفظ عنه حفظ الصبي، والحفظ في الصغر كالنقش في الحجر.
فلما دخل مصر في آخر عُمَره فأخذ يصنف الكتب المبسوطة احتاج إلى الأخبار ولم تكن معه كتبه فأكثر ما أودع الكتب من حفظه، فمن أجله ما روى عنه، وربما كنى عنه ولا يسميه في كتبه".
واعتذر الساجي - كما نقل ابن حجر - أن الشافعي لم يخرج عنه حديثًا في فرض وإنما أخرج عنه في الفضائل.
ويلاحظ على كل الذي قيل في إبراهيم بن محمد بن أَبي يحيى جملة أمور منها:
1- أن غالب ما وجه إليه من نقد كان بسبب العقائد، فقد أكدوا أنه كان معتزليا قدريا جهميا رافضيا، ولم يثبت أنه كان غاليا في عقيدته داعية لها، وعليه فإن تضعيفه من جهة العقائد فيه نظر. انتهى كلامه
قلت : الجرح من جهة العقائد جرح عزيز و الجرح والتعديل في أهل البدع ظهر قبل الجرح والتعديل في الرواة قال الإمام مسلم :
حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّاءَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: " لَمْ يَكُونُوا يَسْأَلُونَ عَنِ الْإِسْنَادِ، فَلَمَّا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ.
قَالُوا: سَمُّوا لَنَا رِجَالَكُمْ، فَيُنْظَرُ إِلَى أَهْلِ السُّنَّةِ فَيُؤْخَذُ حَدِيثُهُمْ، وَيُنْظَرُ إِلَى أَهْلِ الْبِدَعِ فَلَا يُؤْخَذُ حَدِيثُهُمْ .اهـ
ولولاه لقال من شاء ما شاء , وهؤلاء الأئمة كانوا يثبتون البدع على أناس كثر , ومع ذلك لا يتهمونهم بالكذب بقولهم : [ كذاب ]
وهذا مر على الدكتور في أثناء التحقيق ! ولا شك !
فهذا إرجاف على أئمة الإسلام وطعن [ صريح فيهم ]  بأنهم يتهمون الناس بالكذب وما هم بكذابين .
وقوله غالبه بسبب العقائد : باطل يريد أن رموه بالكذب لا لأنه كذاب , بل لأنه مخالف لهم بالعقيدة , وهذا من أبطل الباطل . بل هو اجتمعت فيه هذه الخصال كلها وقد نبهت على تفريقهم بين جرحه بالبدعة وجرحه بالكذب خلال الترجمة .

ثم قال :
2- أنه كان عالما فاضلا شهد بعلمه من تكلم فيه، قال الإمام الذهبي في أول ترجمته من (تاريخ الإسلام، الورقة: 49 من مجلد أيا صوفيا 3006) : الفقيه المدني أحد الإعلام .
وروى ابن حبان بسنده إلى عَبد الله بن قريش، قال: جاء رشدين بن سعد إلى ابراهيم بن أَبي يحيى ومعه كتب قد حملها في كسائه، فقال لابراهيم: هذه كتبك وحديثك، أرويها عنك؟ قال: نعم. قال: بلغني أنك رجل سوء فاتق الله عزوجل وتب إليه، قال: فإن كنت رجل سوء فلاي شيء تأخذ عني الحديث؟ قال: ألم يبلغك أنه يذهب العلم ويبقى منه في أوعية سوء فأنت من الاوعية السوء! (المجروحين: 1 / 105 – 106) .
قلت [ عبد الله ] : الذهبي يتوسع في هذه الألقاب التي يطلقها وقد قال بعض هذه الألقاب في رافضة ومعتزلة خلص وكذابين لا شك فيهم .
حتى قال في ترجمة هشام ابن السائب الكلبي :
العَلاَّمَةُ، الأَخْبَارِيُّ، النَّسَّابَةُ الأَوْحَدُ، أَبُو المُنْذِرِ هِشَامُ ابْنُ الأَخْبَارِيِّ البَاهِرِ مُحَمَّدِ بنِ السَّائِبِ بنِ بِشْرٍ الكَلْبِيُّ، الكُوْفِيُّ، الشِّيْعِيُّ.
أَحَدُ المَتْرُوْكِيْنَ كَأَبِيْهِ. اهـ
وانظر [ هنا ] و [ هنا ] لمزيد فائدة حول موضوع الذهبي هذا
أقول : فتأمل قوله علامه , وقوله أحد المتروكين .
ولو صح ذلك فالذهبي نفسه قال لك يا دكتور [  الجرح مقدم ]
ورشدين بن سعد نفسه ضعيف جداً وليس من أهل السبر حتى تحتج بقوله – على فهمك – على أئمة الشان ؟!
ثم قال :
3-  أن علاقته بالإمام مالك كانت سيئة وأنه كان ينافسه قال الذهبي في (الميزان: 1 / 60) : وَقَال أحمد بن علي الأبار: حَدَّثَنَا أبو عَمْرو محمد بن عبد الرحمن القرمطي، حَدَّثَنَا يحيى الأسدي، قال: سمعت إبراهيم بن أَبي يحيى يملي على رجل غريب، فأملى عليه لابي الحويرث عن نافع عن جبير ثلاثين حديثًا، فجاء بها من أحسن شيء عجب. فقال ابن أَبي يحيى للغريب: قد حدثتك ثلاثين حديثًا، ولو ذهبت إلى ذاك الحمار فحدثك بثلاثة أحاديث لفرحت بها، يعني مالكا.
أقول :  أولاً هذا تعريض قبيح في الإمام مالك وأئمة أهل السنة , وأنهم يتكلمون بالأهواء والحسد وأن كلام مالك فيه كان بسبب المنافسة .
وما عرف الدكتور المسكين أن هذا أمر طبيعي بين رأس في السنة [ مالك ]  ورأس في البدعة وهو إبراهيم
وأن مالك محنة من أثنى عليه فهو سني ومن تكلم فيه فهو مبتدع
وقوله عن مالك [ حمار ] جرح شديد في إبراهيم .
وكما قال الإمام أحمد من كذب أهل الصدق فهو الكذاب .
ثم قال :
4- أن الإمام الشافعي لم ينفرد بتوثيقه، فقد نظر ابن عقدة في حديثه فلم يجد فيه نكارة وكذلك ابن عدي بعد أن كتب له ترجمة حافلة في "الكامل"استغرقت عشرين صفحة. وقد نقل المؤلف قول حمدان الأصبهاني فيه وفي تعديله.
أقول : ابن عقدة رافضي متهم بالكذب ,
قال السهمي : سألت أبا بكر بن عبدان عن ابن عقدة إذا حكى حكاية عن غيره في الشيوخ في الجرح، هل يقبل قوله؟ قال لا يقبل .اهـ
وقال البرقاني: قلت للدارقطني: إيش أكثر ما في نفسك من ابن عقدة ؟
قال: الإكثار بالمناكير .اهـ
وفي الميزان : وروى حمزة بن محمد بن طاهر عن الدارقطني، قال: كان رجل سوء، يشير إلى الرفض
وقال ابن عدي: رأيت فيه مجازفات، حتى كان يقول: حدثتني فلانة، قالت: هذا كتاب فلان قرأت فيه: قال: حدثنا فلان - قال: وكان مقدما في الشيعة.
وقال ابن عدي: سمعت أبا بكر بن أبي غالب يقول: ابن عقدة لا يتدين بالحديث، لأنه كان يحمل شيوخنا بالكوفة على الكذب، يسوى لهم نسخا، ويأمرهم أن يرووها ثم يرويها عنهم .اهـ
أقول :  وسبر ابن عدي ونظره , لا يقابل نظر ستة من أئمة الحديث فيهم يحي القطان والإمام أحمد وابن معين و أبوحاتم وأبو زرعة وابن المديني بلا شك !
ثم قال :
5- والثابت عن الإمام الشافعي توثيقه مطلقا كما نقل الربيع بن سُلَيْمان المرادي، بل قال في كتاب"اختلاف الحديث : ابن أَبي يحيى أحفظ من الدَّراوَرْدِيّ. وعليه فإن إيجاد المعاذير لرواية الإمام الشافعي لا معنى لها.
وقد علق الحافظ ابن حجر على قول الساجي الذي يذكر فيه أن الشافعي لم يخرج عنه حديثًا في فرض إنما أخرج عنه في الفضائل، بأن هذا هو خلاف الموجود المشهود (تهذيب: 1 / 161)

أقول :  الاعتذار من الأئمة للشافعي وجهه قوي إذ لا يمكن دفع أقوال كل هؤلاء الأئمة برواية الشافعي وقد قال الشافعي للإمام أحمد: أنتم أعلم بالحديث منا , وقوله هذا لا شك فيه عند طالب العلم.
وقولك : توثيقه مطلقاً , هو كان لا يتهمه بالكذب وأثبتت عليه البدعة وهذا ثابت عن الشافعي .
ثم قال الدكتور : فلينظر في تضعيف إبراهيم هذا مطلقا، وهو ليس بمتروك بكل حال.
أقول : قال أئمة الإسلام وحماة الشريعة كلمتهم في هذا الرجل , ولا حاجة لنا لكلامك ولا لكلام غيرك من الذين اتخذوا العلم تجارة يأكلون به .
وسبحان الله كيف يتجرأ رجل على تعديل كذاب مبتدع أو التشكيك في كلام جملة من أئمة الإسلام الكبار .
ثم يأتي من يُشك في دينه وفي عدالته فيشكك في أئمة الإسلام فإلى الله المشتكى
ثم إن كثيراً من الكذابين والمتروكين والضعفاء تجد من جهل حالهم وعدلهم .
وبهذا التقعيد السيء المريض نصحح أحاديث الكذابين والمتروكين فضلاً عن الضعفاء , ويكون عندها لا داعي لتحقيق تهذيب الكمال , ولا غيره !!

وهنا أنبه طلبة العلم على الانتباه إلى حواشي مؤسسة الرسالة على كتاب تهذيب الكمال وسير أعلام النبلاء وغيرها عامة كتب التراجم والرجال فإن لهم تعلقيات سيئة وخبيثة , فيها حط على أئمة الإسلام ورفع لأهل البدع , فالحذر كل الحذر من حواشي هؤلاء القوم .
كتبت هذا قديماً حتى استعرت من أخ لي كتاب تاريخ بغداد بتحقيق الدكتور فوجدت العجب :
قال في حاشية [ 1 / 508 ] : معلقاً على أثر رواه إبراهيم بن أبي يحيى عن ثور قائلاً :
رواية إبراهيم بن يحيى [ كذا والصواب ابن أبي يحيى ] الحديث عن ثور  كرواية الوليد شبه لا شيء لما هو معروف من شدة ضعف إبراهيم واتفاق أهل العلم على طرح حديثه وأن توثيق الشافعي له شذوذ منه رحمه الله , لم يوافقه عليه كبير أحد . انتهى كلامه والاعتراف سيد الأدلة كما يقوله الناس !
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم


جميع الحقوق محفوظة لمدونة عبد الله بن سليمان التميمي ©2013-2014 | |