ماذا لو رأى هولاء زماننا ...!



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


فهذا جزء لطيف جمعته لكي يعرف السني المتبع أن ما يمر به من غربة ومن ذهول لما يرى في العامة ليس بجديد بل هو من قديم جداً .

كما قال تعالى : [ وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ] [ وقليل من عبادي الشكور ]
وفيه عبرة لمن أراد لنفسه الخير .

 وفيه تسلية ومعين ليعرف السني أن هذا هو طريق الأئمة من ممن عاشوا وماتوا في هذا الأمر راجين عفو ربهم وغفرانه مستشعرين تقصيرهم فيه مع كل ما صنعوا .

والله تعالى يرحمنا برحمته ويتغمدنا بعفو منه تفضلاً ورحمة ,  إنه هو الغفور الرحيم

1- قال ابن أبي شيبة في المصنف : ٣٧٢٣٢ :
غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
 كُنْتُ آخِذًا بِلِجَامِ دَابَّةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَقَالَ :  كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا هَدَمْتُمُ الْبَيْتَ , فَلَمْ تَدَعُوا حَجَرًا عَلَى حَجَرٍ
 قَالُوا : وَنَحْنُ عَلَى الْإِسْلَامِ ؟
 قَالَ :  وَأَنْتُمْ عَلَى الْإِسْلَامِ .
 قَالَ : ثُمَّ مَاذَا ؟
 قَالَ :  ثُمَّ يُبْنَى أَحْسَنَ مَا كَانَ , فَإِذَا رَأَيْتَ مَكَّةَ قَدْ بَعَجَتْ كَظَائِمَ وَرَأَيْتَ الْبِنَاءَ يَعْلُو رُءُوسَ الْجِبَالِ فَاعْلَمْ أَنَّ الْأَمْرَ قَدْ أَظَلَّكَ .
أقول : عطاء الليثي والد يعلى لم يوثقه معتبر ويحتمل مثل هذا
ولا أظن البناء يعلو على روؤس الجبال إلا في زماننا , والله أعلم
وأوردته هنا من أجل أن تعرف أن الأمر قد أظلك حقاً !

2- قال يعقوب بن سفيان في المعرفة ( ٢ / ٢٤٧ )
عقبة بن مكرم عن سعيد - بن عامر - عن أسماء - بن عبيدة - قال :
أتيت يونس بن عبيد ، فخرج إلي فقعد على باب الدار ، فإذا هو كئيب حزين .
قال : قلت : يا أبا عبد الله ما الذي أرى بك ؟
قال : فسكت ملياً ، ثم رفع رأسه فقال : ذاك والله ما أرى في العامة . انتهى
أقول : يونس بن عبيد من تلاميذ الحسن أدرك كبار التابعين ورأى أنس بن مالك ،  كئيب حزين مما يرى في عامة الناس آنذاك , فكيف لو رأى ما حصل في العامة اليوم بعد ألف عام من موقفه هذا ؟!

3- قال يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ( ٢ / ٢٣٢ ) :
قال سليمان - يعني ابن حرب - : قال حماد - يعني ابن زيد - :
قيل لأيوب : العلم اليوم أكثر أم أقل ؟
قال : الكلام اليوم أكثر ، والعلم كان قبل اليوم أكثر .
قلت : أيوب السختياني تابعي ويقول هذا فكيف بنا في آخر الزمان وكيف لو رأى الكلام اليوم فتجد الكتب والتحقيقات ذات الألف صحيفة كثير منها حشو لا طائل تحته ...!

4- قال ابن أبي الدنيا في المنامات [  ٢١١ ] :
 حدثنا الحسين بن محمد قال :
رأيت في منامي كأن قائلا يقول : هذا زمان الموت فيه تحفة للمطيعين .
أقول : الحسين بن محمد هو السعدي من شيوخه وشيخ أبي حاتم وأبي زرعة .

5- قال محمد بن وضاح الذي توفي [  ٢٨٦ ] هجري في كتاب البدع  :
فَإِلَى اللَّهِ نَشْكُو وَحْشَتَنَا , وَذَهَابَ الْإِخْوَانِ , وَقِلَّةَ الْأَعْوَانِ , وَظُهُورَ الْبِدَعِ .
 وَإِلَى اللَّهِ نَشْكُو عَظِيمَ مَا حَلَّ بِهَذِهِ الْأُمَّةِ مِنْ ذَهَابِ الْعُلَمَاءِ من أَهْلِ السُّنَّةِ
وَظُهُورِ الْبِدَعِ .
 وَقَدْ أَصْبَحْنَا فِي زَمَانٍ شَدِيدٍ وَهَرْجٍ عَظِيمٍ .انتهى
قلت : فماذا نقول نحن ؟!

6- قال الإمام أحمد في مسنده [  20752 ] :
  حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، حَدَّثَنَا أَبُو قَتَادَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ قُرْصٍ أَوْ قُرْطٍ:
إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ الْيَوْمَ أَعْمَالًا هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعْرِ ، كُنَّا نَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمُوبِقَاتِ .
 فَقُلْتُ لِأَبِي قَتَادَةَ : فَكَيْفَ لَوْ أَدْرَكَ زَمَانَنَا هَذَا ؟ فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ :  لَكَانَ لِذَلِكَ أَقْوَلَ .

7- قال ابن بطة في كتابه النفيس إبطال الحيل  [ ص84 ] :
 فهذا عبد الله بن مسعود يحلف بالله : أن الذي يفتي الناس في كل ما يسألونه مجنون .
 ولو حلف حالف لبر أو قال لصدق : إن أكثر المفتين في زماننا هذا مجانين .
 لأنك لا تكاد تلقى مسئولا عن مسألة متلعثما في جوابها ، ولا متوقفا عنها .
 ولا خائفا لله ولا مراقبا له أن يقول له : من أين قلت ؟
 بل يخاف ويجزع أن يقال : سئل فلان عن مسألة فلم يكن عنده فيها جواب .
 يريد أن يوصف بأن عنده من كل ضيق مخرجا ، وفي كل متعلق متهجراً ، يفتي فيما عيي عنه أهل الفتوى ، ويعالج ما عجز عن علاجه الأطباء ، يخبط العشوة ، ويركب السهوة ، لا يفكر في عاقبة ، ولا يعرف العافية .

8- وقال ابن بطة في كتابه [ إبطال الحيل ص24 ] :
 أنا أقول - والله المحمود - هذه صفة أحمد بن حنبل رحمه الله ، فيا ويح من يدعي مذهبه ، ويتحلى بالفتوى عنه ، وهو سلم لمن حاربه ، عون لمن خالفه ، الله المستعان على وحشة هذا الزمان .

9- قال أبو نعيم في الحلية [ 8/355 ] :
 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ , حَدَّثَنِي بَيَانُ بْنُ الْحَكَمِ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ , ثنا بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ , قَالَ: سَمِعْتُ الْمُعَافَى بْنَ عِمْرَانَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , قَالَ:
كَانَ يُقَالُ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ أَقَلُّ شَيْءٍ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ أَخٌ مُؤْنِسٌ أَوْ دِرْهَمٌ مِنْ حَلَالٍ أَوْ عَمَلٌ فِي سُنَّةٍ .
أقول :  وما أعلم زماناً أشبه بما ذكر الأوزاعي من زماننا والله المستعان .

10- قال ابن أبي الدنيا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر  [ 109 ] :
 حدثني علي بن الحسن ، عن الفيض بن إسحاق ، قال :
 سألت فضيل بن عياض عن الأمر والنهي ؟
 قال : ليس هذا زمان كلام ، هذا زمان بكاء وتضرع ، واستكانة ودعاء لجميع أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
 لو أوثقت في رجلك في هذه - وأشار إلى أسفل الركبة - جزعت ولم تصبر ، ولو ابتليت لكفرت ، قد ابتلي قوم فكفروا من الشدة .
أقول : قال الفضيل هذا لما رأى شحاً مطاعاً وهوى متبعاً ، وعلم أن ما في عقوبة لن يزول إلا بطاعة الله عز وجل فكأنه يقول أصلحوا أنفسكم تصلح لكم ولاتكم

11- قال ابن رجب في شرح علل الترمذي [ 1/ 499 ] :
 وذكر أبو حاتم شيئاً من معرفة الرجال فقال : ذهب الذي كان يحسن هذا - يعني أبا زرعة - ما بقي بمصر ولا بالعراق أحد يحسن هذا !
قال أبو حاتم : وجرى بيني وبين أبي زرعة يوماً تمييز الحديث ومعرفته .
 فجعل يذكر أحاديث ويذكر عللها ، وكنت أذكر أحاديث خطأ وعللها ، وخطأ الشيوخ .
 فقال لي : يا أبا حاتم قل من يفهم هذا ، ما أعز هذا ، إذا رفعت هذا عن واحد واثنين ، فما أقل ما تجد من يحسن هذا ! .
أقول : فكيف بزماننا ؟

12- قال الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع  [ 91 ]  :
أنا محمد بن أحمد بن يعقوب ، أنا محمد بن نعيم الضبي ، أخبرني محمد بن يوسف بن ريحان ، قال : حدثني أبي ، قال ، : سمعت أبا عبد الله محمد بن إسماعيل ، يعني البخاري - يقول :
 أفضل المسلمين رجل أحيا سنة من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أميتت .
 فاصبروا يا أصحاب السنن رحمكم الله فإنكم أقل الناس .
 قال الشيخ أبو بكر – الخطيب -  : قول البخاري إن أصحاب السنن أقل الناس ، عنى به الحفاظ للحديث ، العالمين بطرقه ، المميزين لصحيحه من سقيمه
 وقد صدق رحمه الله في قوله .
 لأنك إذا اعتبرت لم تجد بلدا من بلدان الإسلام يخلو من فقيه ، أو متفقه يرجع أهل مصره إليه ، ويعولون في فتاويهم عليه .
 وتجد الأمصار الكثيرة خالية من صاحب حديث عارف به مجتهد فيه ، وما ذاك إلا لصعوبة علمه وعزته وقلة من ينجب فيه من سامعيه وكتبته .
 وقد كان العلم في وقت البخاري غضا طريا ، والارتسام به محبوبا شهيا ، والدواعي إليه أكبر ، والرغبة فيه أكثر ، وقال هذا القول الذي حكيناه عنه .
 فكيف نقول في هذا الزمان مع عدم الطالب ، وقلة الراغب وكان الشاعر وصف قلة المتخصصين من أهل زماننا في قوله : وقد كنا نعدهم قليلا ، فقد صاروا أقل من القليل .انتهى
أقول : فماذا نقول نحن ولا نعرف حافظاً واحداً نشير إليه فنقول هذا حافظ  !!


13- قال البربهاري في شرح السنة [ 140 ] :
واحذر ثم احذر  أهل  زمانك خاصة ، وانظر من تجالس ، وممن تسمع ، ومن تصحب ، فإن الخلق كأنهم في ردة ، إلا من عصمه الله منهم .
أقول : هذا قول البربهاري في أهل عصره قبل أحد عشر قرناً لما رأى من ذيوع البدع الكلامية .
 فكيف لو رأى زماننا وقد رافق تلك البدع الكلامية الزندقة الصريحة التي تفوه بها بعض أرباب الضلال والقبورية المحضة التي تشيع في صفوف المنتسبين إلى الإسلام .
على أن البربهاري ما جزم بالردة غير أنه قال [  كأنهم في ردة ] أي رقة دينهم تقارب رقة دين شديدة إلى حد شابهوا فيه من فارق دينه بالكلية .


14- وقال أبو نعيم في الحلية [ 3/17] :
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ، قَالَ : ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثَنَا حَجَّاجٌ ، قَالَ : ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، قَالَ : سَمِعْتُ يُونُسَ بْنُ عُبَيْدٍ ، يَقُولُ :
مَا أَعْلَمُ شَيْئًا أَقَلَّ مِنْ دِرْهَمٍ طَيِّبٍ يُنْفِقُهُ صَاحِبُهُ فِي حَقٍّ أَوْ أَخٍ يَسْكُنُ إِلَيْهِ فِي الْإِسْلَامِ .
 وَمَا يَزْدَادَانِ إِلَّا قِلَّةً .
أقول : إي والله ما يزدادن إلا قلة .

15- وقال الطبري في تهذيب الآثار [  347 ]:
 حدثني أبو حميد الحمصي أحمد بن المغيرة ، حدثنا عثمان بن سعيد ، عن محمد بن مهاجر ، حدثني الزبيدي ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة , أنها قالت :
 يا ويح لبيد حيث يقول : ذهب الذين يعاش في أكنافهم وبقيت في خلف كجلد الأجرب.
 قالت عائشة : فكيف لو أدرك زماننا هذا ؟
 قال عروة : رحم الله عائشة ، فكيف لو أدركت زماننا هذا ؟
 ثم قال الزهري : رحم الله عروة ، فكيف لو أدرك زماننا هذا ؟
 ثم قال الزبيدي : رحم الله الزهري ، فكيف لو أدرك زماننا هذا ؟
 قال محمد : وأنا أقول : رحم الله الزبيدي ، فكيف لو أدرك زماننا هذا ؟
 قال أبو حميد : قال عثمان : ونحن نقول : رحم الله محمدا ، فكيف لو أدرك زماننا هذا ؟
 قال أبو جعفر : قال لنا أبو حميد : رحم الله عثمان ، فكيف لو أدرك زماننا هذا ؟
 قال أبو جعفر : رحم الله أحمد بن المغيرة ، فكيف لو أدرك زماننا هذا ؟
 قال الشيخ : رحم الله أبا جعفر ، فكيف لو أدرك زماننا .
أقول : الشيخ الأخير هو راوي الكتاب عن الطبري ، وأقول بعد وفاة الطبري باثني عشر قرناً , رحمهم الله فكيف لو أدركوا زماننا .

16- قال إبراهيم الحربي في كتاب الغريب [ ٢ / ٤٤٣ ] :
حدثنا أبو حفص حدثنا أبو عاصم عن عثمان بن الأسود عن مجاهد قال :
يأتي على الناس زمان يكون أمثل الناس : التاجر النحرير الذي يجمع كل السلع !
إسناده صحيح وهو نفيس جدا لم أقف عليه في مصدر آخر , وفعلاً هذا حالنا اليوم بل بعضهم يمدح ويثني على من مكسبه بالشبه بل بالمحرمات !!

17- قال الإمام إسحاق بن راهوية كما في مسائل حرب الكرماني [ ص 567 – الطهارة والصلاة ]   :
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا لا يشتغلون بالأطعمات شغل أهل زماننا
قلت : كيف لو رأى زماننا !!

18- قال الخطيب في الجامع [  753 ]:
  أنا البرقاني ، أنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي ، أنا الحسين بن إدريس ، نا ابن عمار ، قال :
 كنا عند معاذ بن معاذ وقد تشفع لنا إليه رجل فقال : إن هؤلاء أهل سنة فحدثهم ، فلما جئنا إليه ، قال لنا : أنتم أصحاب سنة ، ثم بكى معاذ .
وقال : لو أعلم أنكم أصحاب سنة لأتيتكم في بيوتكم حتى أحدثكم .
أقول : هذا إسناد صحيح , و فيه أنه لا يحدث إلا أهل السنة ، وفيه الحرص على تعليم أهل السنة العلم ، وفيه قلة أهل السنة في ذلك الزمان فكيف زماننا

19- قال ابن القيم في إعلام الموقعين [ 2/194]  :
 وقال أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري : ثنا أبو مسهر ثنا سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله عن السائب بن يزيد ابن أخت نمر أنه سمع عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يقول :
إن حديثكم شر الحديث , إن كلامكم شر الكلام , فإنكم قد حدثتم الناس حتى قيل قال فلان وقال فلان ويترك كتاب الله من كان منكم قائما فليقم بكتاب الله وإلا فليجلس.
قال ابن القيم :  فهذا قول عمر لأفضل قرن على وجه الأرض فكيف لو أدرك ما أصبحنا فيه من ترك كتاب الله وسنة رسوله وأقوال الصحابة لقول فلان وفلان فالله المستعان.انتهى
أقول : فماذا عسانا أن نقول وفي زماننا من يقول من يأخذ بآثار الصحابة في العقيدة يخشى عليه من الزيغ والهلاك !! إنا لله وإنا إليه راجعون .

20- قال الإمام محمد بن عبد الوهاب في مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد :
عن أبي الدرداء قال: [ لو خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم إليكم ما عرف شيئا مما كان عليه هو وأصحابه إلا الصلاة ].
 قال الأوزاعي : فكيف لو كان اليوم ؟
قال عيسى يعني الراوي عن الأوزاعي : فكيف لو أدرك الأوزاعي هذا الزمان ؟ .
أقول : فكيف لو أدرك المجدد من يعيد شبه ابن جرجيس وأصحابه بصياغة جديدة ؟!

21- قال ابن رجب في كشف الكربة  [ ص319 ] :
 قال الأوزاعي في قوله صلى الله عليه وسلم: [ بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ ]  .
 أما إنه ما يذهب الإسلام ولكن يذهب أهل السنة حتى ما يبقى في البلد منهم إلا رجل واحد.
ولهذا المعنى يوجد في كلام السلف كثيرا مدح السنة ووصفها بالغربة ووصف أهلها بالقلة.
 فكان الحسن - رحمه الله - يقول لأصحابه : يا أهل السنة ! ترفقوا - رحمكم الله - فإنكم من أقل الناس .
وقال يونس بن عبيد: ليس شيء أغرب من السنة وأغرب منها من يعرفها .
وروي عنه أنه قال : أصبح من إذا عرف السنة فعرفها غريبا وأغرب منه من يعرفها .
وعن سفيان الثوري قال : استوصوا بأهل السنة فإنهم غرباء .انتهى
أقول : فكيف لو أدركوا زماننا ؟!

22- قال ابن الجوزي في تلبيس إبليس  [ ص149]:
 وقد كان علماء السلف يبتعدون عن الأمراء لما يظهر من جورهم فتطلبهم الأمراء لحاجتهم إليهم في الفتاوى والولايات .
فنشأ أقوام قويت رغبتهم في الدنيا فتعلموا العلوم التي تصلح للأمراء وحملوها إليهم لينالوا من دنياهم .
ويدلك على أنهم قصدوا بالعلوم أن الأمراء كانوا قديما يميلون إلى سماع الحجج في الأصول
 فأظهر الناس علم الكلام !
ثم مال بعض الأمراء إلى المناظرة في الفقه فمال الناس إلى الجدل !
ثم مال بعض الأمراء إلى المواعظ فمال خلق كثير من المتعلمين إليها !
ولما كان جمهور العوام يميلون إلى القصص كثر القصاص وقل الفقهاء ! . انتهى
أقول : وعلماء الحديث الذين يبتعدون عن أهوائهم وأهواء الناس قلة في كل زمان والله المستعان .


23- قال  عبد الله أبو بطين في منهاج التأسيس  [ ص106 ] :
 ولكن الأمر كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه  : [ إنما تنقض عرى الإسلام عروة , عروة إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية ] .
 وهذا لأنه إذا لم يعرف الجاهلية والشرك وما عابه القرآن وذمه ، وقع فيه وأقره ودعا إليه وصوبه وحسنه ، وهو لا يعرف أنه الذي كان عليه أهل الجاهلية أو نظيره أو شر منه أو دونه.
 فتنقض بذلك عرى الإسلام ويعود المعروف منكرا والمنكر معروفا والبدعة سنة والسنة بدعة. ويكفر الإنسان بمحض الإيمان وتجريد التوحيد، ويبدع بتجريد متابعة الرسول ومفارقة الأهواء والبدع ، ومن له بصيرة وقلب حي يرى ذلك عيانا والله المستعان .
أقول : هذا كلامه رحمه الله في زمانه فكيف لو أدرك هذا الزمان فإنا لله وإنا إليه راجعون ؟ !

24- قال الإمام مسلم :
و اعلم وفقنا الله و إياك أن لولا كثرة جهلة العوام مستنكري الحق و رواية بالجهالة لما بان فضل عالم على جاهل ، و لا تبين علم من جهل.
و لكن الجاهل ينكر العلم لتركيب الجهل فيه.
 و ضد العلم هو الجهل , فكل ضد ناف لضده ، دافع له لا محالة.
فلا يهولنك استنكار الجهال و كثرة الرعاع لما خص به قوم و حرموه فإن اعتداد العلم دائر إلى معدنه ، و الجهل واقف على أهله.اهـ
أقول : في زمان الإمام مسلم يقول : كثرة الجهال والرعاع , ولا شك أنهم اليوم أضعاف مضاعفه !

25- قال ابن أبي حاتم في تقدمة الجرح والتعديل :
 حَدثنا إِسماعيل بن إِسرائيل السلال، حَدثنا الفريابي قال:
 كتب سُفيان بن سعيد إلى عباد بن عباد فقال: من سُفيان بن سعيد إلى عباد بن عباد، سلام عليك فإِني أَحمد إليك الله الذي لا إله إِلاَّ هو؛ أما بعد.
 فإِني أوصيك بتقوى الله، فإِن اتقيت الله عز وجل كفاك الناس، وإن اتقيت الناس لم يغنوا عنك من الله شيئًا.
 سألت أَن أكتب إليك كتابًا أصف لك فيه خلالا تصحب بها أهل زمانك وتؤدي إِليهم ما يحق لهم عليك، وتسأل الله عز وجل الذي لك.
 وقد سألت عن أَمر جسيم، الناظرون فيه اليوم المقيمون به قليل، بل لاَ أعلمُ مكان أحد، وكيف يستطاع ذلك؟
 وقد كدر هذا الزمان، أَنه ليشتبه الحق والباطل، ولا ينجو من شره إِلاَّ من دعا بدعاء الغريق.
 فهل تعلم مكان أحد هكذا ؟ وكان يقال : يوشك أَن يأتي على الناس زمان لا تقر فيه عين حكيم.
 فعليك بتقوى الله عز وجل والزم العزلة واشتغل بنفسك واستأنس بكتاب الله عز وجل، واحذر الأمراء، وعليك بالفقراء والمساكين والدنو منهم.
 فان استطعت أَن تأمر بخير في رفق فإِن قبل منك حمدت الله عز وجل، وإن رد عليك أقبلت على نفسك فإِن لك فيها شغلا.
 واحذر المنزلة وحبها فإِن الزهد فيها أشد من الزهد في الدنيا.
 وبلغني أَن أَصحاب محمد صَلى الله عَليه وسَلم كانوا يتعوذون أَن يدركوا هذا الزمان وكان لهم من العلم ما ليس لنا، فكيف بنا حين أدركنا على قلة علم وبصر وقلة صبر وقلة أعوان على الخير مع كدر من الزمان وفساد من الناس ؟
 وعليك بالأمر الأول والتمسك به .
وعليك بالخمول فإِن هذا زمان خمول .
وعليك بالعزلة وقلة مخالطة الناس فان عُمر بن الخطاب، رَضي الله عَنهُ قال: إياكم والطمع، فإِن الطمع فقر، واليأس غنى، وفي العزلة راحة من خلاط السوء.
 وكان سَعيد بن المُسيَّب يقول: العزلة عبادة.
 وكان الناس إِذا التقوا انتفع بعضهم ببعض ، فأما اليوم فقد ذهب ذلك والنجاة في تركهم فيما نرى.
 وإياك والأمراء والدنو منهم وأن تخالطهم في شيء من الأَشياء، وإياك أَن تخدع، فيقال لك: تشفع فترد عن مظلوم، أَو مظلمة، فإِن تلك خدعة إبليس وإنما اتخذها فجار القراء سلماً.
 وكان يقال: اتقوا فتنة العابد الجاهل، وفتنة العالم الفاجر، فإِن فتنتهما فتنة لكل مفتون.
 وما كفيت المسألة والفتيا فاغتنم ذلك، ولا تنافسهم، وإياك أَن تكون ممن يحب أَن يعمل بقوله وينشر قوله، أَو يسمع منه.
 وإياك وحب الرياسة، فإِن من الناس من تكون الرياسة أحب إِليه من الذهب والفضة، وهو باب غامض لا يبصره إِلاَّ البصير من العلماء السماسمرة.
 واحذر الرئاء فإِن الرئاء أخفى من دبيب النمل. وَقال حُذيفة: سيأتي على الناس زمان يعرض على الرجل الخير والشر، فلا يدري أيما يركب.
 وقد ذكر عن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم قَال: لا تزال يد الله عز وجل على هذه الأُمة وفي كنفه وفي جواره وجناحه، ما لم يمل قراؤهم إلى أمرائهم وما لم يبر خيارهم أشرارهم، وما لم يعظم أبرارهم فجارهم، فإذا فعلوا ذلك رفعها عنهم، وقذف في قلوبهم الرعب وأنزل بهم الفاقة وسلط عليهم جبابرتهم فساموهم سوء العذاب.
 وقال: إِذا كان ذلك لا يأتيهم أمر يضجون منه إِلاَّ أردفه بآخر يشغلهم عن ذلك، فليكن الموت من شأنك، ومن بالك، وأقل الأمل، وأكثر ذكر الموت، فإِنك إِن أكثرت ذكر الموت هان عليك أمر دنياك.
 وقال عُمر: أكثروا ذكر الموت، فإِنكم إِن ذكرتموه في كثير قلله، وإن ذكرتموه في قليل كثره، واعلموا أَنه قد حان للرجل يشتهي الموت.
 أعاذنا الله وإياك من المهالك، وسلك بنا وبك سبيل الطاعة .

26- وقال ابن أبي حاتم :
 حَدثنا محمد بن مسلم حدثني أَبو الوليد قال كتب الثَّوري إلى عثمان بن زائدة:

 أما بعد السلام عليك قد كنت تذكر الري وفي الأَرض مسكة وقد هاج الفتن.
 فانج بنفسك ثم انج.
 وقد قال النَّبي صَلى الله عَليه وسَلم: [ إِن السعيد لمن جنب الفتن ] .
أقول : وقد هاجت الفتن اليوم وكثرت جداً , فاللهم سلم سلم .

27- قال الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال
في كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من مسائل الإمام المبجل أبي عبد الله أحمد ابن حنبل [ ص 43 ] :
أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ صَالِحٍ بطرسوس قَالَ :
قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - يعني أحمد بن حنبل - :
يَا أَبَا حَفْصٍ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الْمُؤْمِن بَيْنَهُمْ مِثْل الْجِيفَة ، وَيَكُون الْمُنَافِق يُشَارُ إلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ.
فَقُلْت يا أبا عبد الله : وَكَيْف يُشَارُ إلَى الْمُنَافِق بِالْأَصَابِعِ ؟
قَالَ : يا أبا حفص صَيَّرُوا أَمْرَ اللَّه فُضُولًا .
قَالَ : الْمُؤْمِن إذَا رَأَى أَمْرًا بِمَعْرُوفٍ أَوْ نَهْيًا عَنْ مُنْكَر لَمْ يَصْبِر حَتَّى يَأْمُر وَيَنْهَى , يَعْنِي قَالُوا : هَذَا فُضُول .
قَالَ : وَالْمُنَافِق كُلّ شَيْء يَرَاهُ قَالَ بِيَدِهِ عَلَى فمه .
فَيُقَال : نِعَم الرَّجُل لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْفُضُول عَمَلٌ !!
وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُول : إذَا رَأَيْتُمْ الْيَوْم شَيْئًا مُسْتَوِيًا فَتَعَجَّبُوا .
أقول : أي والله من كثرة الاعوجاج في الناس ترى المستوي شيئاً عجيباً !

28- قال الإمام الدارمي في الرد على الجهمية :
وَمَا ظننا أَنا نضطر إِلَى الِاحْتِجَاج على أحد من يَدعِي الْإِسْلَام فِي إِثْبَات الْعَرْش وَالْإِيمَان بِهِ.
 حَتَّى ابتلينا بِهَذِهِ الْعِصَابَة الملحدة فِي آيَات الله ، فشغلونا بالاحتجاج لما لم تخْتَلف فِيهِ الْأُمَم قبلنَا ، وَإِلَى الله نشكو مَا أوهت هَذِه الْعِصَابَة من عرى الْإِسْلَام ، وَإِلَيْهِ نلجأ وَبِه نستعين.انتهى
أقول : وما أكثر الجهال اليوم الذي يضطرون طلبة العلم للاستدلال على الواضحات التي لم يختلف فيها الناس !
وكيف لو رأى من ينكر مئات الأحاديث بلا حجة إلا أنه لم تدخل عقله المشبع بزبالات اليهود والنصارى مثلاً ؟!

28- قال ابن رجب في رسالته النفيسة [ فضل علم السلف على علم الخلف ص 13 ] :
وفي زماننا يتعين كتابة كلام السلف المقتدى بهم في زمن الشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد وليكن الإنسان على حذر مما حدث بعدهم .انتهى
أقول : وهذا يتعين في زماننا أكثر , حيث أصبحت مخالفة إجماعات الصحابة والتابعين وأئمة الإسلام , هي الفقه الجديد , وهي الخروج من التعصب
وأصبح يضاف إلى أئمة أهل الحديث الذي ذكرهم ابن رجب وغيرهم أئمة أهل الرأي المرجئة جنباً إلى جنب وكأنهم شيء واحد !!

29- وقال عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد : [ 2112 ] : حدثنا أحمد بن محمد حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ قَالَ:
 قَالَ لِي أَبُو وَائِلٍ:  أَتَدْرِي بِمَا أُشَبِّهُ قُرَّاءَ أَهْلِ زَمَانِنَا  ؟
 قَالَ : قُلْتُ : وَمَنْ يُشْبِهُهُمْ ؟
 قَالَ :  أُشَبِّهُهُمْ بِرَجُلٍ أَسْمَنَ غَنَمًا فَلَمَّا ذَبَحَهَا وَجَدَهَا غُثَاءً لَا تَنْقَى أَوْ رَجُلٍ عَمَدَ إِلَى دَرَاهِمَ فَأَلْقَاهَا فِي زِئْبَقٍ ثُمَّ أَخْرَجَهَا فَكَسَرَهَا فَإِذَا هِيَ نُحَاسٌ .
أقول : أحمد بن محمد هو أبو جعفر الوراق والإسناد صحيح
 أبو وائل التابعي المخضرم يقول هذا فماذا عسانا أن نقول في قرائنا بين لاهث وراء الشهرة وبين المداهن من أجل الدنيا ؟! نسأل الله السلامة والعافية .

30- وقال ابن مفلح في الآداب الشرعية [2 / 37 ]:
وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ ثَوَّابٍ قَالَ لِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ:
 مَا أَعْلَمُ النَّاسَ فِي زَمَانٍ أَحْوَجُ مِنْهُمْ إلَى طَلَبِ الْحَدِيثِ مِنْ هَذَا الزَّمَانِ .
 قُلْتُ وَلِمَ ؟
 قَالَ: ظَهَرَتْ بِدَعٌ , فَمَنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ حَدِيثٌ وَقَعَ فِيهَا .انتهى
قلت : وقد صدق ونصح , واليوم الناس أشد حاجة من زمانكم يا أبا عبد الله ..!
بل الناس تقع بالكفر الصراح أحيانا لا بالبدع فقط !

31- وقال صالح في مسائله لأبيه الإمام أحمد : [ 489 ]:
 وَسَأَلته عَن النِّسَاء يخْرجن إِلَى الْعِيدَيْنِ ؟
قَالَ : لَا يُعجبنِي فِي زَمَاننَا هَذَا لِأَنَّهُ فتْنَة .
قلت : هو اليوم - والله الذي لا إله إلا هو - أشد وأكبر فتنة , والله المستعان .
وهذه الرواية نقلها عن الإمام أحمد صالح وعبد الله وحرب الكرماني كلهم بنفس السؤال وأجابهم بنفس الإجابة

32- قال شيخ الإسلام كما في الفتاوى الكبرى [ 4 / 225 ] :
وَالْمُجَاهِدُ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا، وَالْمُعَلِّمُ لِيَكُونَ التَّعَلُّمُ مَحْضَ التَّقَرُّبِ , قَلِيلُ الْوُجُودِ أَوْ مَفْقُودٌ .انتهى
أقول : صدق وهم اليوم أقل وأقل .

33- وقال ابن أبي شيبة في المصنف [3524 ]:
 حَدَّثَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ :
 قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :  اعْتَدِلُوا فِي صُفُوفِكُمْ ، فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي .
 قَالَ أَنَسٌ :  لَقَدْ رَأَيْتُ أَحَدَنَا يَلْزَقُ مَنْكِبَهُ بِمَنْكِبِ صَاحِبِهِ ، وَقَدَمَهُ بِقَدَمِهِ .
 وَلَوْ ذَهَبْتَ تَفْعَلُ ذَلِكَ لَتَرَى أَحَدَهُمْ كَأَنَّهُ بَغْلٌ شَمُوسٌ .
قلت : وفي هذه الحالة بالذات ما أكثر هؤلاء الذين لا يهتمون بالصف في الصلاة وقد قال عليه الصلاة والسلام : لا تختلفوا فتختلف قلوبكم !
والله عزوجل يقول : [ صفاً  كأنهم بنيان مرصوص ] .
وفي زمان أنس ترك الناس هذه السنة وأصبحوا ينفرون منها , فكيف بنا في آخر الأزمان .

وهنا أختم بكلمة جليلة للإمام إسحاق بن إبراهيم الحنظلي الشهير بابن راهويه حين قال في رسالته لأبي زرعة : لا يهولنك الباطل فإن للباطل جولة ثم يتلاشى .
وصدق رحمه الله تعالى .
 والله عزوجل يقول : [ فأما الزبد فيذهب جفاء , وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ]

والحمد لله رب العالمين .


جميع الحقوق محفوظة لمدونة عبد الله بن سليمان التميمي ©2013-2014 | |