خطبة جمعة [ 6 ] وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا... وبعض فضائل الآيات والسور



خطبة جمعة [ 6 ] وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا... وبعض فضائل الآيات والسور


الحمد لله الذي أنزل الفرقان , وحبانا من دون الأمم بالقرآن , كتاب شريف عظيم جليل
هو أحسن القصص , وخير الحديث , وأطيب الكلام , آخر الكتب عهداً بالله عزوجل
ووصية محمد صلى الله عليه وسلم , وطريق الله وحبله  , حفظه من التحريف والزيادة والنقصان وجعله محفوظا في قلوب عباده المسلمين ويسر حفظه وتلاوته { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركا فيه أن جعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم أمة القرآن
والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم  وعلى آله وصحبه وزوجاته ومن والاه وسلم تسليماً كثيراً
أما بعد :
فإن فضل القرآن لا ينحصر ولا يكفيه خطبة أو مقال , فإن القرآن هو ذكرنا وشرفنا
قال تعالى { وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ } قال الحافظ ابن قتيبة : [ يعني شرف لك ولقومك ]

ويقول ابن القيم رحمه الله  : [ القرآن مادة الهدى والعلم والخير في القلب ]

ولأنه الأصل الأول والحافظ من الضلال يقول صلى الله عليه وسلم : [ تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله وسنتي ]
وهو القائدة إلى الجنة من جعله أمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلفه وتركه ساقه إلى النار
وبالقرآن تحيا قلوب الصالحين وتعمر بيوت عباد الله المؤمنين

فيه جوامع الكلم في الآية الواحدة تجد المعاني والأمور العديدة
قال تعالى { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } فجمع في كلمات قليلة الكثير من الفضائل وأرشد للطريق الصحيح في التعامل

وقال تعالى { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ  وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } فجمع كل خير ووعد فيه بخير وأنه سيجزى به  وجمع كل شر وأوعد فيه بشر وأنه سيعاقب عليه إلا أن يعفو عنه تفضلاً ورحمة

وقال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } فجمع كل خير وأمر به وجمع كل شر ونهى عنه في جملة واحدة في سياق بديع
لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ

وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأصحابه والسلف الصالح العناية الفائقة بالقرآن
فكان صلى الله عليه وسلم يتدارس القرآن مع جبريل في كل عام مرة , فلما كان العام الذي قبض فيه تدارسه معه مرتين
وكان يحب أن يسمعه من غيره , فكأن يأمر بعض أصحابه رضي الله عنه أن يقرأ عليه
وكان يقرأه في خطبة الجمعة وغير ذلك .

وفي قراءة الحرف الواحد حسنة والحسنة بعشر أمثالها
لا أقول ألف لام ميم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [ اقرأوا القرآن فإنه يأتي شفيعا لأصحابه ] والأحاديث والآثار في فضل القرآن كثيرة جداً

وأهل القرآن هم أهل الله وخاصته من خلقه وبالقرآن تعرف مقدار حبك لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه  [ من أحبَّ أن يعلم أنه يحب الله ورسوله  فلينظر فإن كان يحب القرآن فهو يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ]

وأهل القرآن هم العالمون به العاملون بما فيه لا الذين يقرؤونه بلا تفكر ولا تدبر
وإن كان من قرأه ليس ببعيد من الأجر
ولكن المراد من القرآن التدبر والتفكر والإتباع  , لا مجرد القراءة فهذا الذي لا يقوله أحد
ولا هو المقصود من إنزال القرآن { أفلا يتدبرون القرآن } { كتاب أنزلناه مباركاً ليدبروا آياته }
وكان الصحابة لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتدبرونهن ويتعلمون ما فيهن من الأحكام فإذا أتموا ذلك أخذوا غيرها

فالذي يحب القرآن يا عباد الله : يتبع ما فيه من الأوامر , ويترك ما فيه من النواهي , يتعظ بمواعظه وينزجر بنواهيه يتدارسه ويعقله ويحفظه حفظ قلب وعقل لا حفظ لسان وكلام
قال تعالى : { والذي جاء بالصدق وصدق به }
قال إمام المفسرين في طبقة التابعين مجاهد رحمه الله : [هم الذين يجيئون بالقرآن يوم القيامة قد اتبعوه أو قال اتبعوا ما فيه ]

ويقول ابن القيم رحمه الله : [ أَهْلُ الْقُرْآنِ هُمُ الْعَالِمُونَ بِهِ، وَالْعَامِلُونَ بِمَا فِيهِ، وَإِنْ لَمْ يَحْفَظُوهُ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ , وَأَمَّا مَنْ حَفِظَهُ وَلَمْ يَفْهَمْهُ وَلَمْ يَعْمَلْ بِمَا فِيهِ، فَلَيْسَ مِنْ أَهْلِهِ وَإِنْ أَقَامَ حُرُوفَهُ إِقَامَةَ السَّهْمِ ]

قال الإمام الآجري رحمه الله : [ القليل من الدرس للقرآن مع الفكر فيه وتدبره , أحب إلي من قراءة الكثير من القرآن بغير تدبر ولا تفكر فيه , قال : وظاهر القرآن يدل على ذلك , والسنة , وقول أئمة المسلمين ]

وقال ترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنهما : [ لأن أقرأ البقرة في ليلة فأدبرها وأرتلها أحب إلي من أقرأ القرآن كله أجمع .. هذرمة ]
[ و جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه  فَقَالَ قَرَاتُ الْمُفَصَّلَ اللَّيْلَةَ فِي رَكْعَةٍ. فَقَالَ: هَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ! ]

وكان رضي الله عنه يقول : [ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلاَثٍ فَهُوَ رَاجِزٌ، هَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ، وَنَثْرًا كَنَثْرِ الدَّقَلِ. ]

وكان  السلف يتدارسون القرآن فيما بينهم , ويجلس أحدهم في الآية الواحدة يرددها حتى الصباح يتفكر فيها ويتدبرها ويتأملها
وكانوا يتدارسون في اليوم الواحد عشر آيات فقط لكي يفهموا عن الله عزوجل مراده

و كَانَ ابن مسعود رضي الله عنه : [  إِذَا اجْتَمَعَ إِلَيْهِ إِخْوَانُهُ نَشَرُوا الْمُصْحَفَ فَقَرَءُوا، وَفَسَّرَ لَهُمْ ]

ومن فضل القرآن أنه لقارئه بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها كما تقدم
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل كان يقرأ القرآن في الليل : [ الْمَلَائِكَةُ دَنَتْ لِصَوْتِكَ ]
وفيه فاتحة الكتاب , رقية القلوب والأبدان وأعظم سورة في القرآن وهي السبع المثاني والقرآن العظيم

وقال صلى الله عليه وسلم : [ اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ ، اقْرَؤُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ ، وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ ، فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا ، اقْرَؤُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ ، وَلاَ تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ. ]
وقال صلى الله عليه وسلم : [ الْآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ ]
وفي البقرة آية الكرسي أعظم آية في القرآن من قرأها قبل أن ينام لا يقربه الشيطان ولا يزال معه حافظ من الله عزوجل
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : [ الْآيَاتُ الْأَوَاخِرُ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ إِنَّهُنَّ لِمِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ ]

وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :[ من قرأ آل عمران فهو غني ] وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ منها إذا استيقظ من النوم

وقال ابن مسعود رضي الله عنه : [ {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} هِيَ الْمَانِعَةُ تَمْنَعُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَتُوقِي الرَّجُلَ فَيُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ.
فَتَقُولُ رِجْلَاهُ: لَا سَبِيلَ لَكُمْ عَلَى مَا قِبَلِي , أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ عَلَيَّ سُورَةَ الْمُلْكِ.
وَيُؤْتَى مِنْ قِبَلِ بَطْنِهِ، فَتَقُولُ بَطْنُهُ: لَا سَبِيلَ لَكُمْ عَلَى مَا قِبَلِي، أَنَّهُ قَدْ وَعِيَ فِيَّ سُورَةَ الْمُلْكِ.
وَيُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رَاسِهِ، فَيَقُولُ رَاسُهُ: لَا سَبِيلَ لَكُمْ عَلَيَّ، إِنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِيَّ سُورَةَ الْمُلْكِ.
قَالَ: وَهِيَ فِي التَّوْرَاةِ ثَلَاثُونَ آيَةً.
سُورَةُ الْمُلْكِ مَنْ قَرَأَهَا فِي لَيْلَةٍ فَقَدْ أَكْثَرَ وَأَطْيَبَ.]
وكان رضي الله عنه يقول لأصحابه : [ إِنِّي لَأَعْلَمُ آيَتَيْنِ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، لَا يَقْرَأُهُمَا عَبْدٌ عِنْدَ ذَنْبٍ يُصِيبُهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْهُ إِلَّا غُفِرَ لَهُ.
قالوا : فقلنا : أَيُّ شَيْءٍ فِي كِتَابِ اللهِ؟ فَلَمْ يخْبِرْنَا.
فَفَتَحْنَا الْمُصْحَفَ فَقَرَانَا الْبَقَرَةَ فَلَمْ نُصِبْ شَيْئًا، ثُمَّ قَرَانَا النِّسَاءَ وَهُوَ فِي تَالِيفِ عَبْدِ اللهِ عَلَى إِثْرِهَا فَانْتَهَيْنَا إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا} قُلْتُ: أَمْسِكْ هَذِهِ.
ثُمَّ انْتَهَيْنَا إِلَى النِّسَاءِ إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ فَأَطْبَقْنَا الْمُصْحَفَ , فَأَخْبَرْنَا بِهَا عَبْدَ اللهِ فَقَالَ: هُمَا هَاتَانِ. ]

وفيه سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل كان يحبها ويقرأ فيها [ حبك إياها أدخلك الجنة ]
وفيه المعوذات ما تعوذ الناس بأحسن منهما , وكَانَ صلى الله عليه وسلم [  إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ]

وفيه سورة الكهف وما ورد في فضل قراءتها يوم الجمعة

وقرأ التابعي الإمام محمد بن سيرين سورة يس على مجنون فشفاه الله عزوجل

ولما أنزلت سورة الفتح على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ لهي خير مما طلعت عليه الشمس ]
وفي فضائل القرآن وسوره وآياته أحاديث وآثار لا يحصيها إلا الله عزوجل فعليكم بكتاب الله عزوجل تمسكوا به واقرأوه آناء الليل وأطرف النهار

يقول ابن مسعود رضي الله عنه : [مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ خَمْسِينَ آيَةً لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ
 وَمَنْ قَرَأَ مِئَة آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ
 وَمَنْ قَرَأَ ثَلاثُ مِئَة آيَةٍ كُتِبَ لَهُ قِنْطَارٌ
 وَمَنْ قَرَأَ تِسْعَ مِئَةِ آيَةٍ فُتِحَ لَهُ. ] يعني فتح له من العلم والخير
اللهم أحي قلوبنا بالقرآن ونور بيوتنا بالقرآن واجعلنا من أهل القرآن والحمد لله رب العالمين .

الحمد لله منزل الكتاب , الحمد لله الذي أنزل الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ
{  إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا }

لقد كان للسلف الصالح عناية شديدة بالقرآن
فكان عمر وابن عباس رضي الله عنهما يتدارسون القرآن , ومعهما كبار الصحابة وأشياخهم .
 ولما رأوا تنازع الناس واختلافهم جمعوا القرآن في مصحف واحد , فحفظ الله بهم الكتاب والعباد وقل بما صنعوه التفرق والخلاف
وكان التابعي مجاهد رحمه الله يعرض القرآن على ابن عباس , حتى عرضه عليه ثلاث مرات يوقفه عند كل آية يسأله عنها
وكان أبو موسى الأشعري رضي الله عنه يجمع الناس ويعلمهم القرآن

كان ابن مسعود رضي الله عنه يقول : [ إِنَّ فِي النِّسَاءِ خَمْسُ آيَاتٍ، مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي بِهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا.
وَلَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ الْعُلَمَاءَ إِذَا مَرُّوا بِهَا يَعْرِفُونَهَا:
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا}.
وَقَوْلُهُ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفُهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا}.
وَقَوْلُهُ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}.
وَقَوْلُهُ: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا}.
وَقَوْلِهِ: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا}
قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي بِهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا. ]

وهذا من عظيم علمه وفقه بالقرآن رضي الله عنه فهذه الآيات من أعظم الآيات الدالة على رحمة الله وعفوه عزوجل
وكان السلف يحبون القرآن ويتعلقون به
كان ابن مسعود يقول : [ إذَا وَقَعَتْ فِي آلْ {حم} وَقَعْتُ فِي رَوْضَاتٍ دَمِثَاتٍ أَتَأَنَّقُ فِيهِنَّ ]
يعني كأنك في روضة وحديقة جميلة فتنتقي منها وتسعد بها
وكان مجاهد يقول  [ آل حم ديباج القرآن  ] يعني زينته وجماله

وقال ابن مسعود رضي الله عنه : [ ما خلق الله من سماء ولا أرض، ولا جنة ولا نار، أعظم من آية في سورة البقرة {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} ثم قرأها حتى أتمها.
وما في القرآن أجمع لخير ولا لشر من آية في سورة النحل {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون}
و ما في القرآن آية أعظم فرجا من آية في سورة الغرف {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم}
و ما في القرآن آية أكثر تفويضا من آية في سورة النساء القصرى {ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا} ]

وقال سلمان الفارسي رضي الله عنه : [ لَوْ بَاتَ رَجُلٌ يُعْطِي الْقنَان الْبِيضَ - يعني يتصدق بالمال العظيم -  وَبَاتَ آخَرُ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ أَوْ يَذْكُرُ اللَّهَ تعالى لَرَأَيْت أَنَّ ذَلِكَ أفضل ]
ومن أعظم ما يعين على فهم القرآن وتدبره وفهمه والتفقه فيه تتبع تفاسير السلف من الصحابة والتابعين وأئمة الإسلام فإنهم ما تركوا خيراً إلا ودلونا عليه وما تركوا شراً إلا وحذرونا منه وقد حباهم الله عزوجل واجتباهم وعلمهم وفقههم ورزقهم العلم والورع ومن خير ما ينظر كتب التفسير في الصحيحين والسنن وما رووه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الأبواب ,  والتفاسير الأثرية  كتفسير الحافظ ابن أبي حاتم والحافظ الطبري وأيضاً تفسير الحافظ ابن المنذر وتفسير عبد الرزاق وغيرهم ممن حفظ لنا تفاسير الصحابة والتابعين وينظر فيما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من التفسير والفضائل وغير ذلك ...
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا
اللهم ارزقنا حفظه وتلاوته والقيام به
اللهم اجعله لنا قائداً وإماما
اللهم اجعله لنا شفيعا
اللهم اجعلنا ممن يقال لهم اقْرَا وَارْقَهُ فِي الدَّرَجَاتِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْت تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَك من الدَّرَجَاتِ عِنْدَ آخِرِ مَا تَقْرَأُ.
اللهم ارفع لنا به الدرجات وادخلنا به الجنات
اللهم  ارحمنا وعافنا واعف عنا واهدنا وسددنا واجعلنا من عبادك الصالحين
اللهم أنت أصلحت الصالحين اللهم فاجعلنا منهم برحمتك يا أرحم الراحمين
اللهم صل على محمد وعلى آله محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ...

[ مصور ]




جميع الحقوق محفوظة لمدونة عبد الله بن سليمان التميمي ©2013-2014 | |