[ سلسلة
] التعريف ببعض كتب أئمة الإسلام [ 9
]
* اسم الكتاب : كتاب العلم والحلم
* المؤلف : الإمام الحافظ الزاهد
أبو الحسن آدم بن أبي إياس العسقلاني
جبل متقن إمام ثقة ثبت من طبقة أتباع التابعين وعمّر حتى سمع منه البخاري وهذه الطبقة ولد عام
( 132 هــ) وتوفي عام (220هـ )
فبين ولادته ووفاة صغار الصحابة أقل من خمسين سنة
صحب شعبة وكتب عنه وكان له عند شعبة قدر وهو من القلة الذين سمح
لهم الحافظ شعبة بالكتابة عنده
وكان مشهوراً بالزهد والتعبد وترك الدنيا وأهلها
حتى قال فيه الإمام أبو حاتم الرازي : آدم ثقة متعبد مأمون من خيار
عباد الله عزوجل
وأدرك محنة الإمام أحمد وثبت وكان صلباً في السنة وأوصى الإمام
أحمد بوصية وهو في السجن حثه على الثبات وأنه على الحق فأعجب به الإمام أحمد وكتب
عنه وحدث عنه
وكان أحمد يدعو له ويقول رحمه الله حياً وميتاً فقد أحسن في
النصيحة
حديثه في عامة دواوين الإسلام وروى عنه البخاري وأكثر عنه في
الصحيح والنسائي والترمذي وأبوداود وغيرهم من الأئمة
وله عناية بالتفسير عن مجاهد وغيره
* بعض تصانيف المؤلف :
له هذا الجزء
وله التفسير عن مجاهد طبع باسم تفسير مجاهد وكثير من المصنفين يعزونه لآدم
وله كتاب الثواب ذكره بعض المتأخرين ولم يعثر عليه
وله جزء حديثي قيل موجود في الظاهرية ولعله الذي أخرج في موقع
الشاملة والله أعلم
وله حديث شعبة ذكره ابن حجر في شرح البخاري ولم يوقف عليه للآن
* نبذة عن كتاب العلم
والحلم :
هو كتاب جليل لطيف زاخر بالآثار عن الصحابة والتابعين على طريقة
السلف بذكر الباب والأخبار والآثار التي فيه من غير تطويل ولا تكثير للكلام
فالآثار يشرح بعضها بعضاً
وهو عالي الإسناد جداً وعامة مادة الكتاب في وعظ طالب العلم وآدابه
ويروي في ذلك الأحاديث المرفوعة والموقوفة على الصحابة والمقطوعة من كلام التابعين
وغيرهم والمراسيل وما روي عن بني إسرائيل والأنبياء و وعامة مادة الكتاب في حيز
الاحتمال إلا أن المصنف لم يكن ممن يدقق في الرجال فيروي عن بعض من تركه الحفاظ
كجابر الجعفي والهيثم بن جماز إلا أن الأخبار كلها في الوعظ والآداب وعامتها لها
نظائر في الباب
فبدأ الكتاب بباب في التواضع
وبدأ بأبواب العلم لا يستحي من طلب العلم والتجمل بالعلم وطلب
العلم لله باب في السؤال عما جهل ومن يفتي بغير علم ولا أدري
وباب فيمن يعلم ولا يعمل
ثم أبواب في العلماء وما لهم وما عليهم
ثم في آخر الكتاب أبواب في كتابة العلم وحفظه والاستماع له
والتحديث به والمذاكرة
وباب في عدم الإعجاب بالعلم وتحت كل عنوان من هذه أبواب متفرقة
وآثار وأخبار
وكل هذا مسند عن أهله وممن سمع منهم الحافظ رحمه الله
والكتاب كله جليل جداً ومفيد جداً لا يستغني عنه طالب العلم مع
اختصاره وصغر حجمه .فاحرص عليه وعلى قراءته وشرحه والاعتناء به.
* بعض فوائد ونفائس الكتاب :
* قال : [حدثنا
المبارك بن فضالة قال حدثنا أبو يزيد المديني عن أبي هريرة قال : إن أول ما أخاف أن يسألني
الله عنه يوم القيامة أن يقول قد علمت فماذا عملت فيما علمت ] .
* [ قال التابعي الإمام عون بن عبد الله بن عتبة
بن مسعود رضي الله عنهم : رأس التقوى : الصبر وحقيقته : العلم ويكمله الورع والهدى من الله
كثير .. ولا يبصره إلا البصير .. ولا يعمل به إلا اليسير
بمنزلة نجوم السماء ألم تر إليها ما أكثرها ؟ ولا يهتدي بها إلا العلماء ..]
ثم الكتاب كله نفيس ومفيد
والحمد لله رب العالمين فرحمه الله تعالى ورضي الله عنه وعن أئمة الإسلام أهل
الحديث والأثر في أي زمان ومكان وعنا معهم برحمة منه وفضل ...
* طبعات
الكتاب :
النسخة التي معي هي طبعة
المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية البحرين بتحقيق عامر حسن صبري التميمي وقد أحسن في
ضبط النص إلى حد كبير ولكن أثقله ببعض الحواشي الطويلة والكتاب صغير الحجم جميع ما فيه من الآثار والأخبار [ 308 أثر فقط ] وأخرجه فيما يزيد على 250 صحيفة وكان
يمكن الاختصار أكثر فيما أحسب والله أعلم
والمحقق قد أخرج مجموعة من نفائس الكتب السلفية التي لم يسبق إلى
إخراج بعضها أحد قبله وهذا يشكر له
ولكن المراد أن الناس في عزوف عن الكتب السلفية إلا من رحم الله
ويرمون عليها شبهات من عدم الفهم وطول الإسناد وما شابه ذلك فكل ما يسهل على
قراءتها وإخراجها ينبغي أن يصار إليه وكل ما يصد عنها ويزيد في بعد الطلبة عنها
ينبغي تركه والله الموفق ...
روابط إلكترونية للكتاب / لا يوجد نسخة وورد أو نسخة للشاملة :
[ رابط مصور ] : https://archive.org/compress/ilmwahilm/formats=TEXT%20PDF,IMAGE%20CONTAINER%20PDF&file=/ilmwahilm.zip
