عناية أهل الحديث منذ الزمن الأول ببيان تصديق الأحاديث النبوية من كتاب الله

عناية أهل الحديث منذ الزمن الأول ببيان تصديق الأحاديث النبوية من كتاب الله

إن من عادة الطاعنين بالسنة أنهم يظهرون أهل الحديث على أنهم لا يعتنون بالقرآن ويقدمون الحديث عليه
والعيب هنا في أفهامهم فإنهم يفهمون القرآن فهما مغلوطا ثم يعارضون بينه وبين الحديث  !
والحق أن أهل الحديث هم أعلم الناس بالقرآن لأنهم أعلم الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو أفقه الناس بالقرآن
وإن لهم كتباً كثيرة في التفسير
واستدلالهم بالقرآن ليس مقتصرا على الأمثلة المذكورة هاهنا فما من باب من أبواب الدين الا ويستدلون فيه بالقرآن والسنة معاً
غير أننا هنا انتقينا أن يأتي حديث ويغيب عن أذهان عامة الناس مصداقه في القرآن
فيأتي العالم ويستخرج معناه من القرآن
وللصحابة خصوصية في فهم القرآن لا يشترك معهم غيرهم فيها
وفي ذلك يقول شيخ الإسلام رحمه الله : للصَّحَابَةِ فَهْمٌ فِي الْقُرْآنِ يَخْفَى عَلَى أَكْثَرِ الْمُتَأَخِّرِينَ
كَمَا أَنَّ لَهُمْ مَعْرِفَةً بِأُمُورٍ مِنْ السُّنَّةِ  وَأَحْوَالُ الرَّسُولِ لَا يَعْرِفُهَا أَكْثَرُ الْمُتَأَخِّرِينَ
فَإِنَّهُمْ شَهِدُوا الرَّسُولَ وَالتَّنْزِيلَ  وَعَايَنُوا الرَّسُولَ وَعَرَفُوا مِنْ أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ وَأَحْوَالِهِ مِمَّا يَسْتَدِلُّونَ بِهِ عَلَى مُرَادِهِمْ مَا لَمْ يَعْرِفْهُ أَكْثَرُ الْمُتَأَخِّرِينَ [ مجموع الفتاوى 19 / 200 ]
وكل من سار على نهج الصحابة واتبعهم من أئمة الإسلام من التابعين ومن بعدهم
فهو من هذا الفهم يقتبس وعلى هذا الطريق يسير
وهذا جمع يسير يُبين لك طرفا من عنايتهم بتصديق الأحاديث من القرآن
 فكيف يزعم جاهل بعد ذلك أنهم يروون ما يخالف القرآن مخالفة قطعية ويصححونه...؟!
وكيف يروون ما يخالف القرآن – مثلا – وهم أعلم الناس بالقرآن ؟
قال رجل للتابعي مطرف بن عبد الله  : أفضل من القرآن تريدون ؟
قال : لا , ولكن نريد من هو أعلم بالقرآن منا .
والقرآن مليء بالآيات الدالة على اتباع الرسول فإذا قبض الرسول فإلى سنته وكلامه بلا شك
وعَنْ مَسْرُوقٍ: أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَتْ أُنْبِئْتُ أَنَّكَ تَنْهَى عَنِ الْوَاصِلَةِ؟
قَالَ: نَعَمْ , فَقَالَتْ: أَشَيْءٌ تَجِدُهُ فِي كِتَابِ اللهِ أَمْ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم؟
فَقَالَ: أَجِدُهُ فِي كِتَابِ اللهِ وَعَنْ رَسُولِ اللهِ.
فَقَالَتْ: وَاللهِ لَقَدْ تَصَفَّحْتُ مَا بَيْنَ دَفَّتَىِ الْمُصْحَفِ فَمَا وَجَدْتُ فِيهِ الَّذِي تَقُولُ؟
قَالَ: فَهَلْ وَجَدْتِ فِيهِ مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا؟
قَالَتْ: نَعَمْ.
قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم نَهَى عَنِ النَّامِصَةِ وَالْوَاشِرَةِ وَالْوَاصِلَةِ وَالْوَاشِمَةِ إِلاَّ مِنْ دَاءٍ.
نقول : فهذا هو الفهم الدقيق للكتاب
فنص الكتاب أمر باتباع الرسول فكل أمر للرسول هو مندرج تحت هذه الآية العامة ...

والآن مع الآثار :
( 1 ) من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم  :
1-  عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ ، قَالَ : قَالَ لِي عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ ، أَرَأَيْتَ مَا يَعْمَلُ النَّاسُ الْيَوْمَ وَيَكْدَحُونَ فِيهِ ، أَشَيْءٌ قُضِيَ عَلَيْهِمْ وَمَضَى عَلَيْهِمْ مِنْ قَدَرِ مَا سَبَقَ ؟ ، أَوْ فِيمَا يُسْتَقْبَلُونَ بِهِ مِمَّا أَتَاهُمْ بِهِ نَبِيُّهُمْ ، وَثَبَتَتِ الْحُجَّةُ عَلَيْهِمْ ؟ فَقُلْتُ : بَلْ شَيْءٌ قُضِيَ عَلَيْهِمْ ، وَمَضَى عَلَيْهِمْ ، قَالَ فَقَالَ : أَفَلاَ يَكُونُ ظُلْمًا ؟ قَالَ : فَفَزِعْتُ مِنْ ذَلِكَ فَزَعًا شَدِيدًا ، وَقُلْتُ : كُلُّ شَيْءٍ خَلْقُ اللهِ وَمِلْكُ يَدِهِ ، فَلاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ، فَقَالَ لِي : يَرْحَمُكَ اللَّهُ إِنِّي لَمْ أُرِدْ بِمَا سَأَلْتُكَ إِلاَّ لأَحْزِرَ عَقْلَكَ ، إِنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ مُزَيْنَةَ أَتَيَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالاَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَرَأَيْتَ مَا يَعْمَلُ النَّاسُ الْيَوْمَ ، وَيَكْدَحُونَ فِيهِ ، أَشَيْءٌ قُضِيَ عَلَيْهِمْ وَمَضَى فِيهِمْ مِنْ قَدَرٍ قَدْ سَبَقَ ، أَوْ فِيمَا يُسْتَقْبَلُونَ بِهِ مِمَّا أَتَاهُمْ بِهِ نَبِيُّهُمْ ، وَثَبَتَتِ الْحُجَّةُ عَلَيْهِمْ ؟
 فَقَالَ : لاَ ، بَلْ شَيْءٌ قُضِيَ عَلَيْهِمْ وَمَضَى فِيهِمْ ، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } [ مسلم ]
2-  حدثنا مسدد سمع يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني منصور وسليمان عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله:  أن يهوديا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد
إن الله يمسك السموات على إصبع والأرضين على إصبع والجبال على إصبع والشجر على إصبع والخلائق على إصبع ثم يقول أنا الملك
 فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه  ثم قرأ { وما قدروا الله حق قدره }
و عن عبد الله فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبا وتصديقا له [ البخاري ]

3- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَأَنَا أَوْلَى بِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ  اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ } فَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ مَاتَ وَتَرَكَ مَالًا فَلْيَرِثْهُ عَصَبَتُهُ مَنْ كَانُوا  وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَلْيَأْتِنِي فَأَنَا مَوْلَاهُ [ البخاري ]

4- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
 اللَّهُ أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ
فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ } [ البخاري ]
5- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
 إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ سَنَةٍ وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ { وَظِلٍّ مَمْدُودٍ }
وَلَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ أَوْ تَغْرُبُ [ البخاري ]

6- عن َعطَاءَ بْنَ يَسَارٍ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيَّ قَالَا
 سَمِعْنَا أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ الْمِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ وَلَا اللُّقْمَةُ وَلَا اللُّقْمَتَانِ
 إِنَّمَا الْمِسْكِينُ الَّذِي يَتَعَفَّفُ وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ يَعْنِي قَوْلَهُ { لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافا } [ البخاري ]

7- وفي الباب حديث الشفاعة الذي رواه أبو سعيد الخدري - مسلم ٢٦٩
وكان يقول :إِنْ لَمْ تُصَدِّقُونِي بِهَذَا الْحَدِيثِ فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ { إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا } .
8- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:  قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مَوْضِعَ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ لَخَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا  اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ { فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ } [ جامع الترمذي ]

( 2 ) من آثار الصحابة رضي الله عنهم : 
9- قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
إنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أُجْلِسَ فِي قَبْرِهِ يُقَالُ لَهُ مَنْ رَبُّكَ مَا دِينُكَ مَنْ نَبِيُّكَ
 فَيُثَبِّتُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللَّهُ وَنَبِيِّي مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُوَسَّعُ لَهُ فِي قَبْرِهِ وَيُرَوَّحُ عَنْهُ
 ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} إِلَى قَوْلِهِ {وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}.
وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا مَاتَ أُجْلِسَ فِي قَبْرِهِ فَيُقَالُ لَهُ مَنْ رَبُّكَ مَا دِينُكَ مَنْ نَبِيُّكَ؟
 فَيَقُولُ لَا أَدْرِي فَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ وَيُعَذَّبُ فِيهِ
 وَقَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} [ الخبر له حكم الرفع وقد روي مرفوعا ]

10- قال النعمان على المنبر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين لا يبالون من خالفهم حتى يأتي أمر الله .
 قال النعمان : فيمن قال إني أقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل ؟
 فإن تصديق ذلك في كتاب الله
 قول الله عز وجل : { وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون } [ تفسير ابن أبي حاتم ]

11- حدثنا بشر بن خالد حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حلف على يمين كاذبا ليقتطع مال رجل أو قال أخيه لقي الله وهو عليه غضبان
وأنزل الله عز وجل تصديق ذلك في القرآن {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا الآية إلى قوله عذاب أليم}  [ البخاري ]

12- حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن منصور عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله
قال  : قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم ؟  قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك.
 قلت ثم أي؟ قال أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك
قلت ثم أي ؟  قال أن تزاني حليلة جارك
وأنزل الله تصديق قول النبي صلى الله عليه وسلم { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر } الآية [ البخاري ]

13- وَأخرج ابْن أبي الدُّنْيَا فِي ذمّ الأمل عَن حُذَيْفَة قَالَ: مَا من صباح وَلَا مسَاء إِلَّا ومنادٍ يُنَادي:
 يَا أَيهَا النَّاس الرحيل الرحيل وَإِن تَصْدِيق ذَلِك فِي كتاب الله {إِنَّهَا لإِحدى الْكبر نذيراً للبشر لمن شَاءَ مِنْكُم أَن يتَقَدَّم} قَالَ: الْمَوْت {أَو يتَأَخَّر} قَالَ: الْمَوْت
[ الدر المنثور والخبر عند ابن أبي الدنيا وله إن صح حكم الرفع ]

14-  عَنْ أَبِي عُثْمَانَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ فِي سَفَرٍ، فَلَمَّا نَزَلُوا وَوُضِعَتِ السَّفَرَةُ بَعَثُوا إِلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي
 فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، فَلَمَّا كَادُوا أَنْ يَفْرُغُوا جَاءَ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ فَنَظَرَ الْقَوْمُ إِلَى رَسُولِهِمْ
 فَقَالَ: مَا تَنْظُرُونَ إِلَيَّ قَدْ  وَاللَّهِ أَخْبَرَنِي أَنَّهُ صَائِمٌ
 فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: صَدَقَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: 
مَنْ صَامَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ فَقَدْ صَامَ الشَّهْرَ كُلَّهُ
 وَقَدْ صُمْتُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَإِنِّي الشَّهْرَ كُلَّهُ صَائِمٌ
 وَوَجَدْتُ تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}
15- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ
 كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ
ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ { فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ } [ مسلم ]


16- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ فَلَمّ َا فَرَغَ مِنْهُ قَامَتْ الرَّحِمُ فَأَخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ
فَقَالَ لَهُ مَهْ قَالَتْ هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنْ الْقَطِيعَةِ قَالَ أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ
قَالَتْ بَلَى يَا رَبِّ قَالَ فَذَاكِ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ } [ البخاري ]

17- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
 مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلَّا وَالشَّيْطَانُ يَمَسُّهُ حِينَ يُولَدُ فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ مَسِّ الشَّيْطَانِ إِيَّاهُ إِلَّا مَرْيَمَ وَابْنَهَا
 ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ { وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ }

18- عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ
حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا
ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ { وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا } [ البخاري ]

19- عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ
 سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ تَفْضُلُ صَلَاةُ الْجَمِيعِ صَلَاةَ أَحَدِكُمْ وَحْدَهُ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا وَتَجْتَمِعُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ
ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ { إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا }  [ البخاري ]

( 3 ) من طبقة التابعين رحمهم الله تعالى :
20- قال التابعي سعيد بن جبير :
  قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ مَا مِنْ أَحَدٍ يَسْمَعُ بِي مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ ، وَلَا يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ فَلَا يُؤْمِنُ بِي إِلَّا دَخَلَ النَّارَ ]
فَجَعَلْتُ أَقُولُ: فَأَيْنَ تَصْدِيقُهَا فِي كِتَابِ اللَّهِ؟
وَقَلَّمَا سَمِعْتُ حَدِيثًا إِلَّا وَجَدْتُ لَهُ تَصْدِيقًا فِي الْقُرْآنِ ..
حَتَّى وَجَدْتُ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ}
فَالْأَحْزَابُ: الْمِلَلُ كُلُّهَا {فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ} 
قَالَ سعيد : الْكُفَّارُ أَحْزَابٌ كُلُّهُمْ عَلَى الْكُفْرِ . [ تفسير الطبري ]

21 - وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن سعيد بن جُبَير رَضِي الله عَنهُ قَالَ:
 مَا بَلغنِي حَدِيث عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على وَجهه إِلَّا وجدت مصداقه فِي كتاب الله [ الدر المنثور ]

22- عن هُشَيْمٌ , أنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ , عَنِ الْأَزْهَرِ بْنِ رَاشِدٍ , قَالَ:
 كَانُوا يَأْتُونَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ , فَإِذَا حَدَّثَهُمْ بِحَدِيثٍ , فَلَمْ يَدْرُوا مَا هُوَ أَتَوُا الْحَسَنَ فَفَسَّرَهُ لَهُمْ
قَالَ: فَحَدَّثَهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [ لَا تَنْقُشُوا فِي خَوَاتِيمِكُمْ عَرَبِيًّا , وَلَا تَسْتَضِيئُوا بِنَارِ أَهْلِ الشِّرْكِ ]
 فَلَمْ يَدْرُوا مَا هُوَ حَتَّى أَتَوُا الْحَسَنَ , فَقَالُوا: إِنَّ أَنَسًا حَدَّثَنَا حَدِيثًا لَمْ نَدْرِ مَا هُوَ قَالَ: مَا حَدَّثَكُمْ أَنَسٌ؟
 قَالُوا: حَدَّثَنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [ لَا تَنْقُشُوا فِي خَوَاتِيمِكُمْ عَرَبِيًّا , وَلَا تَسْتَضِيئُوا بِنَارِ أَهْلِ الشِّرْكِ ]
 قَالَ: أَمَّا قَوْلُهُ: [ لَا تَنْقُشُوا فِي خَوَاتِيمِكُمْ عَرَبِيًّا ] , قَالَ: لَا تَنْقُشُوا فِي خَوَاتِيمِكُمْ مُحَمَّدًا
 وَقَوْلُهُ: [ لَا تَسْتَضِيئُوا بِنَارِ أَهْلِ الشِّرْكِ ] يَقُولُ: تَسْتَشِيرُوا الْمُشْرِكِينَ فِي شَيْءٍ مِنْ أُمُورِكُمْ
ثُمَّ قَالَ الْحَسَنُ: تَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ تَعَالَى قَالَ:
 فَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا}  [ البيهقي في الشعب ]

23- قال التابعي إبراهيم النخعي :  أوحى الله عز وجل إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل أن قل لقومك :
 إنه ليس من أهل قرية ولا أهل بيت يكونون على طاعة الله فيتحولون منها إلى معصية الله إلا تحول الله مما يحبون إلى ما يكرهون
 ثم قال : إن تصديق ذلك في كتاب الله { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } [ تفسير ابن أبي حاتم ] [ الخبر في حكم المرفوعات ]

24- عن العوام بن حوشب، عن جبلة بن سحيم، عن مؤثر بن عفازة، عن عبد الله بن مسعود، قال:
 لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام، فتذاكروا أمر الساعة.
فذكر نحو حديث إبراهيم الدورقي عن هشيم، وزاد فيه:
 قال العوام بن حوشب: فوجدت تصديق ذلك في كتاب الله تعالى
 قال الله عز وجل: {حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا}
 وقال: {فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا}  يقول: وكان وعد ربي الذي وعد خلقه في دك هذا الردم
 وخروج هؤلاء القوم على الناس، وعيثهم فيه، وغير ذلك  من وعده حقا، لأنه لا يخلف الميعاد فلا يقع غير ما وعد أنه كائن [ تفسير الطبري ]

( 4 )  أئمة الإسلام من بعد طبقة التابعين رحمهم الله جميعاً :

25 - قال ُمحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، وَدَخَلْنَا، نَعُودُهُ
 فَقَالَ لِسَعِيدِ بْنِ حَسَّانَ الْمَخْزُومِيِّ: كَيْفَ الْحَدِيثُ الَّذِي حَدَّثْتَنِي؟
 قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ صَالِحٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: 
[ كُلُّ كَلَامِ ابْنِ آدَمَ عَلَيْهِ لَا لَهُ، إِلَّا أَمْرًا بِمَعْرُوفٍ، أَوْ نَهْيًا عَنْ مُنْكَرٍ، أَوْ ذِكْرًا لِلَّهِ تَعَالَى ]
فَقَالَ رَجُلٌ لِسُفْيَانَ: مَا أَشَدَّ هَذَا الْحَدِيثِ ..!
قَالَ سُفْيَانُ: وَمَا شِدَّتُهُ؟
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ، إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} وَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ، وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} .
وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} .
وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} .
وَقَالَ سُفْيَانُ: هَذَا كَلَامُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، الَّذِي جَاءَ بِهِ جَبْرَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ".
[ الزهد لأحمد / زوائد عبد الله ]

26- كان الحافظ يحيى بن سعيد القطان يقول  : إِذَا حَدَّثْنَاكُمْ بِحَدِيثٍ أَنْبَأْتُكُمْ بِتَصْدِيقِ ذَلِكَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .
 [السنة لعبد الله بن أحمد ]

27- عن سُلَيْمَانُ بْنُ عُتْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ, يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء رضي الله عَنْهُ
 عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: أَرَأَيْتَ مَا نَعْمَلُ؟ , أَشَيْءٌ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ؟، أَمْ شَيْءٌ نَسْتَأْنِفُهُ؟
 قال: "كل امرىءٍ مُهَيَّأٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ"
 ثُمَّ أَقْبَلَ يُونُسُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ( حافظ الشام في وقته ) ، فَقَالَ لَهُ:
 إِنَّ تَصْدِيقَ هَذَا الْحَدِيثِ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؟
 فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ: أَبِنْ لِي يَا حَلْبَسُ ؟
 قَالَ: أَمَا تَسْمَعُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ:
 {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنْ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ}
 أَرَأَيْتَ يَا سَعِيدُ، لَوْ أَنَّ هَؤُلَاءِ أَهْمَلُوا كَمَا يَقُولُ الْأَخَابِثُ، أَيْنَ كَانُوا يَذْهَبُونَ؟
 حَيْثُ حُبِّبَ إِلَيْهِمْ وَزُيِّنَ لَهُمْ، أَمْ حَيْثُ كُرِّهَ إليهم وبغض إليهم؟ [ القدر للفريابي ]

وفي انتزاع الدليل على الكلام من كتاب الله ما لا يحصيه إلا الله من الأخبار والآثار
وما من باب في الفقه والعقيدة بل وحتى في الوعظ والأدب إلا وينتزعون من كتاب الله عزوجل ما يؤيده وما يعضده وهذا مبثوث في مصنفاتهم
فمن ذلك :
28 - عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه  أَنَّهُ قَالَ حِينَ غَرَبَتْ الشَّمْسُ :  وَاَلَّذِي لَا إلَهَ إلَّا هُوَ إنَّ هَذِهِ السَّاعَةَ لَمِيقَاتُ هَذِهِ الصَّلَاةِ ]
 ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ تَصْدِيقَ ذَلِكَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ { أَقِمْ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إلَى غَسَقِ اللَّيْلِ } .
قَالَ : وَدُلُوكُهَا حِينَ تَغِيبُ ، وَغَسَقُ اللَّيْلِ حِينَ يُظْلِمُ فَالصَّلَاةُ بَيْنَهُمَا.

29- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه  قَالَ: إِنَّ الْكَذِبَ لَا يَصْلُحُ مِنْهُ جَدٌّ وَلا هَزْلٌ .
 اقْرَءُوا إِنَّ شِئْتُمْ { يَا أَيُّهَا الَّذِينُ آمنوا اتقوا الله وكونوا من الصَّادِقِينَ} .
 قَالَ: وَهِيَ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ هَكَذَا، فَهَلْ تَجِدُونَ لأَحَدٍ رُخْصَةً فِي الْكَذِبِ؟. [ تفسير ابن أبي حاتم ]

30 - عن ابن أبي ليلى أنه كان يقول  : لهم ثواب ، يعني : للجن
فوجدنا تصديق قوله في كتاب الله : { ولكل درجات مما عملوا } [ تفسير ابن أبي حاتم ]

31- قال التابعي الحسن البصري :  استعينوا على السيئات القديمات بالحسنات الحديثات ، وإنكم لن تجدوا شيئا أذهب بسيئة قديمة من حسنة حديثة
 قال الحسن : وأنا أجد تصديق ذلك في كتاب الله : { إن الحسنات يذهبن السيئات } [ تفسير ابن أبي حاتم ]

32- عن مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: قَرَأْتُ فِي الزَّبُورِ: إِنِّي أَنْتَقِمُ مِنَ الْمُنَافِقِ بِالْمُنَافِقِ، ثُمَّ أَنْتَقِمُ مِنَ الْمُنَافِقِينَ جَمِيعًا وَذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ قَوْلُ اللَّهِ: { وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}
 [ تفسير ابن أبي حاتم ]

نقول : واستقصاء هذا الباب يطول ولو جمع على الاستقصاء لكان حسناً
ولكننا اخترنا آثاراً ظاهرة وواضحة كما قدمنا
والحمد لله رب العالمين ..

جمعه / عبد الله بن سليمان التميمي و يوسف بن محمد الدكالي


جميع الحقوق محفوظة لمدونة عبد الله بن سليمان التميمي ©2013-2014 | |